◄ الكندي: المؤتمر يُتيح لوزارة التربية فرصة استعراض الحلول المبتكرة في التعليم

◄ تدشين منصة "تمكين" لتعزيز المهارات الرقمية للشباب بشراكة مع "عُمانتل"

◄ علاء بيت فاضل: "عُمانتل" تؤمن بدور الاستثمار في المعرفة الرقمية في بناء مستقبل مُستدام

◄ إعلان نتائج مسابقة "المُعلم المُبتكر" وإبراز النماذج المُلهمة في تقنيات التعليم

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

 

رعى سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، أمس الإثنين، انطلاق "قمة أنوكسيرا" العالمية "عُمان 2025"؛ الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة لتكنولوجيا التعليم والتدريب، وذلك لأول مرة في سلطنة عُمان وبشراكة استراتيجية مع كلاسيرا، المنصة العالمية الرائدة في التعلم الذكي.

وجمعت "قمة أنوكسيرا" نخبة من قادة الصناعة وشركات تكنولوجيا التعليم من جميع أنحاء العالم، إلى جانب العديد من الشركات العالمية والمنظمات والهيئات الدولية، بما في ذلك إنتل، مايكروسوفت، الألكسو، عُمانتل، إم.إتش.دي (محسن حيدر درويش)، وشركة التقنية العالمية للمعلومات وغيرهم من المؤسسات العالمية والمحلية، والتي تتكاتف معا لرسم ملامح مستقبل التعليم في عصر التكنولوجيا المتسارع.

وقال الدكتور سلطان بن محمد الكندي المكلف بأعمال مدير عام التعليم المهني والتقني بوزارة التربية والتعليم: "تسعد وزارة التربية والتعليم بالمشاركة في قمة أنوكسيرا العالمية، التي تمثل منصة مُهمة لتعزيز التعاون مع شركائنا في قطاع التعليم والتكنولوجيا. إن هذه المشاركة تتيح لنا استعراض الحلول المبتكرة التي تساهم في تطوير النظام التعليمي في السلطنة، وتعزيز المهارات الرقمية، حيث تساهم في تحسين جودة التعليم، وتساعد في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة".

وتحت عنوان "ما وراء التقنيات.. اكتشف التعلم اللامحدود"، انطلقت فعاليات الحدث العالمي الرائد في مجال تقنيات التعليم والتدريب، حيث تنعقد هذه النسخة من قمة أنوكسيرا العالمية لأول مرة في سلطنة عُمان، بعد سلسلة نجاحات سابقة امتدت لأكثر من ست سنوات حول العالم، وجمعت نخبة من الخبراء والمبتكرين وصناع القرار في مجال التعليم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى ممثلي الجهات الراعية والشركاء الاستراتيجيين، لتؤكد التزامها بدفع عجلة التطوير في قطاعات التعليم والتدريب عبر إطلاق مشاريع مبتكرة واستعراض أحدث التقنيات.

من جهته، أعرب المهندس محمد المدني الرئيس التنفيذي لشركة كلاسيرا، عن فخره واعتزازه بالمشاركة ورعاية قمة أنوكسيرا عُمان 2025، معتبرًا الحدث نقطة تحول في مسار التعلم الرقمي بالمنطقة.

وأضاف المدني: 'إن شراكتنا مع وزارة التربية والتعليم في عُمان تمثل نموذجًا عالميًا للتعاون في تطوير التعليم الذكي، مما يمكّن الأجيال القادمة من تحقيق طموحاتها في ظل رؤية عُمان 2040".

وعكست قمة أنوكسيرا العالمية 2025 التزام سلطنة عُمان بدفع عجلة التطور التعليمي والتكنولوجي، مؤكدة على دورها الرائد في تحقيق التنمية المستدامة، وبناء مجتمع معرفي مبتكر، تماشياً مع رؤية عُمان 2040، ومن خلال المشاريع والأفكار التي تم طرحها خلال فعاليات القمة.

وشهد الحدث العالمي تدشين مشروع "تمكين"، المنصة الاحترافية الطموحة التي تهدف إلى تعزيز المهارات الرقمية وإثراء المحتوى العربي الموثوق في الفضاء الرقمي، ويمثل المشروع ثمرة شراكة استراتيجية بين شركة عُمانتل، وكلاسيرا وآلمنتور، في إطار جهود مشتركة لسد الفجوة الرقمية وتعزيز مكانة اللغة العربية كأداة لنقل المعرفة وبناء مستقبل مشرق.

وتهدف منصة "تمكين" إلى تمكين الناطقين باللغة العربية من الوصول إلى مصادر تعليمية وتدريبية عالية الجودة في مجالات وقطاعات مختلفة. كما تنسجم أهداف المشروع بسلاسة مع رؤية "عُمان 2040"، التي تسعى لتعزيز المعرفة والمهارات وجعل عُمان من بين الدول الأكثر تقدمًا في العالم.

وقال المهندس علاء الدين بن عبد الله بيت فاضل الرئيس التنفيذي التجاري في عُمانتل: "نؤمن في عُمانتل بأن الاستثمار في المعرفة الرقمية هو أساس بناء مستقبل مستدام. ومن خلال شراكتنا في مشروع 'تمكين'، نسعى لتعزيز المحتوى العربي الرقمي وتقديم فرص تعليمية مبتكرة تعكس غنى وثراء اللغة العربية، لنمكّن الأجيال القادمة من استخدامها كأداة للابتكار والتطور، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040".

وشهدت القمة العالمية إعلان نتائج مسابقة "المعلم المبتكر 2024"، التي أطلقتها كلاسيرا لحلول التعليم الذكي وشركة إنتل العالمية للاحتفال بالمعلِّمين الذين يسخِّرون التقنيات التكنولوجية لتصميم نماذج محفِّزة وإبداعية، وعبر هذه المسابقة، تم تسليط الضوء على نماذج ملهمة تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُحدث تحولًا جذريًا في تجارب التعلم.

وأعرب لويجي بيسينا مدير برامج واستراتيجيات التعليم العالمي بشركة إنتل، عن سعادته بمشاركة إنتل في قمة أنوكسيرا العالمية في نسخة مسقط ورعايتها لجوائز «المُعَلِّم المُبْتَكِر»، وقال: "إن شراكتنا مع كلاسيرا تهدف إلى دعم المعلمين الموهوبين وتشجيعهم على استخدام التكنولوجيا وتصميم تجربة تعليمية غنية تُلهم الطلاب وتُحفزهم على التعلم".

وتأتي قمة أنوكسيرا العالمية في نسختها بسلطنة عُمان 2025 كجزء من الجهود المتواصلة لتحقيق رؤية "عُمان 2040"، التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي متقدم قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، كما تؤكد التزام السلطنة بتمكين الأجيال القادمة بأحدث الأدوات والمعارف، والسير بخطى ثابتة نحو ريادة المستقبل التعليمي الرقمي على مستوى المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعليم التفكير في العصر الرقمي.. تحدٍّ تربوي في مواجهة الذكاء الاصطناعي

«الدماغ بخيلٌ معرفيّا يسعى إلى إنفاق أقل قدر ممكن من الطاقة في حلّ المشكلات»

سوزان فيسك وشيللي تايلور

خلال الأسابيع الأخيرة، وفي أحاديث مع مهنيين من جامعات مختلفة وتخصّصات متباينة، كنّا نلتقي عند القلق نفسه: الاعتماد المتزايد للطلاب على الذكاء الاصطناعي. كثيرون شاركوا تجارب متشابهة. فعند طلب مشروعات أو أبحاث يُسمح فيها بالاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي، وصلتهم أعمالٌ مكتوبة كتابة متقنة، لكن خالية من الفهم الحقيقي. وخلال العروض الشفوية، عجز عدد من الطلاب عن شرح المنهجيات المستخدمة أو تبرير النتائج التي قدّموها. كانت الدهشة عامة، وكذلك الإحباط: لقد استُخدمت التكنولوجيا بديلا عن التفكير، لا وسيلة لتعزيزه.

لا يتعلق الأمر برفض الذكاء الاصطناعي. على العكس، فإمكاناته في توسيع الوصول إلى المعرفة، وتحسين الإنتاجية الأكاديمية، وتخصيص عملية التعلّم لا جدال فيها. لكن القيمة الحقيقية لهذه الأدوات تعتمد على الكيفية التي نستخدمها بها.

التحدي الأكبر اليوم لا يكمن في إتقان التكنولوجيا، بل في تكوين عقول قادرة على التفكير والتحليل والتفسير في بيئة تبدو فيها الإجابات دوما على بُعد نقرة واحدة.

لقد اقترحت اليونسكو إطارا للكفاءات يوجه المعلمين والطلاب في الاستخدام الأخلاقي والفعّال للذكاء الاصطناعي. يشمل هذا الإطار أربع أبعاد: التفكير المرتكز على الإنسان، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات والتطبيقات، وتصميم الأنظمة. ومن بين هذه الأبعاد، تظل الأخلاقيات والتفكير النقدي هما الأكثر إلحاحًا بالنسبة إلينا نحن التربويين. المسألة ليست في تقييد استخدام التكنولوجيا، بل في دمجها دون أن نفقد جوهر التعلّم: التفكير، والفهم، وبناء المعنى.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري إعادة التفكير في ممارساتنا التعليمية. فإذا واصلنا تقييم المنتجات النهائية فقط ـ تقارير مكتوبة جيدا، ورسوم بيانية دقيقة، أو خلاصات منمّقة ـ فإننا نخاطر بأن نُكافئ مظهر المعرفة لا عمقها.

في دورة تدريبية حديثة حول الذكاء الاصطناعي، قال أحد المدرِّبين جملة شديدة الدقة «اليوم لم يعد بإمكان المعلّمين أن يقيسوا أداء الطلاب بالنتائج فقط، لأن الذكاءات الاصطناعية قادرة على إنتاج تلك النتائج بسهولة؛ علينا أن نعود إلى تقدير المسار، الطريق الذي قاد إلى تلك النتيجة».

هذه العبارة تختزل التحوّل في النظرة الذي نحتاج إليه. تقييم العملية يعني مرافقة الطالب في مساره الفكري، وتقدير جهده في الفهم، وقراءته الشخصية، وقدرته على المحاجّة. يعني أن نعيد إلى مركز التعلّم قيم الفضول، والتأمل، والتفكير الذاتي.

بهذا الهدف، أقترح ثلاث خطوط عمل يمكن أن تعزّز مهمة التدريس في هذا المشهد الجديد:

1- تقييم العملية، لا النتيجة فقط: طلب الأدلة على العمل المنجَز ـ مراحل التقدّم، وتبرير استخدام الذكاء الاصطناعي ـ يسمح بالتحقق من مستوى الفهم، ويسهم في ترسيخ النزاهة الأكاديمية.

2- تعزيز الدفاع الشفهي والتحليل النقدي: يجب أن تتركّز العروض التقديمية على الـ«لماذا» والـ«كيف» في النتائج، أكثر من مجرد تكرار معلومات وُلدت من أداة رقمية.

3- تعزيز محو الأمية الرقمية والأخلاقية في الذكاء الاصطناعي، لدى المعلّمين والطلاب على حدّ سواء: لا يكفي أن نُعلِّم استخدام التكنولوجيا؛ من الضروري أيضا تكوين حس نقدي حول الاستخدام المسؤول وحدوده.

السياق الجامعي في بوليفيا يواجه تحدّيًا مزدوجا: دمج الابتكار التكنولوجي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على تنمية التفكير النقدي. بعض الجامعات بدأت بالفعل في إدماج الذكاء الاصطناعي في القاعات الدراسية، لكن ما يزال هناك نقص في عملية تعميم أعمق، وفي برامج تدريب منهجية تتناول الأبعاد الأخلاقية والتربوية.

ينبغي أن تكون تنمية المعلمين مستمرة ومرنة، لأن الأدوات التكنولوجية تتطور بسرعة، ومعها تنمو أيضا مخاطر الاعتماد المفرط وسهولة الوقوع في التضليل.

في هذا المسار، للجامعات دور حاسم. وفي حالة «الجامعة التكنولوجية الخاصة لسانتا كروز (UTEPSA)»، فإن التزامها بالتكوين المتكامل، وبالاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، يمثّل مثالا على التقدّم المؤسسي. مبادرات من هذا النوع تبرهن أن من الممكن تحقيق توازن بين الابتكار والتفكير النقدي، وبين التكنولوجيا والإنسانية.

التدريس في القرن الحادي والعشرين يتطلّب توازنًا ووضوحًا في الغاية. لا يتعلق الأمر بتعليم استخدام أداة فحسب، بل بتعليم التفكير معها: فهم حدودها وإمكاناتها، التعرف على تحيزاتها، واستخدامها لتعزيز التعلّم. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون حليفًا استثنائيًا، شريطة أن يدرك الطلاب أن فعل التفكير يظل مهمة لا يمكن استبدالها.

رسالتي واضحة: لا نتخلَّ عن التفكير الإنساني في عصر الذكاء الاصطناعي. مهمّتنا ليست منافسة التكنولوجيا، بل تكوين أشخاص قادرين على فهمها، ومساءلتها، واستخدامها بوعي ومعنى.

يجب أن تظلّ التربية ذلك الفضاء الذي يتحاور فيه الذكاء البشري والاصطناعية ويتكاملان ويبنيان معا معرفة أصيلة. التكنولوجيا ليست العدو. التهديد الحقيقي هو الكسل المعرفي. وأمام هذا التهديد، ستبقى أفضل استجابة لدينا هي أن نعلم الناس كيف يفكّرون في هذه الحقبة الرقمية.

ألبرتو ليمبياس كالفيمونتيس أكاديمي بوليفي، وأستاذ جامعي وباحث في «الجامعة التكنولوجية الخاصة في سانتا كروز» (UTEPSA)، ومتخصّص في قضايا التعليم العالي، والابتكار التربوي، وتوظيف التقنيات والذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

عن صحيفة إل ديبير «El Deber» البوليفية.

تمت الترجمة عن الإسبانية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقيات إستراتيجية وإطلاق دراسة دولية حول التنقل الذكي في ثاني أيام قمة كوموشن العالمية 2025 بالرياض
  • أسنان عين شمس تستضيف ندوة "اطمن" ضمن الحملة العالمية لمناهضة العنف
  • تعاون بين "عُمانتل" و"بيئة" لتعزيز إدارة النفايات الإلكترونية
  • «من التعلّم إلى الكسب».. ندوة توعوية بجامعة كفر الشيخ الأهلية
  • إنتاج: الأردن أمام فرصة لتسريع التحول الحضري الذكي
  • الدوحة تستضيف القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
  • انضمام محافظة رياض الخبراء لشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم
  • مسقط تستضيف القمة العالمية للتنفيذيين في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية.. الثلاثاء
  • الفجيرة عضو في شبكة «اليونسكو» العالمية لمدن التعلّم
  • تعليم التفكير في العصر الرقمي.. تحدٍّ تربوي في مواجهة الذكاء الاصطناعي