شما بنت سلطان بن خليفة: الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة لخدمة أهداف الاستدامة
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تحمل إمكانات هائلة لخدمة أهداف الاستدامة .
وقالت الشيخة شما، في كلمتها الافتتاحية للندوة التدريبية “إضاءة الطريق .. الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والقصص التي لم تُحكى بعد”، التي أقيمت ضمن أسبوع المحاكاة في الدورة الرابعة لأكاديمية CNN أبوظبي، “نشهد في عصرنا الحالي تزايد أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الاستدامة كأكثر المواضيع إلحاحا، ولا يمكننا الإشارة بأن الذكاء الاصطناعي هو حل لكافة القضايا البيئية، ولكنه يحمل إمكانات هائلة إذا أمكننا تخيل وجود مصانع تستخدم الذكاء الاصطناعي لمنع الهدر، أو وجود أنظمة تعمل على تطوير شبكات في المدينة”، مشيرة إلى أهمية توخي الحذر لتجنب تفاقم الفجوات بين المجتمعات في الاستفادة من هذه التقنيات.
ودعت الشيخة شما، الصحفيين وصناع المحتوى إلى لعب دور حيوي في تسليط الضوء على هذه الفروقات وتحديات الاستدامة، وتقديم قصص إيجابية حول الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يذكر أن أسبوع المحاكاة، الذي اختتم فعاليات الدورة الرابعة لأكاديمية CNN أبوظبي شهد مشاركة 140 مشاركا من مختلف أنحاء العالم بينهم 45 طالبا في دولة الإمارات حيث خاضوا تجربة واقعية في غرفة الأخبار وتعلموا مهارت جديدة في مجال الصحافة والإعلام.
وتضمنت الأكاديمية بنسختها هذا العام دورات تدريبية بقيادة نخبة من قادة الإبداع والتكنولوجيا الرقمية، بما فيهم معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وسعادة محمد الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، وبيل جيتس، أحد أبرز خبراء التكنولوجيا في العالم ورئيس مؤسسة “بيل ومليندا غيتس”، والدكتور إنريكو نالتاليزيو، باحث رئيسي في معهد الابتكار التكنولوجي، وبيكي أندرسون، مديرة تحرير CNN أبوظبي ومذيعة برنامج “Connect the World with Becky Anderson”.
كما شهدت الأكاديمة، تنظيم مجموعة من ورش العمل التفاعلية التي بدأت في سبتمبر، ومنحت الطلاب عدداً من المهارات والمواضيع المطلوبة في مجال الصحافة وسرد القصص، كما اختبر الطلاب المشاركين تجربة محاكاة لمصادر شائعة للمعلومات ومضللة عبر الإنترنت، بما في ذلك هجمات التصيد الإلكتروني، ومقاطع الفيديو المزيفة والمحادثات الهاتفية وغيرها ضمن الأسبوع الختامي، حيث عملت مجموعات فرق مكونة من 5 أشخاص، على تقصّي الحقيقة وإنتاج قصتهم مع توظيف كافة المهارات المكتسبة خلال الدورة.
واستضافت أبوظبي خلال الحدث 95 مشاركا دوليا للتعاون مع 45 أكاديمياً محلياً، لتدريب 140 شاباً من 20 جنسية مختلفة، مع حضور مشاركين من دورات أكاديمية CNN في الولايات المتحدة الأميركية، وماليزيا، وهونج كونج، وكردستان العراق، وإيرلندا.
وتخللت فعاليات أسبوع المحاكاة، قيام الطلاب بجولة في مركز ياس سي وورلد للأبحاث والإنقاذ وسيوورلد، وجزيرة ياس في أبوظبي، بما في ذلك مركز رعاية الحيوان في منتزه الحياة البحرية، للتعرف على المهام اليومية التي تقوم بها فرق الخبراء المختصين بعلم الحيوان والإنقاذ وكيفية إعادة تأهيل الحيوانات المصابة وإطلاقها مرة أخرى إلى موطنها الطبيعي، كما قام الفريق بجولة في الاستوديوهات الخارجية في twofour54، حيث استخدموا أماكن ومعدات التصوير لمساعدتهم في السلسلة النهائية من دورتهم.
يذكر أنه تم إطلاق أكاديمية CNN أبوظبي عام 2020، بهدف تمكين الجيل القادم من الصحافيين، وصقل مهاراتهم في سرد القصص عبر العديد من المنصات، بقيادة وإشراف طاقم CNN من مذيعين ومراسلين، ومتخصصين فنيين من جميع أنحاء العالم، بالشراكة مع هيئة الإعلام الإبداعي، التي أعلنت عن تعاونها مع كليات التقنية العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتوفير التقييم الأكاديمي، في خطوة تعكس اهتمام الهيئة بدعم ورعاية وتطوير المواهب الإبداعية داخل الدولة، وسد الفجوة بين التعليم والقطاع الخاص بما يصب في منفعة الطلاب في تشكيل مستقبلهم.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.
فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.
من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقففي بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.
وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.
ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.
عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعيالتحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.
ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.
إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبلتُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.
ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.
نحو ذكاء عام قابل للتكيفيرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.
حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.