اتفق محللان سياسيان على أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعية إلى "تطهير" غزة عبر تهجير سكانها إلى مصر والأردن تُعد محاولة لاسترضاء اليمين الإسرائيلي و"اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة، مؤكدين أن صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة سيكونان العائق الأكبر أمام تنفيذ مثل هذه الخطط.

وطرح ترامب -خلال حديثه على متن طائرته الرئاسية- فكرة نقل 1.

5 مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، واصفا خطته بأنها قد تكون "مؤقتة أو طويلة الأجل"، في حين دعا لتنفيذها كل من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية وديع عواودة أن تصريحات ترامب تعكس خيبة أمل "اليمين الصهيوني" بعد إجبار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على قبول صفقة لوقف الحرب في غزة، خلافا لرغباته، مما دفعه لمحاولة تعويض الهزيمة عبر تبني خطاب التهجير.

وأشار إلى أن "الرقص على هذا الموال المجنون" من قبل بن غفير وسموتريتش يأتي في سياق الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتبني الفكرة، رغم عدم واقعيتها.

وشدّد عواودة على أن أهل غزة، الذين خبروا المآسي منذ 1948، "تعرضوا للجحيم ولم يبرحوا أرضهم"، مما يجعل دعوات التهجير "ضربا من الخيال"، لكنه حذّر من ضرورة التعامل بجدية مع التصريحات، خاصة مع توجه ترامب للضغط على مصر والأردن، داعيا الدول العربية إلى تقديم ردود قاطعة ترفض الفكرة.

إعلان

ولفت إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تملك أدوات لقطع الطريق على إسرائيل، عبر تعزيز الحقائق على الأرض كعودة النازحين إلى شمال القطاع، مما يُصعّد التحديات أمام دعوات الترحيل.

كما رأى أن زيارة نتنياهو المرتقبة للولايات المتحدة تهدف لاستعادة الهيبة عبر الحصول على "ضوء أخضر" لاستئناف العدوان، لكنها قد تفشل في ظل تراجع شعبيته الداخلية.

غير قابلة للتنفيذ

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الله العرقباوي أن التعويل الأساسي لإفشال خطط التهجير يكمن في "صمود الشعب الفلسطيني خلال 15 شهرا من الحرب"، مؤكدا أن ما قاله ترامب ليس سوى "تصريحات غير قابلة للتنفيذ".

وأرجع العرقباوي عدم قابلية تصريحات ترامب للتنفيذ إلى أنها تتطلب حربا جديدة لإجبار الفلسطينيين على المغادرة، وهو ما فشلت فيه إسرائيل سابقا، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني أسقط نظرية التهجير بشكل تام.

وأشار إلى أن التصريحات تهدف إلى تعويض خيبة أمل نتنياهو، لكنها تفتقر لأرضية واقعية، مضيفا أن الرهان يجب أن يكون على المقاومة وليس على الموقف العربي أو السلطة الفلسطينية، خاصة بعد تجربة فشل التعويل على الأخيرة في مواجهة سياسات ترامب السابقة.

ورأى العرقباوي أن الاتفاق الحالي لوقف الحرب في حال تنفيذه سيلغي تماما خطط التهجير، معتبرا أن حماس تمتلك أوراقا قوية في المرحلة المقبلة، مثل الإفراج عن الأسرى وإعادة النازحين، وهو ما يعزّز وجودها السياسي ويُضعف الذرائع الإسرائيلية.

ونزح معظم سكان الشعب الفلسطيني في غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، عدة مرات خلال حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عليهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبدعم أميركي، ارتكبت تل أبيب بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی إلى أن

إقرأ أيضاً:

مديرية السبعين بالأمانة تشهد مسيراً طلابياً تضامناً مع الشعب الفلسطيني

الثورة نت/..

نظم طلاب المدارس الصيفية بمديرية السبعين في أمانة العاصمة، اليوم الأربعاء، مسيراً تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، وتنديداً بالعدوان الصهيوني المجرم.
وجاب المسير الطلابي، عدداً من الشوارع وصولاً إلى ميدان السبعين، رافعين العلمين الفلسطيني واليمني، بمشاركة مسؤول الدائرة الثقافية الجهادية حسين الجبين، وقيادات وكوادر تربوية ومدراء ومسؤولو الأنشطة والمدارس الصيفية بالمديرية.
وردد المشاركون، هتافات النصر والصمود والبراءة من أعداء الله والخونة والعملاء، والتحدي للعدو الصهيوني المجرم، والتأكيد على استمرار مساندة ومناصرة غزة والشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وأعلنوا تفويضهم الكامل والمطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومباركة العمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة واستهدفت أهداف حيوية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب، لإسناد ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى تحقيق النصر.
وأكد بيان صادر عن المسير، مواصلة الصمود والثبات، والبراءة من الخونة والعملاء والمنافقين، والتصدي للمؤامرات والمخططات العدوانية والإجرامية التي تستهدف الشعب اليمني ومقدراته.
وجدد التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي في مساندة ونصرة غزة وحتى تحرير كامل أرض فلسطين، والجهوزية الكاملة لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

مقالات مشابهة

  • 211 مسيرة جماهيرية في الحديدة نصرةً لغزة تأكيداً على استمرار إسناد الشعب الفلسطيني
  • ترامب: هدفنا إنهاء الحرب في غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني
  • تركيز كبير على دعم صمود الشعب الفلسطيني.. أبرز محاور القمة العربية
  • السيد القائد: ليكن الصوت غداً عالياً واضحاً بكل ثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني
  • محللان: ترامب عاد للحديث عن إدارة غزة دون ذكر تهجير سكانها
  • أوزيل يعلق على تصريحات أردوغان بشأن البلديات!
  • وزارة الأوقاف تُحيي ذكرى نكبة فلسطين وتُجدد تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني
  • حزب السادات: نكبة فلسطين جرح لا يندمل وموقف مصر ثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • مديرية السبعين بالأمانة تشهد مسيراً طلابياً تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • مصر ترحب بتأكيد ترامب على حق الشعب الفلسطيني في مستقبل أفضل