الأزهر: الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا محمد والاحتفاء بالرحلة سنة مستحبة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ان الاحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج سنةٌ حسنة مستحبة، ومدارسةٌ لسيرة قدوتنا سيدنا رسول الله ﷺ، ولا وجه لإنكارها، أو وصفها بالبدعة.
واضاف مركز الأزهر في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان رحلة الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا رسول الله ﷺ التي أيد الله فيها عبده ورسوله ﷺ، وأراه من آياته الكبرى، ودعاه وقربه، كما أنها كانت تسلية ومواساة له ﷺ بعد عام فقد فيه الزوجة الرؤوم والعمّ الناصر، وأثناء ما لاقاه من هموم وأعباء الدعوة والصدود من قومه، كما أنها كانت بمثابة الإعداد الإيماني الذي سبق ترك الوطن بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وعلى مقربة من بداية عهد جديد للإسلام وأهله يحتاج لثبات وعزيمة وإخلاص لله سبحانه ودعوته.
ثم كان تاج هذه الرحلة ودرتها وجائزتها حينما فرض رب العالمين شعيرة الصلاة في نهايتها على أمة خير النبيين ﷺ؛ لتكون الصلةَ بين العبد وخالقه، وسبب نجاته وفلاحه.
وإن تذكير الناس بهذه المعجزة العظيمة وبما فيها من دروس إيمانية كثيرة في يوم من أيام الله سبحانه؛ لمن المستحبات الدينية، والضرورات الدنيوية، ومن باب قول الحق سبحانه: {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٍ } [إبراهيم: 5]؛ وإنما كان التذكير بأيّام الله من الضروريات لحاجتنا فيه -وأبنائنا وشبابنا- إلى التعرف على سيرة سيد الخلق ﷺ ومعجزاته، كي نستلهم معًا من هذه السيرة ما يقربنا من رب العالمين، ويعيننا على النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة في وقت طغت فيه المادة على الروح، وتغلّبت مغريات الدنيا على كثير من أخلاقنا وسلوكياتنا، وعلى علاقتنا بديننا الحنيف.
رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمةولا يوصف اجتماع الناس لمدارسة سيرة سيدنا رسول الله ﷺ في هذه الذكرى أو الصلاة والسلام عليه في يوم من أيام الله بالبدعة؛ لاستحباب هذه القربات في جميع الأوقات، والبدعة المردودة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع.
وتخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب لا حرج فيه كذلك؛ إذ إن وقوع هذه المعجزة في شهر رجب هو المشهور الوارد عن عدد كبير من العلماء، فلا وجه للإنكار إذن، سيما إن كان في الاحتفال والاحتفاء مصالح جمّة، وقفنا على بعضها فيما سبق، وخيرًا تفعل المؤسسات الدينية في مصر -وعلى رأسها الأزهر الشريف- كل عام؛ حين تحتفي بسيدنا رسول الله ﷺ، وتعرّف بهذه المعجزة العظيمة، وترسخ في نفوس المسلمين العديدَ من جوانب القدوة في شخصية النبي الأعظم والرسول الأكرم ﷺ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رحلة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج المزيد سیدنا رسول الله ﷺ الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
أحمد الطلحي: المدينة المنورة قُبَّة الإسلام ومَوطِن الحلال والحرام كما سماها رسول الله
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصف المدينة المنورة في حديث عظيم بأنها: "قُبَّة الإسلام، ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومَتْبَوأ الحلال والحرام"، مؤكدًا أن هذه الصفات النبوية ليست مجرد كلمات، بل هي إشارات عميقة لمعاني ومقامات عظيمة للمدينة النبوية.
وأوضح الشيخ أحمد الطلحي، خلال فتوى له اليوم الخميس، أن النبي ﷺ حين قال إن المدينة قُبَّة الإسلام، كان يقصد أنها الموطن الذي اجتمع فيه المسلمون بعد هجرتهم من مكة، فصارت المدينة حاويةً لهم جميعًا، كمثل القُبَّة التي تجمع تحتها الناس، وفيها وُلد المجتمع الإسلامي الأول بكل ما يحمل من أمن وأمان، وجمال وجلال، في ظل حضور النبي الأعظم ﷺ.
وأضاف أن تسميتها بدار الإيمان لها دلالتها الواضحة، إذ في المدينة ظهر الإيمان وازدهر، وسماها الله تعالى بذلك في القرآن الكريم، في قوله: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ"، مشيرًا إلى أن التفسير يُجمع على أن الدار المقصودة هنا هي المدينة المنورة، فجعل الله الإيمان مقرونًا بها.
كما بيّن أن وصف المدينة بأنها "مَتْبَوأ الحلال والحرام" يعني أنها المكان الذي استقر فيه التشريع، حيث نزلت غالبية الأحكام الشرعية في المدينة، واستقر فيها العلم، وتكون فيها الفقه، وأُرسيت فيها معالم الدين، مشيرًا إلى أن كلمة "متبوأ" تعني التمكُّن والاستقرار، أي أن الحلال والحرام استقرا فيها وتحددت معالمهما في المدينة.
وتابع: "من ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ومن زار المدينة وجد فيها من أنوار النبي ﷺ ما يملأ القلب إيمانًا وطمأنينةً وشوقًا، فهي قُبَّة الإسلام، ومَصنع الإيمان، وموطن التشريع. فصَلُّوا عليه وسلموا تسليمًا، شوقًا إلى نوره ﷺ وإلى نور مدينته المنورة".