لبنان ٢٤:
2025-06-16@13:46:48 GMT

المسار الدستوري لانتخاب عون رئيساً للبنان

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

كتبت بولا أسطيح في" الشرق الاوسط": في الوقت الذي يتصدر فيه قائد الجيش العماد جوزف عون السباق الرئاسي راهناً، تخرج أصوات تنبه إلى أن انتخابه سيكون غير دستوري بوصفه يتولى وظيفة "فئة أولى"؛ مما يوجب، وفق الدستور، استقالته قبل عامين من انتخابه. إلا إن سابقة انتخاب العماد ميشال سليمان في عام 2008، الذي كان حينها أيضاً قائداً للجيش، تجعل المتحمسين لانتخاب عون يتكئون على المبررات التي قُدمت في وقته ليعيدوا التذكير بها اليوم.



وعدّ رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، وقتها أن تصويت أكثر من 86 نائباً لسليمان يعني تلقائياً أن انتخابه دستوري؛ لأن تعديل الدستور يتطلب تصويت 86 نائباً لمصلحة أي تعديل.

إلا إن رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل، لا يزال يؤكد أن انتخاب عون غير دستوري وفق هذه الآلية. وقد شدد في آخر إطلالة له على أن "تعديل الدستور يتطلب وجود رئيس للجمهورية، ووجود عقد عادي لمجلس النواب، وأيضاً وجود حكومة كاملة الصلاحيات، وأيضاً يتطلب ثلثي مجلس النواب بمرحلة أولى، وبالمرحلة الثانية 3 أرباع المجلس النيابي"، عادّاً أنه "دستورياً لا يمكن أن يتحدث أحد معنا بدولة القانون والمؤسسات ويخالف الدستور بانتخاب الرئيس".

ويتكئ باسيل على قراءة دستورية تقول إن المادتين "76" و"77" تشيران إلى أن إعادة النظر في الدستور تحدث إما بناء على اقتراح رئيس الجمهورية فتقدم الحكومة مشروع القانون إلى مجلس النواب، وهو أمر غير متاح راهناً بسبب غياب الرئيس، وإما بناء على طلب مجلس النواب، على أن يكون المجلس منعقداً انعقاداً عادياً، وهو أمر غير متوافر مع انتهاء الانعقاد العادي بنهاية كانون الأول.

لكن في المقابل، يعدّ الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك أنه "في الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس يفترض على العماد عون وغيره من المرشحين أن ينال 86 صوتاً؛ أي أكثرية الثلثين، وهذا أمر مسلم به"، لافتاً إلى أنه "خلال الدورة الثانية في حال نال عون أكثر من 86 صوتاً، فحكماً يعلن رئيساً ولا تشوب العملية الانتخابية عندها أي شائبة. أما في حال حصل على ما بين 64 و86 صوتاً، أي فاز بالغالبية المطلقة، فعندها يفترض على رئيس مجلس النواب أن يجتمع مع (مكتب هيئة المجلس)؛ لأن هذه الهيئة، عملاً بأحكام المادة (8) من النظام الداخلي لمجلس النواب، هي التي تنظر في المحاضر والاعتراضات التي يمكن أن ترد عليها، وعلى عملية الانتخاب، فيعلن بعدها الرئيس بري فوز العماد عون بالرئاسة؛ لأن صلاحية تفسير الدستور هي صلاحية (الهيئة العامة لمجلس النواب)، وليست صلاحية شخصية لرئيس المجلس، وبالتالي، فإن تصويت أكثر من 64 نائباً لمصلحة عون يعني أن (الهيئة العامة) صوتت بأكثرية مطلقة للعماد عون تخوله تسلم زمام قيادة البلاد". ويشير مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السيناريو الثاني «يفتح الباب واسعاً للطعن أمام المجلس الدستوري من قبل 43 نائباً ضمن مهلة 24 ساعة، على أن يبتّ المجلس الدستوري في هذا الطعن خلال مهلة 3 أيام». ويستهجن مالك القول إن ما صح مع ميشال سليمان لا يمكن أن يصح مع جوزف عون بوصف انتخاب الأول أتى نتيجة اتفاق كبير وقعت عليه كل القوى السياسية في الدوحة، مشدداً على أن هذا القول "هرطقة دستورية مرفوضة؛ لأننا اليوم في الظروف نفسها والأفعال والأوضاع متشابهة، والدستور هو هو ولم يعدَّل منذ عام 2008، وبالتالي ما طُبق في وقته يفترض تطبيقه اليوم".

ويوضح المحامي الدكتور بول مرقص، رئيس مؤسسة "JUSTICIA" الحقوقية في بيروت، خلال تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "مجلس النواب لجأ في انتخابات عام 2008 إلى الإفادة من المادة الدستورية رقم (74) للتنصل من تعديل (المادة 49)، حيث عدّ أن ما حصل مع العماد ميشال سليمان كان (تجاوزاً للمهلة)، أي الأشهر الستة التي تفرض استقالة قائد الجيش، أو سواه من العسكريين، من منصبه قبل الانتخابات، وأن هذه المدة سقطت نتيجة الخلاء الحاصل في منصب الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود عام 2007، وبالتالي بالطريقة عينها التي عُدّت بها الظروف الانتخابية للعماد ميشال سليمان (تجاوزاً للمهلة)، وبالتالي مسقطة لشرط المهلة نتيجة الخلاء الرئاسي، يمكن القول إن الأمر ينسحب على انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية".

وبشأن ما إذا كان يصح انتخاب العماد عون من دون أي صوت شيعي، فيقول سعيد مالك: "هذا أمر لا يمكن التأكد منه؛ لأن الاقتراع في نهاية المطاف سري، وبالتالي لا يمكن القول إنه حصل أو لم يحصل على أصوات متنوعة المذاهب والطوائف أو من طرف أو فريق واحد. وحتى لو سلمنا جدلاً بأنه جرى التأكد من أنه لم يحصل على أي صوت شيعي، فهذا لا يغير في المعادلة شيئاً؛ لأن الدستور لم يشترط أن يكون فوز المرشح عبارة عن التصويت له من قبل خليط من المذاهب والأديان".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: میشال سلیمان مجلس النواب لا یمکن إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

بحضور أبو العينين.. لجنة النواب توافق على مشروع الموازنة التقديرية للمجلس| تفاصيل

عقدت اللجنة العامة بمجلس النواب اجتماعاً صباح اليوم ١٦ يونيو ٢٠٢٥ برئاسة  المستشار الدكتور حنفي جبالي (رئيس المجلس)، بحضور المستشار أحمد سعد الدين (وكيل أول المجلس)، و النائب محمد أبوالعينين (وكيل المجلس)، و المستشار محمود فوزي (وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي)، و المستشار أحمد مناع (الأمين العام للمجلس)، وأعضاء اللجنة العامة من رؤساء اللجان النوعية ورؤساء الهيئات البرلمانية، والمستقلين.

في بداية الاجتماع وافقت اللجنة العامة على مشروع الموازنة التقديرية للمجلس عن العام المالي ٢٠٢٥/ ٢٠٢٦، حيث أشاد أعضاء اللجنة العامة بجهود المجلس لانتظام الإنفاق المالي وإخضاعه للرقابة الدقيقة.

وخلال الاجتماع استعرض المستشار الدكتور رئيس المجلس نشاط المجلس خلال الفصل التشريعي الحالي موجهاً الشكر والتقدير للسيدين وكيلي المجلس على جهودهما وأدائهما المتميز بالرقي والانضباط وسعة الصدر، كما وجه الشكر للسيد المستشار الأمين العام على أداء مهامه الكبيرة والمتشعبة بكفاءة واقتدار التي انعكست على حسن إدارة وتنظيم دولاب العمل داخل المجلس بمختلف قطاعاته.

كما وجه المستشار الدكتور رئيس المجلس الشكر والتقدير للسيد المستشار محمود فوزي (وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي) على حضوره الدائم وتفاعله في الجلسات العامة للمجلس واجتماعات اللجان النوعية، وتبنيه للعديد من المواقف الداعمة لرؤية المجلس.

وأشاد المستشار الدكتور رئيس المجلس بأداء السادة رؤساء الهيئات البرلمانية للأحزاب موجها الشكر لأحزاب مستقبل وطن، الشعب الجمهوري، حماة وطن، مصر الحديثة، الإصلاح والتنمية، المؤتمر، الحرية، المصري الديمقراطي الاجتماعي، النور، التجمع، كما وجه التحية والتقدير لتنسيقية شباب الأحزاب، والمستقلين، والمعارضة، على مواقفهم الداعمة لأعمال المجلس خاصة في مشروعات القوانين وما تقدموا به من تعديلات كانت دائماً محل نظر وتدقيق من المجلس.

كما وجه المستشار الدكتور رئيس المجلس الشكر والتقدير للسادة رؤساء اللجان النوعية مشيراً أن أداء غالبية اللجان النوعية خلال هذا الفصل كان مشرفاً ويعكس الممارسة البرلمانية السليمة التي ساعدت المجلس على أداء رسالته النيابية على أكمل وجه.

طباعة شارك اللجنة العامة مجلس النواب حنفي جبالي

مقالات مشابهة

  • دائم الحضور.. رئيس النواب يشكر وزير الشؤون النيابية
  • رئيس النواب ينتقد غياب وزيري المالية والتخطيط عن الجلسة: غير مقبول
  • بحضور أبو العينين.. لجنة النواب توافق على مشروع الموازنة التقديرية للمجلس| تفاصيل
  • اللجنة العامة تستعرض نشاط مجلس النواب خلال الفصل التشريعي الثاني
  • الوزراء  يقرّ إحالة أمين عام المحكمة الدستوريّة على التقاعد وتعيين أمين سرّ مجلس الوزراء خلفًا له
  • سعاد براهمة تخلف عزيز غالي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
  • قانون جديد لإدارة أصول الدولة.. نقاشات مستمرة تحت قبة البرلمان
  • 6 أسئلة عن الانقسام الهيكلي للمؤسسات في اليمن
  • اليوم.. النظر في دعوى تطالب بوقف إعدام نورهان خليل «قاتلة والدتها ببورسعيد»
  • مجلس النواب يدين العدوان الصهيوني الغاشم على إيران