أظهرت أبحاثاً حديثة قامت بها شركة آروب للاستشارات العالمية في مجال التنمية المستدامة أن المناطق الساخنة في القاهرة التي تأثرت بظاهرة الجزر الحرارية الحضرية (يو إتش آي) ، قد سجلت درجات حرارة أعلى بمقدار 5 درجات مئوية من المناطق الريفية المحيطة.

فؤاد: المؤتمر الوزاري الإفريقي بإثيوبيا يهدف إلى تعزيز التعاون وزيرة البيئة تشارك في مناقشة التقييم العالمي لجهود مواجهة آثار تغير المناخ

وقد استطاعت  خريطة " للحرارة الحضرية" (يو إتش آي) لرصد النقاط الأكثر حرارة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية ، وذلك من خلال عينة على امتداد مساحة 150 كم² من المراكز الحضرية في مجموعة متنوعة من المدن تشمل القاهرة، لندن، لوس أنجلوس، مدريد، مومباي، ونيويورك.

ركزت الدراسة على ذروة الموجة الحارة في 11 يونيو 2022 حيث رصدت ان أكثر النقاط سخونة في غالبية المدن  كانت تفتقد الى تغطية نباتية تقل عن 6% ، بينما كانت أكثر النقاط برودة في المدن هي التي تحتوي على تغطية نباتية أكثر من 70%.

وقد ساهم ذلك في حدوث تقلبات في التأثير الحراري داخل المدن ، حيث شهدت "بولاق الدكرور" فى القاهرة، والتى تفتقد للتغطية النباتية حوالي 6 درجات مئوية أعلى من المناطق الجنوبية لجزيرة القرصاية على نهر النيل ، والذي يتميز أكثر من 60٪ من سطحها بخصائص طبيعية (28٪ نباتات و 30٪ مياه) ودرجات حرارة أقل 6 درجات مئوية.

كما أظهرت الدراسة أيضًا أن مدريد لديها أشد "النقاط الساخنة" عند 8.5 درجات مئوية، بينما مدينة نيويورك كانت "أقل النقاط الساخنة" عند 4.5 درجات مئوية .

صرّحت ديما زغيب رئيسة التصميم الإيجابي للطبيعة في آروب: " " لقد تم تصميم العديد من المدن، عن غير قصد ، لتكون حارة. لقد دفعنا الطبيعة بعيدًا - ملأنا شوارعنا بالأسمنت، وبنينا مباني عالية من الصلب والزجاج. كما حصرنا مساحاتنا الخضراء إلى حد كبير في الحدائق الكبرى ، بعيدًا عن معظم المناطق السكنية. ان البحيرات والأشجار والنباتات والتربة وغيرها من الأسطح التي تسمح للمياه بالتخلل إلى الأرض هي بنية تحتية حيوية ضرورية لمساعدتنا على التكيف مع تغيّر المناخ . إن التحدي الذي نواجهه كمصممين هو التفكير بشكل خلاق لنشر الطبيعة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء مدننا. واليوم لدينا الأدوات الرقمية الحديثة لمساعدتنا في تحديد الأماكن التي يجب الاهتمام بها لإحداث تغيير واضح".

تشهد المدن ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد المدن المعرّضة لدرجات حرارة 35 درجة مئوية وما فوق الى ثلاث مرات بحلول عام 2050.

كما ذكر تقرير للبنك الدولي أن التغيّر المناخي سيرفع من درجات الحرارة في مصر بين 1.5 إلى 3 درجات مئوية بحلول منتصف القرن وهذا سيجعل الموجات الحرارية أكثر تكرارًا وشدة وطولًاَ،ً مع توقع زيادة في متوسط أيام الحر الشديدة سنويًا الى 40 يومًا إضافيًا.

وذكرت الدراسة أيضا أن أربعة مدن ، بما في ذلك القاهرة ، قد شهدت أسوأ " نقاط ساخنة" خلال فترة المساء أو الليل. و تعتبر الحرارة الحضرية مشكلة خاصة في الليل، بسبب امتصاص مواد مثل الاسمنت للحرارة في النهار ثم إطلاقها ببطء عند غروب الشمس. وهذا يسبب بدوره ضغوطًاً ومشكلات صحية لدى المواطنين وخاصة الأطفال وكبار السن.

كما ذكر تقرير لليونيسف أن مصر معرضة بشكل خاص لزيادة متوقعة في موجات الحرارة،والعواصف الترابية، والرياح الشديدة على طول الساحل المتوسطي ، و الظواهر الجوية الشديدة.

صممت آروب "خريطة الحرارة الحضرية" لمساعدة المدن على فهم كيفية تأثير الحرارة عليها وما يمكن عمله لخفضها. إنها واحدة من المقارنات الدولية القليلة لتأثير الحرارة الحضرية (يو إتش آي) على درجات حرارة الهواء خلال النهار والليل.

 

و يوصي مؤلفوا التقرير بأن تركز المدن على:

 

1. زيادة غطاء الأشجار: أثبتت الأشجار أنها تقلل من درجات الحرارة في المدن وتقلل من الوفيات المرتبطة  بالحرارة، كما هو موضح في دراسة حديثة في لانسيت في المدن الأوروبية ، حيث ان زيادة غطاء الأشجار بالمدينة إلى 30 ٪ من الممكن أن يمنع 2644 حالة وفاة.

 

2. إنشاء أسطح أكثر نفاذاً: تميل الأسطح القابلة للنفاذ ، مثل التربة المكشوفة أو المزروعة ، إلى امتصاص حرارة أقل مقارنةً بالأسطح الغير نفاذة مثل الخرسانة أو الأسفلت . زيادة الأسطح النفاذة والسماح للمياه بالتسرب إلى الأرض سيؤدي إلى تبريد البيئة المحيطة.

 

3. استغلال كل مساحة ممكنة: أكثر من نصف المساحة في المدن ، بما في ذلك الأسطح والشوارع ، هي مساحة مفتوحة، تشكل فرصة لتوفير حماية أكبر للمباني. وتشمل بعض هذه التدابير تخضير واجهات المباني، وتخضير الأسطح، أو استخدام الدهانات البيضاء لتغيير درجة انعكاس الأسطح وتقليل كمية الحرارة الممتصة من الشمس.

 

4. إنشاء جزر باردة: مع توقع استقبال المدن لموجات حارة كل صيف، يجب أن نقوم بإنشاء شبكة من الأماكن الباردة في المدن ليلجأ إليها الناس. فعلى سبيل المثال، إعادة نوافير المياه إلى المدن تساهم في الحفاظ على صحة المواطنين، وتصبح الملاذ الرئيسي إلى المياه خلال فترة الجفاف.

 

5. تحفيز تغيير السلوك: يجب على الناس تغيير أسلوب حياتهم في المدن خلال العقد القادم. فعلى سبيل المثال، يمكن ان يتضمن ذلك قيلولة الظهيرة، وإعادة النظر في ساعات العمل، وإغلاق المتاجر والمطاعم خلال فترات الحر الشديدة، وتشجيع نمو الاقتصاد المسائي.

 

وكانت شركة آروب قد شاركت مؤخرًا في المؤتمر العالمي لتغير المناخ COP27 في مصر حيث تحدثت عن التغيرات المناخية، وهي خبير هام وداعم في مجال المرونة الحضرية، وتركز على تحديد المخاطر المناخية الخاصة بالمدن على حدا ووضع خطط للحد من هذه المخاطر أو التغلب عليها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التنمية المستدامة الموجة الحارة درجات حرارة درجات مئویة فی المدن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف دور الانقلاب الصيفي في توقيت الإزهار.. والاحترار العالمي يُهدد هذا التوازن

يصادف الانقلاب الصيفي كل عام أطول يوم في نصف الكرة الشمالي بالنسبة لمعظم الناس، يجلب معه الدفء والمهرجانات وغروب الشمس المتأخر، أما بالنسبة للنباتات، فقد يعني شيئًا أكثر أهمية.

تشير أبحاث جديدة أجراها علماء في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) إلى أن هذا الحدث السنوي قد يشكّل إشارة حيوية للنمو والتكاثر، ومع ذلك، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، قد يفقد هذا المؤشر الطبيعي موثوقيته.

يستكشف البحث، المنشور في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، كيف تستخدم النباتات الانقلاب الصيفي كمحفز محتمل.

لكن، مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد عدم القدرة على التنبؤ بالمناخ، قد تحتاج النباتات إلى البحث عن مؤشرات أخرى.

قال الدكتور فيكتور فان دير ميرش، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الغابات بجامعة كولومبيا البريطانية: “من المعروف أن النباتات تستخدم درجة الحرارة لتحديد توقيت نمو الأوراق والإزهار.

تُظهر هذه الدراسة أن الانقلاب الصيفي هو فترة نمو مثالية، وقد يكون أيضًا محفزًا مهمًا للتكاثر”.

الانقلاب الصيفي وتحديد توقيت النمو

تاريخيًا، اعتقد الباحثون أن طول النهار يُساعد النباتات على جدولة نموها.

وتذهب هذه الدراسة إلى أبعد من ذلك، إذ تشير إلى أن الانقلاب الصيفي – حوالي 21 يونيو في نصف الكرة الشمالي – يُمثل توقيتًا حراريًا مثاليًا في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، يوفر هذا الموسم توازنًا بين الدفء المتراكم والوقت الكافي المتبقي في الموسم لإتمام التطور.

وفقًا للمؤلفين، يُعد هذا التوقيت بمثابة تسوية، إذ تحتاج النباتات إلى تجميع ما يكفي من الدفء لتتنبأ بالظروف المناخية القادمة، وفي الوقت ذاته، تحتاج إلى مدة كافية لنمو أجزائها وتكوين أزهارها والاستعداد للتكاثر.

ولعل الانقلاب الصيفي هو التوقيت الأمثل لتحقيق هذا التوازن.

النمو الأمثل يرتبط بالانقلاب الصيفي باستخدام بيانات مناخية تاريخية وتنبؤية، درس الباحثون أنماط درجات الحرارة على مدى سنوات طويلة، مستخدمين مؤشر “أيام النمو بالدرجات” (GDD)، الذي يقيس تراكم الحرارة المهم لعملية التمثيل الغذائي في النبات.

الهدف كان تحديد اليوم الذي تستطيع فيه النباتات التنبؤ بثقة بمدى دفء بقية الموسم، مع توفر الوقت الكافي للنمو.

تُظهر النماذج والرسوم البيانية في الدراسة أن الانقلاب الصيفي غالبًا ما يقع بالقرب من نقطة التوازن المثلى بين القدرة على التنبؤ الحراري وإمكانات النمو.

المناخات المحلية تُغير القاعدة
رغم هذا المتوسط، تكشف الظروف المحلية عن واقع أكثر تعقيدًا؛ ففي جنوب أوروبا مثلًا، تبلغ النباتات ذروتها في وقت أبكر، بينما في المناطق الشمالية الباردة، يكون أفضل توقيت للنمو بعد الانقلاب الصيفي بفترة.

تبرز الخريطة المنشورة في الصفحة 2 من الدراسة هذا التفاوت بوضوح، حيث تُشير الألوان المختلفة إلى توقيت الذروة: قبل الانقلاب، عنده، أو بعده.

وهذا يعني أن الانقلاب الصيفي ليس مؤشرًا موثوقًا به في كل المناطق. تقول الدكتورة إليزابيث وولكوفيتش، المشاركة في الدراسة وأستاذة علم البيئة النباتية: “لا يتغير طول النهار من عام لآخر، ولكن مع ازدياد تقلب درجات الحرارة، قد تواجه النباتات صعوبة في التكيف مع كلا المؤشرين”.

إشارات الضوء مقابل إشارات الحرارة
تشير الدراسة إلى أن الاعتماد على إشارة ثابتة مثل الانقلاب الصيفي قد يحدّ من قدرة النباتات على التكيف.

وبدلًا من ذلك، يقترح الباحثون أن تكون درجة الحرارة، بوصفها تعكس الواقع المناخي الفعلي، مؤشرًا أفضل.

يقول فان دير ميرش: “درجة الحرارة ترتبط مباشرة بالظروف التي تعيشها النباتات، على عكس الضوء الذي يتطلب حساسية خاصة لحساب التغيرات الزمنية”.

كما أن حساب تغير طول النهار أكثر تعقيدًا من مجرد استشعار الحرارة، ما قد يجعله أقل كفاءة من الناحية البيولوجية.

النمو في التوقيت الخطأ مخاطرة

التوقيت غير المناسب للنمو قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة فقد تزهر المحاصيل قبل أوانها، مما يعرضها لخطر الصقيع، أو يفوت الملقحات وقت التلقيح، أو يتباطأ نمو الغابات، مما يقلل من قدرتها على امتصاص الكربون.

تقول وولكوفيتش: “يمكن أن تؤثر اضطرابات التوقيت هذه على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. لذا من الضروري فهم الإشارات التي تستخدمها النباتات لأحداث رئيسية مثل الإزهار ونضج الثمار”.

كما يشير الباحثون إلى احتمال أن يكون توافق النمو مع الانقلاب الصيفي مجرد مصادفة حرارية، لا أكثر. وللتأكد من ذلك، ينبغي إجراء تجارب تفصل بين إشارات الضوء والحرارة، لمعرفة العامل الحاسم.

أهمية ذلك للمستقبل

في ظل تغير المناخ المتسارع، وتزايد فترات الجفاف والاحترار، يصبح فهم آليات نمو النباتات أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط للزراعة بل أيضًا لإدارة النظم البيئية.

فالنماذج التي تتجاهل تعقيد الإشارات المناخية قد تقود إلى تنبؤات غير دقيقة وتدخلات بيئية غير فعّالة.

وتختتم الدراسة بأن الانقلاب الصيفي ربما لم يعد الإشارة البيولوجية الموثوقة التي كان يُعتدّ بها في الماضي، مما يفتح الباب لفهم جديد حول كيفية تكيف النباتات – أو فشلها – في عالم يزداد اضطرابًا.

طباعة شارك الانقلاب الصيفي تغير المناخ الإشارات المناخية

مقالات مشابهة

  • الجمعة ذروة الحرارة.. الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الطقس الحار
  • طقس اليوم يحبس الأنفاس.. الحرارة تشتعل في القاهرة والأرصاد تحذر من هذه الظاهرة
  • الأحساء الأعلى بـ48 مئوية.. درجات الحرارة على مدن المملكة
  • الدمام 31 مئوية.. بيان درجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • دراسة تكشف دور الانقلاب الصيفي في توقيت الإزهار.. والاحترار العالمي يُهدد هذا التوازن
  • «الأرصاد»: الأحساء الأعلى حرارة بـ48 مئوية.. والسودة الأدنى
  • الدمام 47 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • طقس حار جدًا الخميس.. الأرصاد تعلن وصول الحرارة لـ 44 درجة مئوية
  • الدمام 28 مئوية.. بيان درجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • تموضع القبة الحرارية بالقرب من المملكة مع نهاية الأسبوع الحالي