مهرجان الجاليات بمسندم ينطلق بتنوع ثقافي وفعاليات مميزة
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
انطلقت فعاليات مهرجان الجاليات على شاطئ بصة بولاية خصب بمحافظة مسندم، تحت رعاية الهيثم بن محمد الغساني، مدير الترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة. حضر الحفل الافتتاحي رئيس مكتب محافظ مسندم وعدد من المسؤولين الحكوميين بالمحافظة، بالإضافة إلى ممثلين عن الجاليات السودانية والمصرية والباكستانية والهندية والبنجالية.
وشهد اليوم الأول من المهرجان تميزًا خاصًا من خلال فعاليات الجالية السودانية، حيث تم عرض مجموعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تعكس التراث السوداني الغني.
بيئة ترفيهية وتعزيز التعايش
وقال حمد بن إبراهيم الشحي، مدير دائرة البلدية بخصب وعضو لجنة التنسيق والمتابعة لموسم الشتاء مسندم، إن المهرجان يهدف إلى توفير بيئة ترفيهية للجاليات المقيمة في المحافظة، مع تسليط الضوء على ثقافاتهم وفنونهم وعاداتهم. وأضاف إن المهرجان يعزز التفاهم والتعايش بين مختلف الثقافات، كما يسهم في بناء جسور التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب من خلال تبادل الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، فضلا عن الترويج السياحي للمحافظة.
تنوع الفعاليات
تضمن اليوم الأول للمهرجان، الذي خصص للجالية السودانية، عروضًا تعريفية وتقديمًا للفنون الشعبية، بالإضافة إلى استعراض الموروثات السودانية والحرف اليدوية. كما تم عرض الأكلات الشعبية السودانية، إلى جانب الفقرات الشعرية والمسابقات الترفيهية التي لاقت إقبالاً كبيرًا من الزوار.
التراث السوداني في مسندم
وفي هذا السياق، تحدث وليد عبد الرحيم، عضو لجنة الجالية السودانية بمحافظة مسندم، عن فعاليات اليوم السوداني قائلا: "نحن فخورون بتقديم الثقافة السودانية والتراث المتنوع من أقاليم السودان الأربعة، بما في ذلك الرقصات الشعبية مثل رقصات قبائل النوبة ودارفور والبيجا". وأضاف: "كما عرضنا المشغولات السودانية المصنوعة من سعف النخيل والجلود، بما في ذلك الأحذية والحقائب اليدوية المصنوعة من جلد الحيوانات والثعابين، التي تميز التراث الحرفي السوداني". وأشاد بالجهود المبذولة من قبل مكتب محافظ مسندم ولجنة الشتاء مسندم في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجسد روح الأخوة والتواصل الثقافي بين الشعوب.
يستمر مهرجان الجاليات على شاطئ بصة لمدة خمسة أيام، مع فعاليات متنوعة لكل جالية مشاركة في المهرجان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عشرات الفنانين ينسحبون من مهرجان سونار 2025 رفضا لتمويل الاحتلال
تلقى مهرجان "سونار" الشهير في برشلونة ضربة موجعة قبيل انطلاق نسخته المرتقبة عام 2025، بعد إعلان 28 فناناً و6 كيانات ثقافية و6 عارضين تقنيين انسحابهم الرسمي من المشاركة، في خطوة احتجاجية على العلاقة المالية التي تربط إدارة المهرجان بصندوق الاستثمار الأمريكي العملاق "KKR"، المتهم بتمويل مشاريع استيطانية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشملت الانسحابات أسماء بارزة من برنامجي "سونار دي نوتشي" (Sonar de Noche) و"سونار دي ديا" (Sonar de Día)، إضافة إلى جهات أكاديمية وثقافية بارزة كان من المزمع مشاركتها في القسم الموازي للمهرجان "Sónar+D"، من بينها جامعة بومبيو فابرا (UPF) و"برشلونة ديزاين ويك"، إلى جانب شركات متخصصة في الإبداع الرقمي انسحبت من فضاء "Project Area".
يُعد "سونار" أحد أضخم وأشهر المهرجانات الموسيقية والفنية في أوروبا والعالم، ويجمع سنوياً عشرات الآلاف من الزوار من مختلف القارات، مزاوجاً بين الموسيقى الإلكترونية، والتقنيات الرقمية، والفنون المعاصرة، وقد تأسس سنة 1994 في مدينة برشلونة، ويُعرف ببرامجه المبتكرة التي تجمع فنانين، ومصممين، ومهندسي تكنولوجيا، وباحثين في مجالات متعددة.
ويبرز الجانب الفكري والتقني للمهرجان في برنامج "Sónar+D"، الذي يهدف إلى استكشاف التقاطعات بين الفن والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية، مما جعله منصة عالمية للتجريب والتفكير النقدي حول المستقبل.
وأصدرت إدارة مهرجان "سونار" بيانا رسميا للتعامل مع الأزمة، أكدت فيه "إدانتها الصريحة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، وأعربت عن دعمها لحرية التعبير والتضامن، مشيرة إلى أنها ستسمح للزوار بإظهار رموز داعمة للقضية الفلسطينية داخل فضاءات المهرجان.
أما بشأن علاقتها بصندوق "KKR"، فقد أوضحت أن ملكية المهرجان تعود لشركة "Superstruct Entertainment"، وهي شركة تدير أكثر من 80 مهرجاناً عالمياً، وقد استحوذ عليها تحالف مالي بقيادة "KKR" في أكتوبر 2024 بعد انسحاب المستثمر السابق "Providence Equity Partners". وأكدت إدارة "سونار" أنها لم تكن طرفاً في الصفقة، ولا تربطها علاقة مباشرة بالقرارات الاستثمارية للصندوق.
كما نفت ذهاب أرباح التذاكر لصالح "KKR"، مشيرة إلى أن جميع الإيرادات يعاد ضخها في تمويل الدورات المستقبلية بعد تغطية التكاليف التشغيلية. وأعلنت إدارة المهرجان عن فتح باب استرداد ثمن التذاكر للحضور، والتعامل مع كل طلب على حدة.
وتأتي هذه المقاطعة الواسعة في سياق تنامي الضغوط الشعبية والثقافية في أوروبا ضد المؤسسات التي يُشتبه في مساهمتها المباشرة أو غير المباشرة في تمويل الاحتلال الإسرائيلي أو مشاريع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل الجرائم التي ارتُكبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023 وما تلاه من تصعيد.
ويُنظر إلى هذا الانسحاب الجماعي كأكبر رد فعل ثقافي ضد مهرجان دولي منذ سنوات، ما يعكس التحول المتسارع في المزاج العام داخل الأوساط الفنية الأوروبية، وخاصة الإسبانية، التي باتت أكثر حساسية تجاه قضايا العدالة والحقوق الإنسانية.
ويخشى مراقبون أن يتسبب هذا الجدل في تراجع صورة مهرجان "سونار" بوصفه منصة تقدمية منفتحة على القيم الإنسانية والتقدم، في حال لم تتخذ خطوات حقيقية لفك الارتباط مع جهات متورطة في دعم انتهاكات القانون الدولي.