تكتل سياسي جديد في تركيا يضم رفاق أردوغان القدامى.. ماذا تعرف عنه؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
توصلت أحزاب السعادة، المستقبل، والديمقراطية والتقدم "ديفا" المعارضة في تركيا إلى اتفاق لتأسيس حزب سياسي مشترك يحمل اسم “حزب الطريق الجديد”.
يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة والمباحثات بين زعماء الأحزاب، وهم محمود أريكان رئيس حزب السعادة، بالإضافة إلى رفيقي الرئيس رجب طيب أردوغان القديمين، أحمد داود أوغلو الذي يترأس حزب "المستقبل"، وعلي باباجان رئيس حزب "ديفا".
وأكد بيان مشترك صادر عن الأحزاب الثلاثة، الجمعة، أن العمل على تأسيس الحزب الجديد قد اكتمل بالتوافق، موضحا أن اللجنة المشتركة قدمت توصياتها، وتم الاتفاق على الهيكلية التنظيمية للحزب، واختيار أسماء المؤسسين، إلى جانب مسودة البرنامج السياسي واللوائح التنظيمية.
رئيس التكتل
وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد جرى اختيار جلال ممتاز أكينجي، العضو السابق في المحكمة الدستورية ونائب رئيس حزب "ديفا"، رئيسا للتكتل السياسي الجديد.
وكان أكينجي الذي ينحدر من ولاية أفيون، تولى رئاسة نقابة المحامين هناك لمدة 10 سنوات تقريبا، قبل انتخابه عام 2010 عضوا في المحكمة الدستورية التركية من قِبل الجمعية الوطنية الكبرى، حيث عمل لمدة 12 عاما.
كما تولى رئاسة محكمة النزاعات القضائية، وهو المنصب الذي عزز من خبرته في حل القضايا المعقدة بين مختلف الهيئات القضائية.
بعد تقاعده عام 2022، انضم أكينجي إلى حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA)، حيث جرى انتخابه عضوا في المديرية العامة للشؤون الاقتصادية لحزب.
في المؤتمر الكبير العادي لحزب "DEVA" الذي عُقد في تشرين الأول /أكتوبر 2024، تم تعيينه نائبا للرئيس المسؤول عن الشؤون القانونية، ما وسع من دوره في الحزب.
ما أسباب التكتل؟
تأتي هذه الخطوة في ظل تحولات سياسية داخلية لدى الأحزاب الثلاثة المحسوبة على اليمين، أبرزها فقدان حزب "المستقبل" وحزب "السعادة" تمثيلهما البرلماني كتكتل مشترك بعد استقالة نائب حزب المستقبل عن أنقرة، نديم يامالي.
ويمثل التحالف الجديد محاولة لاستعادة الزخم السياسي والوجود الفاعل في البرلمان، حيث يهدف تكتل "الطريق الجديد” إلى تشكيل كتلة برلمانية قوية تضم حوالي 30 نائبا، وفق وسائل إعلام محلية.
تحديات داخلية
رغم توحيد الجهود لتأسيس التكتل، شهدت بعض الأحزاب المؤسسة للحزب موجة استقالات نتيجة الانتقادات الموجهة نحو قرار إنشاء التكتل المشترك في البرلمان.
أبرز المستقيلين كان مصطفى ينر أوغلو من حزب "ديفا"، الذي اتهم حزبه بـ"الجمود" في 26 كانون الأول /ديسمبر الماضي. في حين انتقد بوراك دالجين الذي انسحب من الحزب ذاته، توجههم نحو إنشاء التكتل المشترك.
كما استقالت سلمى علي كافاف، مشيرة إلى أنها "لم تجد قرار التكتل صحيحا"، وهو ما خفض عدد نواب حزب "ديفا" إلى 10.
الأبعاد السياسية لتأسيس التكتل المشترك
يعكس تأسيس الحزب الجديد رغبة الأحزاب الثلاثة في مواجهة الجمود الديمقراطي والسياسي في البلاد بالإضافة إلى وضع حد إلى قطبية المشهد السياسي، حيث يتجاذبه الحزب الحاكم "العدالة والتنمية"، وأكبر أحزاب المعارضة "الشعب الجمهوري".
يهدف التحالف الجديد إلى تشكيل بديل قوي للنظام السياسي القائم على هذه الثنائية، مع التركيز على تلبية المطالب الديمقراطية للشعب، وفقا لوسائل إعلام محلية.
ويسعى التحالف لضمان وجود أقوى للأحزاب الثلاثة في البرلمان من خلال تشكيل كتلة موحدة، فضلا عن إعادة هيكلة المعارضة حيث يعد "الطريق الجديد" خطوة نحو توحيد صفوف المعارضة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تعيشها تركيا.
التحديات المستقبلية
◼ سيحتاج التكتل الجديد إلى جهود كبيرة لضمان انسجام القواعد الحزبية المختلفة.
◼ سيتعين على التكتل الجديد كسب ثقة المواطنين خصوصا في ظل الانتقادات والاستقالات التي رافقت تأسيسه.
◼ سيتعين على التكتل الجديد إثبات قدرته على إحداث تغيير جذري في المشهد السياسي الحالي، لا سميا تخفيف حدة الاستقطاب.
بيان الأحزاب الثلاثة:
"لقد أكمل زعماء الأحزاب الثلاثة عملهم على هيكل المجموعة المشتركة بالإجماع، وأحالوا وثائق التأسيس إلى عملية التقديم القانوني اعتبارا من اليوم (الجمعة). نتمنى التوفيق لحزب الطريق الجديد، الذي سيستجيب للمطالب الديمقراطية لشعبنا ويخلق بديلا قويا في الساحة السياسية في ظل الظروف المتأزمة التي تعيشها بلادنا".
ماذا ننتظر؟
مع انطلاق الإجراءات القانونية لتأسيس "الطريق الجديد”، يتطلع المراقبون السياسيون إلى تأثير هذا الحزب على المعادلة السياسية في تركيا.
يعكس التعاون بين الأحزاب الثلاثة محاولة لإعادة بناء تحالفات قادرة على إحداث اختراق في المشهد السياسي الحالي، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
ويبقى السؤال: هل سيحقق "الطريق الجديد" أهدافه في خلق بديل قوي وتوحيد صفوف المعارضة، أم ستعيقه التحديات الداخلية والخارجية؟. الأيام القادمة ستكشف عن مستقبل هذا التحالف السياسي الجديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا أردوغان باباجان تركيا أردوغان داود اوغلو باباجان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأحزاب الثلاثة الطریق الجدید
إقرأ أيضاً:
اكتشاف منجم ذهب جديد في ديارنا الغنيّة
إنّ للصمت العربي تفسيرا آخر غير الأخلاق الحميدة، وحصائد اللسان، وفضيلة "السكوت"، فهو "من ذهب"!
سنستعين على شقاء تفسير الصمت العربي والإسلامي والعالمي بالله، ثم برواية غسان كنفاني "رجال في الشمس"، التي أخذ عنها المخرج توفيق صالح فيلم "المخدوعون". وهي رواية قصيرة نُشرت عام 1963، صاغت محنة اللاجئ الفلسطيني بعد نكبة 1948، أبلغ صوغ وأجود رمز. وتروي قصة ثلاثة فلسطينيين من أجيال مختلفة، شيخ ورجل وفتى، يهمّون بالسفر إلى الكويت تهريبا؛ لحرمانهم من الوثائق الشخصية التي خسروها في النزوح، فالأرض هي الوثيقة. وهم: أبٌ يمثل جيل النكبة، فقدَ أرضه، وشابٌ يمثل جيل ما بعد النكبة، غايته كسب الرزق والزواج، ومراهقٌ يمثل جيل النكسة، يلتمس إعالة إخوته.
الثلاثة هاربون من بؤس المخيمات الفلسطينية في الشام والعراق، وضيق ذات اليد، يلتقون في البصرة، ويتفقون مع سائق شاحنة مياه كنيته "أبو الخيزران"، وهو فلسطيني خسر رجولته في الحرب كناية عن الهزيمة والعقم. يمثّل أبو الخيزران جيل الهزيمة والقيادة العقيم والفاسدة، كان يعمل لدى المستعمر الإنجليزي سائقا، ويتولى تهريبهم عبر الحدود والحواجز داخل خزان ماء فارغ، في صهد الصحراء القاتل.
وتكون الخاتمة المؤسفة موت المهاجرين الثلاثة اختناقا في الخزان، لسببين:
1- استهتار أبو الخيزران بحيواتهم، وإشغال موظفي الحدود الضجرين؛ له بالثرثرة عن مغامراته مع راقصة اسمها كوكب.
2- وامتناع المختبئين الثلاثة عن الدقّ على جدران الخزان طلبا للنجدة، كما تقتضي الفطرة البشرية، وقد نفد الهواء منهم.
تنتهي الرواية بالسؤال الجارح الذي عجز النقّاد عن شرحه وتفسيره: لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟
ما أكثر تفسيرات الصمت العربي والإسلامي والعالمي، وغالبا ما تتبع الأهواء والعقائد، وتضلّ عن صواب التفسير العقلي. وقد نزع الطوفان السحر عن العالم؛ فكنا نظنُّ أنَّ أوروبا وأمريكا "الحضاريتين"، اللتين تفزعان لسقوط كلب أو هرّة في بئر، ستغيثان أهل غزة.
كاتب السطور من الذين يعتقدون أنَّ الفصائل التي خاضت معركة "طوفان الأقصى" خُدعت من حلفاء "وحدة الساحات"، فقد اكتفى الحلفاء بالوقوف على حدود الساحات والمساندة، إلا من مشاركة بعيدة من "أنصار الله" في اليمن، ومتأخرة، ولهم مأربٌ غير سد مأرب؛ فالأقصى والقدس وفلسطين غنية بمناهل السيادة والمجد والشرعية السياسية.
وكنت أظنُّ أنَّ سبب خذلان القدس قديما هو غياب الأخبار، وكانت متعذرة في زمن الحروب الصليبية وبطيئة. يروي ابن الأثير خبرَ مَقدِم أبي سعيد الهَرَوي من الشام ودخوله مجلس الخليفة المُسْتَظْهِر بالله، وهو الخليفة الثَّامِن والعُشْرُون من خُلفاء بَني العبَّاس، ويقول: "إنه وصحبه أوردوا في الديوان كلاما أبكى العيون، وأوجع القلوب، وقاموا بالجامع يوم الجمعة، فاستغاثوا، وبكوا وأبكوا".
فما بالنا ساكتون، صامتون، ونحن نرى الخبر مباشرة على الهواء ونشهدهم وهم يموتون جوعا؟ وقد بلغ عدد قتلى "مصائد الرغيف" نحو 800 شهيد أو يزيد! كأنهم يقضون في لعبة الكترونية! وهو موت من أجل كيس من الطحين، والطحين يحتاج إلى نار وهي عزيزة، وإلى ماء وهو أعزّ، والطحين مهندس وراثيا إن لم يكن مسموما يا "هندزة".. خبز لا غير!
نعود إلى القصة وقد انقلب الحال. فقد دقّ الغزّيون على جدران الخزّان هذه المرة، فما غزة إلا خزّان من حديد. دقوا عليها بالنار، أراد أهلها الهجرة إلى الحرية وهم يدقون طبول خطر التجويع القاتل، على باب الحرية: فنرى أمهات ضاوِيات، وأطفالا يتضاغون، ينتظرون قدرا من مرق مائع يشبه طين البرك، وتوقّف المحللون عن قياس مأساة غزة بهيروشيما وناغازاكي، وتعبوا من مقارنة عدد القنابل وشدتها النووية على هذه البقعة الصغيرة، كأنَّ قلوبنا في أكنّة وفي آذاننا وقر.
يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى: "إن إسرائيل في حالة دهشة وصدمة من الخذلان العربي لغزة. لم يكونوا يتوقعون هذا الصمت، وكانوا يحسبون لكل خطوة ألف حساب، خصوصا حساب مصر. وأنهم بعد صمت أبو الهول على احتلال محور فيلادلفيا وتدمير رفح، وهو صمت لم يتوقعوه، ما عادوا يخشون أي ردّ فعل عربي".
آباء الخيزران العرب شركاء في الجريمة، ونحن أيها السادة الذين في الخزّان، وتصبحون على خير مستطير.
لا بد من امرأة في كل قصة أو طيف امرأة، وكانت ريتا هيوارث، وهي صورة؛ مجرد صورة على الحائط في قصة "ريتا هيوارث والخلاص من شوشانك" لستيفن كينغ، سببا في نجاة أندي من السجن، وكانت كوكب (راقصة) في "رجال في الشمس"، وهي ذكرى ومجرد حكاية، سببا في مقتل الأجيال الثلاثة في تنور الخزان!
زعماؤنا يخشَون الدقَّ على جدران الخزان، وكذلك المطربون، وعازفو الطبول، والمسحراتية، وهم أقوام تحبُّ الدقّ والدربكة والطرب والأيام الحلوة والليالي الملاح، فإما أنهم يؤمنون بفضيلة السكوت من ذهب، وإما أنهم يخشون انكشاف امرهم وتعطل الرحلة، وافتضاح أمر منجم الذهب المسروق في الخزان.
x.com/OmarImaromar