سوق النشر لم ينصف "الشعر".. والسرد كان كريمًا معي

"لعبة البيت" صنعت حالة مع القراء لم تنته بعد

طقوسي في الكتابة متغيرة باستثناء "القهوة"

أحب الجوائز الأدبية لأنها تثري مشاريع "الترجمة"..وتفتح آفاقًا للمبدعين

 

كانت مكتبة الوالد حاضرة، وعامرة بألوان الأدب، حين فتحت الطفلة عينيها على الحياة، وأدارت بصرها في أرجاء البيت.

ومن ملمس الورق، استأنست "إيمان جبل" الكلمة، وسرت علاقة ما بينها وبين القلم، أفصحت عن خصوصيتها في الصف الأول الإعدادي، وأنبأت عن شاعريتها في سن الخامسة عشر.

ولم يكن ثمة قراءة، وفقط، فالحاضنة الأسرية وفرت نقاشًا يوميًا لأفكارها المتدفقة، وأسئلتها التي لا تنقطع، واقتسمت مع والدها لقاءات ثقافية تجمعه بأصدقائه، تتفاعل برشاقة الطفولة معهم، وتفصح بين وقت، وآخر عن كينونة أدبية تتشكل على مهل.

وآوت إلى مكتبة مدرستها في طفولتها الأولى، مشاركة في مسابقات القصة، والشعر، وطارحة منتجها في مرحلة الإبداع الصغير على جمهور يشجع، وينشئ إطارًا ثقافيًا مناسبًا لمبدعيه.

ومن باب الشعر دخلت الكاتبة "إيمان جبل"- صاحبة مجموعتين قصصيتين، وروايات ثلاث، وديوان شعر،  إلى ساحة الأدب، سحبتها موسيقاه ابتداءً إلى عالم القوافي، ثم استحال تمردها الفطري إلى قصيدة نثر ذات إيقاع خاص، ونسق فلسفي يحيط الفكرة.

وتتذكر – الكاتبة صاحبة الروايات الثلاث- والديوان الواحد- تجربتها الأولى، حين خطت قصيدتها على سبيل المحاكاة، لافتة إلى أن سوق النشر في مصر لا ينصف الشعر، وهو ما دفعها إلى تفضيل إطلاق مشروعها الأدبي من زاوية السرد.

وتقول: إن السرد أنصفني، رغم رغبة كامنة في التعريف بي كـ"شاعرة" في بادئ الأمر.

من "قيامة تحت شجرة الزيتون" اتخذت "إيمان جبل" طريقًا ناحية الرواية، رسمت شخوصها على أوراق منفصلة، وأخضعت بطلات روايتها للتجريب، والانطلاق في فضاءات النص، لكل واحدة منهن خصوصيتها، دون أن تقفز إحداهن على حدود المشترك بينهن.

بهذه الانطلاقة كشفت "إيمان جبل" ستائر مشروعها الأدبي، بعد أن اتبعت "قيامتها" بـ"رواية لعبة البيت"، تلك الرواية التي تحسبها ذات أفق توقع ثري، ولا يبوح بأسرار النص إلا لمن يملك قدرة على الحدس القلبي.

وتضيف في حوارها لـ"الوفد" أن "لعبة البيت" التي أعدت لها ألبوم صور يتضمن تفصيلات كل شخوصها، أثمرت وعيًا ذاتيًا لدى جمهور المتلقين، وأحدثت حالة أدبية مفاجئة باختلاف قراءاتها، وتباين انطباعات التلقي .

وجاء ديوان "كل هذا الدفء في عيني مريم"، كفاصل شعري بعد روايتين، ومجموعتين قصصتين، لينبئ عن لغة الأديبة، وعواطفها المختزنة، وما استقر في وجدانها من أثر "الأبوة الشاعرية"، وتستطرد قائلة:" إن أبي خبأ الشعر في صدري، وبشر قبل أن أخط حرفًا على ورق بمستقبل أدبي".

وبصدور روايتها الثالثة "اليد العليا"، تضع "إيمان جبل" مسميات واضحة كلافتة عريضة عن مشروعها الأدبي، فبينما تنفي وصف رواياتها بـ"ثلاثية"، تكشف عن منحى المشروع المتدفق باعتباره بذرة وضعت في "قيامة تحت شجرة الزيتون"، وأثمرت في "لعبة البيت"، ونضجت تمامًا في "اليد العليا".

ومن البراح تستمد "الأديبة / الشاعرة" -التي مثلت مصر مؤخرًا في مسابقة "المعلقة" بالعاصمة السعودية "الرياض"- قدرتها على الكتابة، متخذة في سياق اختمار أفكارها عدة طقوس للكتابة من بينها احتساء القهوة، والشاي، بجانب الركون إلى الهدوء التام، وخاصة في المراحل الأخيرة لكتابة النص، وتتغير طقوسها من نص لآخر، دون استقرار على قوالب ثابتة.

وتؤمن "إيمان جبل" بأن شخوص الروايات تنتج ذاتها، وتفرض مسارها على الكاتب، فأحيانًا ترسم شخوصها على ورق قبل بدء الكتابة، ثم تعيد صياغتها على الورق، وأحيانًا تشرع في الكتابة مباشرة، وتتوقف دائمًا حين لا يتدفق السرد داخلها.

الأديبة التي وصلت روايتها "لعبة البيت" للقائمة القصيرة بجائزة "غسان كنفاني"، لا تخفي حبها لـ"الجوائز الأدبية"، فهي من ناحية تسارع في حركة الترجمة، وتضع المبدع في مكانه الصحيح من ناحية أخرى.

لكنها رغم ذلك لا تستطيع الحكم على "ورش الكتابة"، نظير كونها خارج التجربة، وإنما على الأرجح لا تفضل القوالب المصنوعة داخلها من ناحية اقتحام مساحة الكاتب حين يجرب كتابة نص.

ومع ذلك ترى أن "ورش الكتابة" من زاوية أخرى تثير أفكارًا مختلفة عبر آلية العصف الذهني، وتسمح بتكوين بيئة ملهمة، إضافة إلى تزكية جانب الصنعة، وإتقان أساسيات كتابة الرواية.

ولا ترى خريجة كلية الطب البيطري - جامعة قناة السويس عام 2014 - رابطًا بين دراسة الطب، والإبداع، مشيرة إلى أن دراستها تزيد حساسية الفرد، وهشاشته، وتفاقم الجروح، وتدفع إلى الكتابة.

لكن الإبداع حسب رؤيتها اختيار شخصي، وهي لم تبحث إطلاقًا عن هذا الرابط، وتستطرد: لا أرى إطلاقًا أني جئت للكتابة من هذه المنطقة".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليد العليا العاصمة السعودية الرياض

إقرأ أيضاً:

محاضرة نقدية حول الشعر الحديث في حلب

حلب-سانا

شهدت دار الكتب الوطنية مساء اليوم، محاضرة بعنوان “الشعر الحديث بين فضاء الخلق وإبداع التلقي”، قدَّمها الدكتور منذر عياشي تحت رعاية مديرية الثقافة في حلب، وبالتعاون بين منتدى رياض نداف الثقافي وفرع حلب لاتحاد الكتاب العرب.

وتطرقت المحاضرة إلى الشعر الحديث، ما له وما عليه، وكيف بالإمكان الإبحار في فضاءات الإبداع، وكيف نؤثر على المتلقي بطريقة أدبية.

وقال مدير الثقافة في حلب أحمد العبسي في تصريح لمراسلة سانا: إن المحاضرة “حملت طابعاً أدبياً تجاوز حدود الأدب ليصل إلى آفاق الإبداع”، مؤكداً على المكانة المرموقة للدكتور عياشي، كونه من أعلام النقد السوري والحلبي على وجه الخصوص، بظل إسهاماته البارزة في مجال النقد الأدبي.

ولفت العبسي، إلى البُعد الفكري للدكتور عياشي، ذاكراً أنه عُرف بدفاعه عن الثورة منذ أيامها الأولى، ما جعله أحد أبرز الأصوات الداعمة للإبداع والحرية، وقال: “إن هذه المحاضرة تشكل إضافة مهمة في المسيرة النقدية السورية، ولها دور في إثراء المشهد الثقافي المحلي في حلب”.

ومن جانب الحضور، عبَّرت كارول كاركوش عن تقديرها لمثل هذه الفعاليات، قائلة: “هذه الندوات تساهم بشكل فعّال في تعزيز الثقافة المجتمعية، وتنمية وعي الأجيال القادمة”، وأضافت كاركوش: إنها تشجِّع الشباب على تبني الفكر النقدي البنّاء والاهتمام بالكتاب والشعر والأدب كمسارات أساسية للنهوض الثقافي.

وتأتي هذه المحاضرة في إطار الجهود المستمرة لمديرية الثقافة بحلب والجهات الثقافية الشريكة؛ لدعم الحراك الفكري والأدبي في المدينة، وتوفير منصات للحوار والنقاش حول القضايا الإبداعية والنقدية المعاصرة، مع التركيز على دور الشعر الحديث وآليات تلقيّه.

 

دار الكتب الوطنية 2025-08-11Ali Ghaddarسابق إطلاق مشروع إنارة دوار وجسر اليمن بالطاقة الشمسية في اللاذقية انظر ايضاً وزيرة الثقافة تطلع على أعمال الترميم في قلعة حلب ودار الكتب الوطنية- فيديو

حلب-سانا اطلعت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح اليوم على أعمال الترميم التي تم إنجازها لمدخل …

آخر الأخبار 2025-08-11إطلاق مشروع إنارة دوار وجسر اليمن بالطاقة الشمسية في اللاذقية 2025-08-11مجلس الأمن يدعو للالتزام بوقف إطلاق النار في السويداء واحترام سيادة سوريا ووحدتها 2025-08-10إطلاق منصة Global Action Mosaic لتعزيز أهداف التنمية المستدامة في سوريا 2025-08-10كريستال بالاس يحرز لقب درع المجتمع على حساب ليفربول 2025-08-10الأمن الداخلي في دير الزور يعلن توقيف قتلة الشاب كِندي العدّاي 2025-08-10وزارة العدل السورية تدعو متضرري محكمة الإرهاب لتقديم شكاويهم 2025-08-10وصول أولى رحلات الخطوط الجوية القطرية إلى مطار حلب الدولي 2025-08-10وزير الخارجية السوري يبحث مع السفير الصيني بدمشق المستجدات الإقليمية والدولية 2025-08-10تمديد المشاركة في مسابقة تصميم الهوية الصناعية السورية حتى الـ21 من الشهر الجاري 2025-08-10توزيع سلال إغاثية للعائدين من النزوح في الحويز بمنطقة الغاب

صور من سورية منوعات منصة إنستغرام تطلق خاصية جديدة تتيح مشاركة المكان 2025-08-10 عودة أربعة روّاد فضاء بعد 5 أشهر في المحطة الدولية 2025-08-10
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • عضو الهيئة العليا بالوفد يكشف تفاصيل تلقي طلبات الترشح لانتخابات النواب
  • عاجل: قبل إصدارها خريف 2025.. ما هي الأجهزة الداعمة للعبة Ninja Gaiden 4؟
  • ياسين السقا: اسم والدي بيبيع عند المنتجين
  • تأمّلات في الخطاب الأدبي العربي المعاصر.. إصدارٌ يتناول الظاهرة الأدبية المعاصرة في الوطن العربي
  • محاضرة نقدية حول الشعر الحديث في حلب
  • إيمان خليف تنشر تدوينة مؤثرة في الذكرى السنوية لتتويجها بذهبية أولمبياد باريس
  • الرابطة اليمنية "طيف" تُنظّم ندوة حول تجربة فؤاد الحميري الأدبية والنضالية
  • في الذكرى الأولى لانجازها الأولمبي.. إيمان خليف: “أمرّ بمرحلة صعبة”
  • النفط والهيمنة في ممرات العراق.. لعبة الأمم والتوازنات الإقليمية
  • لا تعرف الملل ..التحطيب لعبة فرعونية تزدهر فى أفراح وموالد الصعيد | صور