سومر للفروسية مكسب وطني
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
بقلم : جعفر العلوجي ..
لم يكن انطلاق ونجاح مهرجان وبطولة سومر الدولية بالفروسية مجرد بطولة او مناسبة رياضية اعتيادية انطلقت في العاصمة بغداد وعلى ميدان نادي الفروسية لجمال الخيول، برعاية رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وتنظيم اولمبي كبير يقف على راسه رئيس اللجنة الاولمبية واتحاد الفروسية الدكتور عقيل مفتن وزدان بحضور رسمي محلي ودولي واسع جدا ، لقد تحققت في المهرجان صورة ناصعة بأطر كبيرة بمدلولاتها ومكانتها وازت وربما تفوقت على ما يحصل في دول الخليج التي عرفت باستقرارها ورخائها وهي رسلة بليغة ابدع اتحاد الفروسية في ايصالها الى المدى الاوسع ، في مشهد يعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها البطولة.
الحقيقة ان المناسبة ليست بطولة و مسابقة لجمال الخيول، بل هي احتفال بالتراث العراقي الأصيل، لابراز مكانة العراق في رياضة الفروسية، وتعزيز علاقاتنا الثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة‟.
شخصيا لي مطلق الثقة بانطلاق ميدان الفروسية بقوة سواء بالنتائج الايجابية التي يحققها الفرسان بمختلف البطولات او بالانتشار الواسع للعبة الذي اخذ حيزه الطبيعي مع اصرار الدكتور مفتن على ان تكون للفروسية مكان الريادة بين الالعاب والانتشار على مساحة العراق وهي خطوة نتمناها مع اية لعبة رياضية فردية او جماعية يكون مكسبها باسم العراق والدفاع عن الوانه الوطنية ، السعي الاخر الذي وددت الاشارة اليه هو الاهتمام بسباقات الهجن والجمال التي اخذ صداها في الاتساع عالميا ولها ارضية خصبة في العراق تعززت دون شك بوصول وفد الاتحاد العربي للهجن الى العراق ووضع ملامح مستقبل اللعبة التي لها الكثير من المريدين في الاطراف التي تشهد تواجد افضل سلالات الجمال في العراق .
ان الاستراتيجية الرائعة التي تخطط وتنفذ ما كان يعتقد انه ضربا من المستحيل باتت اليوم حقيقة ناصعة لايمكن ان تحجب ، وان عودة العراق بانماط راقية من الرياضة هو جانب ايجابي بعيد المدى لتحسين صورة الرياضة العراقية بالعاب من الممكن ان تتطور سريعا وتاخذ فرصتها العظيمة في المنافسات الدولية ، ختاما ومن موقع الثقة استطيع ان اثبت ان الساحة العراقية ستشهد العديد من البطولات والمهرجانات بالعاب الفروسية والهجن وستنطلق هذه الالعاب بسرعة هائلة وتجد لها جمهورا واسعا من المحبين والهواة سيكونون بالتاكيد الاسس الراسخة لدعمها ودعم التوجه الاولمبي الحثيث الذي ابدع في سومر وسيبدع ايضا في مناسبات كثيرة اخرى .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
محمد بن علي البادي
منذ تأسيسها، سعت الرئاسة الأمريكية إلى ترسيخ صورة الدولة القائدة للعالم "الحر"، المتحدثة باسم الديمقراطية، والحارسة لمصالحها عبر تحالفات محسوبة وخطابات مدروسة.
لكن هذه الصورة لطالما بدت مزدوجة، تمارس الضغط وفرض الهيمنة بقدر ما تروّج للقيم. ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بلغ هذا التناقض ذروته، حين تحوّل التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط إلى صفقات مكشوفة، وتراجع دور المؤسسات لصالح نزوات الرئيس ومصالحه الضيقة.
فقد دعم أنظمة قمعية باسم "الاستقرار"، وتخلى عن قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية، وروّج لما سُمي بـ"صفقة القرن" دون اعتبار لحقوق الشعوب.
وبدا الشرق الأوسط في نظره ليس أكثر من سوق صفقات، يتعامل معه بمنطق التاجر لا رجل الدولة.
سياسة بلا بوصلة
منذ اللحظة الأولى لتسلّمه الحكم، ظهرت ملامح الارتباك في تعاطي ترامب مع القضايا الدولية.. فقد بدا أقرب إلى رجل أعمال يراوغ ويتفاوَض ويهدد، منه إلى رئيسٍ يدير ملفات عالمية بحسٍّ مسؤول.. وتصريحاته المتقلّبة، قراراته المفاجئة، وانفعالاته المتكررة، كلها جعلت الثقة في منصب الرئاس ة تتآكل، داخليًا وخارجيًا.
كثير من تصريحاته كانت متناقضة أو تفتقر للدقة، ما أضعف مصداقيته وأربك شركاءه.. تعامل بفوقية مع الحلفاء، وبمزاجية مع الخصوم، وانسحب من اتفاقيات دولية كبرى دون تبرير واضح.. كل ذلك ساهم في تقويض صورة أمريكا بوصفها دولة مؤسسات، وأظهرها كدولة تُدار بتغريدة.
ازدواجية فاضحة
من أبرز مظاهر تخبطه، تردده في ملف إيران؛ يتفاوض عبر قنوات سرية، ثم يأمر بضرب منشآت نووية فجأة.. يتحدث عن السلام، ثم يشعل التوترات.
أما في ملف حقوق الإنسان، فقد سقطت كل الأقنعة، حين دعم بشكل سافر الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، متجاهلًا دماء المدنيين وآهات الأطفال.
ينادي بالقيم في العلن، ويدعم من ينتهكها في الخفاء.
اليد الأمريكية في تجويع غزة وتدمير قوى المقاومة
وقف ترامب بقوة إلى جانب إسرائيل في سياستها العدوانية ضد أهالي غزة، متجاهلًا معاناة المدنيين المحاصرين الذين يعانون من الحصار والتجويع المستمر.
لم يقتصر دعمه على الكلمات، بل شمل تقديم دعم سياسي وعسكري لتمكين إسرائيل من تنفيذ حملات التدمير ضد قوى المقاومة، بدءًا من غزة مرورًا بجنوب لبنان وسوريا، وصولًا إلى اليمن وإيران.
هذا الدعم ساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدمير البنى التحتية، وإضعاف قدرات المقاومة، ما عزز من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأغرق الشعوب في معاناة مستمرة بلا أفق للحل.
رئيس بلا هيبة
تجلّى الارتباك حتى في حضوره الدولي؛ قادة يتجاهلونه، وآخرون يُظهرون عدم احترامه علنًا... كُشف عن صفقات سرّية معه، وأحرج في مؤتمرات صحفية أكثر من مرة. لقد تراجعت هيبة الرئاسة الأمريكية في عهده، وتحوّل الحضور السياسي إلى عرض مرتجل، خالٍ من الحكمة والاتزان.
انهيار الثقة
كيف يمكن لحلفاء أن يثقوا برئيس ينقض الاتفاقيات، ويبدّل المواقف، ويُعلن السياسات في تغريدة ويلغيها في أخرى؟ كيف تُبنى التحالفات مع قيادة لا تفرّق بين الدولة والمصلحة الشخصية، ولا تثبت على موقف أو شراكة؟
لقد زرع ترامب الشك حتى في أروقة الحلفاء، وأدار أمريكا كما تُدار شركة خاصة، حيث مصير الشعوب مرهون بمزاج المدير.
خاتمة
ترك عهد ترامب ندوبًا عميقة في صورة أمريكا، التي كانت رمزًا للثبات والقوة. تحولت الرئاسة إلى حكم متقلب قائم على الأهواء الشخصية، بعيدًا عن الحكمة والاستراتيجية.
أمريكا صارت دولة ضائعة بين تغريدات متناقضة ودعم متحيز على حساب العدالة وحقوق الإنسان.
السؤال: هل يمكن استعادة الثقة والسياسة الرشيدة التي تحترم الشعوب وتحافظ على السلام، أم أن أوراق أمريكا ستظل تتساقط في خريفٍ لا ينتهي؟
فالاستقرار العالمي لا يبنى على مزاج قائد، بل على مسؤولية وطنية وعالمية حقيقية.