أبو زيد: الفشل العسكري الإسرائيلي يدفعها نحو اليمن ونتنياهو يسعى للحصول على تنازلات أمريكية 

 

في ظل التصعيد المستمر في الأوضاع الأمنية في غزة، بدأت تظهر بوادر أمل تتعلق بصفقة محتملة لوقف إطلاق النار. إذ يشير الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إلى أن الزخم الدبلوماسي الدولي قد أسهم في بلورة تلك المؤشرات، حيث شهدت الأيام الأخيرة حضور مندوب ترامب، ستيف ويتكوف، إلى جلسات المفاوضات، بالإضافة إلى زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إلى تل أبيب لمناقشة ترتيبات تبادل الأسرى.

كما لوحظت تلميحات من قادة إسرائيليين، مثل بن غفير وسموترتش، بأنهم لن يسعوا لحل الائتلاف الحكومي على خلفية الوضع الراهن.

أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، الإثنين، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أصبح قريباً، وقد توضع اللمسات الأخيرة عليه في الأسبوع الأخير من ولاية جو بايدن.

وصرح ساليفان لصحافيين "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع. أنا لا أقطع وعداً أو أتنبأ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته إلى واقع"، بحسب ما نقلت فرانس برس.

وقال أبو زيد:" أن الأجواء الحالية تشير بوضوح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة" ، مشيرًا إلى الزخم الدبلوماسي الدولي الذي يحيط بالمفاوضات، والذي يتضمن وجود ممثلين أمريكيين في هذه الجلسات يعد علامة على تغير في الموقف الدولي تجاه الصراع. وأضاف أن ذلك يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مما قد يساهم في تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.

هذا التطور، وفقًا لأبو زيد، يعكس قناعة المستوى السياسي في إسرائيل بأن القوة العسكرية لم تحقق أهدافها، بل أدت إلى المزيد من القتل والتدمير. ويظهر أن هناك صراعًا بين عقلية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحصول على تنازلات أمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية، وعقلية رجل الأعمال ترامب، مما يعكس محاولة نتنياهو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال مسار إعلامي يروج لانتصارات وهمية.

و أشار أبو زيد إلى أن أزمة الثقة بين المستوى العسكري والسياسي تتعمق، حيث تجلت في الخلافات بين وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. وبرزت علامات التوتر في جيش الاحتلال من خلال استقالات كبار الضباط، كان آخرها طلب نائب رئيس الأركان، الجنرال أمير برعام، إعفاءه من منصبه.

 شدد أبو زيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول استغلال هذه الظروف للحصول على تنازلات من الإدارة الأمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية. واعتبر أن نتنياهو يسعى لتأمين دعم الإدارة لخططه في الضفة الغربية، مقابل تقديم تنازلات في غزة.

   وأكد أبو زيد أن الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة، مثل السيطرة والتثبت والتطهير، قد يدفع نتنياهو إلى البحث عن أهداف جديدة. وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يتوسع في جبهات أخرى، مثل القيام بعمليات جوية في اليمن أو تعزيز السيطرة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، مستغلاً الدعم السياسي من إدارة ترامب.

وفي هذا السياق استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين، وفداً من حركة حماس، لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة برئاسة خليل الحية.

وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى أكثر من عام ويؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أفرجت حماس عن حوالي نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا احتجزتهم إسرائيل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضغوط الدولية الجيش الإسرائيل أبو زيد الفشل العسكري الإسرائيلي نتنياهو لوقف إطلاق النار أبو زید فی غزة

إقرأ أيضاً:

بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سوريا

انتقد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تصريحات المبعوث الأميركي توم براك عن ضم لبنان إلى سوريا، في وقت أكد فيه إنجاز الجيش اللبناني أكثر من 90% من اتفاق وقف إطلاق النار وسينجز ما تبقى مع نهاية العام الحالي.

ووصف بري، في تصريحات أمام وفد نقابة الصحافة اللبنانية، تصريحات براك عن ضم لبنان إلى سوريا بأنها "خطأ كبير وغير مقبول على الإطلاق".

وقال "لا يستطيع أحد تهديد اللبنانيين ولا يعقل أن يتم التخاطب معهم بهذه اللغة خاصة من الدبلوماسيين، ولا سيما من براك".

والأحد الماضي، قال براك، أثناء مشاركته في منتدى الدوحة 2025، "يجب أن نجمع سوريا ولبنان معا لأنهما يمثلان حضارة رائعة"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن وسائل إعلام إسرائيلية.

الانسحاب الإسرائيلي

من جهة ثانية، قال بري إن لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية هي إطار تفاوضي، مشيرا إلى أن لبنان يفاوض عبر هذه اللجنة على مسلمات هي الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني وحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني.

وتضم اللجنة المشكّلة عقب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، كلا من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ولبنان وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة، وتتولى مهمة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وأكد بري أن بلاده نفذت كل ما هو مطلوب منها، والجيش نشر أكثر من 9300 ضابط وجندي بمؤازرة اليونيفيل، التي أكدت في آخر تقاريرها التزام لبنان بكل ما هو مطلوب منه، في حين أن إسرائيل خرقت الاتفاق نحو 11 ألف مرة، بسحب تصريحات بري.

وأبدى استغرابه جراء عدم التساؤل عن التزامات إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، موضحا أن تل أبيب زادت من مساحة احتلالها للأراضي اللبنانية منذ الاتفاق.

وفي 5 أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح بيد الدولة بما فيه سلاح حزب الله، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.

إعلان

لكن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أكد مرارا أن الحزب لن يسلم سلاحه، ودعا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية.

وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل نحو عام عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.

كما عمدت إسرائيل إلى خرق الاتفاق آلاف المرات، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. انتهاكات وقف إطلاق النار ترفع حصيلة الشهداء في غزة
  • ستوكهولم.. متظاهرون ينددون بمواصلة "إسرائيل" هجماتها على غزة
  • مناقشات في برلين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل قمة أوروبية
  • "الشعبية": الاحتلال يرتكب جريمة حرب جديدة في غزة ويقوض اتفاق وقف إطلاق النار
  • رئيس الوزراء التايلاندي: لا اتفاق لوقف إطلاق النار مع كمبوديا
  • ترامب يعلن توسطه في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • المدعي العام للجنائية الدولية يكشف ضغوطا بريطانية لوقف ملاحقة نتنياهو
  • أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة
  • وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير
  • بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سوريا