باحث أمريكي: سقوط الأسد نقطة تحول تاريخية لكن المستقبل محفوف بالمخاطر
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
رغم أن سقوط نظام عائلة الأسد في سوريا يمثل نقطة تحول تاريخية بالنسبة للسوريين، إلا أن المستقبل أمامهم يظل محفوفا بالمخاطر والصعوبات، حسب مقال نشره "ناشيونال انترست" لأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في واشنطن جون كالابريس.
وقال كالابريس في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن كتاب الصحفي البريطاني باتريك سيل بعنوان "الأسد في سوريا: الصراع على الشرق الأوسط" (1989) يقدم نظرة ثاقبة حاسمة للقوى المحلية والإقليمية والدولية التي شكلت مسار سوريا.
وأضاف أن الطبيعة المنقسمة للبلاد، والتفاعل بين المنافسات الإقليمية، والدور المتطور للقوى العالمية، كل هذا يشير إلى أن "الفترة المقبلة، بدلا من أن تمثل قطيعة نهائية مع الماضي، قد تمثل بدلا من ذلك مرحلة جديدة في تاريخ سوريا الطويل من الصراع".
ولفت الكاتب إلى أن الواقع الذي تعيشه سوريا بعد سقوط الأسد يتردد صداه في العديد من النواحي مع تصوير سيل لسوريا باعتبارها ساحة معركة، حيث يسلط سيل الضوء على دور التنوع الديني والعرقي والطائفي في تأجيج التوترات السياسية. وقد أصبحت هذه الانقسامات، التي تفاقمت بسبب عقود من الحكم الاستبدادي، أكثر وضوحا بعد سقوط نظام الأسد.
وذكر المقال أن التحدي الأكثر إلحاحا الذي تواجهه سوريا هو حل انقساماتها الداخلية العميقة. لقد ترك سقوط الأسد دولة ذات مؤسسات ضعيفة وبنية تحتية مدمرة وسكان منقسمون على أسس طائفية وإثنية وسياسية. وكما أشار سيل، فإن غياب الهوية الوطنية القوية جعل سوريا عرضة للصراع الداخلي والتلاعب الخارجي.
وعلاوة على ذلك، وبينما تكافح البلاد مع هذه الانقسامات، يثور السؤال حول ما إذا كانت سوريا ستتمكن من التغلب على تفتتها عميق الجذور أم أن هذه الشقوق ستستمر في التعمق مع تنافس القوى المحلية والدولية المختلفة على النفوذ.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب أن "القوة المتنامية لهيئة تحرير الشام، تجسد تقلب الوضع. وفي حين بذل زعيمها، أحمد حسين الشرع - المعروف باسمه الحركي أبو محمد الجولاني - جهودا لتقديم هيئة تحرير الشام كقوة أكثر اعتدالا في نظر الغرب، فإن تاريخها من التطرف العنيف والعلاقات العميقة التي تحافظ عليها مع الجماعات المسلحة الأخرى تعقد أي آمال في التوصل إلى حل سلمي".
وتعهدت هيئة تحرير الشام بإظهار التسامح تجاه الأقليات العرقية والدينية في سوريا، إلا أن الخوف من الأعمال الانتقامية أدى بالفعل إلى فرار الآلاف من السوريين، وخاصة الشيعة، إلى لبنان.
وقال الكاتب إن أحد المخاوف الرئيسية الآن هو كيف ستتعامل قوى المعارضة الجديدة، التي حلت محل نظام الأسد، مع بقايا حزب البعث، وكيف ستتعامل مع العلاقات المعقدة مع الأقليات المتنوعة في سوريا. إن معاملة هذه الأقليات، وخاصة تلك التي تحالفت مع الأسد، تشكل قضية بالغة الأهمية.
وأضاف أن إعادة بناء هوية وطنية موحدة وتماسك سياسي من الفصائل المجزأة في سوريا يشكل تحديا هائلا لأي حكومة انتقالية. ومع تفكيك نظام الأسد، تواجه البلاد الآن المهمة الصعبة المتمثلة في إعادة بناء مؤسسات الدولة وسط الانقسامات المستمرة. وفي حين تعد الحكومة المؤقتة الجديدة بالإصلاحات والتعافي الاقتصادي، فإن الشكوك حول قدرتها على الحكم لا تزال قائمة.
وكما أشار غير بيدرسن، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، "نحن نعلم أن هيئة تحرير الشام هي الآن المجموعة المهيمنة التي تسيطر على دمشق، ولكن من المهم أيضا أن نتذكر أنها ليست المجموعة المسلحة الوحيدة في دمشق".
وأشار المقال إلى أن الصراع على السيطرة مستمر، حيث تسيطر فصائل متعددة - كل منها لديها رؤى متنافسة لمستقبل سوريا - على مساحات شاسعة من الأراضي. في هذه البيئة، لا يزال احتمال السلام بعيد المنال. تصطدم تطلعات كل فصيل بالواقع المجزأ بالفعل في البلاد.
وعلاوة على ذلك، لن تنتقل الثقافة السياسية في سوريا، التي تشكلت على مدار عقود من الحكم الاستبدادي، بسهولة إلى ديمقراطية فعّالة. لا يمكن علاج الانقسامات المجتمعية الناتجة عن أكثر من عقد من الصراع المدني الوحشي والحرمان الاقتصادي والاضطهاد المنهجي بين عشية وضحاها، وفقا للمقال.
وفي حين تمثل الجهود المبذولة لمحاسبة مرتكبي الفظائع الماضية والإفراج عن السجناء السياسيين خطوات إلى الأمام، يجب موازنة هذه الجهود بعناية مع الضرورة العملية للمصالحة والاستقرار. إن غياب عملية موثوقة وشاملة تعالج احتياجات ومظالم جميع المجتمعات ــ وخاصة ضحايا نظام الأسد ــ يشكل خطرا كبيرا يتمثل في ترسيخ الانقسامات والاستياء، وتقويض أي جهود مستقبلية لبناء الأمة.
بحسب الكاتب، فإن تصوير سيل للموقف الإقليمي لسوريا أكد ضعف البلاد في مواجهة التدخل الخارجي، نظرا لموقعها الاستراتيجي على مفترق طرق الشرق الأوسط. لقد أدى انهيار نظام الأسد إلى خلق فراغ في السلطة يجذب انتباه القوى الإقليمية بسرعة.
وقال الكاتب إن تركيا تنظر إلى سوريا باعتبارها حيوية لأمنها القومي، وسوف تحافظ على وجود عسكري هناك لمنع تشكيل دولة كردية مستقلة على طول حدودها. ومع الإطاحة بالأسد، وإضعاف حلفائه، ودعوة الرئيس الأمريكي القادم إلى تقليص الوجود الأمريكي في سوريا، يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه الآن حرا في مواجهة الأكراد السوريين.
ويضيف الوضع في مرتفعات الجولان طبقة أخرى من التعقيد، وفقا للمقال. فقد وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو توغل إسرائيل في الأراضي السورية بأنه "مؤقت" و"دفاعي"، ومع ذلك فإن إعلانه بأن "الجولان سيكون جزءا من دولة إسرائيل إلى الأبد" يشير إلى تحرك نحو الضم. وهذا يثير تساؤلات مهمة حول النية الحقيقية لإسرائيل. فهل تريد إسرائيل السيطرة الدائمة على المنطقة، أم أن هذه مناورة تكتيكية لاستغلال حالة عدم الاستقرار المستمرة لتحقيق مكاسب إقليمية أخرى؟
في الوقت نفسه، تجد إيران نفسها في موقف محفوف بالمخاطر. ففي حين يمثل انهيار نظام الأسد انتكاسة استراتيجية، فقد نظرت إيران منذ فترة طويلة إلى سوريا باعتبارها عنصرا حاسما في "محور المقاومة" في المنطقة. ورغم أن طهران قد تضطر إلى إعادة معايرة استراتيجيتها، فمن غير المرجح أن تتخلى عن طموحاتها في سوريا تماما. وعلى نحو مماثل، يتعين على دول الخليج، التي بدأت بحذر في تطبيع العلاقات مع الأسد، أن تعيد النظر الآن في مواقفها أيضا. ويعتمد مستقبل إعادة إعمار سوريا بشكل كبير على كيفية تصرف الجهات الفاعلة الإقليمية.
واجتمع دبلوماسيون كبار من الشرق الأوسط وأوروبا في الرياض الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل سوريا. ومن المشجع أن قرار السعودية باستضافة هذا التجمع يسلط الضوء على طموحها في لعب دور رئيسي في إعادة إعمار سوريا إلى جانب تركيا وقطر. والجدير بالذكر أن السعودية وتركيا كانتا في السابق تدعمان الفصائل المعارضة في الصراع. وكان اجتماع الشرع مع الائتلاف الوطني السوري السابق خطوة إيجابية أخرى.
ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة، بما في ذلك هيكل المحاكم الجديدة، ودمج الفصائل العسكرية في الجيش السوري، ووجود مقاتلين أجانب، ومشاركة قطر، والفصل المتوقع لعشرات الآلاف من العلويين من الوظائف العامة، وموقف تركيا بشأن ما إذا كانت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد قادرة على التفاوض مع دمشق، والأزمات الإنسانية والاقتصادية الأوسع التي تجتاح سوريا.
وقال الكاتب إن سقوط نظام الأسد يتردد صداه خارج حدود سوريا، مع عواقب عميقة على الجغرافيا السياسية الدولية، لافتا إلى أن تصوير سيل لسوريا باعتبارها "ساحة معركة بالوكالة" بين القوى العظمى في الحرب الباردة يجسد جوهر مأزقها الحالي، وإن كان في عالم أكثر تعقيدا ومتعدد الأقطاب.
وأضاف أن موطئ قدم موسكو الاستراتيجي في الشرق الأوسط وأفريقيا يعتمد بشكل كبير على منشأتها البحرية الموسعة في طرطوس، التي أنشئت خلال معاهدة سوريا مع الاتحاد السوفييتي عام 1971، وقاعدة حميميم الجوية القريبة، والتي تعمل منذ عام 2015. كانت القاعدتان، الواقعتان في اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط السوري، محوريتين لطموحات روسيا الدولية، حيث مكنتا العمليات من دعم نظام الأسد والعمل كمنصات لفرض النفوذ عبر البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
ومع ذلك، مع خسارة حليفها الرئيسي في دمشق، فإن الدور الروسي المتضائل في سوريا لا يعقد نفوذها الإقليمي فحسب، بل يثير أيضا تساؤلات أوسع حول قدرتها على الحفاظ على وجودها العالمي ودعم حلفائها.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن انهيار نظام الأسد يمثل مجموعة جديدة من المعضلات. انتقد سيل سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا في الثمانينيات ووصفها بأنها غير متماسكة وغير متسقة في كثير من الأحيان، واستمر هذا الاتجاه خلال الإدارات المتعاقبة. ومع انتقال سوريا بعد رحيل الأسد، يظل المسؤولون الأمريكيون قلقين للغاية بشأن إمكانية ازدهار التطرف في فراغ السلطة. حذر الجنرال مايكل إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الجماعات السورية من دعم داعش في أعقاب ذلك، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تسمح لداعش بإعادة تشكيل نفسها. كما يظل المسؤولون قلقين بشأن 9000 مقاتل من داعش قيد الاحتجاز وعشرات الآلاف المحتجزين في مخيم الهول للاجئين، وكلاهما تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية طالما ظلت القوات الأمريكية متورطة.
أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن دعم الولايات المتحدة للانتقال السياسي في سوريا نحو الحكم الشامل. ولكن هذا الموقف معقد بسبب الرئيس الضعيف وخطاب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تعهد بإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن سوريا.
والواقع، بحسب المقال، أن السياسة الخارجية لترامب تتأرجح بين الانعزالية، كما رأينا في سحب القوات في عام 2019 (الذي تراجع عنه لاحقا تحت الضغط)، والالتزامات الإقليمية مثل احتواء داعش وحماية إسرائيل. والانسحاب من شأنه أن يشجع جهات فاعلة مثل داعش وإيران، مما قد يقوض جهود مكافحة الإرهاب ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة. ويتعين على واشنطن أن تقرر ما إذا كانت ستشارك بشكل مباشر أكثر وتدعم انتقالا سياسيا هشا أو ما إذا كانت أولوياتها ستظل مهووسة بمكافحة الإرهاب على حساب استراتيجية شاملة لمستقبل سوريا.
وأشار الكاتب إلى أن ن المشاركة الصينية المكثفة في الشرق الأوسط، بما في ذلك مشاركتها المحتملة في جهود إعادة الإعمار في سوريا، إما بمفردها أو بالتعاون مع شركاء الخليج العربي، تمثل تحولا في ديناميكيات القوة العالمية. وقد يؤدي الوجود الصيني المتزايد إلى تعميق الانقسامات بين الغرب والقوى الناشئة.
في حين يمثل سقوط الأسد نقطة تحول تاريخية بالنسبة للسوريين، فإن المستقبل لا يزال محفوفا بالمخاطر. فعلى المستوى المحلي، تتفاقم التحديات في مجال الحكم وإعادة الإعمار بسبب النزعات الاستبدادية الراسخة. وعلى المستوى الإقليمي، قد يؤدي التحول في ديناميكيات القوة إلى المزيد من عدم الاستقرار مع تموضع الدول المجاورة من أجل النفوذ. وعلى المستوى الدولي، ستلعب المصالح المتنافسة للقوى العالمية، وخاصة روسيا والولايات المتحدة، دورا كبيرا في تشكيل مسار سوريا المستقبلي. ومع خروج السوريين من "سجن" نظام الأسد، يظل مستقبلهم غير مؤكد، ويتشكل من خلال شبكة معقدة من القوى المحلية والإقليمية والدولية، وفقا للمقال.
في النهاية، يظل تصوير سيل لسوريا كأمة محاصرة في صراع دائم - ممزقة بالانقسامات الداخلية والتنافسات الإقليمية والتدخل الخارجي - ذا مصداقية لافتة للنظر، وفقا للكاتب، الذي أشار إلى أن سقوط الأسد يمثل لحظة محورية، لكنه بعيد كل البعد عن النصر النهائي. ومع انتقال سوريا إلى حقبة جديدة، تظل الأسئلة التي طرحها سيل حول آفاق الوحدة والاستقرار والسيادة ذات صلة وثيقة بالواقع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا الشرع دمشق سوريا بشار الأسد دمشق الشرع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرق الأوسط تحریر الشام ما إذا کانت سقوط الأسد نظام الأسد فی سوریا إلى أن فی حین
إقرأ أيضاً:
ضابط في جيش لحد يكشف عن علاقات سرية بين إسرائيل والمليشيات في لبنان
زعم سعيد غطاس مؤسس منظمة "تحت شجرة الأرز" للسلام، إن صفقات سرية وُقعت بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وسوريا كانت وراء الانسحاب من لبنان، كما كشف عن صلات بحركة أمل، بما في ذلك التمويل الإسرائيلي.
وفي مقابلة وصفتها صحيفة معاريف العبرية بالمثيرة للدهشة, جربت بين الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين وسعيد غطاس على بودكاست "مزراحان"، كشف خلالها غطاس، الضابط السابق في جيش جنوب لبنان "جيش لحد"، تفاصيل حول اتفاقيات سرية وُقعت خلف الكواليس بين قادة إسرائيليين وسوريين، وتحدث غطاس، الذي زار إسرائيل مؤخرًا، عما سماه بالثمن الباهظ الذي دفعه الشعب اللبناني جراء التلاعبات السياسية، كما كشف كيف درّبت إسرائيل حركة أمل الشيعية والقوات الدرزية وسلّحتهما، على حد زعمه.
الأسد اتفق مع إسرائيل وقاتل العراق
غطاس الذي عمل لاحقًا مستشارًا لحكومات إسرائيلية بعد انسحاب جيشها من لبنان عام 2000، قال إن: "اتفاقًا تم إبرامه بين إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ووُقِّع في العاصمة السويدية ستوكهولم، نصّ على نزع سلاح جيش جنوب لبنان برعاية الأسد، فيما تلقى باراك ضمانات بعدم دخول حزب الله إلى الجنوب"، وأضاف: "فور قيام حافظ الأسد بانقلاب، أُتيحت لنا فرصة الفرار إلى إسرائيل حيث حال دون حدوث مجزرة أو أسر أي من عناصرنا"، في المقابل، أكد غطاس أن الأسد شارك في الهجوم على صدام حسين خلال حرب الخليج، بعبارة أخرى، لم يكن الاتفاق من إيهود باراك وحده، بل كانت هناك عوامل أخرى متداخلة.
ويضيف غطاس، قائلًا: "لم يفعل حافظ الأسد ذلك بإرادته الحرة، ففي اليوم السابق للانسحاب، هددنا حسن نصر الله قائلًا: 'سأذبحكم في أسرّتكم'. لكن ذلك لم يحدث لأن الأسد كان موجودًا ومسيطرًا على الوضع"، فيما لفت غطاس إلى أن المشكلة بدأت لحظة وفاة حافظ الأسد، زاعمًا إن إيران انقلبت على بشار الأسد، ابنه، ودمرت سوريا، وكذلك "فعلت إسرائيل - وهذا يهمنا أيضًا"، والكلام لغطاس.
"أزالوا الحماية عن بشير الجميل، فقُتل"
وخلال المقابلة، كشف أيضا عن اتفاقية أخرى وُقِّعت في ثمانينيات القرن الماضي، حيث قال غطاس: "عام 1982، عندما وصل جيش لبنان الجنوبي إلى نهر حولي، الذي لم يُسمح لنا بعبوره، وكجزء من الاتفاقية الموقعة، تآمرت مجموعة من السوريين مع مجموعة من الإسرائيليين ضد أرييل شارون، حيث أزالوا الحماية عن بشير الجميل، فقُتل".
كما تطرق غطاس إلى مجزرة صبرا وشاتيلا، حيث زعم عدم معرفته من المسؤول عنها، قائلًا: "لا أعرف إن كان إيلي حبيقة، قائد الكتائب، قد ارتكب المجزرة عمدًا أم عن غير قصد"، ويضيف: "كان الهدف هو تخريب خطة شارون للسلام من أجل الإطاحة بشارون سياسيًا ومنعه من الاستيلاء على السلطة"، فيما برء غطاس شارون من المجزرة وقال إن من ارتكبوها تعمدوا إلقاء اللوم على شارون، وقد نجحوا في ذلك"، حسب قوله، حيث وصف ما جرى بأنها "خطة شيطانية"، تمكن خلالها إيلي حبيقة وآخرون، من التخطيط لارتكاب مجزرة ضد الفلسطينيين واتهام شارون بها، وبالتالي إجباره على الاستقالة.
"إسرائيل مولت حركة أمل الشيعية"
يتحدث غطاس خلال المقابلة عن ذكريات له حين كان عمره في الرابعة عشرة، قائلًا: "جاءنا شيخٌ نيابةً عن موسى الصدر، رئيس حركة أمل آنذاك، إلى قرية عديسة وطلب مقابلة سعد حداد، قائد جيش جنوب لبنان، وكان الفلسطينيون قد كسروا يديه سابقًا، وهو بحاجة إلى المساعدة".
ويضيف:" حملنا أسلحة طلبها موفد موسى الصدر ونقلناها إلى جسر الخردلي، واستلمها أعضاء من حركة أمل، استمر ذلك حتى عام 1982"، قائلًا:" بعبارة أخرى، موّلت إسرائيل حركة أمل الشيعية، وتم ذلك بأوامر من موسى الصدر، وحسين الزبيدي، بين عامي 1977 و 1979".
وتابع: "كان الهدف هو مساعدة حركة أمل على الدفاع عن أنفسهم، لأن الفلسطينيين كانوا سيعتدون عليهم، وجيش لبنان الحر، كان يدعمهم أيضا ضمن هدف واحد وهو تحرير لبنان من الهيمنة الفلسطينية".
في ختام المقابلة، وجه غطاس رسالة شكر لدولة الاحتلال، قائلًا إنها منحت عناصر جيش لحد بيوتًا، واعترفت بهم، وسمحت لهم بالعيش كمواطنين إسرائيليين، كما اعترفت بالجرحى والمصابين منها كجنود معاقين في جيش الدفاع الإسرائيلي.".