صحيفة عاجل:
2025-07-07@19:17:58 GMT

ما الفائدة من منصة إعلامية ثقافية سعودية

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

لا يمكننا أن نفهم الثقافات الأخرى إذا لم نعرف أنفسنا ونصل إلى مكامن ثقافتنا وأفكارنا، إذ بدون سبر أغوار ثقافتنا لا يمكننا أن نفهم العالم ولا يمكن لهذا العالم الفسيح أن يفهمنا، لذلك فإن الثقافة لا تكمن فقط في اللغة، بل هي عادات وسلوك اجتماعية لأمة من الناس تم التعود عليها وتطورت لفترة طويلة من الزمن.

لقد تبادر إلى ذهني الحديث أعلاه وأنا أقرأ كغيري توقيع وزير الثقافة السعودية مع منصة MBC لإنشاء منصة إعلامية ثقافية والتي ستعكس بلا شك الثقافة الخالدة في أركان المملكة العربية السعودية، فهذه القطعة الذهبية من الأرض نشأت فيها حضارات وثقافات منذ آلاف السنين، وحان الوقت لكتابة وترويج قصة تلك الحضارات والثقافات عالميا والتي تحكي قصة شعب كان ولا يزال يسكن هذه السعودية.

إننا قبل أن ننشر ثقافتنا إعلاميا علينا أن نفهم جيدا هويتنا الثقافية والتي أرى أن الكثير يعرفها ويفهمها، ولكنها تحتاج إلى فهم جيد حين اختيار القصص المميزة والتي متى ما عرفناها وفهمناها جيدا فإنها ستكون قابلة لترويج إعلامي ذكي وعبر منصة كـ MBC تمتلك الإمكانات المتطورة لصناعة ورواية القصة، إن قصتنا الثقافية الإعلامية تستحق العناء والتعب فهي رواية زادها وهجا الانفتاح الذي تشهده بلادنا اليوم في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠.

إن البعض لديه الكثير من الرؤى بل والنقد والانتقاد ووجهات نظر تستحق الوقوف عليها حيال أي مشروع ينطلق سواء أكان على مستوى أسرته الصغيرة أم على مستوى الوطن بشكل أكبر، لكن حقيقة نحن نحتاج إلى الانطلاقة الإعلامية الثقافية اليوم، ومع الوقت والتجربة سنكون قادرين على تطوير هذه المنصة الإعلامية لتعكس قصة ثقافية فريدة وثرية عن السعودية للعالم، بل إننا نأمل في مرحلة ما إلى أن تترجم القصص الثقافية إلى لغات حية مثل الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والروسية والصينية وغيرها خصوصا وأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة.

إن المحتوى الإعلامي الثقافي الذي سيتم بناؤه في هذه المنصة سيبدأ من رواية الخبر والتقرير الصحفي المرئي وسيعرج بعد ذلك على القصة القصيرة والمتوسطة والطويلة لثقافتنا، لذلك لابد لمن يصنع البرامج الثقافية الإعلامية أن تكون لديه القدرة على اختيار المحتوى ثم كتابته وفق معايير عالمية ليخرج من القصة المحلية، خاصة وأن الناظر بعين الفاحص في بعض المحتوى الإعلامي الذي نراه مؤخرا يجد أنه موجه للداخل السعودي وذلك لحرص بعض القنوات والأفراد على إبصار المسؤول بما كتبوه ونشروه، وأيضا ربما للحصول على التفاعل مثل الرتويت والتفضيل في منصة إكس (تويتر) سابقا.

إن استخدام منصة ما دون غيرها سيقلل من إيصال قصتنا الثقافية، إذ إنه في إسبانيا -مثلا- يتابع المراهقون منصة التيك توك، فيما يتابع الشباب وحتى سن ٤٥ منصة انستغرام، ومنهم أكبر سنا فإنهم يتابعون منصة الفيس بوك، فيما يكتفي السياسيون باستخدام إكس (تويتر سابقا) لإيصال رسائلهم السياسية، وبالتالي فإن الإسبان وشعوب أمريكا الجنوبية (٦٥٠) مليون إنسان لا يتابعون بشكل كبير تويتر ولا يعرفون منصة سناب شات، وبالتالي فإن استهداف منصة إكس سيجعل قصتنا الثقافية تدور في الفلك العربي الذي هو أصلا وغالبا يعرفها بسبب تشاركه معنا غالبا في الدين واللغة والثقافة.

وإن الناظر بعين البصيرة إلى المحتوى الإعلامي المكتوب والمنشور يدرك أن جودة ذلك المحتوى سيرفع من الوعي الثقافي تجاه السعودية، ويكسر الحواجز ويبني الجسور ويعلم الآخر كيف يحب ثقافة بلدنا، بل إن الأمر سيكون أبعد حيث ستزيد الارتباطات الثقافية من خلال تعرّف ذلك الآخر على قيم وعادات وثقافات بلادنا دون تميز أو أحكام مسبقة وهذا سيؤدي إلى التواصل الفعال بيننا وبينه ومعرفة الآثار الثقافية ويجعل من ذلك التواصل مهارة وقيمة ويخلق ثقافة مؤسسية وشخصية متنوعة وشاملة ويشعر الجميع بالامتنان لهذه الثقافة السعودية الخالدة.

إن الإعلام يحفز على تعزيز الثقافة والحفاظ عليها وتسهيل انتشارها محليا وعالميا باعتبار أن هناك ديناميكية إيجابية دائما ما تنشأ بين الإعلام والثقافة، بل عندما يكون هناك إعلام متقدم فإن الثقافة ستصبح قوة ناعمة تخدم الوطن في تعزيز صورته الذهنية مما ينعكس ذلك بشكل واضح على قطاعات السياحة ودعم الاقتصاد وزيادة الوظائف، وكذلك هجرة العقول إلى المملكة والاستقرار فيها وذلك يعود في كثير منه إلى قوة الإعلام في ترويج الثقافة.

بقي القول أن أشير إلى إن هذه المنصة الثقافية الإعلامية السعودية ستكون بلا شك لها فائدة وستكون رائدة في تتبع القصص الثقافية واختيار الجيد منها وترويجه بلغات العالم الحية، وكذلك استكشاف ما تزخر به بلادنا من ثقافات بعضها حية وبعضها بادت منذ آلاف السنين، لنصل في نهاية مطاف إلى التأثير على العالم، وتكون ثقافتنا قوة كبيرة في الوصول إلى اقتصاد متنوع وغير معتمد على النفط، بل وستكون إلى جوار العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية ركائز أساسية تحلق بنا نحو أفق يليق بنا وبوطننا الغالي

المصدر: صحيفة عاجل

إقرأ أيضاً:

انتصارات سعودية وعربية في أمسية حماسية من منافسات دوري المقاتلين المحترفين بالرياض

هاني البشر (الرياض) شهدت الصالات الخضراء في العاصمة الرياض ليلة استثنائية ضمن منافسات دوري المقاتلين المحترفين- الرياض (PFL)، حيث تألقت المواهب العربية في أمسية حماسية مليئة بالإثارة والحماس، وسط حضور جماهيري مميز.
وواصلت المقاتلة السعودية هتان السيف سلسلة انتصاراتها المتتالية، بعد فوزها الرابع دون هزيمة، إثر انسحاب منافستها اللبنانية نور الفليطي؛ بسبب إصابة قوية في القدم، لتؤكد السيف مكانتها كأحد أبرز الأسماء في البطولة. وعلقت هتان عقب النزال بقولها:” كل نزال أخوضه بروح جديدة وتصميم أكبر، الخصم القوي يحفزني على تقديم أفضل ما لدي، وسأواصل العمل من أجل اللقب”. وفي نزال استعراضي مميز، قدّم الأردني عبدالرحمن حياصات أداءً متفوقًا، وحقق فوزه الأول في البطولة، بعد إخضاعه اللبناني أنطوني زيدان في فئة وزن الخفيف؛ ليعزز مكانته كمقاتل واعد في الساحة الإقليمية. أما في وزن البانتام، فحجز الأردني نورس أبزاخ بطاقة العبور إلى نصف النهائي، بعد عرض فني مميز، أطاح خلاله بالجزائري مختار بن قاسي، ومن ثم اللبناني مارسيل أدور، مؤكدًا جدارته بالمنافسة على اللقب. وقال أبزاخ عقب تأهله:
” تجاوزت الكثير من التحديات لأصل هنا، وأنا مستعد لتقديم الأفضل في نصف النهائي، الطريق لم ينتهِ بعد”. وفي وزن الويلتر، تألق المغربي بدر الدين دياني، بعد فوزه المستحق على المصري أحمد عبدالباسط، ليضمن مكانه في نصف النهائي؛ حيث سيواجه الإيراني أمير فضلي. وأكد دياني قائلاً:” كنت على ثقة بخطتي داخل القفص، والآن تركيزي منصب بالكامل على التأهل للنهائي وتحقيق اللقب”. وفي ذات الوزن، حقق المغربي زافير العلوي أول انتصاراته في البطولة بتغلبه على المصري زياد أيمن، ليضرب موعدًا في نصف النهائي أمام المصري إسلام يوسف. وقال العلوي:” التحضير الفني والتكتيكي كان مفتاح هذا الانتصار، القادم سيكون أقوى، وأعد الجمهور بمفاجآت جميلة”. كما شهد النزال الرئيسي المشترك في وزن الويلتر انتصارًا مهمًا للكويتي محمد الأقرع على الفلسطيني عمر حسين، بعد مواجهة مثيرة، أثبت خلالها الأقرع تفوقه وخبرته، ليصعد إلى نصف النهائي لمواجهة الكردي محمد زاري.
وصرح الأقرع بعد فوزه:” كل نزال هو خطوة نحو اللقب، وأنا هنا لأثبت أنني من أبرز المقاتلين في المنطقة، القادم سيكون أكثر قوة”. واختتمت الليلة بنزال استعراضي جمع بين بطل وزن الويلتر لعام 2024 المصري عمر الدفراوي، ونجم PFL أوروبا دانييل ميشلي، حيث قدّم الدفراوي أداءً مذهلاً أنهاه بالإخضاع. وقال الدفراوي:” طموحي لا يتوقف عند حدود المنطقة، أطمح إلى العالمية وأستعد لكل اختبار قادم بكل تركيز وعزيمة”.

 

مقالات مشابهة

  • ماركا تؤكد: لا مفاوضات بين ميسي وأندية سعودية
  • السلطة بلا ظهير.. عطب الحركات الإسلامية بين العزلة النقابية والعطالة الثقافية
  • السعودية تخوض منافسة قوية لاستضافة كأس العالم للأندية 2029
  • الصيادة أنوار: سعودية جعلت الصيد حرفة نسائية من قلب البحر.. فيديو
  • مصر أولا واليمن ثانيا.. أعلى الدول تلقّيًا للمساعدات السعودية
  • منصة المساعدات السعودية تكشف عن أعلى الدول تلقّيًا للمساعدات من المملكة حتى الآن
  • انتصارات سعودية وعربية في أمسية حماسية من منافسات دوري المقاتلين المحترفين بالرياض
  • "عالم صُنّاع المحتوى" يشعل أجواء بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في السعودية
  • السعودية تكافئ نجوم بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض بـ "نادي الأبطال"
  • “من السكون إلى المستقبل” منصة معرفية لتعزيز وعي المجتمع بالطاقة النظيفة