جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@07:13:01 GMT

"عامٌ فيه يُغاث الناس وفيه يَعصرون"

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

'عامٌ فيه يُغاث الناس وفيه يَعصرون'

‏راشد بن حميد الراشدي

بعد سنواتٍ عِجافٍ مَرَّتْ على الوطن والمواطن بسبب الأزمات العالمية وبُطء النمو الاقتصادي، علاوة على المُعضلات الصحية وانخفاض الموارد المالية، وكذلك الالتزامات المالية المُترتِّبة على الدين العام للسلطنة، وما حملته رؤية "عُمان 2040" من استشرافٍ للمستقبل وتنظيم كل الموارد، وآليات سبل الانفاق لتحقيق فوائض سنوية وسداد الدين العام، من أجل رفع تصنيف السلطنة وعودة الاستقرار والازدهار لها، ومن خلال خطط التوازن السنوية التي طبقتها الحكومة الرشيدة، فإنَّ المواطنيين يستبشرون خيرًا بالعام الجديد 2025، وأن تأتي بعد السنوات العجاف سنوات سمان مزدهرة تحمل الخير والرخاء لعُمان وأبناء شعبها المخلصين، الذين يفتدونها بالغالي والنفيس، ومن أجلها ولعزتها ومجدها الظافر صبروا تلك السنين، لينالوا بعد صبرهم حُسن الجزاء والعطاء وسنين مليئة بالخير.

عُمان وهي تستقبل العام الجديد 2025، وتحتفي بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في عُمان وبقيادتها الحكيمة وما تحقق من منجزات شامخة ونهضة متجددة في عهد، يتطلعُ أبناؤها لمستقبلٍ واعدٍ يحلُ عليهم بالخير والرخاء.

اليوم.. ومن خلال حديثي مع الكثير من المواطنين يستبشرون خيرًا بالعام الجديد، ولسان حالهم جميعا يقول: "الخير قادم بإذن الله". فقد بنوا جسورًا من الآمال الكبيرة بعد أن ساروا على دروب الخير بثقة تامة في قائد يسهر من أجل وطنه وعزته؛ حيث قاد سفينة الوطن إلى مرافئ الأمن والأمان والاستقرار؛ ليبني ويُنجز ويُحقق المنجزات والمكرمات على امتداد وطنه، وفي كل بقعة من وطننا الغالي العزيز.

سنوات مُقبلة ستكون- بإذن الله- سِمانًا تعود بالنفع والخير على الوطن والمواطن، فلا نرى مُسرَّح ولا باحث عن عمل من أبنائنا الذين ارتفع عددهم.. سنوات ينخفض فيها الدين العام، وتزداد الموارد ويزداد دعم الوقود والكهرباء والماء، فتقل التكلفة، التي أثقلت كاهل المواطنين، وتختفي الضرائب وتقل أسعار الخدمات؛ فيعود الراتب كافيًا لكل رب أسرة، بلا اقتراض أو ديون، ويتزوج الأبناء وتكثُر الأفراح وترتفع أعداد المواليد؛ فيُبنى الوطن ويُشيَّد بسواعد أبنائه، وتكثر المشاريع الضخمة التي تجعل من سلطنة عُمان قبلةً ووجهة للاستثمارات، وتتسع رقعة التنمية المستدامة، ويختفي الفساد مع الرقابة الصارمة، لتحقيق المزيد من النجاحات المنشودة والشفافية في كل أنحاء الوطن؛ مما ينعكس إيجابًا على إقبال العالم للاستثمار في الوطن؛ فتزيد المنجزات وتختفي المشكلات التي نعايشها اليوم.

كل عام والجميع بخير وعافية، وسوف تتواصل المنجزات التي تحققت على مدى 54 عامًا، لتصل بالوطن والمواطن إلى المراتب العُلى من الراحة والأمن والأمان والاستقرار، في ظل شجرة وارفة الظلال؛ سلطانها كريم وأبناؤها أوفياء وأرضها صالحة فتية.

"عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" بإذن الله وتيسيره وتوفيقه سيُحقِّق الله رجاء الجميع؛ فالتربة العُمانية صالحة طيبة، لا تنبت سوى نبات طيب، وستكون ثماره يانعة طيبة.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار. وكل عامٍ والجميع بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: قصة صبر سيدنا نوح تحمل عبرة عظيمة

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قصة سيدنا نوح عليه السلام تكشف جانبًا مهمًا من معاني الصبر والتحمل، موضحًا أن ما تعرّض له من تشويه وتجريح وطعن وتلميح وتقبيح وتطاول وإسفاف طوال تسعمائة وخمسين سنة يُعد حالة إعجازية فريدة، وأن صبره يمثل قدوة لكل إنسان يتعرض للإساءة أو التشويه في سمعته، إذ تحمل كل أساليب التطاول والتجاوز والسباب على مدى فترة زمنية طويلة للغاية.

الحوار العجيب بين سيدنا نوح وقومه

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الخميس، أن القرآن الكريم قصّ هذا الحوار العجيب بين سيدنا نوح وقومه في مواضع متعددة، إلا أن الوقوف عند آيات سورة هود يبيّن حجم الشدة التي واجهها نبي الله نوح، مؤكداً أن تلك السنوات لم تكن سنوات راحة أو سعادة، بل كانت ممتلئة بالصعوبات والإيذاء المستمر من قومه.

مصر تدعو إلى إزالة العوائق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البحر المتوسطدعاء الفجر لطلب الرزق.. كلمات نبوية تجلب البركة وتيسر لك يومك

 الشدة والضيق والقحط

وأوضح الجندي أن القرآن الكريم يستخدم كلمة «سنة» للدلالة على الشدة والضيق والقحط وعدم الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا»، مبينًا أن سنوات أصحاب الكهف خارج الكهف كانت سنوات كفر وإلحاد وتطاول، بينما كانت فترة بقائهم داخله نجاة ورحمة.

التعبير القرآني

وأشار إلى أن التعبير القرآني يتجلى أيضًا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث قال تعالى: «تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا» عند ذكر سنوات الشدة، ثم قال: «ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» عند ذكر الرخاء، مؤكدًا أن كلمة «عام» تُستخدم للدلالة على الخير والإيمان والرخاء.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن هذا التدقيق القرآني في اختيار الألفاظ يحمل رسائل إيمانية وتربوية بالغة، أبرزها أن الابتلاء قد يطول، لكن الفرج يأتي بعدها، وأن من أراد أن يتأسى بالصبر على التشويه والأذى فله في سيدنا نوح عليه السلام أعظم مثال، داعيًا الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين.

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي خالد الجندي نوح سيدنا نوح الصبر نبي الله نوح

مقالات مشابهة

  • حسنة ملقاة على الطريق تدخلك الجنة.. لا تستهين بها أو تضيعها
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • بعد عام من وقف إطلاق النار.. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • خالد الجندي: قصة صبر سيدنا نوح تحمل عبرة عظيمة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • حفلات بلا كحول: لماذا يتجه الناس نحو السهر الصافي في وضح النهار؟
  • قوات السلطان المسلحة.. حصن الوطن المنيع