الثورة نت:
2025-06-03@15:30:30 GMT

الشهيد القائد ..جمع بين صلابة الموقف ونقاء الإيمان

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

إن الحديث عن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي هو حديث عن رجل استثنائي بحجم أمة، ورمز خالد جمع بين شجاعة القائد وحكمة العالم، وبين صلابة الموقف ونقاء الإيمان، كان شعلةً مضيئة في زمن الانكسار، وصوتًا صادقًا في زمن الذل، ورجلًا شامخًا لا تهزه العواصف، عظيمًا بعظمة القرآن، عزيزًا بعزة الإسلام.

لقد نهل الشهيد القائد من كتاب الله قوته، واستلهم من تاريخ الأمة روح التضحية والفداء، فكان نموذجًا للقائد الذي يتقدم الصفوف حاملًا راية الحق في وجه طغاة العالم.

لقد وقف الشهيد القائد كالطود الأشم، متحديًا طغيان أمريكا وأدواتها في المنطقة، ورفع صوته عاليًا ليكسر صمت المستضعفين، ويعيد للأمة كرامتها التي أهدرتها التبعية والخضوع، بوقفته المهيبة، أضاء الشهيد القائد مشاعل الدين المحمدي الأصيل، وأحيا في النفوس روح العزة والكرامة التي كادت أن تنطفئ تحت وطأة الهزائم والخذلان.

كان رجلًا يواجه الباطل بجرأة الأنبياء، وحكمة الأولياء، وشجاعة الأحرار، متحديًا مشروع الهيمنة الاستعمارية الذي تسلل عبره المستكبرون لخنق إرادة الشعوب وإذلالها.

من مرّان، حيث ارتقى الشهيد القائد، انبثق النور الذي بدّد ظلمات الاستبداد وكشف زيف الطغاة، فكان مشروعه القرآني كالسيف البتار الذي هز أركان الباطل حتى تهاوى أمام عظمة الموقف وصدق القضية.

كان موقفه الصلب في مواجهة جبروت الطغيان شهادة خالدة لمعاني التضحية والصبر، لقد جسّد في حياته معاني الإباء حين وقف شامخًا كالجبل، لا تلين عزيمته أمام الحروب الناعمة ولا الدعايات المضللة، مؤمنًا بأن العزة لا تُنال إلا بالتضحيات الكبرى.

لقد أسس الشهيد القائد مشروعًا قرآنيًا عظيمًا أطلق الحياة في الأمة، بعدما كادت تتيه بين ظلمات الجهل وخضوعها المذل لليهود والمستكبرين، هذا المشروع، الذي سُقي بدمائه وأفكاره، أصبح اليوم شجرة باسقة جذورها تضرب في عمق الأرض، وفروعها تعانق السماء، تُظلّل المستضعفين وتحميهم من لهيب الظلم والاستبداد، مشروع أعاد للأمة هويتها، وأحيا فيها روح المقاومة التي تتحدى أعتى إمبراطوريات العالم، ليؤكد أن لا كرامة لأمة تخضع لأعدائها أو تبيع قضيتها.

رحل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بجسده، لكن إرثه الفكري والنضالي ظل خالدًا، وكلماته أصبحت نورًا يهتدي به الأحرار في معركة الحق ضد الباطل، ترك مشروعًا يضيء طريق المقاومة، وراية لا تُنكّس في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة، سيبقى اسمه رمزًا للكرامة، وعنوانًا للحرية، ونورًا يبدّد الظلمات، إلى أن يتحقق وعد الله في التمكين لعباده الصادقين.

سيدي القائد، لقد أصبحت صرخاتنا التي أطلقتها ضد أمريكا وإسرائيل سلاحًا يرعبهم، وصواريخ تدك معاقلهم، وتهز عروشهم، وتكشف جبنهم وهوانهم.

سيدي القائد؛ إن مشروعك القرآني العظيم اليوم يدعم المستضعفين في الأمة، ويقف كالسد المنيع في وجه أمريكا وإسرائيل، مدعومًا بعزيمة رجالك الأوفياء الذين ساروا على نهجك واقتفوا أثر خطاك.

سيدي القائد؛ لقد أصبح مشروعك عقيدة راسخة في قلوب الملايين من أبناء الأمة، وأدرك أحرار العالم أن مشروعك القرآني هو الكفيل بإزالة مشاريع الاستعمار الغربي الهادفة إلى محو الإسلام وطمس هويته، ونبشرك أن الأعوام القادمة ستحمل ثمار تضحياتك، وستترجم مشروعك القرآني إلى قوة تزيل وجود أمريكا وإسرائيل، بإذن الله وبعزيمة رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشهید القائد

إقرأ أيضاً:

الجامع الأزهر: الحج جسر روحي يجمع المسلمين ويعمق وحدة الأمة وتماسكها

عقد الجامع الأزهر أمس الاثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان "آداب وواجبات الحج في الفقه الإسلامي"، واستضاف الملتقى: الدكتور حسن الصغير، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف، والأمين المساعد للبحوث بمجمع البحوث الإسلامية، ود. محمد محمد عبد الستار الجبالي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الحوار الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة الرواق بالجامع الأزهر. 

وافتتح الدكتور حسن الصغير، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر، حديثه بتوضيح آداب الحج التي تعد سننا مستحبة للحجيج، وواجبات الحج التي لا يصح الحج إلا بها، كما تطرق فضيلته إلى إمكانية إسقاط هذه الآداب والواجبات على غير الحجاج أيضا، فكما أن أول ما نعلمه للحاج هو التوبة النصوح بشروطها المعروفة، فإن هذا الواجب ينطبق على كل مسلم في مكانه، وتذكير الحاج بها ينبع من قدسية رحلة الحج والحرص على ألا يضيع الحاج أجرها، وأن يستفيد منها بالابتعاد عن كل ما ينقص من ثوابه،  كذلك فإن هذه الأمور واجبة علينا جميعًا، و كما نأمر الحاج بـصلة الرحم التي قد يكون قطعها، وهو كذلك أمر واجب على الجميع، وما يدل على هذا قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾، وكما نوجه الحاج إلى تحري طيب النفقة، فإن هذا المبدأ يعد واجبًا على المسلم في كل زمان ومكان، وفي أي عمل يقوم به ﴿ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾، وكما يحظر على الحج اللغط والرفث ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾، كذلك مأمور بها كل إنسان سواء كان في الحج أو في أي مكان.

وأضاف المشرف على لجان الفتوى بالأزهر، إنه على الإنسان أن يتحلى بالأدب في كل وقت، فالأيام جميعها ملك لله سبحانه وتعالى، ولكن الأمر يكتسب أهمية خاصة في الأيام المباركة، حيث يضاعف الله فيها الأجر والثواب، وبالتالي ينبغي علينا مضاعفة اجتهادنا في الابتعاد عن المعاصي في هذه الأيام المباركة، وفي سياق هذه المشاركة الروحية مع الحجيج، ينبغي علينا أيضا أن نتعمق في فهم أمور ديننا ومناسك الحج، فهذا يعد مشاركة للحجاج في آدابهم، فالفقه الإسلامي، بجانب كونه مجموعة من القواعد المنظمة والضابطة لعباداتنا، يحمل في طياته جانبًا عميقا من الحكمة والمقاصد الشرعية التي تستدعي منا تأملاً بالغ الأهمية، فالحاج مطالب بأداء النسك على الوجه الصحيح، وغير الحاج مطالب بتطبيق الحكمة والغاية من هذه النسك لأن شعائر الله جاءت من أجل صلاح البشرية دون التقيد بزمان ومكان.  

وأوضح المشرف على لجان الفتوى بالأزهر، أن الله سبحانه وتعالى قد خص أيام الحج بفضل عظيم للمسلمين، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ويقصد بها الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذا الفضل لا يقتصر على الحجاج فحسب، بل يشمل غير الحجاج أيضا، مما يؤكد أن شعائر الله تحمل في طياتها دلائل خير وبركة لجميع المسلمين، وكأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يمنح جميع المسلمين فرصة المشاركة في الأجر والثواب، وليس لمن حج فقط.

أحكام المرأة في الحج .. الأزهر للفتوى يوضحمناسك الحج خطوة بخطوة.. من يوم التروية إلى طواف الوداع بطريقة سهلة وميسرةحكم الحج من مال الزوجة الخاص.. الإفتاء توضحأفضل الأذكار التي أوصانا بها النبي في العشر الأوائل من ذي الحجة.. رددها الآن

من جانبه ، أشار الدكتور محمد عبد الستار الجبالي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى حكمة الله تعالى في جعل مواسم للطاعات؛ لكي نتمكن من خلالها تدارك ما فاتنا من خيرات، حيث يضاعف الله فيها الأجر على الطاعات إكراما لعباده "إن لله في أيام الدهر لنفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً"، ومن هذه المواسم المباركة تلك الأيام الخاصة بشعائر الحج، فكما منح الله الحجيج شرف هذه العبادة وفضلها العظيم، شمل فضله جميع خلقه، فجعل أيام الحج أيام خير وبركة لجميع عباده.

وبين أن الحج يقوي الجانب الإيماني في نفس المؤمن، الذي يعد دعامة أساسية في بناء الشخصية المسلمة، لذا، من لم يتمكن من أداء فريضة الحج، فلا يزال بإمكانه مشاركة الحجاج الجانب الروحي من خلال اغتنام فضل هذه الأيام المباركة. 

وبين عضو مجمع البحوث الإسلامية أن شعائر الحج تحمل معنى عظيمًا وحكمة بالغة، تكمن في أداء مناسك الحج بهذا الجمع من  الناس من كل حدب وصوب، هذا التجمع الذي يعد دلالة عظمية على وحدة الأمة وتماسكها، وأنها مجتمعة على قلب رجل واحد في أداء منسك واحد لله رب العالمين، مستدلا على هذا المعنى السامي، الذي تحتاجه  الإمة الإسلامية اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، أبلغت؟" قالوا: بلغ رسول الله. ثم قال: "أي يوم هذا؟" قالوا: يوم حرام. ثم قال: "أي شهر هذا؟" قالوا: شهر حرام. ثم قال: "أي بلد هذا؟" قالوا: بلد حرام. قال: "فإن الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم" قال: ولا أدري قال: "أو أعراضكم"، أم لا "كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. أبلغت؟" قالوا: بلغ رسول الله. قال: "ليبلغ الشاهد الغائب"، كما أن هذا المعنى لم يكن خاص بالحجيج في حجة الوداع وإنما هو نداء نبوي من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الأمة على امتداد مكانها وعلى اختلاف زمانها.

يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.

طباعة شارك الجامع الأزهر الملتقى الفقهي ملتقى الجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر: الحج جسر روحي يجمع المسلمين ويعمق وحدة الأمة وتماسكها
  • كشف هوية  الشخص الذي هاجم مسيرة داعمة للاحتلال في أمريكا وقتل 6
  • دلالات استخدام الأرقام في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • كاتب فلسطيني: اليمن يبعث الطمأنينة في قلوب الغزيين ويزلزل الكيان الصهيوني بكل أبعاده
  • (نص+فيديو) الدرس 4 من دروس القصص القرآني للسيد القائد 06 ذو الحجة 1446هـ
  • “المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
  • غزة انتصرت وانهزمت الأمة
  • الموقف السعودي... دعم ثابت وأخوي.. العليمي: "مسام": مشروع إنساني أنقذ آلاف الأرواح