خبير: الجيش اللبناني الضمان الوحيد للنهوض بالوطن في ظل التحديات
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قال الدكتور أحمد يونس، المختص في الشأن اللبناني، إنّ الشغور الرئاسي في لبنان لمدة أكثر من عامين يدل على أنّ الكتل البرلمانية لم تستطيع التوافق على مرشح معين إلا بعد ظهور أحداث مستجدة غيرت في الشرق الأوسط بداية من الحرب على قطاع غزة ولبنان وصولا لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وأضاف «يونس»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد رضا، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الجيش اللبناني كان موحدا دائما ولم يأخذ طرفا في أي تجاذبات ولم يقدم تنازلات، بالتالي كان عنوان للوحدة بين اللبنانين، مشيرا إلى أن هناك إجماع على أن الجيش اللبناني هو الضمان الوحيد للنهوض بالوطن في ظل التحديات الراهنة.
وتابع: «اللبنانيون ينظروا لقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون على أنه قائد نزيه لم يثبت عليه أي شائبة بل كان على رأس مؤسسة ناجحة بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي كان يعانيها الجيش، بالتالي يحظى بأصوات كثيرة في انتخابات الرئاسة اللبنانية».
يذكر أنه قبل ساعات من التصويت على اختيار الرئيس، ظهر اسم الجنرال جوزيف عون، في القمة خاصة بعد انسحاب المرشح التوافقي من حزب الله وحركة أمل سليمان فرنجية من السباق الرئاسي اللبناني، في خطوة تأتي استكمالًا لمحاولات إنقاذ البلد من الفوضى وإنهاء أزمة سياسية ممتدة منذ عام 2022.
ويقتراب جوزاف عون، من الحصول على تأييد أغلبية ثلثي مجلس النواب ليكون المرشح الأوفر حظا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غدا.
برئاسة نبيه بري يعقد مجلس النواب اللبناني برئاسة، جلسة صباح غدا الخميس، لإجراء عملية التصويت على أن يعلن في وقت لاحق من مساء الغد اسم الرئيس الجديد، وظهر بشكل قوي اسم قائد الجيش اللبناني الجنرال جوزيف عون، المرشح للجلوس على مقعد الرئاسة في لبنان، بعد توافق القوى السياسية على ترسيم عون للرئاسة.
فمن هو جوزيف عون المدعوم من أمريكا؟جوزيف خليل عون (61 عامًا) يشغل منصب قائد الجيش اللبناني منذ عام 2017 وحتى اليوم، وتدرج عون الذي ينتمي إلى الطائفة المسيحية المارونية، في الرتب العسكرية منذ عام 1983 إلى أن وصل إلى رتبة عماد.
خلال مسيرته العسكرية، حصل عون على العديد من الأنواط والأوسمة أبرزها وسام الحرب ثلاث مرات، ووسام الجرحى مرتين، ووسام الوحدة الوطنية، ووسام فجر الجنوب.
كما حصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة والثانية ثم الأولى، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس، ووسام مكافحة الإرهاب، وكان من المقرر أن يحال عون للتقاعد يوم 10 يناير الجاري، لكن البرلمان اتخذ قرارًا في ديسمبر الماضي بالتجديد له لمدة عام.
عون يشرف على نشر عناصر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، وفقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لبنان بوابة الوفد بشار الأسد سوريا الوفد الانتخابات اللبنانية قائد الجیش اللبنانی جوزیف عون على أن
إقرأ أيضاً:
معادلة الركراكي لتجاوز لعنة اللقب الوحيد للمغرب
يجسد وليد الركراكي، الملقب في الأوساط الكروية المغربية بـ"رأس الأفوكادو"، ومهندس منظومة "أسود الأطلس" الحديثة، نموذجا لمدرب نجح في تحقيق مسار صاعد وسريع بدون التفريط في الاستمرارية أو جودة البناء التكتيكي.
بدأت رحلته التدريبية الفعلية عام 2014 مع نادي الفتح الرباطي، حيث برز بقدرته على تشييد فريق متماسك قائم على الانضباط والانتشار الذكي، وتوجت تجربته بتحقيق لقب الدوري المغربي عام 2016، وهو أول لقب في تاريخ النادي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المغرب يراهن على الأرض والجمهور لكتابة تاريخ جديد بكأس أفريقياlist 2 of 2المنتخبات العربية.. إنجازات تاريخية آسيوية وإخفاقات أفريقيةend of listوبعد تثبيت اسمه محليا، انتقل إلى قطر لتدريب نادي الدحيل، حيث أكد قدرته على النجاح خارج الديار بإحراز لقب الدوري القطري، معززا بذلك مكانته كمدرب يجمع بين المعرفة النظرية والقدرة العملية على توجيه المجموعات.
الوداد علامة فارقة للركراكيغير أن محطة الوداد الرياضي كانت العلامة الفارقة في مساره، ففي عام واحد فقط (2022)، حقق إنجازا تاريخيا مزدوجا بقيادته "القلعة الحمراء" إلى التتويج بلقب الدوري المغربي ثم دوري أبطال أفريقيا. بهذا الجمع غير المسبوق بين اللقبين في موسم واحد، أصبح الركراكي أول مدرب مغربي يحقق هذا السجل، مثبتا أن مشروعه التدريبي قادر على إنتاج نتائج قارية ومحلية في وقت قياسي.
هذا الرصيد القاري هو ما دفع الاتحاد المغربي لكرة القدم إلى تعيينه على رأس المنتخب الوطني قبل أشهر قليلة من كأس العالم .2022 وهناك، صاغ الركراكي واحدة من أبهى صفحات التاريخ الكروي الأفريقي، بعدما قاد المغرب إلى قبل نهائي المونديال باعتباره أول مدرب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
وحول المنتخب إلى قوة عالمية يحسب لها حساب، مستفيدا من فلسفته القائمة على الانضباط التكتيكي والتحفيز النفسي وتعظيم دور اللاعب المحلي والمحترف على حد سواء.
واليوم، يحمل على عاتقه مسؤولية تتويج هذا الجيل الذهبي بكأس أفريقيا، مستندا إلى تجارب نوعية في أبطال أفريقيا وخبرة الاحتكاك بالنخبة العالمية في قطر والمونديال.
إعلانوتكمن قوة الركراكي في مزيجه الخاص بين الفكر التكتيكي الأوروبي الصارم والتحفيز النفسي العميق المعروف عنه، والذي أرسى ما بات يعرف داخل محيط الأسود وقبلها بعقلية الفوز أو "عقلية الوينرز" في إشارة إلى الفصيل الشهير من جماهير الوداد.
وتقوم هذه المنظومة على 3 عناصر مركزية: الأساس الدفاعي والتنظيم المحكم (4 – 1 – 4 1- / 5 – 4 – 1): يبني الركراكي مشروعه الفني على قاعدة صلبة من الانضباط الدفاعي. فتكتيكه يتدرج في التحول بين 4 – 1 – 4 – 1 هجوميا و5 – 4 – 1 أو 4 – 5 – 1 دفاعيا، بهدف غلق المساحات العمودية وتقليص الهوامش بين الخطوط. ويترجم ذلك عبر:
كثافة عددية واعية في الوسط، مع محور ارتكاز قوي مثل سفيان أمرابط، وظهيرين يتحولان بسرعة بين الاندفاع الهجومي والعودة لتشكيل خط دفاع خماسي عند الحاجة. اعتماد كتلة دفاعية منخفضة أو متوسطة، مع دفاع صبور يجبر الخصوم على الاستحواذ السلبي، وهي منهجية أثبتت فعاليتها أمام منتخبات كبرى في المونديال. السلاح الهجومي أو التحولات السريعة والفعالية القصوى: على الرغم من حضوره الدفاعي القوي، لا يبني الركراكي لعبه على الدفاع السلبي، بل يعتمد على الانتقال السريع والضربات المباغتة المنظمة، من خلال: هجمات مرتدة قصيرة تنفذ عبر 3 أو 4 لمسات مستغلة سرعة الأجنحة من الطرفين، وهذا يربك دفاعات الخصوم المتقدمة. مرونة تكتيكية في التدرج بالضغط العالي عند الحاجة، وهي قدرة عززها مساره بدوري أبطال أفريقيا حيث تأقلم بمرونة مع أنماط منافسين مختلفين. البعد النفسي أو صناعة الثقة وكسر عقدة القارة والعالم: يعرف الركراكي بقدرته على بناء مجموعات متماسكة ذهنيا من خلال كسر حاجز الخوف عبر إقناع اللاعبين بأنهم قادرون على مقارعة أي منتخب عالمي، وهو ما ظهر جليا أمام بلجيكا وإسبانيا والبرتغال. وكذا تعزيز الروح الجماعية والوحدة داخل المعسكر عبر خطاب واضح… الفريق فوق الجميع، والنتيجة ثمرة تضحيات مشتركة. وهي الروح التي يأمل تحويلها هذه المرة إلى عامل حاسم في التعامل مع ضغط الأرض وكثافة التوقعات في "الكان".وبهذه المعادلة، يجمع الركراكي بين الانضباط الدفاعي الأوروبي والفعالية الأفريقية والشخصية المغربية المبنية على القتال والمرونة والثقة. وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها "رأس الأفوكادو" منذ توليه قيادة الأسود، خصوصا تصدر أفريقيا في التصنيف الدولي، إلا أن الأداء الفني في الفترة الأخيرة فتح الباب أمام موجة انتقادات جماهيرية وإعلامية.
وتتركز هذه الانتقادات حول محدودية الخيارات الهجومية أمام المنتخبات المتكتلة، والاكتفاء بمنهجية المونديال القائمة على الصلابة الدفاعية والمرتدات، بدون تطوير منظومة هجومية قادرة على تفكيك الدفاعات المنخفضة عبر البناء المنظم أو الاختراقات العمودية.
ويرى المنتقدون أن المنتخب يعاني من غياب خطط بديلة واضحة، وأن خلق الفرص كثيرا ما يعتمد على المبادرات الفردية أو الكرات الثابتة بدل آليات جماعية ممنهجة.
ومع اقتراب كأس أفريقيا التي ستلعب تحت ضغوط كبيرة وخصوم يتحفظون دفاعيا أمام المغرب، يتضاعف الضغط على الركراكي لإثبات قدرته على تطوير هوية هجومية أكثر شجاعة وابتكارا، قادرة على تحقيق الانتصار بالأداء قبل النتيجة.
إعلان