أشرف ماضي*
رسالة من قاهرة المعز لدين الله إلى صنعاء الصمود والتحدي وإلى جهاز الأمن والمخابرات اليمانية:
لا شك ولا جدال ولا ريب في أننا معشر الصحفيين والكتاب والسياسيين وأصحاب القاعدة الجماهيرية في مصر أصبحنا نحب ونعشق اليمن وأهله الأحرار الشرفاء بعد ما قاموا به في طوفان الأقصى من إسناد لغزة التي خذلها العرب، ناهيك عن نجاح صنعاء في مكافحة الإرهاب والتكفيريين والتصدي للمرتزِقة على مدار عشر سنوات.
ومن هذه المحبة أصبح الكثير مهتمًّا ويخشى على اليمن من شر شياطين الإنس والجن، وَمن بين هؤلاء الزميل المصري سامح عسكر، سفير السلام وعضو منظمة بالأمم المتحدة، وهو روائي وباحث تاريخي وفلسفي ومحاضر ومؤلف العديد من الكتب ضد الطائفية والعنصرية، ويُصنف ككاتب ليبرالى، حَيثُ كتب مقالًا عن اليمن يكتب بماء الذهب، وسوف أنقل لكم ما قاله عسكر: “إن ظهور اليمن على الساحة، وانخراطها بشكل مباشر في المعركة ضد “إسرائيل” في سيناريو لم يكن أكثر المتشائمين الصهاينة يتوقونه؛ فدخول اليمن ساحة الصراع أكسب العرب والفلسطينيين بُعدًا جغرافيًّا كَبيرًا، وموقعًا استراتيجيًّا هامًّا في واحدة من أهم مضايق العالم، لطالما سعى الصهاينة وأمريكا للسيطرة عليه، مع طبيعة شعبيّة وثقافية وطبوغرافيا أرضية تجعل من الصعوبة السيطرة على هذا المكان وتوجيهه”.
دائمًا السياسة الدولية تركز على ثنائية (السيطرة والتوجيه) فبالسيطرة يضمنون تأمين المخاطر، وبالتوجيه يضمنون المصالح؛ فالولايات المتحدة و”إسرائيل” لم يحصلوا على الاثنين، في اليمن، فلا هم نجحوا في تأمين خطر اليمن عليهم، ولا هم قادرين على توجيه اليمنيين لصالحهم.
لذلك أتوقع في الشهور والسنوات المقبلة، أن يلعب الموساد، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية دورًا مهمًّا في اليمن للحصول على أية معلومة تمكّنهم من تأمين المخاطر أَو توجيه الشعب اليمني لصالحهم.
من الآن فليستعد اليمنيون لأقوى حملة تخابر ربما أكثر من التي تعرض لها حزب الله منذ عام 2006 حتى الآن وتسببت في القضاء على قيادات الصف الأول، وإرهاب عناصره بتفجيرات تقنية متطورة كحادثة البيجر، وغيرها.
ولولا قوة وصلابة جنود الحزب وتسليحهم المتطور لتم القضاء على المقاومة اللبنانية في ظرف أَيَّـام قليلة.
اليمن بركان نائم، على رأي أُستاذنا هيكل -رحمه الله- وبطوفان الأقصى وإبادة شعب غزة يجري إيقاظ ذلك البركان ليَلتهم في طريقه أعداء العرب والاستعمار الغربي؛ فالشعب هناك معادٍ لكل ما يمُتُّ لـ “إسرائيل” بصلة وفي مقدمة هؤلاء أمريكا، ودخولُ اليمنيين الحرب بهذه القوة غير المتوقعة خسارةٌ كبيرةٌ لـ “إسرائيل” التي ستفكِّرُ ألفَ مرة مقدمًا قبل الاعتداء على غزة مرة أُخرى أَو أي بلد عربي.
لذلك، وحتى لا يقع اليمنيون فريسة سهلة للمخابرات الغربية المقبلة، فعليهم دراسة تجربة لبنان وكيفية اختراق الحزب.
لبنان بلد سياحي؛ ولأنه تأثر بالحرب السورية التي نشطت فيها كُـلّ مخابرات العالم، كانت لبنان مناسبة جِـدًّا لعمل الجواسيس من ناحية حرية الحركة، ومع أن اليمن وضعها مختلف، ولا أظن أن بإمْكَان الغرب اختراقها بسهولة، ولكنهم سيفكرون حتمًا بطرق مختلفة، وغير متوقعة ومناسبة لأوضاع اليمنيين؛ لذلك أقترحُ عليهم الآتي:
1- الانفتاح على روسيا والصين، وطلب المساعدة في حملة التخابر الغربية المقبلة، وتزويد اليمنيين بأجهزة متطوَّرة وأساليب استخباراتية عصرية.
2- عدم الثقة في بعض الدولة الشقيقة؛ لأنها قد تكون مخترقة.
3- دراسة أُسلُـوب المخابرات المصرية، ومن ذلك الانفتاح على الجواسيس لطمأنتهم بغرض الحصول على معلومات مشغليهم، وهو أُسلُـوب خداع اشتهرت به مصر ضد “إسرائيل” كان يعتمد على مواجهة الجاسوس بجاسوسية أكبر، وهذا يتطلب عدم التسرع في القبض على الجواسيس، وتوفير أكبر قدر من الهدوء والثقة ليعمل الجاسوس مطمئنًا، مع قدرة على التحكم والتوجيه في ذات الوقت.
4- الانفتاح على الدول العربية دبلوماسيًّا، وهذا سيعطي حصانة لليمن في هذه الدول من أساليب الاختراق خشية توتير علاقتهم مع اليمنيين.
* كاتب مصري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الميزان التجاري لسلطنة عُمان يحقق فائضا بأكثر من 3.8 مليار ريال
مسقط - العُمانية
سجل الميزان التجاري لسلطنة عُمان فائضًا قدره 3 مليارات و885 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر سبتمبر 2025م، منخفضًا بنسبة 42 بالمائة مقارنةً بفائض بلغ 6 مليارات و743 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024م منخفضًا بنسبة 42 بالمائة.
وأظهرت الإحصاءات الأولية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي قيمة الصادرات السلعية انخفض بنسبة 9.1 بالمائة ليبلغ 17 مليارًا و182 مليون ريال عُماني بنهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 18 مليارًا و906 ملايين ريال عُماني في الفترة نفسها من عام 2024م.
ويُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيس إلى انخفاض صادرات سلطنة عُمان من النفط والغاز بنسبة 16.5 بالمائة لتبلغ 10 مليارات و913 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 13 مليارًا و71 مليون ريال عُماني خلال الفترة المماثلة من 2024م.
في المقابل، حققت الصادرات السلعية غير النفطية لسلطنة عُمان نموًّا بنسبة 10.3 بالمائة لتبلغ قيمتها 5 مليارات ومليونا ريال عُماني بنهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 4 مليارات و534 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024م.
كما سجّلت إعادة التصدير انخفاضًا بنسبة 2.6 بالمائة بنهاية شهر سبتمبر 2025م، لتبلغ مليارًا و266 مليون ريال عُماني مقارنة بمليار و300 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024م.
وأشارت البيانات إلى ارتفاع إجمالي الواردات السلعية المسجلة إلى سلطنة عُمان إلى 13 مليارًا و297 مليون ريال عُماني بنهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 12 مليارًا و163 مليون ريال عُماني خلال الفترة المماثلة من 2024م، مسجّلًا نموًّا بنسبة 9.3 بالمائة.
من جهة أخرى، تصدّرت دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية بنهاية شهر سبتمبر 2025م إذ بلغت قيمة الصادرات إليها 945 مليون ريال عُماني، محققة نموًّا بنسبة 28.3 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م، كما تصدرت أيضًا قائمة الدول التي أعادت سلطنة عُمان التصدير إليها بقيمة 484 مليون ريال عُماني، وكذلك قائمة الدول المصدّرة إلى سلطنة عُمان، بقيمة واردات منها بلغت 3 مليارات و71 مليون ريال عُماني.
وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية ضمن قائمة الصادرات العُمانية غير النفطية، بقيمة بلغت 837 مليون ريال عُماني، تلتها الهند بـ 529 مليون ريال عُماني، وفي إعادة التصدير، حلّت إيران في المرتبة الثانية بقيمة 225 مليون ريال عُماني تليها المملكة العربية السعودية بـ 113 مليون ريال عُماني.
أما على صعيد الدول المصدّرة إلى سلطنة عُمان، فجاءت الصين في المرتبة الثانية بقيمة واردات بلغت مليارًا و348 مليون ريال عُماني، تلتها دولة الكويت بما قيمته مليار و151 مليون ريال عُماني.
/العُمانية/