بعد إعلان وقف إطلاق النار.. عودة تدريجية للحياة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
بعد قرابة 15 شهرًا على الحرب العدوانية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، عادت الحياة تدريجيًا، في مشاهد بعثت على الأمل، بعد انتشار الأسواق والباعة على أنقاض المباني في خان يونس.
وبدأت الحياة وكأنها تتنفس من جديد في قطاع غزة، بعد التوصل أخيرًا إلى وقف إطلاق النار، بوساطة مصرية - قطرية، وبجهود أمريكية، ما دفع المواطنون في غزة، للخروج ليلًا للاحتفال بتوقف الحرب التي طال أمدها.
وتواجد المواطنين في الشوارع، صباح اليوم الخميس، في أجواء سادها الهدوء وافترش الباعة الطرقات، خلفهم المباني المهدومة جراء القصف، وستدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في اليوم 466 بعد بدء الحرب وستستمر لمدة 42 يومًا في مرحلة أولية.
وفي أعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة للتخفيف من الوضع في غزة، وأنه على المدى الطويل، يجب السعي لتحقيق سلام مستدام من خلال حل الدولتين.
ومن المتوقع تجهيز 600 شاحنة تحمل إمدادات المساعدات، بعد إعادة فتح معبر رفع الحدودي، للسماح بتدفق المساعدات للفلسطينيين.
وعلى المستوى الدولي، أثار الاتفاق على وقف إطلاق النار ارتياحًا وأملًا على نطاق واسع، وطالب الكثيرون بضرورة حصول السكان المدنيين الذين يعانون في قطاع غزة على المساعدة بسرعة.
اقرأ أيضاًارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46 ألفا و 788 شهيدا
مكتب نتنياهو يزعم: حماس تتراجع عن بعض اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة
أبو الغيط يرحب بوقف إطلاق النار في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة اليوم غزة عاجل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وقف إطلاق النار فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الصحف العالمية تتناول عودة نازحين لشمال غزة ومستجدات تنفيذ الاتفاق
تناولت صحف ومواقع عالمية مشاهد عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في مشهد اتسم بمزيج من الفرح والوجع، إذ عاد الناس إلى مدنهم المدمرة وهم لا يحملون سوى ما تبقى من مقتنياتهم القليلة وآمالهم المنهكة.
ووصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية المسيرات الطويلة للعائدين بأنها رحلة بين الركام والذكريات، مشيرة إلى أن النازحين عادوا رغم ما خلفته الحرب من دمار واسع، وقد ارتسمت على وجوههم ملامح الفرح الممزوجة بذهول من حجم الخراب.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزةlist 2 of 4كيف تبدو مدينة غزة بعد شهرين من احتلالها؟list 3 of 4ما الأبعاد الإستراتيجية العسكرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟list 4 of 4مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: قرار حكومة نتنياهو مفخخ وبه بنود سريةend of listونقلت الصحيفة عن عدد منهم أنهم عادوا إلى "الشوارع التي أحبوا العيش فيها دائما"، وأن أكثر ما أبهجهم هو توقف أصوات القصف بعد عامين من النزوح والخوف.
وفي الجنوب، تحدثت الصحيفة عن مشاهد مؤلمة في خان يونس، حيث وجد كثير من السكان بيوتهم مهدمة بالكامل، وأوردت شهادة فاطمة رضوان التي قالت إنهم لم يجدوا سوى بقايا ملابس وأوانٍ بين الأنقاض، بينما أكد هاني عمران أنهم وصلوا إلى "مكان مجهول الهوية لأن الدمار في كل مكان".
من جانبها، كتبت التايمز أن آلاف الفلسطينيين يتجهون شمالا إلى منازلهم رغم الخراب الكبير، في ظل صمود وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن نحو 200 ألف شخص عادوا إلى شمال القطاع في يوم واحد، بحسب ما أعلنه متحدث باسم الدفاع المدني في غزة، وأن مشاهد العودة على طول الساحل المدمر شكلت لوحات إنسانية تختصر رحلة الصبر الطويلة.
أما صحيفة لوتون السويسرية، فقد ركزت على التناقض بين مشاعر الفرح بانتهاء الحرب وواقع الدمار الذي ينتظر العائدين، مشيرة إلى أن كثيرين يعيشون حالة من "الفرح المرّ"، إذ يستعيدون منازل بلا جدران وذكريات مطموسة تحت الركام.
ولفتت إلى أن فرق الإغاثة بدأت نصب الخيام في الشوارع استعدادا لمرحلة إنسانية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط تحذيرات من أزمة مأوى واحتياجات عاجلة لمئات الآلاف.
شجاعة سياسيةوفي سياق متصل، رأت مجلة فورين أفيرز أن نجاح اتفاق غزة يتطلب شجاعة سياسية وضغطا مستمرا لتحقيق سلام دائم.
إعلانوأشارت إلى أن الولايات المتحدة تقاعست طويلا عن استخدام نفوذها لوقف الحرب، محذرة من أن استمرار الاعتماد الإسرائيلي على القوة العسكرية يعقّد فرص السلام ويضع واشنطن أمام مخاطر إستراتيجية متزايدة في المنطقة.
أما صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فنشرت مقالا للجنرال السابق غادي شامني امتدح فيه ما وصفه بـ"شجاعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، معتبرا أنه من القلائل القادرين على إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية المعقدة.
وذهب الكاتب إلى أن ترامب لا يمثل مجرد حليف لإسرائيل، بل "منقذها"، لأنه يدرك أن استمرار الحرب يهدد مستقبل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على السواء.
وفي المقابل، تناولت نيويورك تايمز مشاعر الإحباط داخل إسرائيل من تأخر إبرام اتفاق الرهائن، معتبرة أن كثيرا من الإسرائيليين يرون في رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سببا في إطالة أمد الحرب لإرضاء شركائه في اليمين المتطرف.
وأشارت إلى أن عائلات الرهائن تشعر بالخيانة وتحتاج إلى فترات طويلة للتعافي، بينما يتساءل الإسرائيليون عن سبب تأخر الاتفاق رغم إمكانية إنجازه قبل أشهر.
قوة دوليةوتحت عنوان آخر، كشفت وول ستريت جورنال أن نحو 200 جندي أميركي من القيادة الوسطى سيصلون إلى إسرائيل لتأسيس مركز تنسيق معني بمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضحت الصحيفة أن القوة الأميركية لن تدخل القطاع، لكنها تشكل نواة لمناقشات حول إنشاء قوة دولية أوسع لتأمين غزة، رغم ما يواجه ذلك من تحديات تتعلق بنزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي الداخل الإسرائيلي، انتقدت يديعوت أحرونوت أداء الدبلوماسية العامة لبلادها، واعتبرت أن إسرائيل فقدت قدرتها على مخاطبة العالم بلغة مفهومة ومتزنة.
وقال كاتب المقال إن فشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن عسكريا فقط بل "اتصاليا وأخلاقيا"، إذ تمكنت حماس من فرض روايتها، بينما بدت إسرائيل أمام الرأي العام الدولي كقوة تفتقر إلى التعاطف، مما أفقدها الكثير من شرعيتها.
أما واشنطن بوست، فكتبت أن نتنياهو وجد نفسه مجبرا على التكيف مع واقع سياسي جديد فرضه الضغط الأميركي، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب بدا أكثر حرصا على إرساء السلام.
وذكرت الصحيفة أن المتطرفين في حكومته مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بدأ نفوذهم يتراجع، فيما تتزايد عزلة إسرائيل الخارجية والداخلية مع اتساع انتقادات المؤسسة الأمنية المنهكة لاستمرار الحملة العسكرية.
فيما دعت صحيفة هآرتس نتنياهو إلى الاستقالة، ووصفت حرب عام 2023 بأنها الأسوأ منذ حرب 1973، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء "جرّ إسرائيل إلى أطول حرب في تاريخها" وحولها إلى دولة منبوذة دوليا، فيما بات يُنظر إليه داخل إسرائيل كشخصية فقدت المصداقية والشرعية السياسية.