الأردن وسوريا: فرصة تاريخية للتعاون وإعادة البناء
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
#سواليف
#الأردن و #سوريا: #فرصة_تاريخية للتعاون وإعادة البناء
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
تستعد المملكة الأردنية لاستقبال زيارة وزير الخارجية السوري والوفد المرافق له، في خطوة تعكس تطورًا مهمًا في العلاقات الأردنية-السورية بعد سنوات من القطيعة الناتجة عن الحرب في سوريا. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس للغاية، حيث يواجه كلا البلدين تحديات مشتركة وفرصًا غير مسبوقة للعمل معًا على رسم مستقبل مشترك يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
لطالما كان الأردن من أبرز الدول الداعمة للشعب السوري في أزمته، متحملًا عبء استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه. ومع سقوط نظام بشار الأسد، يواجه الأردن تحديات جديدة فيما يتعلق بملف اللاجئين، حيث تتطلب المرحلة الحالية تنسيقًا دقيقًا لضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى وطنهم. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تفتح أبوابًا واسعة للتعاون البناء بين الأردن وسوريا، بما يضمن تحقيق الاستقرار والازدهار في كلا البلدين.
مقالات ذات صلة النائب الروابدة يسأل .. ما الذي يمنع ؟ 2025/01/05إن زيارة وزير الخارجية السوري للأردن تمثل فرصة ذهبية لتحويل اللقاءات الرسمية إلى منصة حوارية عملية من خلال إطلاق ورشة عمل مشتركة تضم الخبراء والمسؤولين من الجانبين. يمكن لهذه الورشة أن تناقش قضايا جوهرية مثل وضع خطة شاملة لتسهيل عودة اللاجئين، وضمان توفير البنية التحتية والخدمات الأساسية لهم في المناطق التي سيعودون إليها، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي عبر إشراك الشركات الأردنية في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وهو ما سيوفر فرص عمل ويسهم في تنمية الاقتصاد الأردني والسوري على حد سواء.
ولا يمكن إغفال أهمية التنسيق الأمني في هذه المرحلة، حيث يمثل استقرار الحدود أولوية قصوى للبلدين. كما يمكن للأردن، بحكم موقعه ودوره الإقليمي، أن يكون جسرًا مهمًا لتواصل سوريا مع المجتمع الدولي، مما يسهم في تسهيل حصولها على الدعم المالي والتقني اللازم لإعادة البناء.
علاوة على ذلك، فإن الأردن يمتلك خبرة واسعة في إدارة التحولات السياسية والاجتماعية، وهو ما يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة لسوريا خلال مرحلتها الانتقالية. فقد استطاع الأردن، رغم التحديات الكبيرة، أن يشق طريقًا نحو التحديث السياسي من خلال إصلاحات شملت الانتخابات، وتعزيز مشاركة المواطنين في صناعة القرار، والعمل على بناء دولة مدنية حديثة. يمكن للأردن أن يشارك تجربته مع سوريا الحرة الجديدة، لتكون نموذجًا يلهم بناء نظام ديمقراطي موحد يحترم التنوع ويحقق العدالة لجميع مكونات الشعب السوري.
إن الأردن، الذي حمل على عاتقه مسؤولية مساندة الشعب السوري في أحلك الظروف، يفتح أبوابه اليوم للأشقاء السوريين ليس فقط لتقديم الدعم، ولكن للعمل معًا على بناء مستقبل مشترك يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة. فكما وقف الأردن إلى جانب سوريا في أزمتها الإنسانية، فإنه مستعد الآن للوقوف إلى جانبها في إعادة البناء السياسي والاقتصادي، إيمانًا منه بأن المصير المشترك يتطلب تعاونًا صادقًا وعملًا مشتركًا يخدم الجميع.
أهلاً وسهلاً بوزير الخارجية السوري والوفد المرافق في بيتهم الثاني، الأردن. نأمل أن تكون هذه الزيارة نقطة تحول حقيقية تسهم في تعزيز التعاون بين البلدين، وتطلق مرحلة جديدة من العمل المشترك لبناء سوريا الحرة الموحدة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. فالتعاون بين الأردن وسوريا ليس خيارًا، بل ضرورة تمليها التحديات المشتركة والفرص العظيمة التي يمكن استثمارها معًا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سوريا فرصة تاريخية
إقرأ أيضاً:
الأردن تعلن مقتل مسلحين اثنين بعد إحباط محاولة عبر الحدود مع سوريا
ذكرت القوات المسلحة الأردنية اليوم السبت أن جنودا قتلوا "مسلحين اثنين بعد إحباط محاولة تسلل أمس الجمعة عبر الحدود مع سوريا".
وقالت القوات المسلحة في بيان لها السبت: "تمكنت قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشرقية فجر أمس الجمعة من إحباط محاولة مجموعة من الأشخاص المسلحين التسلل عبر الحدود الأردنية بطريقة غير مشروعة".
وأضاف البيان "تم تطبيق قواعد الاشتباك، بعد رصدهم ما أدى إلى مقتل اثنين منهم بعد تبادل إطلاق النار وتراجع باقي أفراد المجموعة إلى العمق السوري"، بحسب ما نقلت وكالة "روتيرز".
وفي 22 من تموز/ يوليو الماضي، أعلن الأردن مقتل شخص حاول ضمن أفراد مجموعة اجتياز الحدود من سوريا بطريقة غير مشروعة.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، "أحبطت قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشرقية، محاولة تسلل أشخاص على واجهتها الحدودية".
ونقلت الوكالة حينها عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أنه "تم رصد مجموعة من الأشخاص حاولوا اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة".
وأضاف المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن هويته: "تحركت على إثر ذلك دوريات رد الفعل السريع، مطبقة قواعد الاشتباك، ما أدى إلى مقتل أحدهم وفرار باقي أفراد المجموعة إلى داخل الأراضي السورية".
وأكد أن "القوات المسلحة ماضية في تسخير قدراتها وإمكاناتها المختلفة لمنع كافة أشكال عمليات التسلل والتهريب، حفاظا على أمن واستقرار المملكة"، وفق المصدر ذاته.
وشهد الأردن خلال سنوات الأزمة السورية مئات حالات التسلل وتهريب المخدرات، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في ذلك الوقت، لكنها تراجعت بشكل كبير ملحوظ بعد الإطاحة بنظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.