يرتدي البالطو الأبيض ليلا ونهارا، قصة نجاح ملهمة، بطلها الشاب محمد صابر، الطالب بكلية الطب البيطري في جامعة المنيا، والذي يمتهن في نفس الوقت مهنة الحلاقة وعمره 13 عاما.

محمد يسير على درب شقيقه كريم

«محمد» سلك درب شقيقه الأكبر «كريم» الذي كان يدرس في كلية طب الأسنان، وفي نفس الوقت يعمل في مهنة الحلاقة، وقتها أدرك «محمد» أن الحلاقة كانت السبب وراء وصوله إلى كلية الطب البيطري ونجاحه، وأكد أنه لا يستطيع أن ينكر دور الحلاقة في حياته بأي حال من الأحوال.

«الحلاقة هي مهنة عائلتي وأفتخر بذلك»، وهذا ما قاله محمد صابر سيد محمد، لـ«الوطن»، موضحا أنه طالب في الفرقة الرابعة بكلية الطب البيطري بجامعة المنيا ومقيم في مركز ملوي.

وأضاف أنه بدأ في مهنة الحلاقة عندما كان عمره 13 عامًا، حيث تعلمها من والده وعائلته، وأحب هذه المهنة وأصبحت تمثل جزءًا كبيرًا من حياته بدون أي إحراج، وسعى جاهدًا لمواكبة التطورات في مجال الحلاقة، ونتيجة لذلك أصبح لديه العديد من الزبائن في ملوي والمنيا، حيث يقدم لهم أحدث تصفيفات الشعر للشباب، وفي داخله كان يحلم بالانضمام إلى كلية الطب.

 

 

التحق بالطب واستمر يعمل في مهنة الحلاقة

وعندما التحق بكلية الطب البيطري، كان يعلم أن تكاليف التعليم في تلك الكليات مرتفعة جدًا، لذا قرر أن يستمر في مهنته كحلاق ولكن بطريقة دليفري، حيث كان لديه عربة خاصة بالحلاقة وكان يقوم بزيارة الزبائن في منازلهم، خاصة في مدينة المنيا الجديدة، وذلك لتخفيف العبء عن والديه إلى حد ما.

وأكد «محمد» أنه بفضل مهنة الحلاقة، استطاع أن يدفع تكاليف دراسته، رغم أن والده لم يتوانَ عن دعمه، وأعرب عن فخره الكبير بالانضمام إلى كلية الطب البيطري، وأشار إلى أن أصدقاءه وأعضاء هيئة التدريس في جامعة المنيا يشعرون بسعادة كبيرة لنجاحه في مهنته الأساسية.

وأضاف أن هناك بعض الناس ينتقدونه ويقولون له «كيف يمكنك أن تعمل كحلاق وأنت دكتور؟»، لكنه أصر على مواصلة مهنته لأنه يحبها ولم يهمل دراسته، في فترة الصباح، يتوجه إلى الكلية لممارسة دراسته، ثم يعود للعمل في فترة المساء.

وفي الختام، قدم محمد الشكر لكل من ساعده في تحقيق حلمه، وخاصة والدته ووالده وشقيقه، وأكد أنهم لهم فضل كبير بعد توفيق الله في تحقيق حلمه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنيا محمد ملوي کلیة الطب البیطری

إقرأ أيضاً:

هل العمل الاجتماعي مهنة حديثة؟

يُعدّ العمل الاجتماعي مهنةً حديثة العهد نسبياً، إلا أن الناس يمارسونه منذ سنوات طويلة. يقدم بوبل ولينينغر أمثلةً على ما يمكن اعتباره عملاً اجتماعياً أو رعاية اجتماعية من آلاف السنين، بما في ذلك حماية الحاكم البابلي حمورابي للأرامل والأيتام في شريعته، والتقاليد الإسلامية التي تُلزم المسلمين القادرين على المساهمة بنسبة من ثرواتهم سنوياً لدعم المحتاجين.

كما أكدت الفلسفة اليهودية، التي قادت إلى المعتقدات المسيحية المبكرة على ضرورة العطاء للآخرين، وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. ويحتوي القرآن الكريم والعهدان القديم والجديد للديانتين اليهودية والمسيحية، على آياتٍ وادلة عديدة عن مساعدة الآخرين.

في أوروبا، بدأت العمل كوكالات إغاثة مبكرة في حوالي القرن السادس. وتتوافق تقاليد أخرى، مثل ممارسات المساعدة المتبادلة للأفارقة والآسيويين والأمريكيين الأصليين، مع ما نعتبره الآن الرعاية الاجتماعية.

كان يُنظر إلى الكنيسة على أنها مسؤولة عن الاحتياجات المادية والاجتماعية للفقراء قبل القرن السابع عشر. وقد أدرجت الجماعات الأولى اللوائح المتعلقة بمعاملة ورعاية الفقراء في نظامها قبل وقت طويل لقيام الحكومات بذلك على مستويات مختلفة، ومع تراجع النظام الإقطاعي في الدول الأوروبية وصعود الرأسمالية، بدأنا نرى أن الصياغة المبكرة للرعاية الاجتماعية كانت من الوظائف الحكومية.

ويُنظر عموماً إلى قانون الفقراء الإليزابيثي لعام 1601 على أنه نقطة التحول الرئيسية نحو التدخل الحكومي والابتعاد عن إشراف الكنيسة باعتباره الوسيلة الأساسية لرعاية الفقراء. ألزم القانون الحكومة من خلال المقاطعات المحلية برعاية الفقراء عندما تعجز الكنائس عن ذلك.

وقد وفرت هذه الرعاية الاجتماعية المبكرة، وإن لم تكن عملاً اجتماعياً، ولكنه مجالاً آخر تتجذر فيه جذور العمل الاجتماعي من خلال أعمال العاملين على رعاية هؤلاء الفقراء.

وشمل هذا القانون الرعاية المباشرة، مثل توفير الطعام والحطب للتدفئة، والإحالة إلى خدمات مثل الرعاية الصحية. جمعيات المنظمات الخيرية من بين الأنظمة التأسيسية التي تطورت إلى العمل الاجتماعي، ما يُعرف بجمعيات المنظمات الخيرية.

وتعود جذور هذا النظام المبكر إلى تاريخ أقدم بكثير. ففي عام 1617، أسس القديس فنسنت دي بول في فرنسا مجموعات عُرفت باسم “سيدات الأعمال الخيرية”: وهي مجموعات من النساء اللواتي نظمهن أو منظمة لزيارة الفقراء في منازلهم.

كانت هذه الجماعات غير منظمة إلى حد ما في ممارساتها، لذلك أسس في عام 1633 منظمة أكثر تنظيماً أطلق عليها اسم “أخوات المحبة”، والتي عملت مع العائلات بعد فحصها ووضعها في مستوى معين من الفقر بناءً على قدرتها على إعالة نفسها.

أنشأ القديس فنسنت دي بول نظاماً للزيارات الودية للفقراء وصيغة لمنع العطاء العشوائي لمن قد يكونون قادرين على رعاية أنفسهم جزئياً على الأقل. كما وضعت مدينة هامبورغ الألمانية سابقة لنظام رعاية منظم للفقراء.

بعد أن ضرب وباء شديد المدينة، أنشأت الأحياء الأكثر ثراءً جمعية صحية. كان أحد التحديات الأولى هو الحاجة إلى إدارة إغاثة الفقراء. وقد أدى ذلك إلى إبعاد رعاية الفقراء عن أيدي الكنيسة، التي أثبتت عدم كفايتها. في عام 1725، حددت المدينة عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في كل منطقة بـ 25 شخصاً لإبقائهم في متناول اليد.

كما جُدّدت زيارة المرضى والفقراء في هذا النظام، وشملت التحقيق في حالة المرضى وتسجيلها. في عام 1786، في ذلك الوقت بحث أحد الأساتذة في الدروس المستفادة من هذا النظام ودوّنها في كتيب أسبوعي شائع للقراءة.

قُسِّمت مدينة هامبورغ إلى 60 مقاطعة، كل منها 18 زائراً، بما في ذلك نظام للإبلاغ والإشراف. كانت نتائج هذا النظام إيجابية للغاية، بما في ذلك القضاء على التسول وإيجاد فرص عمل للكثيرين، وخفض عدد الأطفال “المعدمين” إلى 400 بحلول عام 1801، وكانوا جميعاً يتلقون الرعاية في دور الرعاية أو المستشفيات أو المدارس.

انتقلت هذه الأمثلة وغيرها من الزيارات المنظمة للفقراء في نهاية المطاف إلى إنجلترا، موطن أول جمعية رسمية للزيارات الخيرية. وقد شكلت العديد من الحركات في لندن وما حولها، مثل جمعية أصدقاء الغرباء التي تأسست عام 1785 وجمعية زيارة وإغاثة العاصمة والتي تأسست عام 1843.

ومع ذلك، لم تتمكن هذه الجمعيات من التعامل مع معدلات الفقر المتزايدة في لندن في ستينيات القرن التاسع عشر، والتي كانت ترجع جزئياً على الأقل إلى الحرب الأهلية الأمريكية وتأثير التصنيع. في 22 أبريل 1869، تأسست جمعية لندن لتنظيم الإغاثة الخيرية وقمع التسول، وأصبحت تُعرف باسم جمعية لندن لتنظيم الإغاثة الخيرية وقمع التسول.

ويعود الفضل الكبير في نجاح هذه الجمعيات إلى مشاركة الجامعات المحلية واهتمام وتفاني أعضاء هيئة التدريس والطلاب. قرأت أوكتافيا هيل، التي عملت مع الفقراء في لندن بحثاً عن “أهمية مساعدة الفقراء دون صدقة” في العام نفسه الذي تأسست فيه جمعية Charity Organization Societies COS مما عزز فلسفة قضاء الوقت مع الفقراء. أُنشئت أول جمعية Charity Organization Societies – COS في مدينة كبيرة بالولايات المتحدة في بوفالو، نيويورك.

كانت نقلةً مباشرة لأعمال الإغاثة في إنجلترا، كان لكتابات أوكتافيا هيل وزميلها، إدوارد دينيسون، تأثيرٌ بالغ. كان هناك بالفعل عدد من الجمعيات لمختلف الجنسيات في الولايات المتحدة.

في عام 1817، تشكلت مجموعة تُسمى “منع الإفقار” في نيويورك خصيصاً للتعامل مع القضايا المتعلقة بالفقر، بالإضافة إلى الأعمال التي قدمتها العديد من الكنائس المحلية. في عامي 1837 و1838، وخلال شتاء قارس للغاية، احتاج الفقراء إلى قدر كبير من المساعدة لدرجة أن جميع وكالات الإغاثة التي تم تشكيلها على عجل فشلت في تلبية الحاجة.

أثار هذا التطلع إلى شكل أكثر منهجية وتعاونية لتقديم الإغاثة للأشخاص الذين يعيشون في فقر. كان أحد المكونات الرئيسية لهذا النظام الجديد هو الرغبة في التحقيق في الاحتياجات الفردية قبل توزيع الإغاثة، تم هيكلة العديد من أشكال الجمعيات بعضها لمساعدة شرائح محددة من السكان، مثل الأطفال، أو لتوفير مواد محددة، مثل الوقود لتدفئة المنازل.

وفي الختام، نتشرف بزيارة أحد أهم وأعرق الجمعيات الخيرية على مستوي المملكة العربية السعودية “جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية – سعادة”، واهداء أحدث اصدار لنا من كتاب “الأبحاث العلمية قوة صامتة” إلى الأستاذ. عبد الواحد بن محمد ال يوسف، المدير التنفيذي للجمعية. أبو محمد يملك خبرة واسعة تتجاوز الثلاث عقود في القيادات الإدارية على الصعيد الحكومي والقطاع الغير الربحي. حيث شغل المناصب التالية:

* مدير إدارة شؤن الموظفين بالشؤون البلدية والقروية
* وكيلاً لشؤون المتدربين بالكلية التقنية بالقطيف
* أميناً للمجلس الاستشاري للتدريب التقني والمهني بالإدارة العامة بالمنطقة الشرقية

أما على صعيد العمل في القطاع الغير الربحي فمعظمها كانت في جمعية سيهات “سعادة” في إدارات واقسام متعددة بالإضافة إلى اختياره نائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية اتقان العمل التنموي بمحافظة القطيف.

الهدف الرئيسي من العمل الاجتماعي هو مساعدة الناس على التواصل مع الموارد، فهو بمثابة الجسر العملي بين علم النفس وعلم الاجتماع، وبشكل أكثر تحديداً بين الأفراد ومجتمعاتهم.

يمكننا القول انها كالزيت الذي يُبقي محرك مجتمعنا يعمل بسلاسة، ونساعد الناس على تجاوز الصراعات أو التحديات المروعة دون توقف أو انغلاق. ولهذا السبب تُعد هذه المهنة بالغة الأهمية، فجميع الدول ذات مستويات جودة حياة عالية تعمل وتلتزم بها.

 

مقالات مشابهة

  • نقلة نوعية.. تجديد الاعتماد المؤسسي والبرامجي لكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة
  • طقس الأحد صحو نهاراً ورطب ليلاً
  • هل العمل الاجتماعي مهنة حديثة؟
  • الطقس غدا .. مائل للحرارة نهارا معتدل ليلا | والعظمى بالقاهرة 32
  • طقس الغد حار نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء
  • محافظ الجيزة: حظر نقل وحفظ جلود الهدي والأضاحي دون تصريح من الطب البيطري
  • الحلاقة: من ردهات الصالونات إلى قارعة الطريق
  • حمدان بن محمد يشهد حفل تخريج الدورة الـ34 في كلية القيادة والأركان المشتركة
  • وزير التعليم يلتقي رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج
  • وزير التعليم يلتقي رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج على هامش زيارته للمملكة المتحدة