سبب واحد متعلق باليمن.. لماذا يرغب ترامب في انجاز صفقة غزة قبل توليه منصبه رسميًا؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
يطرح السؤال بشدة في العاصمة الأميركية حول سبب رغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في إنجاز اتفاق بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل تسلمه منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الأول المقبل.
وكان ترامب قد أشار إلى حرصه على إنهاء الحرب في غزة بأسرع وقت ممكن، حتى مع استمرار إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها في سعيها الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث نشر الرئيس المنتخب على منصة "تروث سوشيال" تغريدة هدد فيها بـ"الجحيم" إذا لم تتم إعادة الأسرى المحتجزين قبل حلول موعد تنصيبه، حيث يوجد بينهم 4 أو 5 مواطنين أميركيين أحياء.
وذات الرسالة كررها مستشار ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف والذي يوجد في المنطقة منذ أيام، ويقوم برحلات مكوكية بين قطر وإسرائيل، ناقلا رسائل من ترامب لأطراف العملية التفاوضية التي تجمع قطر ومصر وحركة حماس وإسرائيل علاوة على الولايات المتحدة.
وقد استطلعت الجزيرة نت آراء عدد من الخبراء الشؤون الأميركية والخارجية، وجاءت ردودهم كاشفة لأهداف ترامب المتعددة والمتداخلة، والتي قد تبرر تحركه المبكر للانتهاء من هذه الملف الشائك.
إنجاز مبكر
في حديث للجزيرة نت، قال المحلل الأمني والدبلوماسي السابق فولفغانغ بوستاي إن "ترامب يبحث عن أول نجاح سياسي كبير لتعزيز سياسته الخارجية منذ البداية، كما أن الصراع في غزة يشكل عبئا ثقيلا على الولايات المتحدة وصورتها في المنطقة".
وأضاف أن "من شأن وقف إطلاق النار الدائم -الذي توسط فيه فريقه- أن يحسن بشكل كبير مكانة ترامب ومصداقيته كصانع صفقات في المنطقة منذ البداية، وهو ما يساعده أيضا محليا مع العديد من مؤيديه".
كما أشار حسين أبيش، كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية بواشنطن -في حديثه للجزيرة نت- أن "ترامب يريد أن يحاول أن ينسب إليه الفضل في الوضع الذي كان يختمر منذ عدة أشهر، وهو يدرك جيدا أن الفترة الانتقالية بين الإدارات والفاصلة بين الرئاسات هي دائما فرصة لفريق الرئيس القادم ليحل الإشكاليات الكبيرة قبل وصوله".
وكان ترامب قد تعهد -خلال حملته الانتخابية وفي مناسبات عديدة للناخبين العرب والمسلمين واليهود- بالعمل على إنهاء القتال في قطاع غزة، والإفراج عن بقية الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، وتودد للناخبين المعنيين بغزة من كلا الجانبين، وأكد أنه لو كان رئيسا ما قامت هذه الحرب من البداية، وكرر أنه "مرشح "السلام".
ويتفق جيريمي ماير البروفيسور بكلية السياسة والحكومة جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا مع الطرح السابق، وأضاف للجزيرة نت أن "ترامب وعد باتخاذ إجراءات سريعة في أوكرانيا وغزة، وإذا تمكن من إنجاز شيء ما قبل التنصيب فسيكون ذلك أمرا يمكن أن يتباهى به. وفي الحقيقة، إذا توصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار، فسيكون ذلك إنجازا كبيرا".
يعتبر ترامب أن أهم إنجازات فترة حكمه الأولى على الصعيد الخارجي هي التوصل إلى اتفاقيات أبراهام، حيث وضع أسس تطبيع العلاقات بين إسرائيل و4 دول عربية هي: الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وتهدف الإدارة الأميركية القادمة إلى ضم السعودية لهذه الاتفاقيات، وإقامة علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل، إلا أن من شروط الرياض وقف العدوان على قطاع غزة، ووضع إطار ينتهي بدولة فلسطينية مستقلة.
ومن المرجح أن يحاول ترامب دفع اتفاقيات أبراهام إلى الأمام، سعيا لتطبيع سعودي إسرائيلي يدخله قائمة المتنافسين على جائزة نوبل للسلام التي يحلم بها، حيث سبق وأن صرح في حديث تلفزيوني قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الأول الماضي أن "السلام بين إسرائيل والسعودية سيكون أولوية مطلقة إذا فاز بالانتخابات".
ومن جهة أخرى، يرى الباحث أبيش أن "ترامب يدرك أن ملامح هذه الصفقة المحتملة تتراكم منذ فترة طويلة، حيث كانت القشة الأخيرة سقوط نظام الأسد في سوريا، وصعود تركيا كقوة إقليمية جديدة، مما يغير بشكل جذري ميزان القوى داخل حماس، الذي كان يتحول بالفعل نحو قادة المكتب السياسي المتحالفين مع تركيا وقطر، بدلا من أولئك المتحالفين مع إيران وحزب الله".
واعتبر تريتا بارسي نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي بواشنطن -في حديث للجزيرة نت- أنه "يمكن أن ينسب لترامب الفضل في وقف إطلاق النار إذا حدث قبل توليه منصبه مباشرة، مع تجنب الاضطرار إلى التعامل مع صداع هذا الصراع وخطر إشعال حرب إقليمية من شأنها أن تشغل الولايات المتحدة".
واضاف أنه من المرجح أن يؤدي وقف إطلاق النار أيضا إلى إنهاء هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر "مما يقلل الضغط على ترامب لتصعيد الهجمات ضد اليمن".
صفحة جديدة
اعتبر المحلل السياسي وخبير الشؤون الخارجية آدم شابيرو أنه "يبدو أن الرئيس ترامب يتطلع إلى طي صفحة سياسات وقضايا السنوات الأربع السابقة، ولا يرغب بالانخراط في قضايا السياسة الخارجية التي لا تمثل أولوية بالنسبة له".
وأضاف "في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، يبدو أن إدارة ترامب القادمة تتخذ نهجا يعطي الأولوية لمجال النفوذ الأميركي، الذي يقتصر بشكل أساسي على جيرانها، وبشكل أساسي الأميركيتين، بما في ذلك غرينلاند، ومع مبدأين إضافيين للتحرك، أولهما مواجهة الصين، والثاني تمكين إسرائيل".
وعاد أبيش ليقول إنه من السهل أن "نرى لماذا حماس الآن مستعدة لتقديم تنازلات بأي شكل من الأشكال مع إسرائيل، حيث تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة لإخراج المحتجزين، ويريد الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب في غزة، التي لم تعد تخدم أي غرض عسكري أو إستراتيجي مشروع، لذا فكلا الجانبين مستعدان للتوصل إلى اتفاق".
وأضاف أن ترامب يحاول أن يمارس دورا لينظر إليه كما حدث مع الرئيس السابق رونالد ريغان وما أنجزه مع صفقة تحرير الرهائن الأميركيين في إيران، الذين كانوا محتجزين بالسفارة الأميركية بطهران، الفترة ما بين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 و20 يناير/كانون الثاني 1981، وقال "إنه يريد أن ينظر إليه كرجل قوي يخيف الجميع".
ومع عدم التوصل لصفقة بعد، يرى ماير أن هناك عوائق كبيرة أمام التوصل لاتفاق قبل وصول ترامب للبيت الأبيض "وهو أن نتنياهو ربما يعتقد أنه يمكن أن يحصل على صفقة أفضل في عهد ترامب مما كان عليه في عهد بايدن" مضيفا أن ائتلاف حكومة نتنياهو يمكن أن ينهار بسهولة في اللحظة التي يتوقف فيها الصراع.
وأضاف البروفيسور أن "نتنياهو يعد رئيس وزراء حرب، وقد لا ينجو من السلام طويلا، فطوال حياته المهنية الطويلة في السياسة الإسرائيلية فعل كل ما يلزم للبقاء في منصبه" متسائلا عن حقيقة رغبة نتنياهو في منح ترامب فوزا لبدء علاقتهما الثانية مع شعور بالامتنان.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار للجزیرة نت یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اتهام ومطالبة بمحاكمتها قضائيًا.. لماذا صبّ ترامب جام غضبه على بيونسيه؟
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عداءه مع نجوم الصف الأول، بعد أن زعم أن كامالا هاريس استخدمت أموال حملتها الانتخابية في عام 2024 لكسب تأييد المشاهير، رغم أن التحقيقات أثبتت عدم صحة هذا الادعاء. والآن، يدعو ترامب إلى محاكمة "الملكة بي". في ما يلي أبرز ما يجب معرفته حول هذه القضية. اعلان
يزعم ترامب أن هاريس استخدمت أموال حملتها الانتخابية للحصول على تأييد المشاهير، رغم أن تحقيقًا سابقًا خلص إلى أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة.
وفي منشور حديث على منصة "تروث سوشال"، دعا ترامب إلى مقاضاة المغنية الشهيرة بيونسيه وعدد من المشاهير على خلفية مشاركتهم في الحملة الانتخابية الداعمة لهاريس خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ويبدو أن ترامب لا يزال متأثرًا بعدم تلقيه دعمًا من نجوم الصف الأول خلال الانتخابات، فكتب في منشور له: "أنظر إلى المبالغ الطائلة التي بات الديمقراطيون مدينين بها بعد الانتخابات الرئاسية، وإلى اعترافهم بدفع 11 مليون دولار للمغنية بيونسيه مقابل تأييدها (من دون أن تغني، ولا حتى نوتة واحدة، وغادرت المسرح وسط صيحات الاستهجان وغضب الجمهور!)، وثلاثة ملايين دولار لـ‘نفقات’ أوبرا، و600 ألف دولار لمذيع تلفزيوني منخفض التصنيف، آل شاربتون (الذي لا وزن له إطلاقًا!)، وآخرين ستُكشف أسماؤهم، مقابل عدم القيام بأي شيء على الإطلاق!".
وتابع قائلًا: "لقد جرى تسجيل هذه المدفوعات السخيفة بطريقة خاطئة في الدفاتر والسجلات. لا يُسمح لك بدفع المال مقابل كسب التأييد، فذلك غير قانوني تمامًا. هل يمكنكم تخيّل ما سيحدث إذا بدأ السياسيون بدفع المال للناس من أجل كسب تأييدهم؟ ستعمّ الفوضى! كامالا، وجميع من تلقوا أموالًا مقابل التأييد، خالفوا القانون. يجب محاكمتهم جميعًا! شكرًا لكم على اهتمامكم بهذا الموضوع".
وفي ما يتعلق بادعاء ترامب، من الصحيح أن فريق هاريس أنفق أموالًا على تنظيم تجمعات وفعاليات شارك فيها عدد من المشاهير، من بينهم بيونسيه وأوبرا وليدي غاغا.
مع ذلك، تُظهر السجلات المالية التي تم نشرها علنًا من الحملة الرئاسية لعام 2024 أن تلك النفقات خُصصت لتكاليف الإنتاج والموظفين، وليس للمشاهير أنفسهم.
وتم تأكيد هذه المعلومات لاحقًا في تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وكانت بيونسيه قد أعلنت دعمها لهاريس بشكل علني العام الماضي، وألقت خطابًا خلال تجمع تمحور حول الحقوق الإنجابية. كما هددت سابقًا فريق حملة ترامب باتخاذ إجراءات قانونية، بسبب استخدامه غير المصرح به لأغنيتها "الحرية" في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أيام فقط من موافقتها على اعتماد الأغنية نشيدًا رسميًا لحملة كامالا هاريس الرئاسية.
في ذلك الوقت، علّق ترامب بسخرية على ظهور بيونسيه في تجمع انتخابي لهاريس في هيوستن، قائلًا: "كانت بيونسيه ستحضر. الجميع كان يتوقع أن تؤدي بعض الأغاني. لكن لم تكن هناك أي أغانٍ، ولم يكن هناك أي شعور بالفرح".
وهذا العام، دعا ترامب أيضًا إلى فتح "تحقيق مع بروس سبرينغستين، وذلك بعدما أدلى أسطورة الموسيقى بعدد من التصريحات التي انتقد فيها ترامب خلال عرضه في مانشستر في وقت سابق من العام.
وزعم ترامب أن سبرينغستين تلقّى أموالًا من كامالا هاريس مقابل "أدائه السيئ خلال حملتها الانتخابية للرئاسة"، وهو ما نشره على منصة "تروث سوشال" مستخدمًا الأحرف الكبيرة كعادته.
وتابع متسائلًا: "أليست هذه مساهمة كبيرة وغير قانونية في الحملة الانتخابية؟".
وبالإضافة إلى سبرينغستين، وجّه ترامب انتقاداته أيضًا إلى عدد من الفنانين الآخرين، من بينهم بونو، إذ قال: "كم دفعت كامالا هاريس لسبرينغستين مقابل أدائه الضعيف خلال حملتها الانتخابية للرئاسة؟ ولماذا قبل ذلك المال إذا كان من معجبيها؟ أليست هذه مساهمة كبيرة وغير قانونية في الحملة الانتخابية؟ وماذا عن بيونسيه؟... وكم من المال ذهب إلى أوبرا وبونو؟".
وواصل ترامب هجومه قائلاً: "سأدعو إلى فتح تحقيق كبير في هذه المسألة. لا يُسمح للمرشحين بدفع المال مقابل كسب التأييد، وهو ما فعلته كامالا تحت غطاء الدفع مقابل الترفيه. إضافة إلى ذلك، كانت هذه محاولة يائسة ومكلفة للغاية لتضخيم الحشود المتفرقة بشكل مصطنع. هذا أمر غير قانوني! أما بالنسبة لهؤلاء 'الفنانين' غير الوطنيين، فقد كانت هذه وسيلة فاسدة وغير قانونية لاستغلال نظام معطوب. أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!!!".
وأعقب ذلك رد فعل غريب، حيث نشر ترامب مقطعًا مزيفًا على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يهاجم بروس سبرينغستين بكرة الغولف.
وقد أثار هذا المنشور موجة من الانتقادات والسخرية على الإنترنت، إذ شارك كثيرون لقطات حقيقية لترامب في ملاعب الغولف، فيما علّق آخرون بالقول: "هذا ليس تصرفًا يليق برئيس".
وانبرى عدد من الموسيقيين للدفاع عن سبرينغستين، من بينهم إيدي فيدر، المغني الرئيسي في فرقة "بيرل جام"، ومغني الروك المخضرم نيل يونغ.
وفي سياق آخر، ردّ القيمين على مسلسل "ساوث بارك"، مات ستون وتري باركر، على رد فعل البيت الأبيض بشأن الحلقة الأخيرة من المسلسل، والتي سخرت من ترامب من خلال تصويره في السرير مع "الشيطان"، وظهوره على نحو يُظهر امتلاكه قضيبًا صغيرًا.
قال المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز: "تمامًا كما هو حال القيمين على مسلسل ساوث بارك، لا يملك اليسار أي محتوى أصيل أو حقيقي، ولهذا السبب تستمر شعبيتهم في التراجع إلى أدنى مستوياتها. هذا المسلسل فقد صلته بالواقع منذ أكثر من عشرين عامًا، ويعيش اليوم على أفكار باهتة ومكررة، في محاولة يائسة لجذب الانتباه".
وجاء ردّ باركر في مؤتمر "كوميك كون" الدولي بنبرته الهادئة المعتادة التي لا تخلو من السخرية، مكتفيًا بالقول: "نحن آسفون جدًا". ولم يكونوا كذلك، بطبيعة الحال.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة