أسباب جديدة وراء كثافة حريق لوس أنجلوس.. فشل في التخطيط
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
خسائر فادحة تكبدتها الولايات المتحدة بسبب حرائق لوس أنجلوس الأكثر تأثيرًا في تاريخ البلاد والتي أدت إلى تدمير ما لا يقل عن 12 ألف مبنى سواء كليًا أو جزئيًا، ولا زالت محاولات الوصول إلى الأسباب التي أدت إلى كونه الحريق الأضخم مستمرة، كان آخرها تحقيق نشرته صحيفة «نويورك تايمز» الأمريكية، أوضحت فيه أسباب زيادة حدة النيران وكثافة الحريق.
مع استمرار اندلاع الحرائق بعد أسبوعين تقريبًا، بدأت تظهر صورة أكثر وضوحًا للخطوات الخاطئة والفرص الضائعة التي ساهمت في حرائق لوس أنجلوس، واعتمدت الصحيفة الأمريكية على عشرات المقابلات وفحصت مئات مقاطع الفيديو والصور لشهود العيان، وتسجيلات الإرسال في حالات الطوارئ، وجداول زمنية للإخلاء، وصور الأقمار الصناعية، وبيانات التنبيه في حالات الطوارئ، ورسائل إدارة الإطفاء الداخلية لتتبع مسار الحريق وما فعله عمال الطوارئ لإبطائه.
الفشل في التخطيط والإخلاء المتأخروأظهرت سلسلة من حالات الفشل في التخطيط، والإخلاء المتأخر، والعجز الكبير في موارد مكافحة الحرائق التي أعاقت الجهود الرامية إلى الحد من انتشارها.
وتشير عمليات إرسال الحرائق إلى أن رجال الإطفاء لم يصلوا إلى مكان الحادث حتى بعد حوالي 20 دقيقة من المكالمة الأولى لرقم الطوارئ في باسيفيك باليساديس، وهي فرصة ضائعة محتملة لإخماد الحريق بينما كان لا يزال صغيرًا.
وعلى بعد حوالي 40 ميلًا شرقًا في إيتون كانيون، حيث انتشر حريق ثانٍ عبر مجتمع ألتادينا، مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، أبلغ السكان عن أول علامة على الحريق، لكن أمر الإخلاء لم يصدر إلا بعد نحو ساعة و20 دقيقة من الإبلاغ، واضطر السكان في المغادرة بمفردهم.
أحد أهم أوجه التقصير أيضًا، كانت مطالبة رجال الإطفاء مرارًا وتكرارًا بتعزيزات، لكن كان يتم إخبارهم أنه «لا يوجد تعزيزات متاحة»، فقد جفت صنابير المياه، واضطر أحد رجال الإطفاء إلى ملء سلة المهملات بالمياه من بركة.
وكان التحدي الذي واجهه رجال الإطفاء في مواجهة الحرائق هو الطقس الذي نادرًا ما واجهوه خلال عقود من حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا، التقاء مميت بين الرياح والجفاف والذي ربما كان يقضي على أي محاولة استجابة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرائق لوس أنجلوس لوس أنجلوس كاليفورنيا حرائق حرائق الغابات رجال الإطفاء
إقرأ أيضاً:
مرحلة جديدة.. ماذا وراء زيارة وزير الخارجية السوري إلى روسيا؟
حظيت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني التي أجراها إلى موسكو الخميس، باهتمام واضح ، لما لها من دلالة استراتيجية تُعيد رسم خطوط العلاقة مع روسيا عقب مرور أكثر من 8 أشهر على إسقاط النظام البائد المدعوم من موسكو , وهو ما عد خطوة دبلوماسية تسعى للتوازن ما بين المصالح السياسية السورية والواقع الجيوسياسي الإقليمي والدولي.
وبعد اجتماعه بالشيباني ، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مشتركة لمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، قائلاً: "فيما يتعلق بالعقود الاقتصادية اتفقنا على تعيين رئيس من الجانب الروسي للجنة المشتركة التي ستنظر في المسارات متبادلة المنفعة، كما وستشارك روسيا بشكل فعال في تعافي الاقتصاد السوري".
الوزير السوري اعتبر أن "العلاقات بين روسيا وسوريا تمر بمنعطف تاريخي حاسم"، وقال: "وجدنا انفتاحاً كبيراً من الجانب الروسي، ونعتقد أن هذه العلاقة ستتطور إلى شراكة استراتيجية متميزة في القريب العاجل".
كلمة وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره الروسي في العاصمة موسكو pic.twitter.com/yB2epj8RkA — وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) July 31, 2025
وبعد ذلك اجتمع الشيباني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، وفق ما أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا)، ما يدلل بحسب مصادر على أهمية الزيارة.
ما دلالات الزيارة؟
تأتي زيارة الشيباني، في وقت تحاول فيه دمشق إعادة الاستقرار إلى البلاد والانتهاء من الملفات العالقة مثل السويداء وشمالي شرق سوريا.
بجانب ذلك، فإن من المنتظر أن تبحث الزيارة مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، وتحديداً قاعدة حميميم في الساحل ومطار القامشلي.
وسبق وأن تحدثت مصادر عن احتمالية إعطاء الحكومة السورية الموافقة على منح روسيا قاعدة في مطار القامشلي في ريف الحسكة، الأمر الذي يحقق لدمشق أكثر من هدف , الأول موازنة علاقتها بين الغرب وروسيا، والثاني في ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي ترى في روسيا حليفاً محتملاً حال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
لكن الخبير بالشأن الروسي طه عبد الواحد، لا يتوقع أن يتم التوصل إلى أي اتفاق نهائي بين دمشق وموسكو خلال زيارة الشيباني.
ويوضح لـ"عربي21" أن هذه الزيارة بمثابة تدشين للمرحلة الجديدة من العلاقات بين موسكو ودمشق، ولذلك استبعد أن يتم الاتفاق النهائي في أي من ملفات العلاقات الثنائية، كما وبشأن الدور الروسي في القضايا الإقليمية.
وقال عبد الواحد، لن يتم بحث مسألة إقامة قاعدة في القامشلي وكذلك لن يتم اتخاذ أي قرار محدد ونهائي بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا بشكل عام.
وكان الوزير السوري الشيباني قد اعتبر أن بلاده "تتطلع إلى إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع روسيا وتكون قائمة على التعاون والاحترام المتبادلين"، مضيفاً: "هناك بعض الحكومات التي تفسد العلاقة بين سوريا الجديدة وروسيا ونحن هنا لنمثل سوريا الجديدة.
سوريا تقبل بدور روسي
في السياق، يقرأ الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، في التصريحات السورية بعض القبول بدور روسي محدود في البلاد، يتمثل في الإبقاء على القواعد المطلة على البحر المتوسط، ما يتيح لموسكو حضوراً طويل الأمد في المنطقة، إذ تُعدّ سوريا آخر قلاع بوتين على المياه الدفيئة.
وقال لـ"عربي21" أعتقد أن زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني في هذا التوقيت ترتبط بالجانب الأمني الذي يمكن أن تلعبه روسيا في سبيل الحفاظ على وحدة سوريا، سواء من خلال نفوذها في الساحل السوري أو في القامشلي، التي تتخذ منها موسكو قاعدة عسكرية شرق البلاد، ضمن منطقة تسيطر عليها ميليشيا "قسد".
واعتبر خليفة أنه في حال سارت الأمور كما تشتهي السفن السورية، قد يُعاد فتح العقود السابقة مع موسكو لتعديل بنودها أو زيادة العائدات الاستثمارية.
وأضاف أن السلطات السورية تغاضت عن الوجود الروسي عقب سقوط نظام الأسد، ولم توجه أي رسالة سلبية، حتى في لحظة أزمة الساحل ولجوء العديد من أهالي المنطقة إلى قاعدة حميميم، وقال: "ربما من أجل خلق توازن بالعلاقة مع الغرب، لكن بشكل واضح موسكو ماتزال غاضبة جراء تغير المشهد السياسي في البلاد وتعتبر أن هناك دولا إقليمية خدعتها، مما قد يدفع الروس لتحريك فلول النظام الذين ذهبوا باتجاه مناطق" قسد" أثناء معركة تحرير سوريا.
ورغم أن روسيا كانت إحدى أسباب معاناة السوريين إثر تدخلها العسكري الداعم للنظام منذ عام 2015 ، إلا أن الواقع الدولي اليوم يفرض بحسب مراقبين نوعاً من العلاقة بين سوريا الجديدة وروسيا ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم بعد الولايات المتحدة ، أو ما يمكن تشبيهه وفق مراقبين بـ"اضطرارية العلاقة" ومصلحة سوريا في الوضع الراهن.