اليمن يفرض معادلة جديدة.. حرب بدون بنك أهداف
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
يمانيون/ تقارير يأتي الإنجاز الاستخباراتي الذي حققه اليوم جهاز الأمن والمخابرات اليمني؛ تتويجًا للانتصارات المتلاحقة التي تحققها القوات المسلحة اليمنية في ميدان مواجهاتها ضد العدو الإسرائيلي ومن ورائه قوات جيش الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك في إطار إسنادها ودعمها المستمر للمقاومة الفلسطينية في غزة.
ونلاحظ أن هذه الانتصارات لم تظهر مصاديقها وآثارها فقط على كيان العدو الإسرائيلي المؤقت، وإنما تجاوزت ذلك لتظهر على بنية القدرات العسكرية الجبارة للبحريتين الأمريكية والبريطانية، وكان لها الفضل العظيم في ضرب وطرد عدد من المدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية بدءًا بحاملة الطائرات “إيزنهاور” و”روزفلت” و”إبراهام لينكولن” وانتهاءً بالحاملة “يو أس أس هاري ترومان”، هذا ناهيك عن الأضرار الفادحة التي لحقت بالبحرية البريطانية خلال أيام المواجهة التي تجاوزت العام.
انتصار جديد في ميدان الاستخبارات
اليوم نشهد انتصارًا جديدًا للشعب اليمني تمثل في نجاح جهاز الأمن والمخابرات في إفشال أنشطة عدائية لأجهزة استخباراتية معادية، وكشفها عن تفاصيل هذه العملية النوعية في بيان أمني لها أصدرته اليوم الاثنين الموافق 6/1/2025م؛ لتتسع دائرة الفشل والعجز أكثر وأكثر لدى أعداء اليمن والأمة.
البيان الأمني أصاب قوى الشر والعدوان بصدمة جديدة تضاف إلى جملة الصدمات التي تلقتها في السابق؛ حيث أكد على إلقاء القبض على عناصر تتبع شبكة تجسسية بريطانية خلال شهر ديسمبر 2024م ووجود سعي حثيث للأجهزة الاستخباراتية لثلاثي دول الشر أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات السعودية، إلى تكثيف أنشطتها العدائية لمحاولة إنشاء بنك أهداف، ما دعا الاستخبارات البريطانية إلى استقطاب وتجنيد وتدريب عناصر تجسسية استخباراتية بالتعاون والتنسيق مع الاستخبارات السعودية.
ونوه البيان الأمني إلى أن تجنيد العناصر جاء لاستهداف مقدرات البلاد الاستراتيجية أبرزها رصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية والطيران المسير، وكذا استهداف بعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض قيادات الدولة، كاشفًا أن العناصر التجسسية خضعت لاختبارات تقييمية وفنية في مرحلة الاستقطاب على يد الضباط البريطانيين والسعوديين في العاصمة السعودية الرياض.
لا نصر بدون بنك أهداف
تعد الاستخبارات العسكرية واحدة من أهم ركائز صناعة النصر في ميدان المعارك الحربية ضد العدو، ويعد الفشل في القيام بها على الوجه المطلوب داعيًا لا مهرب منه إلى تلقي الضربات المؤلمة بالعدو وإلحاق الهزيمة به، ويتمحور عمل الاستخبارات في جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية من خلال عدة مصادر كالأقمار الصناعية والطائرات المسيرة والتجسس على وسائل التواصل الاجتماعي وتجنيد عملاء وجواسيس بما يؤدي إلى الكشف عن نقاط ضعف الخصم وتمهيد الأرضية المناسبة التي يتوجب على العدو ضربها ليتحقق له النصر في النهاية، وبالتالي فإن أي دولة وإن كانت تملك جيشًا قويًا لا يمكنها أن تحقق نصرًا طالما كان جهاز استخباراتها ضعيفًا ولا يعمل وفق المحددات المطلوبة منه لأنها ستكون في الميدان كالأعمى تماما.
وفي حالة المواجهة اليمنية الإسرائيلية نجد أن العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني لازالوا منذ اليوم الأول لمواجهتهم ضد القوات المسلحة اليمنية؛ يقفون موقف العاجز الحائر أمام القدرات العسكرية اليمنية وذلك نتيجة عدم وجود معلومات استخباراتية دقيقة تكون كفيلة بخلق بنك أهداف ما يؤكد الفشل الاستخباراتي لقوى الشر، وهو الفشل ذاته الذي تحدث عنه الكثير من المحللين العسكريين، وتناولته الكثير من تقارير أجهزة الإعلام العبرية والغربية؛ حيث أكدت القناة العبرية الـ12 أن “إسرائيل تواجه تحديًا أمنيًا واستخباراتيًا كبيرًا في اليمن بالمقارنة مع الساحات الأخرى وأن على إسرائيل الاستعداد لرؤية ليالٍ أشد توترًا ورعبًا”.
عجز مستمر وفضيحة سعودية
يشكل استمرار جهاز الأمن والمخابرات في تحقيق إنجازاته الاستخباراتية والتصدي لكل مخططات العدو الإجرامية؛ ضربة قوية وسدًا منيعًا أمام أي اختراق تجسسي خارجي سيحقق ولا شك الغرض المطلوب للعدو، ويؤدي إلى ضرب وإضعاف القدرات العسكرية اليمنية؛ وصولًا إلى القضاء عليها بالطبع، وهذا بلا شك حلم بعيد المنال لطالما راود هذه القوى العدوانية، ولكن تحقيقه استعصى عليها نظرًا لصلابة المقاتل اليمني، وتماسك صفوف اليمنيين في المواجهة، والأهم هو يقظة جهاز الأمن والمخابرات الذي أثبت بحق مقدرته الفائقة على القيام بواجباته المسندة إليه بالوجه المطلوب، وهو بهذا الإنجاز الاستخباراتي أراد إيصال رسالة مهمة للعدو تؤكد فرض معادلة جديدة على ميدان المواجهة مفادها: “عليكم أيها المجرمون المعتدون أن تستهدفوا ما سبق لتابعكم السعودي استهدافه. عليكم أن تقاتلوا الشعب اليمني وجيشه العظيم كالأعمى دون أن يكون لديكم بنك أهداف في اليمن وهذا ما سنفرضه عليكم اليوم لننتصر عليكم شئتم ذلك أم أبيتم.”
وختامًا تنبغي الإشارة إلى أن البيان الأمني الصادر عن جهاز الأمن والمخابرات اليوم، شكل فضيحة مدوية للنظام السعودي الذي لا يتحرك في عدائه للشعب اليمني إلا من واقع تبعيته العمياء للغرب ومن واقع حقده على الشعب اليمني برمته، وهذا ما تجسد واقعًا حيًا في عدوانه العبثي الذي شنه على اليمن طيلة أحد عشر عامًا خلت، واستخدم خلاله كل الوسائل والإمكانات المتطورة لإخضاع الشعب اليمني ولكن هيهات.. ففي نهاية الأمر كانت الخيبات تلاحقه والهزيمة حظه التعس الذي لا مفر منه، وكل ذلك بالتأكيد لم يكن إلا بفضلٍ وتمكينٍ من الله القدير وبفضل الإيمان الصادق للشعب اليمني وثقته القوية بالله تعالى وحتمية نصره الذي وعد به عباده المؤمنين.
نقلا عن موقع المسيرة نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: جهاز الأمن والمخابرات بنک أهداف
إقرأ أيضاً:
نصر عامر يكشف عن مخطط لأدوات العدوان ضد اليمن
وفي مداخلة له على قناة المسيرة في برنامج ملفات، قال نصر الدين عامر إن "الأعداء يتحركون لخيارات بديلة، ومنها مؤامرات يراد تنفيذها بدلاً من العدوان العسكري لوقف الموقف اليمني".
وأوضح أن "هناك مخططات تحت عناوين حقوقية وخدمة الشعب اليمني"، مبيناً أن "الأعداء يتحركون باستخدام أدوات في الداخل تحت عناوين براقة، وهم لن يقولوا إنهم سيتحركون خدمةً للعدو الصهيوني".
ولفت إلى أن "الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة لديها تفاصيل عن المخطط التآمري"، مؤكداً أن "المعلومات المتوفرة عن هذا المخطط قطعية ويقينية، وليست توقعات".
وفي هذا الصدد، بيّن عامر أن "المرتزقة وأدوات الخيانة ليست مؤهلة للحديث عن معاناة الشعب، فهم الأساس في معاناة الشعب".
وأوضح أن "الدول التي تحركهم من الخارج ترى أن اليمن يحرجهم عندما يساند غزة، بينما تلك الدول تقف متواطئة وعاجزة رغم إمكانياتها الكبيرة".
وتابع حديثه: "تلك الدول تريد إيقاف الموقف اليمني كي تزيح عنها الحرج، وتريد أن تسلب الشعب اليمني الموقف العظيم الذي يقفه إلى جانب الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية قد تضطر إلى كشف المزيد من التفاصيل بما لا يعرف العدو مدى المعلومات التي نمتلكها".
ونوّه إلى أن "من يتورطون في تنفيذ هذا المخطط معروفون، والأيام القادمة كفيلة بكشف المخطط وسيرى الجميع".
واختتم نصر الدين عامر حديثه في هذا السياق بقوله: إن "الموقف اليمني لن يتوقف لأنه موقف في سبيل الله ومن أجل الله، والشعب اليمني لن يقبل بأن يُسلب منه أشرف موقف في تاريخه".
وفي سياق المداخلة، تطرق عامر إلى الموقف اليمني ومستجداته على الصعيد العسكري، مشيراً إلى أن تطوير القدرات يسير على قدم وساق.
وقال عامر بهذا الخصوص: إن "إعلان القوات المسلحة اليمنية بالدخول في المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الصهيوني أصبح ملزماً منذ لحظة إعلانه".
وأوضح أن "مركز تنسيق العمليات الإنسانية عندما يكرر التحذير، فإنه يخاطب شركات التأمين وشركات الشحن وغيرها من الجهات المعنية التي ستترتب عليها آثار نتيجة تطبيق هذه القرارات".
وتوقع أن "يكون هناك تفاعل واسع لعدة اعتبارات، لأن الكل يعرف ما معنى عدم الالتزام بالقرارات اليمنية".
وبيّن أنه "لم يعد هناك جدل في المعلومات التي تمتلكها اليمن ومدى دقتها"، مضيفاً أن "إمكانية تطبيق القرار لم تعد محط جدل، إضافة إلى إمكانية أن تكون هناك قوة عسكرية تم تدريبها لتطبيق القرار".
وأكد أن "شركات التأمين تدرك ما معنى مخالفة القرار، وهي لن تؤمن على أي سفينة ستغرق قطعاً"، موضحاً أن "الأثر لا يترتب على السفينة التي تذهب، بل التأثيرات واسعة جداً، حيث إن الأثر لا يشمل السفينة نفسها وإنما يشمل الشركات كلها، والضرر سيكون كبيراً على هذه الشركات".
وعرّج عامر إلى أنه "في المرحلة الأولى من التصعيد عندما تم إعلان مثل هذا القرار، رأينا ضجة عسكرية دولية. واليوم، القرار أكثر تأثيراً ولكن الكل تعاطى معه على أنه من المسلمات، ولا خيار إلا الانصياع لمطالب القوات المسلحة اليمنية"، مؤكداً أن "القوات المسلحة اليمنية قدمت مبررات محرجة للعالم".
وتساءل عامر: "من سيجرؤ على اعتراض العمليات اليمنية التي هي إنسانية محضة، وواجبه ومن مهام مجلس الأمن أن يتحرك ويمنع المجاعة"، متبعاً حديثه بـ "ما يقوم به اليمن مبرر من كل النواحي، وسوف ينفذ، وستتعامل معه شركات الملاحة والتأمين بكل جدية".
وواصل حديثه: "بالنسبة للعمليات وتطورها، فإن من يعود إلى المسار الزمني منذ بداية طوفان الأقصى، يدرك أن الأسلحة والتكتيكات تطورت باستمرار، والتطوير ما يزال مستمراً".
وكرر التأكيد بأن "المرحلة الرابعة مؤثرة وفاعلة جداً، ولا تحتاج إلى مديات بعيدة، لأن كل شركات العالم ستتضرر إذا أقدمت على الذهاب بسفينة إلى فلسطين المحتلة"، منوهاً إلى أن "هذه المرحلة تعاقب الشركات نفسها ولا تعاقب السفن".
وجزم عامر بأن العدو الصهيوني لن يتمكن من تعويض الشركات وخسائرها. وفيما لفت إلى أن "العمل جارٍ على توسيع المديات والتأثير ودقة التصميم"، إلا أنه أشار مجدداً إلى عدم الحاجة لتوسيع المديات، باعتبار أن كل الشركات حول العالم لديها سفن كثيرة تمر من باب المندب والبحر الأحمر، ما يجعلها عرضة للاستهداف إذا ما أقدمت على التعامل مع موانئ العدو.
وقال إن "القرار في حد ذاته كبير للغاية، ولكن الإعلام العالمي لم يتحدث عنه بكثرة لأنه سيحمل العدو الصهيوني مسؤولية كبيرة، وسيسألهم ماذا سيعلمون حيال القرار اليمني، وهم ليس بأيديهم أي وسيلة".
وفي ختام حديثه، لفت رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ إلى أننا "خضنا خلال الفترات الماضية معارك تغيرت فيها قواعد الاشتباك الجديدة، ورأينا الأمريكي يعترف بأنه لم يعد قادراً على الاستمرار في معركة كهذه"، مجدداً التأكيد على أنه "لا مناص للشركات إلا أن تنظر بعين الاعتبار للقرارات اليمنية".