تناولت صحف عالمية تطورات اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة، مُسلطة الضوء على تعزيز نفوذ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم الحرب الإسرائيلية الطويلة، في حين يتعثر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت ضغوط داخلية وخارجية.

ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً رأت فيه أن الاتفاق كشف عن صعود جديد لنفوذ حماس التي بدأت تستعيد سيطرتها على القطاع، مع إمكانية إعادة بناء قواتها العسكرية.

وأشارت إلى أن نتنياهو بات "محاصراً" بين مطالب شركائه بالحكومة اليمينية المتشددة الذين يدفعون نحو تصعيد عسكري، وضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بدأت إدارته تبتعد عن خطابات الاحتجاج الدبلوماسي التي اعتمدها سلفه جو بايدن.

ومن جانب آخر، لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى أن عودة مقاتلي حماس إلى الشوارع الرئيسية في غزة تُظهر فشل القصف الإسرائيلي المكثف طوال الأشهر الماضية في تحقيق الهدف المعلن للحرب، وهو القضاء على حماس كقوة سياسية وعسكرية.

وحسب تقرير الصحيفة الأميركية فإن المشاهد القادمة من غزة تؤكد أن نتنياهو ربما نجح في تقليص القدرات القتالية لحماس لكنه فشل في إنهاء سيطرتها على الأرض، مما يطرح تساؤلات حول جدوى الإستراتيجية الإسرائيلية.

إعلان مؤشر إيجابي

في فرنسا، تناولت "ليبراسيون" عملية التبادل الثانية بين حماس وإسرائيل، التي مرت بسلاسة نسبية، معتبرة أن ذلك مؤشر على التزام الطرفين ببنود الهدنة رغم الاتهامات الإسرائيلية المتكررة لحماس بانتهاك الاتفاق.

لكن الصحيفة الفرنسية حذرت من أن المشهد ما بعد الهدنة يظل غامضاً، خاصة مع استمرار تأثير اليمين المتطرف على نتنياهو، حيث تُظهر التطورات بالضفة الغربية -ومنها توسع الاستيطان- تعمق السياسات التي تهدد بإطالة أمد الأزمة.

وبدورها، سلطت "غارديان" الضوء على تحذيرات خبراء من خطر آلاف القنابل غير المنفجرة التي خلفتها الحرب في غزة، والتي تهدد حياة المدنيين أثناء تنقلهم لتفقد منازلهم أو البحث عن أقاربهم.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن استمرار وجود هذه المتفجرات تحت الأنقاض سيبقي خطر الموت قائماً حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية.

ادعاءات إسرائيلية

وفي الشأن اللبناني، تناولت "فايننشال تايمز" تأجيل إسرائيل لسحب قواتها من المناطق الحدودية مع لبنان، مدعية عدم استيفاء شروط اتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر أن الهجمات الإسرائيلية اليومية على القرى الحدودية مستمرة مما يزيد مخاوف العائلات اللبنانية، خاصة مع توقعات بأضرار بيئية وبنيوية طويلة الأمد نتيجة العمليات العسكرية.

وعلى صعيد آخر، نقل موقع برايتبارت اليميني الأميركي تصريحات مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق جون راتكليف الذي أكد أن إدارة ترامب تعمل على إعادة توجيه سياسات الاستخبارات لمواجهة التحديات الجيوسياسية في القرن الـ21.

واعتبر راتكليف أن الصين -وليس روسيا- هي التهديد الأكبر للولايات المتحدة، بينما انتقد فشل المؤسسات الأمنية السابقة في فهم حجم التحدي الصيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية

رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الخميس تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهمتها فيه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، معتبرة أنه يحوي مغالطات وتناقضات ويعتمد الرواية الإسرائيلية.

وقالت الحركة في بيان إن "ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هدفه هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة".

وشدد البيان على أن "دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات إسرائيلية"، وطالب منظمة العفو "بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية، أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية".

وذكرت حماس أن من الوقائع التي وثقتها تلك المنظمات، الادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت، التي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكدت تقارير عدة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول هانيبال.

وأكد البيان أن الحكومة الإسرائيلية، ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.

واعتبرت حماس أن "هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تبنى بعيدا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض".

تقرير العفو الدولية

وزعمت العفو الدولية في تقرير لها نشر اليوم أن حماس وفصائل المقاومة ارتكبوا انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال هجماتها في غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.

إعلان

وبعدما خلصت المنظمة العفو في ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى أن إسرائيل كانت ترتكب إبادة جماعية خلال حربها ضد حماس في غزة، حذرت أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت من أن إسرائيل "ما زالت ترتكب إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في القطاع، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه مطلع أكتوبر/تشرين الأول برعاية أميركية.

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه التهم رفضا قاطعا ووصفتها بأنها "مزيفة تماما" و"ملفّقة" و"مبنية على أكاذيب".

وبموجب شروط وقف إطلاق النار، التزمت حماس وحلفاؤها الإفراج عن 47 محتجزا أحياء وأمواتا جرى أسرهم خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وحتى الآن تم الإفراج عن جميع الأسرى باستثناء جثمان ضابط شرطة إسرائيلي.

وأسفرت الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 70 ألفا و369 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • الوهيبي يحقق المركز الأول في بطولة الدراجات العسكرية بالكويت
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
  • لبنان يواصل الخيار الدبلوماسي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وسط تزايد الضغط الدولي
  • سيناتور أمريكي: محمد بن سلمان سيُقتل إذا لم يحقق نتيجة أفضل للفلسطينيين
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • المستشارة القضائية الإسرائيلية: مشروع قانون تجنيد الحريديم قد يقلل الدافعية للخدمة العسكرية
  • مفاجآت القوة العسكرية لعام 2025.. تركيا تتقدم على قوى عالمية كبرى