سلط مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الضوء على تقديرات صادرة عن المخابرات الأمريكية والتي تشير إلى أن أوكرانيا لن تتمكن من تحقيق الأهداف الرئيسية من الهجوم المضاد الذي شنته منذ عدة أسابيع على القوات الروسية في إطار حرب طاحنة تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام الماضي.

وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من جون هادسون وأليكس هورتون، إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد يواجه صعوبات جمة أدت إلى تعثره، حيث يأتي على رأس تلك الصعوبات حقول الألغام التي زرعتها القوات الروسية والتي تعوق تقدم الجانب الأوكراني في ساحة القتال إلى جانب التحصينات الروسية القوية على طول خط المواجهة.

ويوضح المقال أن أحد أهم الأهداف الرئيسية التي تسعى أوكرانيا لتحقيقها من خلال الهجوم المضاد هو فصل الأراضي الروسية عن شبه جزيرة القرم من خلال الاستيلاء على مدينة ميلتوبول الاستراتيجية، مشيرا إلى أن فشل الجانب الأوكراني في هذا الصدد يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول جدوى ذلك الهجوم بعد أن قامت الدول الغربية بتوفير مساعدات عسكرية لأوكرانيا وصلت قيمتها إلى مليارات الدولارات.

ويوضح المقال في هذا الصدد أن مدينة ميلتوبول تكتسب أهمية خاصة فيما يخص الهجوم الأوكراني المضاد لأنها تمثل المدخل لشبه جزيرة القرم حيث أنها تقع عند تقاطع خط سكك حديدية روسية مع إثنين من الطرق الحيوية التي تستخدمها موسكو لنقل قواتها ومعداتها من شبه جزيرة القرم إلى مناطق أخرى داخل أوكرانيا.

ويلفت المقال إلى أن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد في يونيو الماضي يحدوها الأمل أن تحقق بعض المكاسب العسكرية من خلال الاستيلاء على الأراضي التي بسطت روسيا سيطرتها عليها في بداية العملية العسكرية الخاصة العام الماضي، إلا أن كييف تكبدت خسائر فادحة في الأسبوع الأول من الهجوم المضاد بسبب قوة تحصينات القوات الروسية على الرغم من استخدام الجانب الأوكراني للأسلحة الحديثة التي حصل عليها من الدول الغربية مثل دبابات برادلي الأمريكية الصنع ودبابات ليوبارد-2 الألمانية الصنع إلى جانب عربات كاسحة للألغام.

ويضيف المقال أن أوكرانيا قامت مؤخرا بتعزيز قدراتها في ساحة القتال حيث دفعت بالمزيد من قواتها ووحداتها العسكرية إلا أنه مازال أمامها تجاوز التحدي الأكبر وهو اختراق تحصينات القوات الروسية القوية من أجل الاستيلاء على مدينة ميلتوبول وبعض المدن الأخرى القريبة منها.

ويوضح المقال، طبقا لما ذكره المحلل العسكري لدى معهد أبحاث السياسة الخارجية روب لي، أن القوات الروسية لديها ثلاثة خطوط دفاع رئيسية يليها مدن ذات تحصينات قوية، وهو ما يمثل عقبة كبيرة أمام القوات الأوكرانية في سبيل تحقيق مكاسب عسكرية ملموسة.

ويشير المقال في الختام إلى آراء المحللين العسكريين الذين يقولون أن القوات الأوكرانية تواجه بالفعل عراقيل كبيرة تحول دون تحقيق مكاسب ملموسة من خلال الهجوم المضاد إلا أن العقبة الأكبر التي تواجه القوات الأوكرانية هي مهارة الجانب الروسي في تحصين دفاعاته وقدرته الفائقة على حماية الأراضي التي تقع تحت سيطرته.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أوكرانيا شبه جزيرة القرم جزيرة القرم المخابرات الأمريكية الهجوم الأوكراني واشنطن بوست القوات الروسیة الهجوم المضاد من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن: الهجوم الأوكراني زاد من خطر التصعيد

عبدالله أبو ضيف (القاهرة)

أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، أن الهجوم الأوكراني على القاذفات الاستراتيجية الروسية في نهاية الأسبوع الماضي، يزيد من خطر سوء التقدير والتصعيد.
وقال كيلوغ: «ترتفع مستويات الخطر بشكل كبير»، مضيفاً أن أوكرانيا بإمكانها زيادة الخطر إلى مستويات يمكن أن تكون، في رأيي، غير مقبولة. ونفذت كييف الأحد الماضي هجوماً بطائرات مسيّرة على مطارات عسكرية روسية، ما أدى لإصابة 41 طائرة من بينها قاذفات استراتيجية.
من جانبها، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله أمس: «إن كل الخيارات مطروحة للرد على هجمات أوكرانيا على الأراضي الروسية».
وفي هذا السياق، قال الخبير السياسي التركي من إسطنبول علي أسمر: «إن الهجوم كان مفاجئاً وغير متوقع في هذا التوقيت الحرج، ويعده من المعرقلات لعملية السلام الجارية، وله تبعات سياسية وعسكرية»، لافتاً إلى أنه ليس مستبعداً أن نشهد خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة صفقة أميركية-روسية تؤدي إلى تحييد زيلينسكي، بحجة أنه تجاوز «الخطوط الحمراء» بهذا الهجوم الذي قد يُعتبر المحظور في السياق التفاوضي الراهن.
وأشار لـ «الاتحاد» إلى أن الوفد الروسي حضر إلى إسطنبول رغم كل شيء، ليشكل بنفسه ورقة ضغط على الجانب الأوكراني، وهذا بحد ذاته أمر مريب ويطرح تساؤلات: هل ينطبق هنا المثل الروسي «الانتقام هو وجبة تُقدَّم باردة»؟! مشيراً إلى أن الروس عادة لا ينتج عن تصرفاتهم رد فعل مباشر وإنما على نار باردة.
من جهته، قال الخبير السياسي الروسي إيجور يورشكوف: «إن القيادة الأوكرانية تحاول إفشال المفاوضات الجارية، مدفوعةً بمصالح استراتيجية تقوم على استمرار تقديم الخدمات للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في صراعهما مع روسيا».

شروط السلام
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، استعداده لعقد قمة مع نظرائه الروسي والأميركي والتركي، لدفع محادثات السلام مع موسكو قدماً، مضيفاً أنه سيعرض على الروس وقف إطلاق النار «قبل لقاء القادة». 
وقال: «أشار الجانب الروسي إلى أنه سيتمكن من نقل 500 شخص في نهاية هذا الأسبوع»، لافتاً إلى أن أوكرانيا مستعدة للقيام بالمثل، كما ندّد زيلينسكي بشروط السلام التي طرحتها روسيا خلال محادثات إسطنبول، معتبراً أنها إنذار لأوكرانيا بعد أن طالبت موسكو بسحب أوكرانيا قواتها من أربع مناطق أعلنت ضمها.
وتوقع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، انعقاد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، داعياً الطرفين إلى عدم مغادرة طاولة المحادثات، والاستمرار في الحوار لوقف إطلاق النار، وتحقيق السلام.

أخبار ذات صلة ترامب يكشف جزءاً من محادثته الهاتفية مع بوتين بوتين يدلي بتصريحات بشأن محادثات السلام مع أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • ماذا طلب ترامب من بوتين بعد الهجوم الأوكراني؟
  • ترامب: بوتين أبلغني أنه سيرد على الهجوم الأوكراني العنيف على الأراضي الروسية
  • ترامب: الهجوم الأوكراني على روسيا "قوي ومُبهر"
  • واشنطن: الهجوم الأوكراني زاد من خطر التصعيد
  • بعد مكالمة دامت 75 دقيقة.. ترامب يكشف ما قاله بوتين عن الهجوم الأوكراني على القواعد الروسية
  • البيت الأبيض: ترامب لم يكن على علم مسبق بالهجوم الأوكراني على المطارات الروسية
  • فيديو متداول لـخسائر القوات الجوية الروسية جراء الهجوم الأوكراني.. هذه حقيقته
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • القوات الروسية تواصل تقدمها بنطاق مدينة رئيسية في شمالي أوكرانيا