ترامب يعيد تشكيل مستقبل العملات المشفرة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
تُبشّر فترة ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترامب الثانية بتحولات جذرية في سياسات الولايات المتحدة تجاه العملات المشفرة، مع سلسلة من الترشيحات والتعيينات الاستشارية التي تعكس رؤية واضحة لتعزيز الابتكار التكنولوجي ودعم الأصول الرقمية.
يتولى ترامب منصبه يوم الاثنين المقبل وسط آمال من قِبل مجتمع العملات المشفرة بأن إدارته ستخفف من القيود التنظيمية التي واجهتها الصناعة في السنوات الماضية.
بعد سنوات من الصراع مع دعاوى قضائية وإجراءات إنفاذ صارمة من قبل الحكومة الأمريكية، تأمل صناعة العملات المشفرة في أن تمثل إدارة ترامب القادمة نقطة تحول كبيرة، فمع تعيين شخصيات بارزة مناصرة للتكنولوجيا الناشئة، تشير المؤشرات إلى دعم أوسع للنمو والابتكار في هذا القطاع.
تعيينات بارزة تعكس رؤية داعمة
سكوت بيسنت: وزير الخزانة
اختير سكوت بيسنت، مدير صندوق التحوط الملياردير، لتولي وزارة الخزانة. يشتهر بيسنت بمواقفه الإيجابية تجاه العملات المشفرة، حيث صرّح في مقابلة سابقة مع قناة فوكس نيوز أن العملات المشفرة تتعلق بالحرية وأن الاقتصاد المشفر باقٍ.
ووفقًا لإفصاح مالي حديث، يمتلك بيسنت أسهمًا في صندوق تداول بيتكوين تديره بلاك روك بقيمة تتراوح بين 250,000 و500,000 دولار. وأكد أنه سيبيع مصالحه في هذا الصندوق وغيره من الاستثمارات خلال 90 يومًا من توليه المنصب.
هوارد لوتنيك: وزير التجارة
تم اختيار هوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد، لتولي منصب وزير التجارة. يُعد لوتنيك من أشد المؤيدين للبيتكوين، حيث صرح في مؤتمر بيتكوين 2024 قائلاً: "هل أمتلك بيتكوين؟ بالطبع أمتلكه. وكمية كبيرة أيضًا". شركته تُدير مليارات الدولارات من سندات الخزانة الأمريكية لشركة تيثير، التي تُصدر العملة المستقرة USDT.
إيلون ماسك: وزارة كفاءة الحكومة
أسندت إدارة ترامب لإيلون ماسك قيادة وزارة جديدة تهدف إلى خفض التكاليف الحكومية تحت اسم "وزارة كفاءة الحكومة". لطالما كان ماسك مناصرًا قويًا للعملات المشفرة، حيث دعّم البيتكوين والدوجكوين بشكل ملحوظ. حتى أن اختصار اسم الوزارة (DOGE) يُعد إشارة لعملة الدوجكوين، التي أصبحت الآن سابع أكبر عملة مشفرة في العالم.
ديفيد ساكس: قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة
عيّن ترامب ديفيد ساكس، أحد مؤسسي "كرافت فينتشرز"، لقيادة الجهود الرامية إلى وضع إطار قانوني شامل لدعم الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة. ساكس لديه خبرة واسعة في هذا المجال، حيث استثمرت شركته في العديد من شركات التشفير مثل BitGo وBitwise.
فيفيك راماسوامي: مستشار في وزارة كفاءة الحكومة
سيقود راماسوامي، رجل الأعمال والمرشح الرئاسي السابق، جهود دمج البيتكوين في محافظ الاستثمار الأمريكية. شركته، Strive Asset Management، تقدمت بطلب لإطلاق صندوق متداول في البورصة للاستثمار في سندات مرتبطة بالبيتكوين.
ستيف ويتكوف: مبعوث الشرق الأوسط
ستيف ويتكوف، رجل الأعمال العقاري، أسس شركة World Liberty Financial التي تروج للعملات المشفرة وتُخصص نسبة من أرباحها لدعم مبادرات إدارة ترامب.
أفراد عائلة ترامب: دعم شخصي للعملات المشفرة
إريك ترامب ودونالد ترامب جونيور وبارون ترامب أعربوا عن دعمهم للعملات المشفرة، مؤكدين أن التكنولوجيا تمثل "ثورة مالية".
وفقًا للمتحدث باسم الإدارة، فإن فترة ولاية ترامب القادمة ستشهد تخفيفًا للقيود التنظيمية، ما يُتيح للولايات المتحدة أن تصبح عاصمة العملات المشفرة عالميًا. كما يُتوقع أن تتخذ هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) نهجًا أقل صرامة تجاه الأصول الرقمية، مع تعيين بول أتكينز، المحامي والمسؤول السابق بالهيئة، لرئاستها.
يرى العديد من الخبراء أن إدارة ترامب قد تفتح آفاقًا جديدة لتبني العملات المشفرة، مع التركيز على تقليل الضرائب وتعزيز الابتكار. بينما تظل هناك تساؤلات حول مدى تأثير هذه السياسات على المدى البعيد، فإنها تُبشر بحقبة جديدة من النمو والريادة في عالم الأصول الرقمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المشفرة العملات المشفرة دونالد ترامب الولايات المتحدة بيتكوين إيلون ماسك للعملات المشفرة العملات المشفرة إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
هدوء هش تحت النار.. نزع سلاح حماس يعيد التوتر إلى اتفاق ترامب
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلته الأولى، أمس الجمعة، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، في خطوة وُصفت بأنها "بداية نهاية المواجهة"، لكنها سرعان ما كشفت عن أبرز نقاط التوتر في مسار التسوية، والمتمثلة في ملف نزع سلاح حركة حماس.
فبينما بدأت أفواج النازحين بالعودة تدريجيا إلى القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي الذي فُتح خصيصا لهذا الغرض، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، بدا المشهد للوهلة الأولى مشجّعًا، إلا أن التصريحات المتتالية من الطرفين الأمريكي والإسرائيلي سرعان ما أعادت التوتر السياسي إلى الواجهة.
المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، دعا حماس إلى تنفيذ التزاماتها وفق خطة ترامب، وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال مهلة 72 ساعة، معتبرًا أن المرحلة التالية ستتضمن ترتيبات أمنية أوسع في القطاع.
حماس ترفض ونتنياهو يتوعد.. نزع السلاح يضع خطة ترامب على حافة الانهيار
أما رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أكد بوضوح أن "القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة حتى يتم نزع سلاح حماس"، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل جوهر الاتفاق وشرطًا لاستمرار وقف إطلاق النار.
لكن في المقابل، جاء الرد من حماس حاسمًا، إذ وصف مسؤول في الحركة مطلب نزع السلاح بأنه "خارج النقاش تمامًا"، مشددًا على أن المقاومة "حق مشروع لا يمكن التنازل عنه" وأوضح موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، أن الخطة الأمريكية لا تتضمن بندًا رسميًا لنزع السلاح، معتبرًا أن إثارة هذا الملف محاولة إسرائيلية لخلط الأوراق وتأجيل مسار التهدئة.
عطفًا على السابق، يبدو أن نزع سلاح حماس يمثل النقطة الأكثر حساسية في الاتفاق، فهو يختبر قدرة واشنطن على ضمان توازن بين الأمن الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في المقاومة، كما يضع القاهرة -الوسيط الرئيسي- أمام معادلة دقيقة بين تثبيت الهدنة وتجنّب انهيارها المبكر.
وبينما تراهن الإدارة الأمريكية على تدرج تنفيذ الخطة وصولًا إلى "غزة منزوعة السلاح"، تصر حماس على أن أي مساس بسلاحها يعني نسف الاتفاق من جذوره، وبذلك، يبقى مستقبل الهدنة مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على تجاوز هذا البند الشائك دون العودة إلى المربع الأول من الحرب.