في بلد ما.. لو كنتَ موظفًا بسيطًا، أو رجل أعمال مبتدئًا، أو تاجرًا صغيرًا، وكنتَ قد نشأتَ في أسرةٍ متوسطة، وحَقَّقتَ باجتهادِك قدرًا من النجاح، وكان طموحُكَ يفوق قدراتك، وحُلْمُك يتجاوز إمكاناتك فاخترت طريقًا ملتويًا لبلوغه، ومن باب المنظَرَة والوجاهة الاجتماعية رأيتَ نفسَكَ في المرآة مستحِقًا لمِقْعَد نيابي من خلال عضويةٍ حِزبيَّة، أو مستندًا إلى مشاركتِك في كيانٍ اجتماعي خدمي.
غالبًا ستفعل كمن سبقوك، وكما يفعل الحامول (وهو نبات طفيلي مُتَسلِّق) حَوْل ساق النَّبات،
أي أنك ستحرص على مجالسةِ الشخصيات السياسية، والتنفيذية بمُختَلفِ مناصِبِها، والتقاط الصور معهم داخل مكاتبهم، وفي الأماكن العامة أثناء المناسبات الوطنية والاجتماعية والمبالغة في إظهار احترامهم بشرط أن تنتبه لأمرٍ هام، وهو أنكَ تقبَلُ التضحية المادية، (يعني تشخْلِل جيبك) بين حين وآخر في صورة هدايا، تبرعات، ولائم، خدمات في نشاطك.. الخ.
فلكلِ شيء ثمن، وكما يقول المثل (الغاوي ينقَّط بطاقيته)، ومن المؤكد أنك ستعوض قيمة (الشَّخْلَلَة) في تجارتِك، أو أعمالِك، بوسائل وأساليب مختلفة. فمثلاً.. قد تحصُل على أرضٍ صحراوية، أو ساحلية مُميَّزة بثمنٍ بَخْس، زاعمًا أنك ستُقيم عليها مشروعًا خدميًّا استثماريًّا يُساهِم في حل أزمة البطالة، وتعمير تلك المنطقة، وبعد سنتين أو ثلاثة تبدأ في تقسيم، وبيع الأرض بالمتر بأضعاف ثمن الشِّراء، أو تحصل على توكيلات استيراد منتجاتٍ عالمية، وتتحكم في الأسعار كيفما شِئْت.. أو أن تُسْنَد إليك أعمال حكومية (مشروعات أو صفقات) بالأمر المُباشر بعيدًا عن العطاءات والمناقصات، والمزادات، و(وجع الدِّماغ). كذلك ربما مارَسْت الغش التجاري (احتكار سِلَع، بيع مواد منتهية الصلاحية، أو تهريب آثار، أو تهَرُب ضريبي.. .الخ).
مع حصولك بسهولة على خدماتٍ، وامتيازات للأهل والأقارب (يتَّسعُ مجالها).
وهنا ستكون مطمئنًا لوجود مَنْ قدَّمتَ لهم السبت نفاقًا، وتملقًا، وتزلفًا يتلقَّفُك (إذا وقعت) ليُجَنِّبُك المساءلة القانونية، وتخرج كالشعرة من العجين.
* هذا يحدثُ في بلدٍ ما رغم وجود الأغلبيَّة من الشُّرَفاء الوطنيِّين المُخلصين لبلدهِم..
فكما يوجد الطَيِّبُ يوجد الخبيث..
وأسوأ ما في حالات التَمَلُّق، والتسَلُّق السابقة هي تصديق الوصولي نفسه مع الوقت متجاهلاً أن الناسَ تجْعَلُ ضِمن مشاغِلِها اللَّمز والنميمة، وتناول سِيَر البعض وأسرهم بالتجريح، وقول فُلان كان كَذا، وأصبح كذا.
فليعلم المُتَسلِّقون أن الخطأ المقصود يَجلِبُ النَدَم، وما طار طيرٌ، وارتفع إلّا كما طار وَقَع.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
المخلافي: لن تحقق الشرعية الانتصار على الانقلابيين إذا كان فيها من يمارس الانقلاب على القانون
شن نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي، الأربعاء، هجوما على مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، مؤكدا أن الشرعية لن تحقق الانتصار على الانقلابيين إذا كان فيها من يمارس الانقلاب على القانون.
وجاء هجوم المخلافي على مليشيا الانتقالي على خلفية إعلان وزارة الخدمة المدنية في الحكومة الشرعية أن يوم 22 مايو ليست إجازة رسمية، وهي اليوم الذي تكون فيه جميع مؤسسات الدولة بعطلة رسمية وفقا للقوانين اليمنية النافذة.
وقال عبدالملك المخلافي في منشور له على منصة فيسبوك: 22 مايو هو العيد الوطني للجمهورية اليمنية بحكم القانون وهو إجازة رسمية ملزمة، وإلزامية القانون ليست اختيارية وهي على الجميع بغض النظر عن أحزابهم واختلافاتهم ومشاريعهم السياسية بما فيهم من لا يؤمن بالوحدة ذاتها".
وأضاف: "عدم إدراك ذلك وإثارة ضجة حول الإجازة في يوم وطني عظيم كهذا ليس فقط مهزلة تدل على الدرك الذي وصلنا إليه وعلى عقليات النخبة السياسية في هذه المرحلة التي تفتقد العقل والمنطق واحترام المسؤولية والشعب".
واعتبر أن إعلان يوم 22 مايو ليس عطلة رسمية، تعد "مخالفة قانونية تستوجب المساءلة القانونية والأخلاقية ويتضاعف الأمر إذا كانت المخالفة من جهات رسمية أو من الذين أنيط بهم تطبيق القانون وأدوا القسم الدستوري للعمل بموجبه عند توليهم المسؤولية".
وأردف: "لن تحقق الشرعية الانتصار على الانقلابيين إذا كان فيها من يمارس الانقلاب على القانون وهو في أعلى المواقع والأصل أن من يبرر لنفسه عدم الالتزام بالقانون بسبب عدم إيمانه بالوحدة اليمنية سيجد لنفسه دائما مبرر لعدم التزام القانون حتى في حالة انتصار مشروعة السياسي وستبقى هذه هي مأساة اليمن في الشمال والجنوب وفي كل وضع".
وفي وقت سابق، نفت وزارة الخدمة المدنية في الحكومة اليمنية، إعلان يوم غد الخميس، إجازة رسمية بمناسبة مرور العيد الـ 35 عامًا للوحدة اليمنية.
وعلقت وزارة الخدمة المدنية، على نشر خبر وكالة سبأ الحكومية بعطلة يوم 22 مايو، بأن الخبر مزيف، حيث نشرت على صفحتها الرسمية في فيسبوك صورة لخبر وكالة سبأ، وعليها ختم مكتوب عليه "مزوّر".
ونقلت وكالة سبأ خبرا، عن بيان لوزارة الخدمة المدنية بإعلان يوم غدٍ الخميس إجازة رسمية لكافة موظفي وحدات الخدمة العامة بمناسبة العيد الوطني الـ35 للجمهورية اليمنية 22 مايو.
وأشارت إلى أن هذه الإجازة تستند إلى القانون رقم (2) لسنة 2000م بشأن تحديد الإجازات والعطلات الرسمية.
ولأول مرة في تاريخ اليمن الموحد، تعلن وزارة الخدمة المدنية خبرا ينافي أحد القوانين النافذة في البلاد منذ عقود، في الوقت الذي يعتلى وزارة الخدمة في الحكومة المعترف بها دوليا، القيادي في الانتقالي عبدالناصر الوالي، حيث ينادي الإنتقالي بإنفصال البلاد، في مشهد معقد لأداء الحكومة الشرعية التي تسعى لهزيمة الحوثيين والسيطرة على كامل التراب اليمني.
.