انطلقت اليوم فعاليات البرنامج التدريبي "استخدام الذكاء الاصطناعي في تقدير المواقف الاستراتيجية" والموجه لطلاب برنامج نظم معلومات السياسات العامة PPIS، بكلية التجارة بجامعة أسيوط وذلك بالتعاون بين المركز الوطني للدراسات وجامعة أسيوط خلال الفترة من 6 وحتى 8 ديسمبر الجاري، تحت إشراف اللواء أحمد الشهابي، رئيس المركز الوطني للدراسات، والدكتور محمد عدوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، واللواء الدكتور أحمد فاروق، مستشار المركز الوطني للدراسات، والأستاذ هاني الأعصر، المدير التنفيذي للمركز، بمشاركة طلاب المستوى الرابع ببرنامج PPIS بكلية التجارة.

ويأتي تنفيذ البرنامج التدريبي في إطار حرص جامعة أسيوط على رفع مهارات طلاب السياسات العامة في مجالات تحليل البيانات، وإعداد تقديرات الموقف، وصنع القرار الاستراتيجي باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تعزيز جاهزيتهم للاندماج في سوق العمل في مؤسسات التخطيط وإدارة الأزمات وصياغة السياسات.

وخلال تفقده لفعاليات اليوم الأول، أكد الدكتور أحمد المنشاوي أن البرنامج يعكس رؤية جامعة أسيوط الهادفة إلى إعداد جيل من الكوادر الشبابية القادرة على فهم المواقف المعقدة وتحليلها اعتمادًا على أدوات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. وأشار إلى أن الجامعة تسعى باستمرار إلى توفير برامج تدريبية نوعية تُكسب الطلاب خبرات عملية تؤهلهم للمنافسة المهنية، مثمنًا التعاون المستمر مع المركز الوطني للدراسات وما يقدمه من خبرات متميزة في مجال التدريب الاستراتيجي.

أكد الدكتور محمد عدوي أن المرحلة الحالية تتطلب كوادر واعية بقضايا الدولة وقدرة على تحليل البيانات وفهم سياقات السياسات العامة، مضيفًا أن الدورة تمنح طلاب PPIS مهارات تساعدهم على فهم أبعاد صنع القرار ووضع الأولويات وتقييم المواقف الاستراتيجية باستخدام منهجيات علمية حديثة.

وفي سياق متصل، أكد اللواء الدكتور أحمد فاروق، مستشار المركز الوطني للدراسات، أن التدريب يركز على تعريف الطلاب بآليات بناء تقديرات الموقف، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المعقدة، واستخلاص نتائج تدعم متخذي القرار.

وأضاف أن الطلاب أظهروا تفاعلًا كبيرًا وقدرة واضحة على استيعاب المفاهيم المرتبطة بالتحليل الاستراتيجي، مما يعكس نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه.

كما أوضح هاني الأعصر، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدراسات، أن البرنامج يهدف إلى تعزيز قدرات الطلاب من خلال التدريب على أدوات عملية في تحليل المعلومات وتفسير المؤشرات، وربط البيانات بالسيناريوهات المحتملة، مؤكدًا أن المركز يولي اهتمامًا خاصًا بدعم طلاب جامعة أسيوط لما يتمتعون به من تميز وجدية في التعلم.

واختتم اليوم الأول من فعاليات الدورة وسط تفاعل كبير من الطلاب، الذين أشادوا بالمحتوى التدريبي وما يوفره من خبرات تساعدهم على تطوير قدراتهم العلمية والعملية في مجال السياسات العامة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: طلاب جامعة أسيوط برنامج كلية التجارة نظم المعلومات السياسات المرکز الوطنی للدراسات الذکاء الاصطناعی السیاسات العامة جامعة أسیوط

إقرأ أيضاً:

الغش الأكاديمي في عصر الذكاء الاصطناعي

عندما نتحدث عن الغش الأكاديمي يأتي في أذهاننا المشهد التقليدي للطالب الذي ينسخ من ورقة زميله أو يخبئ قصاصات صغيرة داخل جيبه، ولكن هذا الأمر بات جزءًا من الماضي. اليوم، دخل الذكاء الاصطناعي إلى قلب العملية التعليمية، محدثًا هزة عميقة في مفهوم النزاهة الأكاديمية، وطارحًا أسئلة جديدة حول حدود المساعدة المقبولة، وما إذا كان ما نعتبره "غشًا" في الأمس لا يزال يحمل المعنى ذاته في عصر التكنولوجيا الذكية.
ففي السنوات الأخيرة، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحياة اليومية للطلاب، فأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته باتت قادرة على تلخيص الدروس، وشرح المسائل، وتحليل النصوص، وحتى كتابة المقالات، بضغطة واحدة وعلى مدار الساعة. هذه الأدوات التي صُممت في الأصل لتطوير التعلم وتعزيز قدرات الطلاب، تحولت – من دون قصد– إلى وسيلة يسهل استغلالها للالتفاف على الجهد الشخصي، مما ولّد نقاشًا متصاعدًا بين المؤسسات الأكاديمية حول حدود الاستفادة المشروعة من قدرات الذكاء الاصطناعي داخل البيئة الأكاديمية، وفي إجراء التكليفات الخاصة بالطلاب.
ما يثير القلق اليوم ليس استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل كيفية استخدامه، فهناك فرق كبير بين طالب يعتمد على الأداة لفهم فكرة ما أو تبسيط معلومة، وبين آخر يطلب من الذكاء الاصطناعي إعداد بحث كامل ليسلمه كما هو بدون مراجعة أو تحقق، في غياب أي جهد معرفي حقيقي. والجدير بالذكر أنه مع تزايد قدرة هذه التقنيات على إنتاج نصوص منسقة ورصينة، أصبح اكتشاف الغش أكثر صعوبة، مما دفع الجامعات إلى تطوير أدوات لكي تتمكن من خلالها رصد النصوص المولدة عبر الذكاء الاصطناعي.
ورغم هذه التحديات، فإن المشهد ليس مظلمًا بالكامل. فقد دفعت الظاهرة كثيرًا من الجامعات إلى إعادة النظر في أساليب التقييم التقليدية. فبدلاً من الاعتماد على الواجبات المنزلية أو الامتحانات القابلة للغش، بدأت المؤسسات تتجه إلى التقييم القائم على المشروعات، والمناقشات الصفية، والامتحانات الشفهية، وتقييم التفكير النقدي.
ومن ثم يمكننا القول بأن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله، ولا يمكن منعه بالكامل داخل المؤسسات التعليمية. ولذلك فإن التحدي الحقيقي اليوم ليس في منع الطلاب من استخدامه، بل في تعليمهم كيفية استخدامه بشكل أخلاقي، وتوعيتهم بأن الاعتماد الكامل على الآلة لا يصنع مستقبلًا ولا يبني مهارة. فالمعرفة الحقيقية لا تأتي بضغطة زر، بل بالصبر والمثابرة والتفكير النقدي، وهي مهارات لن يستطيع أي برنامج – مهما بلغت دقته – أن يقدّمها جاهزة.

مقالات مشابهة

  • جامعة بنها الأهلية تطلق سلسلة رحلات علمية لطلاب كلية علوم الطاقة
  • الأمن العام يواصل تطوير الخدمات باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين
  • معلومات الوزراء: 58% من الأمريكيين يرون الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا للاقتصاد الأمريكي
  • تعزيز النزاهة العلمية وضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي.. محاور اجتماع المجلس الأعلى للدراسات العليا والبحوث
  • وزير الخارجية يستعرض جهود مصر في مجال الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات
  • تكريم 6 عالمات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية
  • أميركا تكشف عن استراتيجية توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة
  • الغش الأكاديمي في عصر الذكاء الاصطناعي