ما زالت تداعيات عملية حوارة الفدائية مستمرة داخل جيش الاحتلال الذي لا يخفي قلقه من دخول المستوطنين "غير المنضبط" إلى البلدات الفلسطينية، عادة للتسوق بأسعار رخيصة، مما دفع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لتحذير المستوطنين أنهم "لا يفهمون الخطر"، وهي تراقب هذه الظاهرة التي ظلوا يتعاملون معها منذ سنوات، حيث يعبرون المنطقة "أ"، ويدخلون القرى والبلدات الفلسطينية بطريقة غير منظمة، وغير منسقة مع جيش الاحتلال.



وذكر إليشع بن كيمون مراسل شؤون الاستيطان ويوآف زيتون المراسل العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "المستوطنين عادة ما يدخلون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب الأمور التجارية، والإغراء الكبير للتسوق بأسعار مناسبة ورخيصة، وهذا لا يقتصر فقط على مرائب السيارات، بل حتى على الأمور الطبية والشركات الصغيرة، وإرسال العمال لأعمال الترميم الخاصة".



ووفق التقرير الذي ترجمته "عربي21”, "فإن دخول المستوطنين للأراضي الفلسطينية لا يتركز فقط على منطقة واحدة، بل ينطبق على جميع مناطق الضفة الغربية".

وأوضح المراسلان، أن "هجوم حوارة جاء في وقت تكررت فيه العديد من التحذيرات بوقوع عمليات في الضفة الغربية، رغم إحباط بعضها، ويقول الجيش إن المستوطنين يتوخون الحذر في مثل هذه المواقف، ونادرا ما يدخلون إليها، خاصة خلال أيام السبت، مع أن الطريق 60 قرب حوارة أقل تعزيزا من قبل الجيش بسبب التواجد القليل للمستوطنين اليهود هناك".

وتابعا، "في حين أن آخرين دخلوا قرية حوسان قرب بيت إيليت، وعزاريا قرب معاليه أدوميم، ورنتيس قرب رام الله، والعديد من القرى الأخرى قرب المستوطنات اليهودية، ولأن هذه المحلات التجارية تقع مباشرة على طريق السفر، فهناك مستوطنون يوقفون سياراتهم، ويدخلونها".

وأشارا أنه "بجانب قصة مداخل المناطق (أ)، يواجه النظام الأمني الإسرائيلي مشكلة أكثر صعوبة، وهي مواقف السيارات الفلسطينية الواقعة في المناطق (ب)، حيث لا يوجد قانون يمنع المستوطنين من الدخول، مع أن دخولهم لا يقتصر على القرى، بل يدخلون إلى قلب المدن الفلسطينية".



واستذكر التقرير، "أنه في أكتوبر 2022 دخلت عائلة من المستوطنين لمدينة نابلس، لكن تم إنقاذهم بمساعدة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، عندما هاجم حشد فلسطيني سيارتهم، وكان يمكن أن ينتهي هذا الحدث بصورة درامية، كما تكررت أحداث دخول المستوطنين لقلب القرى الفلسطينية، ولم يتم إنقاذهم إلا بتدخل الجيش، عندما اشتعلت النيران في سيارتهم، ورجموا بالحجارة".

وأكد تقرير الصحيفة أنه "سلطات الاحتلال تحذر طوال الوقت ولاسيما خلال فصل الصيف، من دخول الإسرائيليين للقرى الفلسطينية، وتؤكد أن هذا يعد انتهاكا للقانون، لكن هناك مشكلة في الأمر، مع أنه توجد العديد من العلاقات التجارية بين اليهود والفلسطينيين في كل نقطة من الضفة الغربية، ومن الصعب للغاية تتبع كل مستوطن يدخل منطقة (أ)".

وبين المراسلان" أن هذا التصرف يحمل شعورا خادعا بالأمن يجعل المستوطنين يدخلون المناطق الفلسطينية، فهم لا يفهمون الخطر الحقيقي على حياتهم، ولا يوجد مبلغ من المال يستحق كل هذا العناء، نعلم أن هناك إغراء اقتصاديا، فهم يشترون المنتجات بأسعار جيدة، ويخرجون ويدخلون مرة واحدة، ويقولون لأنفسهم لم يحدث شيء، لكن الأمر ليس كذلك".

وأشارا إلى أن "هناك حالة تأهب شديدة للجنود بسبب سلسلة العمليات الفدائية السابقة في المنطقة، وعدد المستوطنين الذين توقفوا عن التسوق في حوارة انخفض بشكل ملحوظ بسبب الأحداث الأخيرة، وتم إغلاق المتاجر على المحور عدة مرات بعد تلك الهجمات".

وكشف تقرير الصحيفة، "أن الجيش يواجه تحديات معقدة عندما يتعلق الأمر بحماية المستوطنين، كما رصدت الأرقام حالة من الأحداث المتصاعدة من رشق الحجارة وعمليات طعن، وفي هذا الواقع، أصبحت حوارة، التي يقطنها أحد عشر ألف فلسطيني، محور الهجمات الفدائية منذ شباط/ فبراير 2022".



ووصل العديد قائد جيش الاحتلال هآرتسي هاليفي إلى موقع الهجوم برفقة قائد الفرقة وقائد لواء الضفة الغربية، وأجروا تقييما للوضع تم خلاله اطلاعه على انتشار القوات، وحصار منطقة العملية، وجهود أجهزة الأمن لملاحقة منفذي العملية، وسط اعتراف من الاحتلال بأن الهجوم خطير ويجري التحقيق فيه لمعرفة سبب وقوعه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة عملية حوارة جيش الاحتلال جيش الاحتلال عملية حوارة مقتل مستوطنين صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

بعد عملية القسام.. تعرف على الفرق بين عملاء الاحتلال والمستعربين / فيديو

#سواليف

أعادت مشاهد بثتها #كتائب_القسام -الجناح العسكري لحركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس )- لاستهداف مجموعة متخفية شرقي مدينة #رفح جنوبي قطاع #غزة، النقاش حول الفرق بين #المستعربين و #عملاء_الاحتلال، وتسليط الضوء على أدوار خفية ترتبط بالمشهد الأمني في القطاع، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.

عملية القسام التي قالت إنها استهدفت فيها قوة من المستعربين جنّدهم الاحتلال في غزة تسلط الضوء على ملف العملاء والمستعربين ونظرة المجتمع الفلسطيني لهما.. ما الفرق بينهما؟ وما تأثيرهما في المشهد الأمني؟
تقرير: صهيب العصا pic.twitter.com/MOUXoc3ECq

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 30, 2025

وفي تقرير لقناة الجزيرة، سلط الزميل صهيب العصا الضوء على الفروق الدقيقة بين فئتين ظلّ تأثيرهما حاسما في معارك الوعي والميدان، وهما “المستعربون” و”العملاء”، فبينما يجمع الطرفان القاسم المشترك في التخفي، تباينت طبيعة المهام والانتماء والمسؤوليات تباينا واضحا.

مقالات ذات صلة تثبيت سعر البنزين اوكتان 90 وتخفيض الـ 95 والسولار 2025/05/31

فالمستعربون، وفق التقرير، هم #عناصر_أمن #إسرائيليون يتقنون اللغة العربية ويتمتعون بملامح قريبة من ملامح العرب، ويُرسَلون إلى داخل المجتمعات الفلسطينية بملابس مدنية.

ويعمل المستعربون في الخفاء بين المتظاهرين أو في الأسواق أو حتى بين المقاومين أنفسهم، لتنفيذ عمليات تستهدف الاعتقال أو التصفية ضمن وحدات خاصة تتبع الجيش أو الشرطة الإسرائيلية.

في المقابل، يشير التقرير إلى أن العملاء هم فلسطينيون تم تجنيدهم لصالح الاحتلال، إما بالإغراءات المالية وإما تحت التهديد والابتزاز.

ولا يرتدي العملاء الأقنعة، كما أنهم لا يحتاجون إلى التنكر، لكن وظيفتهم الأساسية غالبا تقتصر على جمع المعلومات، سواء عن البنية الاجتماعية أو عن تحركات المقاومة.

ويوضح العصا أن الفرق الجوهري يكمن في أن المستعربين ينفذون عمليات ميدانية معقدة بعد تدريب مكثف، في حين يبقى دور العملاء محصورا في توفير المعلومات. كما أن تبعيتهم تختلف، فبينما ينتمي المستعربون إلى الأجهزة الأمنية الرسمية، يتبع العملاء ضباط المخابرات الذين يتولون تجنيدهم وتشغيلهم.


تجارب سابقة

ويُبرز التقرير أيضا تجارب سابقة في هذا السياق، مشيرا إلى تجنيد إسرائيل العملاء في أكثر من ساحة، ليس في فلسطين فقط، بل أيضا في لبنان، حيث شكّل “جيش لحد” نموذجا لواحدة من كبرى عمليات التعاون الأمني المحلي مع الاحتلال في سياق خارج حدود الأرض المحتلة.

وفي قطاع غزة، ظلّت المقاومة على قناعة بأن الاحتلال لن يستطيع العمل دون شبكة من العملاء، ومن هذا المنطلق، اتبعت حماس سياسة مزدوجة تجاههم، جمعت بين العفو عن المتعاونين الذين يسلمون أنفسهم طوعا، وبين تنفيذ أحكام رادعة بحق من تثبت إدانتهم، خاصة في أوقات التصعيد.

وفي سياق الحرب الدائرة حاليا، عادت هذه الملفات إلى الواجهة من جديد، إذ كشف مصدر أمني في المقاومة للجزيرة أن المجموعة التي استُهدفت شرقي رفح لم تكن وحدة إسرائيلية نظامية من المستعربين، بل “شبكة من العملاء المحليين” الذين يعملون ضمن ما وصفها بـ”عصابة يتزعمها ياسر أبو شباب”، وتُجنَّد لتنفيذ مهام ميدانية لصالح الاحتلال.

وأوضح المصدر أن هذه المجموعة عملت على تمشيط المناطق المحاذية للحدود، وتورطت في رصد تحركات المقاومين، إضافة إلى التورط في نهب المساعدات الإنسانية.

وشدد على أن المقاومة تتعامل معهم بصفتهم “جزءا من الاحتلال”، ولن يُنظر إليهم بوصفهم عناصر مدنية أو محمية مهما حاولوا إخفاء تبعيتهم.

وتظل ملفات التجسس والتغلغل الاستخباري تمثل تحديا أمنيا مستمرا للمقاومة، خاصة مع محاولات الاحتلال المستمرة لزعزعة الاستقرار الداخلي عبر أدوات من داخل المجتمع، في وقتٍ تتسع فيه دوائر المواجهة على أكثر من جبهة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الاحتلال يسرع عملية التدمير ومعركة المساحة مستمرة
  • بعد عملية القسام.. تعرف على الفرق بين عملاء الاحتلال والمستعربين / فيديو
  • بعد عملية القسام.. تعرف على الفرق بين عملاء الاحتلال والمستعربين
  • هآرتس: تكتيك تغيير أماكن الأسرى يربك الجيش.. قتل 20 منهم على الأقل
  • 55 عملًا للمقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس خلال أسبوع
  • مستشفى العودة في غزة: قوات الاحتلال بدأت عملية إجلاء قسرية للمرضى والموظفين
  • الدكتور وائل بدر يوضح.. نسبة نجاح عملية تغيير مفصل الركبة في مصر
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • تبادل الاتهامات حول توزيع المساعدات في غزة