بوابة الوفد:
2025-06-01@01:15:58 GMT

طريق الإصلاح في العالم العربي

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

يشهد العالم العربي نقطة تحول حاسمة في مسيرته نحو التنمية المستدامة، في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم نتيجة التقدم التكنولوجي، والتغيرات الديموغرافية، والضغوط البيئية المتزايدة. ويعد الإصلاح الداخلي والإصلاح التحديثي من المفاهيم الحديثة لتحديث الأنظمة والهياكل المؤسسية لتلبية المتطلبات الحديثة، كمسارين مترابطين ومتكاملين لتحقيق هذه الغاية.

 
تُعد الإصلاحات الداخلية ذات أهمية جوهرية، إذ تهدف إلى إعادة الهياكل التنظيمية القائمة لتحسين الكفاءة والمساءلة والشمولية. وقد شهدت المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية جهود لافتة لتعزيز معايير الشفافية ومكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة. وعلى الرغم من أن برامج الإصلاحات أظهرت بعض التقدم وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، إلا أن التقارير تنوه إلى أن دول المنطقة لا زالت بحاجة لتغييرات هيكلية لتحقيق التقدم المنشود. 
الإصلاحات المطلوبة وفق هذه التقارير يجب أن تتعامل مع الأوضاع الراهنة لسوق العمل والمتطلبات المهارية للقوى العاملة في العالم العربي. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنه وبالرغم من أن70%  من سكان المنطقة متصلين بالإنترنت منذ عام 2022، إلا أن 1.7% فقط يمتلكون المهارات التقنية المتقدمة اللازمة للتعامل مع الوظائف الرقمية الحديثة، مثل البرمجة، وتحليل البيانات، وتطوير التطبيقات، والأمن السيبراني. جدير بالإشارة إلى أنه في عام 2023، بلغت نسبة البطالة بين الشباب في العالم العربي حوالي 25%، والذي يعد من أعلى المعدلات العالمية. ويتوقع دخول أكثر من 100 مليون من الشباب إلى سوق العمل خلال العقد المقبل، ليشكل بدوره ضغطًا إضافيًا على الحكومات العربية لتوفير فرص العمل، وتطوير اقتصاداتها بما يواكب الاحتياجات المتزايدة.
من الناحية الأخرى، يهدف الإصلاح التحديثي إلى تمكين الاقتصادات والمجتمعات العربية من الاندماج في السياق العالمي عبر الابتكار والتكنولوجيا. الاستثمار في الطاقة المتجددة هو من أحد الأمثلة البارزة على الإصلاح التحديثي. عربياً، أحرزت دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال كمشاريع "مصدر"، و"بنبان" ومجمع "نور ورزازات"، كأبرز المشاريع العالمية.
وعلى الرغم من هذه الجهود، إلا أن المنطقة العربية لا تزال متأخرة في تحقيق إمكاناتها في الطاقة المتجددة. وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، بلغت القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط حوالي 12.9 جيجاواط في عام 2022، وهو رقم يعادل تقريبًا قدرة فرنسا.
إلى جانب الطاقة المتجددة، يشكل تنويع الاقتصاد عنصرًا أساسيًا في الإصلاح التحديثي. تاريخيًا، اعتمدت العديد من الدول العربية بشكل كبير على النفط، ما جعل اقتصاداتها عرضة لتقلبات الأسعار والانتقال العالمي إلى الاقتصاد منخفض الكربون. وأصبح من الأهمية على الدول العربية تطوير قطاعاتها الحيوية مثل التكنولوجيا، والسياحة، والزراعة كخطوة ضرورية لتقليل الاعتماد على العائدات النفطية وبناء نماذج اقتصادية أكثر توازنًا واستدامة. المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هو نموذج لمثل هذه المشاريع والتي تركزت على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات اللوجستية، وجذب الاستثمارات، وتوطين الصناعات. 
إجمالاً، تتطلب كل من الإصلاحات الداخلية والتحديثية أطر تشريعية قوية لدعم الابتكار وتحقيق العدالة وتطوير الشفافية والحد من الفساد. تحتاج الاقتصادات الحديثة إلى أنظمة قانونية مرنة تحمي حقوق الملكية الفكرية، وتضمن أعلى مستويات أمن البيانات، وتحسين جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية. شمولية الإصلاحات مسألة مهمة للغاية لتلبية احتياجات الفئات المهمشة وإشراك كافة مكونات المجتمع وضمان تكافؤ الفرص.
التحول الرقمي بطبيعته يشكل محورًا مهماً للتكامل بين الإصلاح الداخلي والتحديثي. الوتيرة السريعة لتبني التكنولوجيا الرقمية في التعليم، والصحة، والتجارة ساهمت بتحولات نوعية في هذه القطاعات. وقد برزت مبادرات مثل الاستراتيجية الرقمية في مصر وبرنامج الحكومة الذكية في الإمارات كنماذج لافتة ارتكزت على بناء القدرات الداخلية وتعزيز التنافسية العالمية، إلا أن التوسع في مشاريع التحول الرقمي أصبح يتطلب مزيد من الإصلاحات الداخلية والتحديثية لمجاراة قضايا الأمن السيبراني، والخصوصية الرقمية، ورفع مستوى الوعي التكنولوجي لضمان شمولية فوائده.
في المجمل العام، لا تزال التحديات كبيرة. تعاني العديد من الدول العربية من ارتفاع مستويات الديون، والضغوط التضخمية، والتغيرات الديموغرافية التي أصبحت الثقل الذي ينهك كاهل الخدمات العامة ويضعف ثقة جمهور المجتمع. أضف إلى ذلك، أن المنطقة تعاني من عدم استقرار جيوسياسي ومخاطر مرتبطة بالتغير المناخي، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع ويُضعف قدرة الدول على تحقيق الاستقرار والتنمية.
بالرغم من ذلك، توفر هذه التحديات فرص كبيرة، وكما وصفه الفيلسوف الصيني "سون تزو" في كتابه "فن الحرب": "من قلب الفوضى، تولد الفرصة."
فالتحولات الديموغرافية في العالم العربي تمثل فرص وآفاق واسعة. توقعات النمو السكاني تشير إلى أن عدد سكان المنطقة سيتجاوز 500 مليون نسمة بحلول عام 2050. إذا استطاعت الدول العربية من التخطيط السليم لمجتمعاتها وإشراكهم في دفع عجلة التنمية، فإن ذلك سيمثل قوة دفع هائلة. برامج الإصلاح والتحديث يجب أن تركز على الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية وريادة الأعمال لتحويل الشباب إلى محرك للابتكار والتنمية.
من جانب آخر، تقدم المتغيرات الحالية في سلاسل التوريد العالمية فرصة إضافية للعالم العربي. ففي الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى تنويع شركائها التجاريين وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، يمكن أن تتصدر المنطقة كمركز رئيسي للتجارة العالمية بفضل موقعها الاستراتيجي والبنية التحتية الناشئة. كما يمكن لتوسيع التجارة البينية العربية أن يعزز من التكامل الاقتصادي العربي والإقليمي.
في نهاية المطاف، يرتبط نجاح الإصلاحات في العالم العربي بمدى قدرة الدول على استيعاب أهمية التكامل بين المفهومين الأساسيين للإصلاح؛ الإصلاحات الداخلية معنية بتوفير الأساس الضروري للاستقرار والشمولية في المؤسسات والهياكل الوطنية، بينما الإصلاحات التحديثية تركز على تحفيز التنافسية ودعم الابتكار لتلبية متطلبات العصر الرقمي. الجمع بين هذين المسارين، سيمكن للدول العربية من صياغة خارطة طريق فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل مستقر للمنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التحولات الكبيرة فی العالم العربی الدول العربیة العربیة من إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

لا موجات حر كبرى.. هل سيكون صيف المنطقة العربية معتدلا هذا العام؟

مع اقتراب بداية فصل الصيف، تزداد الحاجة إلى فهم توقعات الطقس والاطلاع على تحليلات دقيقة مبنية على بيانات علمية حديثة في ظل تصاعد الاهتمام العالمي بالتغيرات المناخية، وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة.

وفي هذا السياق، أجرينا حوارا معمقا مع خبير الأرصاد الجوية التونسي الدكتور عامر بحبة، الذي قدم قراءة تحليلية متكاملة للتوقعات الجوية لصيف 2025، بالاعتماد على النماذج العددية المتطورة والملاحظات الميدانية.

المؤشرات الحالية تفيد بأن الموسم سيكون إجمالا أقل حدة من صيف العام 2024 (شترستوك) دقة محدودة ولكنها ضرورية

في بداية حديثه الذي خص به الجزيرة نت، أوضح الخبير عامر بحبة الباحث في مخبر البيوجغرافيا وعلم المناخ التطبيقي وديناميات البيئة بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة التونسية، أن التنبؤات الجوية تختلف في دقتها بحسب المدى الزمني المعتمد. فالتوقعات قصيرة المدى، التي تمتد من يوم إلى 4 أيام، أصبحت تتمتع بدقة عالية.

وأوضح بحبة أن ذلك نتيجة التقدم التكنولوجي في نماذج المحاكاة العددية، حيث تصل نسبة الدقة إلى أكثر من 90%، خاصة تلك المتعلقة بمدة زمنية تقل عن 48 ساعة. وقد دعم اعتماد تقنيات الذكاء الصناعي وصور الأقمار الصناعية، هذه النماذج مما جعلها قادرة على التنبؤ بتحركات الكتل الهوائية والسحب بشكل شبه لحظي.

إعلان

أما التوقعات متوسطة المدى، التي يتراوح مداها بين أسبوع و10 أيام، فإنها تظل مفيدة رغم انخفاض دقتها نسبيا، لكنها تبقى ناجعة لتحديد نمط الطقس العام، كاحتمال وقوع منخفض جوي أو موجة حر على سبيل المثال، لكن من دون القدرة على التنبؤ بكميات الأمطار أو توزيعها بدقة. وكلما زادت المدة الزمنية، كما هو الحال في التوقعات الموسمية، انخفضت دقة التنبؤات التي تقدمها النماذج أكثر، لتصبح مجرد مؤشرات عامة تستأنس بها المؤسسات والجهات المختصة، من دون أن تُعتمد في التخطيط الدقيق.

وفيما يتعلق بصيف 2025، أشار بحبة إلى أن المؤشرات الحالية تفيد بأن الموسم سيكون إجمالا أقل حدة من صيف العام 2024 الذي يعدّ من بين فصول الصيف الأشد حرارة خلال العقد الأخير.

وأوضح أن درجات الحرارة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز ستكون، في الغالب، في حدود المعدلات الموسمية أو دونها بقليل في منطقة شمال أفريقيا وشرق المتوسط، في حين يُتوقع أن تكون أعلى من المعدلات في الجزيرة العربية ومناطق الغرب المتوسط كالمغرب وإسبانيا وجنوب فرنسا.

ولاحظ بحبة أن مايو/أيار شهد أمطارا أعلى من المعدلات في عدة مناطق من دول المغرب الغربي وشرق المتوسط، وتميز أيضا بانخفاض نسبي في درجات الحرارة مقارنة بالسنوات الأخيرة، وهو ما انعكس على أجواء ربيعية معتدلة ستتواصل حتى نهاية الشهر.

كما ستكون درجات الحرارة خلال الفترة المتبقية من هذا الشهر دون المعدلات الطبيعية في كل من مصر والسودان. وهذا يعني أنه لن تكون هناك موجات حر، وستكون درجات الحرارة عادية.

في المقابل، ستكون درجات الحرارة أعلى قليلا من المعدلات، خاصة في السعودية والكويت والعراق والإمارات. وقد شهدت الفترة الماضية بالفعل ارتفاع درجات الحرارة في هذه المناطق وصلت إلى أكثر من 45 درجة مئوية في بعض الأحيان.

خبير الأرصاد الجوية التونسي الدكتور عامر بحبة الباحث في مخبر البيوجغرافيا وعلم المناخ التطبيقي وديناميات البيئة بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة التونسية (عامر بحبة) لا موجات حر كبرى في يونيو ويوليو

بالنسبة ليونيو/حزيران، توقع الخبير التونسي أن تسجل معظم دول شرق المتوسط، كلبنان وسوريا والأردن ومصر، وليبيا بالإضافة إلى تونس، طقسا صيفيا عاديا في يونيو/حزيران، دون مؤشرات على موجات حر استثنائية، وهو ما يعد أمرا إيجابيا في سياق يتسم بالاحتباس الحراري.

إعلان

وأوضح أن دول الخليج والعراق واليمن، ومنطقة غرب المتوسط مثل الجزائر والمغرب، قد تسجل على الأغلب ارتفاعا طفيفا في الحرارة يتراوح بين درجة ودرجتين فوق المعدل، مع احتمال تسجيل موجات حر قصيرة دون أن يرتقي ذلك إلى مستوى الظواهر المتطرفة.

لن يحمل يوليو/تموز، الذي يُعدّ عادة ذروة الصيف في المنطقة، وفق الخبير، مفاجآت كبرى في عوامل الطقس في كامل المنطقة العربية.

وأوضح أن درجات الحرارة ستكون ضمن المعدلات الموسمية في تونس ودول شرق المتوسط، مع إمكانية حدوث بعض الأيام الحارة التي قد تصل فيها الحرارة إلى 42 أو 45 درجة مئوية، لكنها ستكون موجات قصيرة الأمد.

ويؤكد بحبة أن تكرار موجة الحر التاريخية التي شهدها يوليو/تموز 2023 وطالت حتى المدن الساحلية المعروفة بطقسها المعتدل نسبيا، هذا العام غير مرجّح.

في المقابل، ستكون درجات الحرارة في منطقة الخليج ومصر والسودان حول المعدلات أو أعلى بقليل، ربما بزيادة قدرها نصف درجة مئوية. وقد تشهد دول غرب المتوسط، خاصة المغرب وإسبانيا، موجات حرّ قصيرة ولكنها قد تكون قوية، نتيجة لتأثرها بتيارات ساخنة قادمة من الصحراء الكبرى أو من المحيط الأطلسي الجنوبي.

حوض المتوسط لا يشهد عادة تساقطات مطرية كبيرة خلال الصيف (وكالة الأنباء الأوروبية) أغسطس.. شهر الذروة الحرارية

تتوقع النماذج المناخية دائما أن يكون أغسطس/آب الأكثر حرارة في صيف 2025. وبحسب النموذج الأوروبي المعروف بدقته، من المنتظر أن تسجل أغلب مناطق شمال أفريقيا وشرق المتوسط درجات حرارة أعلى من المعدلات بنحو درجة إلى درجتين.

وتشير البيانات إلى احتمالية تسجيل موجات حر قصيرة، ولكنها قد تكون شديدة في بعض المناطق الداخلية مثل الجنوب التونسي، والصحراء الليبية، ووسط الجزائر.

كما ستكون درجات الحرارة أعلى من المعدلات بقليل في كل دول الخليج والسودان ومصر. ويكون هذا الارتفاع أكثر وضوحا في السعودية، خاصة في وسطها، حيث قد تكون معدلات الحرارة مشابهة ليوليو/تموز أو أعلى قليلا.

إعلان

ويمكن اعتبار الصيف القادم وفق بحبة عاديا في المنطقة العربية خلال أغسطس/آب، وإن كان أعلى حرارة بشكل طفيف مقارنة بيوليو/تموز. ومن المحتمل أيضا حدوث موجات حر، فدول الخليج والجزيرة العربية تتميز بصيف حار، وتسجيل موجات حر بدرجات حرارة أربعينية أمر معتاد، وقد تتجاوز ذلك في بعض المناطق من السعودية وفي الصحراء الكبرى.

ورغم أن سبتمبر/أيلول يصنف فلكيا ضمن فصل الخريف، فإن بحبة يشير إلى أن هذا الشهر صار، منذ سنوات، امتدادا طبيعيا للصيف، لا سيما في شمال أفريقيا. ويفسّر ذلك بأن درجات الحرارة المرتفعة باتت تستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول، وأحيانا إلى بداية أكتوبر/تشرين الأول، مع تسجيل أرقام قياسية جديدة في بعض المناطق.

يمكن اعتبار الصيف القادم وفق بحبة عاديا في المنطقة العربية خلال أغسطس/آب (رويترز) الأمطار الصيفية.. شحيحة في الشمال ومنتظرة في الجنوب

من ناحية الأمطار، يؤكد الباحث التونسي أن حوض المتوسط لا يشهد عادة تساقطات مطرية كبيرة خلال الصيف، وأن ما يُسجّل يكون في الغالب محصورا في المرتفعات، ويُعتبر من قبيل "مطر الحرارة" الناتج عن التبخر والتكاثف في الطبقات السطحية.

وعليه فإن معدلات الأمطار في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط خلال فصل الصيف ستكون إجمالا حول المعدلات الطبيعية، مما يعني أنه لا يوجد سيناريو يشير إلى أمطار أقل بكثير من المعدلات أو أعلى منها بكثير.

وأوضح أن الأمطار ستكون في جميع دول حوض المتوسط، شرقا وغربا، حول المعدلات الطبيعية مشيرا إلى أن معدلات هطول الأمطار خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأغسطس/آب عادة ما تكون بكميات ضعيفة. فيونيو/حزيران قد يشهد بعض الأمطار، ولكن ليس بكميات كبيرة كما في الشتاء أو الربيع، بل تكون ضعيفة.

وفي المقابل، من المتوقع أن تستفيد مناطق مثل جنوب الجزيرة العربية ومرتفعات السودان وجيبوتي من موسم مداري قد يكون نشطا خلال أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وهو ما يُعدّ تطورا طبيعيا في ظل دورة الرياح الموسمية.

إعلان

لذلك يرجح أن تكون الأمطار حول المعدلات أو أعلى منها، خاصة في الجنوب الغربي للسعودية وشمال اليمن وعُمان والمرتفعات الجنوبية للسودان.

ما العلاقة بين الربيع المعتدل وصيف 2025؟

ردا على سؤال حول ما إذا كان الطقس المعتدل في الربيع، أو التساقطات الغزيرة التي يشهدها مايو/أيار الجاري في بعض الدول العربية، سيكون لها تأثير مباشر على طقس الصيف المقبل في تلك المناطق، نفى بحبة وجود علاقة سببية بين فصول السنة من حيث درجات الحرارة أو كمية الأمطار.

وأوضح بحبة أن النظام المناخي يتأثر بعوامل كثيرة ومعقدة، تتجاوز حدود الدول، مثل ظاهرة النينيو والتيارات البحرية والنشاط البركاني، وغيرها من العوامل ذات التأثير العالمي.

وأشار إلى أنه "حتى في حال وجود تبخر أعلى من المعتاد نتيجة درجات الحرارة، فإن ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى هطول أمطار، إلا في حال تزامنه مع نزول منخفضات جوية قوية من القطب الشمالي، وهو أمر نادر صيفا".

ختاما، يمكن القول إن صيف 2025 لن يكون استثنائيا من حيث درجات الحرارة، مقارنة بما شهدناه في الأعوام القليلة الماضية. فالتوقعات تشير إلى حرارة حول المعدلات أو أعلى قليلا في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، مع ذروة حرارية في أغسطس/آب، دون مؤشرات على موجات حر طويلة أو غير مسبوقة في أغلب المناطق.

مقالات مشابهة

  • تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
  • الاجتماع التحضيري لمؤتمر الحوار السياسي الليبي في تونس.. إعلان خارطة طريق شاملة لإنهاء الانقسام وتحقيق الإصلاح
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
  • تعرف على متوسط الرواتب في الدول العربية للعام 2025 (إنفوغراف)
  • رئيس «التنظيم والإدارة» يستعرض مع سفراء الدول الآسيوية التجربة المصرية في الإصلاح الإداري
  • التنظيم والإدارة يستقبل سفراء الدول الآسيوية لعرض التجربة المصرية في الإصلاح الإداري
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • لا موجات حر كبرى.. هل سيكون صيف المنطقة العربية معتدلا هذا العام؟