حجز 45 % من حصة مصر المائية.. ماذا يحدث خلف أسوار سد النهضة؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
تمثل قضية سد النهضة أهمية كبيرة لمصر، والتي تتمسك دائما بضرورة وجود حل مرضي لجميع الأطراف، حيث شهدت الفترة الماضية عودة للحديث حول اتفاق ما بين مصر وإثيوبيا وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، للقاهرة يوليو الماضي؛ لحضور قمة دول جوار السودان التي دعت إليها مصر.
قضية سد النهضة
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا تحجز هذا العام 25 مليار متر مكعب مياه، أي ما يعادل 45% من حصة مصر المائية، مشيرا أن «المياه تحجز في تلك الفترة، وجزء منها يأتي لمصر في الأشهر المقبلة، طالما هناك بوابتي تصريف مفتوحتان».
وأوضح شراقي، خلال تصريحات تليفزونية، مساء السبت، أن سبب عدم حدوث فيضان في عيد وفاء النيل، الموافق يوم 15 أغسطس، هذا العام، مشيرا أن آخر فترة جفاف مرت بها مصر، كانت خلال الفترة ما بين عام 1981 وحتى 1987.
وتابع: لم تمر مصر بسنوات جفاف منذ عام 1988، موضحا أن مياه نهر النيل تأتي بنسبة 85% من إثيوبيا، و15% من بحيرة فيكتوريا، مشيرا أن إثيوبيا تشهد أمطارا خلال شهور الصيف؛ يوليو وأغسطس وسبتمبر، ثم تستغرق 3 أسابيع حتى وصولها إلى مصر، قائلا إن الأمر أدى إلى بداية العام المائي في مصر بداية شهر 8.
وأردف شراقي، «المصريين قبل بناء السد العالي، كانوا ينتظرون تلك المياه لأنها مصدر الخير للبلاد»، مشيرا أن الأمر دفعهم للاحتفال بعيد وفاء النيل، يوم 15 أغسطس من كل عام.
وأوضح أستاذ الموارد المائية والري، «السد العالي جعل أيام مصر كلها أعياد؛ لأن المياه تخرج يوميا منه»، مضيفًا: «هذا العام سد النهضة يحجز المياه منذ شهر يوليو حتى اليوم، ومتوقع استمراره في الملء الرابع حتى شهر سبتمبر، ومن هنا جاء يوم 15 أغسطس بدون فيضان لمصر».
لقاء السيسي ورئيس وزراء جمهورية إثيوبياوكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، استقبل في 13 يوليو الماضي، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا آبي أحمد، لاستئناف المناقشات بينهما.
وجدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.
وناقش الزعيمان سبل تجاوز الجمود الحالي في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، واتفقا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.
ومن المقرر أنه خلال فترة هذه المفاوضات، أوضحت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكي، أن المبعوث الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر، سافر في الفترة من 19 إلى 26 أغسطس، إلى السويد وبلجيكا.
وأوضحت الوزارة - في بيان تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه - أن هامر سيشارك في أسبوع المياه العالمي الذي يستضيفه معهد ستوكهولم الدولي للمياه، كما سيشارك في نقاش مائدة مستديرة يستضيفه معهد ستوكهولم الدولي للبحوث والسلام
وبصفته المحاور الرئيسي للولايات المتحدة بشأن القضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي سيناقش السفير هامر كيف يمكن للاتفاقيات المتعلقة بإدارة المياه واستخدامها والوصول إليها أن تساهم في الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
أثيوبيا أيضا ستتأثر بأضرار التخزين الثالث من الناحية الاقتصادية والتي تتمثل في غرق مزيد من الأراضي الزراعية وبعض المناطق التعدينية، وعدم القدرة على توزيع الكهرباء عن طريق مصر لآسيا وأوروبا نتيجة التوتر وعدم الاتفاق.
أضرار سياسية:والأضرار السياسية للملء الثالث من سد النهضة تتمثل فى استمرار إثيوبيا لفرض سياسة الأمر الواقع باتخاذ قرارات أحادية وخرقها للمرة الرابعة للاتفاقيات الموقعة بين مصر وإثيوبيا (اتفاقيات 1891، 1902، 1906، 1925، 1993) والأعراف الدولية، وإعلان مبادئ سد النهضة 2015، وتوصيات القمم المصغرة للاتحاد الأفريقى، وأخيرًا الاعلان الرئاسى لمجلس الأمن سبتمبر 2021، بعد التخزين الأول (1-21 يوليو 2020) والثانى (4-18 يوليو 2021) وتشغيل التوربين رقم 10 فى 20 فبراير 2022.
وأثيوبيا قد تستمر بنفس الأسلوب عند إنشاء سدود أخرى، وأيضا مزيد من التوتر فى العلاقات بين السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن الطريقة الاثيوبية قد تشجع دول منابع أخرى فى اتباع نفس الأسلوب عند إنشاء سدود على روافد نهر النيل، مضيفًا أن التخزين الثالث تسبب في إحراج المسئولين فى مصر والسودان أمام شعبيهما.
أضرار اجتماعية:الملء الثالث من سد النهضة تسبب في تهجير مزيد من سكان بنى شنقول، والذي سيتجه بعضهم إلى السودان الذى يعانى مثل كثير من الدول من ظروف اقتصادية صعبة خاصة بعد ثورة ديسمبر 2018، واختلاف نمط حياة بعض المزارعين السودانيين الذى تعودوا على الزراعة الفيضية البسيطة غير المكلفة من فيضان النيل الأزرق على الجانبين فى الأراضى المنخفضة والمنبسطة بمساحات كبيرة، وتبقى هذه الأراضي مغمورة بالمياه فتتشبع بالرطوبة اللازمة لإنتاج المحاصيل الزراعية، ولمزيد من المياه يتم غلق مداخلها لتبقى بالمنخفضات أطول فترة ممكنة لزيادة تشبع التربة.
أضرار بيئية وهي:-زيادة الفاقد من البخر مع اتساع سطح البحيرة، وكذلك التسرب فى الصخور المحيطة لخزان السد من خلال التشققات والفراغات.زيادة الحمل الناتج من وزن السدين الرئيسى والمكمل (اجمالى 75 مليون طن) والمياه والطمى على الأرض المتشققة، مما يزيد من استعدادها لحدوث الزلازل بجانب نشاط الأخدود الأفريقى العظيم الذى يعتبر أكبر فالق على يابس الكرة الأرضية، ويشكل أنشط المناطق الزلزالية والبركانية في إفريقيا.تحلل الأشجار الغارقة فى مياه البحيرة وتأثيرها على نوعية المياه.احداث تغير في التنوع البيولوجي للمنطقة.غرق بعض المناطق التعدينية وانتقال بعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والنحاس واليورانيوم والمنجنيز فى المياه.تغير محلى فى المناخ لاقليم بني شنقول من حيث درجة الحرارة والأمطار.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اثيوبيا سد النهضة الأثيوبي سد النهضة مفاوضات سد النهضة مصر واثيوبيا قضية سد النهضة السد العالى أزمة سد النهضة اتفاق سد النهضة سد النهضة
إقرأ أيضاً:
منظومة المياه تضخ أكثر من 895 ألف متر مكعب في يوم عرفة
أعلنت الهيئة السعودية للمياه أن كميات المياه التي ضختها منظومة المياه في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال يوم عرفة بلغت (895,622) مترًا مكعبًا، مشيرةً إلى أن إجمالي كميات المياه التي تم ضخها منذ بداية شهر ذي الحجة وحتى اليوم التاسع منه، بلغ (7,794,799) مترًا مكعبًا، وذلك ضمن خطتها التشغيلية المدروسة؛ لضمان استمرارية الإمداد المائي، بالاعتماد على قدرات إنتاج ونقل تلبي ذروة الطلب اليومي، والتي تفوق (1.2) مليون متر مكعب يوميًا، وبطاقة ضخ تتجاوز المليون متر مكعب يوميًا.
وتأتي هذه الكميات بفضل تكامل قطاعات المنظومة وتضافر جهودها؛ لتأمين وفرة الإمداد وكفاءة توزيعه، من خلال إدارة متقدمة للشبكات، والاستفادة من البنى التحتية الذكية، عبر تطبيق تقنيات حديثة تسهم في رفع الكفاءة التشغيلية.
وإلى جانب قدرات التخزين والنقل والتوزيع والمعالجة، تُسهم مبادرات الترشيد الفعّالة، التي ينفذها المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه "مائي"، في تعزيز استدامة الموارد وتلبية الطلب بكفاءة.
وفي إطار الرقابة التشغيلية، أُجري خلال يوم عرفة (4,908) فحوصات مخبرية؛ لضمان جودة وسلامة المياه، ليرتفع بذلك إجمالي الفحوصات إلى مستويات قياسية تُعزز الثقة بجودة الإمداد وخدمة ضيوف الرحمن.
كما واصلت فرق الرقابة والامتثال، التابعة للهيئة السعودية للمياه، أعمالها الميدانية التفقدية على مخيمات الحجاج والمرافق الخدمية في منى وعرفات؛ للوقوف على خدمات المياه المقدمة لضيوف الرحمن، وقد تخطى عدد الجولات الرقابية التي نُفّذت أكثر من خمس آلاف جولة.
يوم عرفةاخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.