خبير عسكري أردني لـ"الوفد": الضغوط الدولية وأزمة الثقة في جيش إسرائيل ترفع من وتيرة التفاوض
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
أبو زيد: الفشل العسكري الإسرائيلي يدفعها نحو اليمن ونتنياهو يسعى للحصول على تنازلات أمريكية
في ظل التصعيد المستمر في الأوضاع الأمنية في غزة، بدأت تظهر بوادر أمل تتعلق بصفقة محتملة لوقف إطلاق النار. إذ يشير الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إلى أن الزخم الدبلوماسي الدولي قد أسهم في بلورة تلك المؤشرات، حيث شهدت الأيام الأخيرة حضور مندوب ترامب، ستيف ويتكوف، إلى جلسات المفاوضات، بالإضافة إلى زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إلى تل أبيب لمناقشة ترتيبات تبادل الأسرى.
أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، الإثنين، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أصبح قريباً، وقد توضع اللمسات الأخيرة عليه في الأسبوع الأخير من ولاية جو بايدن.
وصرح ساليفان لصحافيين "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع. أنا لا أقطع وعداً أو أتنبأ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته إلى واقع"، بحسب ما نقلت فرانس برس.
وقال أبو زيد:" أن الأجواء الحالية تشير بوضوح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة" ، مشيرًا إلى الزخم الدبلوماسي الدولي الذي يحيط بالمفاوضات، والذي يتضمن وجود ممثلين أمريكيين في هذه الجلسات يعد علامة على تغير في الموقف الدولي تجاه الصراع. وأضاف أن ذلك يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مما قد يساهم في تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.
هذا التطور، وفقًا لأبو زيد، يعكس قناعة المستوى السياسي في إسرائيل بأن القوة العسكرية لم تحقق أهدافها، بل أدت إلى المزيد من القتل والتدمير. ويظهر أن هناك صراعًا بين عقلية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحصول على تنازلات أمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية، وعقلية رجل الأعمال ترامب، مما يعكس محاولة نتنياهو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال مسار إعلامي يروج لانتصارات وهمية.
و أشار أبو زيد إلى أن أزمة الثقة بين المستوى العسكري والسياسي تتعمق، حيث تجلت في الخلافات بين وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. وبرزت علامات التوتر في جيش الاحتلال من خلال استقالات كبار الضباط، كان آخرها طلب نائب رئيس الأركان، الجنرال أمير برعام، إعفاءه من منصبه.
شدد أبو زيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول استغلال هذه الظروف للحصول على تنازلات من الإدارة الأمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية. واعتبر أن نتنياهو يسعى لتأمين دعم الإدارة لخططه في الضفة الغربية، مقابل تقديم تنازلات في غزة.
وأكد أبو زيد أن الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة، مثل السيطرة والتثبت والتطهير، قد يدفع نتنياهو إلى البحث عن أهداف جديدة. وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يتوسع في جبهات أخرى، مثل القيام بعمليات جوية في اليمن أو تعزيز السيطرة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، مستغلاً الدعم السياسي من إدارة ترامب.
وفي هذا السياق استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين، وفداً من حركة حماس، لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة برئاسة خليل الحية.
وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى أكثر من عام ويؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أفرجت حماس عن حوالي نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا احتجزتهم إسرائيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الضغوط الدولية الجيش الإسرائيل أبو زيد الفشل العسكري الإسرائيلي نتنياهو لوقف إطلاق النار أبو زید فی غزة
إقرأ أيضاً:
سلوفينيا تتّجه لحظر التبادل العسكري مع إسرائيل.. وبرلين: الكارثة الإنسانية في غزة تفوق الخيال
قالت الحكومة السلوفينية في بيان إن "سلوفينيا هي أول دولة أوروبية تحظر استيراد وتصدير وعبور الأسلحة من إسرائيل وإليها". اعلان
دعا وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بـ"تحسّن جوهري" في أوضاع السكان المدنيين بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن "الكارثة الإنسانية هناك تفوق الخيال"، وفق تعبيره.
وقال فاديفول، في تصريح من القدس عقب لقائه عددًا من المسؤولين الإسرائيليين، إن "سكان غزة يعانون الجوع يوميًا، ونساء ورجال وأطفال يُقتلون أثناء محاولاتهم اليائسة للحصول على الطعام"، مؤكدًا أن "الوضع لا يُحتمل إطلاقًا ويجب تغييره فورًا".
وفي سياق متصل، أعلنت سلوفينيا، يوم الخميس، أنها ستحظر جميع أشكال التبادل التجاري المتعلّق بالسلاح مع إسرائيل بسبب الحرب الجارية في غزة، ووصفت هذه الخطوة بأنها الأولى من نوعها من قبل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وجاء في بيان حكومي أن "سلوفينيا هي أول دولة أوروبية تحظر استيراد وتصدير وعبور الأسلحة من إسرائيل وإليها"، مشيرة إلى أن القرار اتُّخذ بشكل مستقل "نظرًا لعدم قدرة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ تدابير ملموسة"، بحسب نص البيان.
Related بسبب اتهامات بـ"مخالفة قيم الجمهورية".. معهد فرنسي يلغي تسجيل طالبة فلسطينية من غزةالحوثي يكشف تفاصيل "المرحلة الرابعة" ضد إسرائيل ويصف المساعدات الجوية لغزة بـ"الخدعة""صور غزة غيّرت موقفه".. هل يتّجه ترامب لإعادة رسم العلاقة مع نتنياهو؟من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في تصريحات أدلى بها الخميس، من أن اعتراف بعض الدول بدولة فلسطينية بحلول سبتمبر/أيلول المقبل قد يعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في غزة، ويؤدي إلى "مزيد من تعنّت حركة حماس"، على حد وصفه.
وأضاف روبيو أن إسرائيل قدمت ما وصفها بـ"تنازلات ملموسة" ضمن مسودة الاتفاق المطروح، في حين رفضت حماس هذه المسودة في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، وفق ما قاله الوزير الأميركي.
وفي تعليق على الموقف الفلسطيني، قال روبيو إن حركة حماس "تعتقد أنها خرجت منتصرة في الحرب الإعلامية"، وهو ما يدفعها ـ بحسب تعبيره ـ إلى رفض أي تسوية سياسية.
وأشاد الوزير الأميركي بالدور القطري في الوساطة، مؤكدًا أن قطر "بذلت الكثير من الجهد والوقت" في رعاية مفاوضات وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية استمرار هذا الدور في ظل تعقيدات المشهد.
وأشار روبيو إلى أن "الكاميرات تنقل معاناة المدنيين في غزة، لكنها لا تُظهر معاناة 20 رهينة ما زالوا محتجزين في الأنفاق"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، والاعتراف بدولة فلسطينية، وسط حديث متجدد عن ضرورة تطبيق حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد لتحقيق تسوية دائمة للنزاع.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة