توصلت أحزاب السعادة، المستقبل، والديمقراطية والتقدم "ديفا" المعارضة في تركيا إلى اتفاق لتأسيس حزب سياسي مشترك يحمل اسم “حزب الطريق الجديد”.

يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة والمباحثات بين زعماء الأحزاب، وهم محمود أريكان رئيس حزب السعادة، بالإضافة إلى رفيقي الرئيس رجب طيب أردوغان القديمين، أحمد داود أوغلو الذي يترأس حزب "المستقبل"، وعلي باباجان رئيس حزب "ديفا".



وأكد بيان مشترك صادر عن الأحزاب الثلاثة، الجمعة، أن العمل على تأسيس الحزب الجديد قد اكتمل بالتوافق، موضحا أن اللجنة المشتركة قدمت توصياتها، وتم الاتفاق على الهيكلية التنظيمية للحزب، واختيار أسماء المؤسسين، إلى جانب مسودة البرنامج السياسي واللوائح التنظيمية.

رئيس التكتل
وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد جرى اختيار جلال ممتاز أكينجي، العضو السابق في المحكمة الدستورية ونائب رئيس حزب "ديفا"، رئيسا للتكتل السياسي الجديد.

وكان أكينجي الذي ينحدر من ولاية أفيون، تولى رئاسة نقابة المحامين هناك لمدة 10 سنوات تقريبا، قبل انتخابه عام 2010 عضوا في المحكمة الدستورية التركية من قِبل الجمعية الوطنية الكبرى، حيث عمل لمدة 12 عاما.




كما تولى رئاسة محكمة النزاعات القضائية، وهو المنصب الذي عزز من خبرته في حل القضايا المعقدة بين مختلف الهيئات القضائية.

بعد تقاعده عام 2022، انضم أكينجي إلى حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA)، حيث جرى انتخابه عضوا في المديرية العامة للشؤون الاقتصادية لحزب.

في المؤتمر الكبير العادي لحزب "DEVA" الذي عُقد في تشرين الأول /أكتوبر 2024، تم تعيينه نائبا للرئيس المسؤول عن الشؤون القانونية، ما وسع من دوره في الحزب.

ما أسباب التكتل؟
تأتي هذه الخطوة في ظل تحولات سياسية داخلية لدى الأحزاب الثلاثة المحسوبة على اليمين، أبرزها فقدان حزب "المستقبل" وحزب "السعادة" تمثيلهما البرلماني كتكتل مشترك بعد استقالة نائب حزب المستقبل عن أنقرة، نديم يامالي.

ويمثل التحالف الجديد محاولة لاستعادة الزخم السياسي والوجود الفاعل في البرلمان، حيث يهدف تكتل "الطريق الجديد” إلى تشكيل كتلة برلمانية قوية تضم حوالي 30 نائبا، وفق وسائل إعلام محلية.

تحديات داخلية
رغم توحيد الجهود لتأسيس التكتل، شهدت بعض الأحزاب المؤسسة للحزب موجة استقالات نتيجة الانتقادات الموجهة نحو قرار إنشاء التكتل المشترك في البرلمان.

أبرز المستقيلين كان مصطفى ينر أوغلو من حزب "ديفا"، الذي اتهم حزبه بـ"الجمود" في 26 كانون الأول /ديسمبر الماضي. في حين انتقد بوراك دالجين الذي انسحب من الحزب ذاته، توجههم نحو إنشاء التكتل المشترك.

كما استقالت سلمى علي كافاف، مشيرة إلى أنها "لم تجد قرار التكتل صحيحا"، وهو ما خفض عدد نواب حزب "ديفا" إلى 10.

الأبعاد السياسية لتأسيس التكتل المشترك
يعكس تأسيس الحزب الجديد رغبة الأحزاب الثلاثة في مواجهة الجمود الديمقراطي والسياسي في البلاد بالإضافة إلى وضع حد إلى قطبية المشهد السياسي، حيث يتجاذبه الحزب الحاكم "العدالة والتنمية"، وأكبر أحزاب المعارضة "الشعب الجمهوري".


يهدف التحالف الجديد إلى تشكيل بديل قوي للنظام السياسي القائم على هذه الثنائية، مع التركيز على تلبية المطالب الديمقراطية للشعب، وفقا لوسائل إعلام محلية.

ويسعى التحالف لضمان وجود أقوى للأحزاب الثلاثة في البرلمان من خلال تشكيل كتلة موحدة، فضلا عن إعادة هيكلة المعارضة حيث  يعد "الطريق الجديد" خطوة نحو توحيد صفوف المعارضة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تعيشها تركيا.

التحديات المستقبلية
◼ سيحتاج التكتل الجديد إلى جهود كبيرة لضمان انسجام القواعد الحزبية المختلفة.

◼ سيتعين على التكتل الجديد كسب ثقة المواطنين خصوصا في ظل الانتقادات والاستقالات التي رافقت تأسيسه.

◼ سيتعين على التكتل الجديد إثبات قدرته على إحداث تغيير جذري في المشهد السياسي الحالي، لا سميا تخفيف حدة الاستقطاب.

بيان الأحزاب الثلاثة:
"لقد أكمل زعماء الأحزاب الثلاثة عملهم على هيكل المجموعة المشتركة بالإجماع، وأحالوا وثائق التأسيس إلى عملية التقديم القانوني اعتبارا من اليوم (الجمعة). نتمنى التوفيق لحزب الطريق الجديد، الذي سيستجيب للمطالب الديمقراطية لشعبنا ويخلق بديلا قويا في الساحة السياسية في ظل الظروف المتأزمة التي تعيشها بلادنا".

ماذا ننتظر؟
مع انطلاق الإجراءات القانونية لتأسيس "الطريق الجديد”، يتطلع المراقبون السياسيون إلى تأثير هذا الحزب على المعادلة السياسية في تركيا.

يعكس التعاون بين الأحزاب الثلاثة محاولة لإعادة بناء تحالفات قادرة على إحداث اختراق في المشهد السياسي الحالي، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

ويبقى السؤال: هل سيحقق "الطريق الجديد" أهدافه في خلق بديل قوي وتوحيد صفوف المعارضة، أم ستعيقه التحديات الداخلية والخارجية؟. الأيام القادمة ستكشف عن مستقبل هذا التحالف السياسي الجديد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا أردوغان باباجان تركيا أردوغان داود اوغلو باباجان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأحزاب الثلاثة الطریق الجدید

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟

تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية المشهد الإقليمي للنظام المصري حيث اعتبرته أكبر الخاسرين من التغيرات الأخيرة في المنطقة.

ونشرت المجلة تقريرها الذي حمل عنوان: الخاسرون في الشرق الأوسط الجديد، متناولة الخاسرين من التحولات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط الجديد، مشيرة إلى أن أول الخاسرين هو  رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

وأشارت المجلة إلى أن السيسي كان قبل 8 سنوات في مركز المسرح، فقد استقبله الرئيس دونالد ترامب بحفاوة واضحة في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل عام 2017.، وعندما زار ترامب السعودية، موضحة أنه لا أحد كلف نفسه العناء هذه المرة لاستدعائه عندما عاد الرئيس ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو.

وقالت المجلة، إن اللحظة الحالية هي لحظة تحول في الشرق الأوسط، مؤكدة أن على رأس قائمة المتفرجين مصر، ويقع اللوم على السيسي نفسه، فقد دمر الاقتصاد المصري الذي راكم ديونا لا يمكن تحملها، تصل إلى 90 بالمئة من نسبة الناتج المحلي العام وذلك لتمويل مشاريع تافهة، رافضا الإصلاحات المنطقية التي قد تعزز القطاع الخاص الراكد.



وبينت، أنه "بالنسبة للسيسي، كان الحلفاء العرب الذين دعموه يعولون عليه آمالا كبيرة قبل عقد من الزمان. لكن الشرق الأوسط قد تغير، فقد انقسم وعلى مدى عقود بناء على أسس أيديولوجية، أما اليوم فبات الانقسام بين دول عاجزة وأخرى تستطيع الوفاء بالوعود.

ودخل الاقتصاد المصري دائرة الديون الخارجية مع أول قرض لحكومة السيسي، تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار، لتتوالى القروض، وتحصل مصر حتى عام 2021 على 20 مليار دولار من الصندوق الذي رفع لها قرضا من 3 إلى 8 مليارات دولار ، بالربع الأول من العام الماضي.

ونتيجة لسلسة القروض المتواصلة حتى الآن، وصل الدين العام بالربع الثالث من 2024 إلى 13.3 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 155.3مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التخطيط المصرية.

مقالات مشابهة

  • محادثات إسطنبول وصعود تركيا الدبلوماسي
  • أردوغان يعلن عودة الخطوط الجوية السورية لتسيير الرحلات إلى تركيا
  • اليونان تنتقد حكما للقضاء المصري.. ماذا تعرف عن أزمة دير سانت كاترين؟
  • أردوغان يقترح عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي وترامب في تركيا
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على لقاء بوتين وزيلينسكي في تركيا
  • تركيا تدعو لعقد قمة تشمل رؤساء أوكرانيا وروسيا وأمريكا
  • أردوغان: آمل أن يجتمع زيلينسكي وبوتين في تركيا بحضور دونالد ترامب
  • الأردن: الإعلان عن حل حزب سياسي بصفة قطعية
  • بشأن الحفرة على الطريق الدولية في صوفر... ماذا فعلت وزارة الأشغال؟
  • إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟