بقلم : وسن زيدان ..

الإنسان بطبيعته كائن معقد يحمل في داخله طاقة من المشاعر والصفات المتنوعة التي تتأثر بمحيطه وظروفه. لكن حين تتكالب عليه الضغوط وتتراكم كجبل ثقيل على كاهله، تتحول تلك الطاقة الكامنة إلى زوابع قد تُغير ملامح شخصيته وطريقة تعامله مع نفسه ومع الآخرين.

كم من شخص عرفته حنونًا، طيب القلب، لا يحمل ضغينة لأحد، لكنك فجأة وجدته شرسًا، غليظ التعامل، وكأنه شخص آخر؟ كم من إنسان كنت تثق بطيبته وعدله، ثم اكتشفت أنه يتحول تحت وطأة الضغط إلى شخص يبدو ظالمًا، بينما هو في الحقيقة مظلوم؟

الضغوط لا تُخرج فقط أسوأ ما في الإنسان، بل تُجبره أحيانًا على تبني طباع لم تكن يومًا من خصاله.

فهو لا يصبح شريرًا لأنه يريد ذلك، بل لأن آليات الدفاع النفسية تُجبره على التصرف بهذه الطريقة للحفاظ على ذاته من الانهيار
عندما تتوالى المحن وتزداد المسؤوليات، يتحول التفكير إلى نمط يركز على النجاة بدلًا من الاستمتاع. يختفي التوازن الداخلي ويبدأ الإنسان في النظر للعالم بنظرة أكثر حدة وسوداوية. الحنيّة قد تبدو ضعفًا، والطيبة قد تبدو عبئًا، فتجد الإنسان مضطرًا لأن يرتدي قناع القوة والشراسة ليُخفي ضعفه الداخلي.
رغم أن الضغوط قاسية، إلا أن الأمل في التعافي دائمًا موجود. الاستماع للنفس، الحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة، وحتى طلب المساعدة من المتخصصين قد يكون طريقًا لإعادة الإنسان إلى جوهره. قد لا نستطيع التحكم بكل ما يحدث لنا، لكن يمكننا دائمًا اختيار كيف نتعامل معه.
الحياة مليئة بالضغوط والتحديات، لكن علينا أن نتذكر أن الإنسان ليس وحده في هذه المعركة. بقدر ما تغيرنا الضغوط، يمكن للأمل والحب والدعم أن يعيدنا إلى ذواتنا الحقيقية. فلا تدعوا اللحظات الصعبة تُعرّفكم، بل دعوا الإيمان بذاتكم يقودكم لتجاوزها.
“مفتاح التغيير معرفة الذات ” حين يجد الإنسان نفسه غارقًا في دوامة الضغوط، فإن أول خطوة نحو النجاة هي الوعي بما يمر به. أن تتوقف للحظة وتطرح على نفسك الأسئلة الصعبة: لماذا تغيرت؟ ماذا أحتاج فعلاً؟ وكيف يمكنني استعادة توازني؟ الإجابات قد لا تأتي بسهولة، لكنها تفتح بابًا للتأمل والشفاء.
غالبًا ما يمر الإنسان بمراحل ضعف لا يستطيع خلالها رؤية ما هو أبعد من آلامه. هنا يأتي دور الأهل والأصدقاء في مد يد العون. الكلمة الطيبة، الاهتمام الصادق، وحتى مجرد الإصغاء، قد تكون مفاتيح تُخفف من ثقل الضغوط وتعيد للشخص ثقته بنفسه وبالآخرين.

“ضغوطك ليست أنت ” من المهم أن ندرك أن اللحظات التي تظهر فيها أسوأ صفاتنا ليست دليلًا على حقيقتنا. الإنسان أكبر من ردود أفعاله اللحظية، وأعمق من لحظات غضبه أو حزنه. الضغوط لا تعرّفك، بل تكشف عن الجوانب التي تحتاج إلى تصحيح ورعاية.
اخيرا ، إذا كنت تمر بمرحلة تشعر فيها أن الضغوط غيرتك، تذكر أن ذلك لا يعني أنك فقدت جوهرك. الحياة صعبة، لكنها أيضًا مليئة بالفرص للتجدد والنهوض من جديد. سامح نفسك، امنحها الوقت، وابدأ في رحلة العودة ببطء وثبات.
“أحيانًا، في أشد اللحظات ظلمة، نكتشف نورًا خفيًا في داخلنا، نورًا يقودنا إلى مكان أكثر أمانًا وصدقًا مع أنفسنا”.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كيفو يريد إبقاء الإنتر على القمة!

 
روما (أ ف ب)

أخبار ذات صلة «نزهة» مكافأة «المركز الثالث» في «طواف فرنسا» «طلب زواج» في «طواف فرنسا»!


يرغب المدرب الروماني لنادي إنتر ميلان الإيطالي لكرة القدم كريستيان كيفو بـ«إبقاء النادي على القمة»، معترفاً خلال تقديمه الرسمي بأن «حقبة جديدة بدأت» بعد رحيل سيموني إنزاجي.
وقال كيفو «لا أنظر إلى الماضي، وليس لدينا أي نية للانتقام، ببساطة ورثت فريقاً والتزاماً: إبقاؤه على القمة».
وتابع «سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق هذا الهدف، أثبتت هذه المجموعة وحدتها ورغبتها بالبقاء على قمة كرة القدم الإيطالية والأوروبية».
وأكّد لاعب إنتر السابق الذي تولى مسؤولية تدريب الفريق مباشرة قبل انطلاق كأس العالم للأندية حيث انتهت مغامرته في دور الـ16 «تبدأ حقبة جديدة مع مدرب جديد، مع أسلوب لعب أكثر عمودية، لكننا نملك مجموعة من اللاعبين من ذوي القيمة والخبرة».
وفشل الإنتر الذي حقق لقب الدوري المحلي للمرة العشرين في تاريخه عام 2024، في المحافظة على لقبه، بعدما خسره بفارق نقطة واحدة عن بطل الموسم الماضي نابولي، قبل أن يتعرّض لخسارة فادحة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في نهائي دوري أبطال أوروبا (0-5).
في أعقاب ذلك، قرر مدربه منذ 2021 سيموني إنزاجي ترك ومنصبه والالتحاق بالهلال السعودي.
وفاجأ تعيين كيفو الذي تقتصر تجربته مدرباً في الدوري المحلي على 13 مباراة فقط تولى خلالها الإشراف على بارما، العديد من المراقبين.
لكن القرار حظي بدفاع رئيس النادي بيبي ماروتا «على عكس ما قرأته أو سمعته، لم يكن كريستيان خياراً بديلاً، إنه المدرب الذي أردناه والقائد الذي سيفتح لنا صفحة جديدة».
وأضاف ماروتا «لديه ميزة مقارنة بالبقية: يعرف النادي وقيمه، فقد دافع عن ألوانه ودرّب فيه».
ولعب كيفو (44 عاماً) وهو دولي روماني سابق، بقميص إنتر منذ 2007 وحتى 2014، قبل بداية مسيرته التدريبية داخل أسوار «النيراتزوري»، بداية مع فريق الشباب من 2018 وحتى 2021، ثم على رأس الفريق الرديف من 2021 وحتى 2024.
وأردف ماروتا «نبدأ مع نفس الطموحات السابقة، نريد الفوز، هذا هدف الملّاك، مجلس الإدارة والمدرب».
كما أكّد أن المفاوضات جارية مع أتالانتا للتعاقد مع المهاجم النيجيري أديمولا لوكمان.

مقالات مشابهة

  • مناوي يطالب “الأمم المتحدة” باتخاذ هذا الإجراء…
  • “الغرب المتحضر.. حين يتحول الذئب إلى واعظ عن حقوق الإنسان!”
  • 811 وظيفة شاغرة في عدد من الجهات الحكومية
  • وزير “الموارد البشرية” يُشيد بتكامل الجهود الوطنية في مكافحة الإتجار بالأشخاص
  • حكومة “تأسيس” تتخذ خطوة غير متوقعة
  • “الحوثيون” ينشرون مشاهد لطاقم السفينة “إيترنيتي سي” التي تم إغراقها (شاهد)
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • “القادسية” يعلن عودة ياسر الشهراني
  • كيفو يريد إبقاء الإنتر على القمة!
  • “العدل وحقوق الإنسان” تدين الجريمة الوحشية للجيش السعودي بحق أربعة يمنيين