أول امرأة تتولى وزارة الأمن الداخلي الأميركي
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
أدلت حاكمة ولاية ساوث داكوتا، كريستي نويم، أمس السبت بالقسم لتصبح رسميا أول وزيرة للأمن الداخلي في الولايات المتحدة، تزامنا مع بدء إدارة الرئيس دونالد ترامب تنفيذ سياسته بخصوص الهجرة وترحيل مهاجرين غير نظاميين.
ونشرت نويم فيديو لمراسم أدائها القسم على يد القاضي بالمحكمة العليا، كلارنس توماس، وكتب في التعليق عليه قائلة “إنه لشرف كبير أن أُؤدى اليمين كوزيرة للأمن الداخلي في الولايات المتحدة.
منصب حساس
وزارة الأمن الداخلي إحدى أكبر الوكالات الحكومية التي ستكون مسؤولة عن كل شيء من حماية الحدود والهجرة إلى الاستجابة للكوارث والخدمة السرية الأميركية.
ولما كشف ترامب عن اختياره لنويم بعد فوزه في رئاسيات نوفمبر الماضي، قال عنها “كانت كريستي قوية جدًا في التعامل مع أمن الحدود. كانت أول حاكمة ترسل جنود الحرس الوطني لمساعدة تكساس في مواجهة أزمة الحدود التي تسبب بها بايدن، وقد تم إرسالهم ثماني مرات بالإجمال”.
وأضاف “ستعمل بشكل وثيق مع توم هومان، المسؤول عن أمن الحدود، وستضمن أن يكون وطننا الأميركي آمنًا من أعدائنا”.
ونويم، التي كانت تعتبر في السابق مرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس مع ترامب، كانت تقضي قبل تعيينها فترة ولايتها الثانية لمدة أربع سنوات كحاكمة لولاية ساوث داكوتا. واكتسبت شهرة وطنية بعد رفضها فرض إلزامية ارتداء الكمامات على مستوى الولاية أثناء جائحة كوفيد-19.
وستعمل نويم مع توم هومان، الذي عينه ترامب، الاثنين، كـ “قيصر الحدود” القادم لإدارته. هومان كان قد أكد بعد اختياره في نوفمبر بأنه “سيعطي الأولوية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يشكلون تهديدًا للسلامة العامة والأمن القومي”.
وبالفعل، فمجرد بدء ولاية إدارة ترامب، تم الشروع في ترحيل مهاجرين غير نظاميين. واليوم الأحد، كشف هومان تفاصيل عن خطة الترحيل قائلا إن ذلك سيتم عبر “طائرات عسكرية سيستمر بشكل يومي”، مشيرا إلى أن “عدد المهاجرين الذي يتم ترحيلهم يوميا سيتزايد مع مرور الوقت”، وأن نجاح المهمة “سيعتمد على ما سيقدمه الكونغرس” في إشارة إلى الميزانية التي يتعين أن تحظى بموافقة الكونغرس.
مزارعة تحرس أميركا
ووفقا للموقع الرسمي لحكام ساوث داكوتا، فإن نويم هي مربية ماشية ومزارعة وصاحبة شركة صغيرة ومؤلفة كتابي No Going Back وNot My First Rodeo الأكثر مبيعًا في “نيويورك تايمز”.
وبحسب سيرتها الذاتية على موقعي الكونغرس ورابطة المحافظين الوطنية، فإن نويم وُلدت في واترتاون، مقاطعة كودينغتون، بولاية ساوث داكوتا، 30 نوفمبر 1971. وهي متزوجة من بريون نويم ولديهما 3أبناء، هم كاسيدي وكينيدي وبوكر، و3 أحفاد.
وأثناء دراستها في الكلية بجامعة نورثرن ستيت في أبردين، أجبرتها وفاة والدها في حادث مزرعة على العودة إلى المنزل لإدارة مزرعة العائلة. وأثناء خدمتها في الكونغرس، استأنفت نويم تعليمها في جامعة ولاية ساوث داكوتا وفي عام 2011، وتخرجت بدرجة البكالوريوس، بحسب موقع جامعة آيوا.
وفي عام 2006، انتُخبت نويم ممثلة المنطقة السادسة في مجلس نواب ساوث داكوتا، وهو المنصب الذي شغلته حتى انتخابها لمجلس النواب الأميركي في عام 2010.
وفي عام 2010، بعد خدمتها في الهيئة التشريعية لولاية ساوث داكوتا لعدة سنوات، انتُخبت نويم لتكون العضو الوحيد لولاية ساوث داكوتا في مجلس النواب الأميركي.
وتم تنصيب نويم حاكمة لولاية ساوث داكوتا في 5 يناير 2019، لتصبح أول امرأة تشغل منصب حاكم تلك الولاية. وفي السابق، شغلت نويم منصب ممثلة الولايات المتحدة للمنطقة الكونغرسية الكبرى لولاية ساوث داكوتا من عام 2011 إلى عام 2019.
وخلال فترة وجودها في الكونغرس، بالإضافة إلى العديد من النجاحات الأخرى، ساعدت الحاكمة نويم في تمرير قانون تخفيضات الضرائب والوظائف، والذي أعاد 2400 دولار إلى جيوب الأسرة المتوسطة في ساوث داكوتا، وبحسب وفقا للموقع الرسمي لحكام ساوث داكوتا.
وفي عام 2022، أعيد انتخاب الحاكمة نويم بأكبر إجمالي تصويت في تاريخ ساوث داكوتا.
ومع ذلك، شهدت نويم بضعة أشهر مضطربة سياسياً، العام الجاري، حيث واجهت ردود فعل عنيفة واسعة النطاق، في أبريل الماضي، عندما كتبت في مذكراتها أنها أطلقت النار على كلب “غير قابل للتدريب” كانت “تكرهه” في مزرعة عائلتها، وبعد ذلك قال بعض مستشاري ترامب إنهم يعتقدون أن أسهم نويم قد انخفضت في نظر الرئيس السابق في ذلك الوقت عندما كانت لا تزال مرشحة لمنصب نائب الرئيس.
داعمة ترامب
وكانت نويم من المؤيدين الرئيسيين لترامب، بما في ذلك دعم حديثه الصارم عن الهجرة. وقالت نويم في منشور على “إكس” بعد انتخاب ترامب: “سيقوم الرئيس ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين الأكثر خطورة أولاً، القتلة والمغتصبين وغيرهم من المجرمين الذين سمح لهم هاريس وبايدن بدخول البلاد. إنهم لا ينتمون إلى هنا، ولن نسمح لهم بالعودة”.
وانضمت نويم إلى حكام جمهوريين آخرين أرسلوا قوات إلى تكساس لمساعدة عملية لون ستار في تكساس، والتي سعت إلى كبح تدفق المهاجرين، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وقوبل قرار نويم بانتقادات قاسية بشكل خاص لأنها غطت معظم تكلفة النشر بتبرع قدره مليون دولار من ملياردير من تينيسي كان يتبرع كثيرًا للجمهوريين.
ووصفت نويم الحدود الأميركية مع المكسيك بأنها “منطقة حرب” عندما أرسلت القوات إلى هناك، قائلة إنهم سيكونون في الخطوط الأمامية لوقف مهربي المخدرات والمتاجرين بالبشر.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية وفی عام فی عام
إقرأ أيضاً:
هوكستين: لقاء ترامب والشرع قد يعود بالفائدة على لبنان وتقدم في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود
رأى المبعوث الأمريكي السابق آموس هوكستين أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واتفاق وقف العمليات العدائية، يظهران أن التوصل لاتفاق لترسيم الحدود البرية في المتناول.
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أكد أنه جرى "إحراز تقدم كبير" في المفاوضات غير المباشرة، مشيرا إلى وجود "حلول خلاقة" مثبتة في "سجلات وبروتوكولات"، شرط توفر "الإرادة السياسية".
وأشار هوكستين إلى أن "حزب الله" ليس سوى "ذراع لإيران"، معتبرا أن طهران "تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان، وأن اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع "تطور إيجابي" قد يعود بالنفع على لبنان.
وأوضح هوكستين أن اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كان "فريدا"، لأنه نتج عن أكثر من عشر سنوات من العمل الدبلوماسي، وقال: "أدركنا أن الجهد الدبلوماسي وحده لن يكون كافيًا، وكان لا بد من التوصل إلى اتفاق أكثر تعقيدا وشمولا. ولو لم ننجح، لربما كنا الآن في قلب صراع ساخن، أو حتى حرب على الموارد".
ولفت إلى أن الاتفاق البحري تضمن بندا يدعو إلى بدء مفاوضات حول الحدود البرية بهدف التوصل إلى اتفاق سريع، مؤكدًا أن "الخلافات القائمة قابلة للحل، وقد تتطلب بعض التعديلات والتنازلات، لكنها ليست مستعصية، والاختلافات ضئيلة جدًا".
وأشار هوكستين، الذي شغل ملف لبنان في عدة إدارات أميركية، إلى أن التعامل مع "حزب الله" كان "أكثر تعقيدًا"، لأنه لم يكن هناك محاور واحد، بل كانت هناك حاجة إلى دبلوماسية مكوكية داخل لبنان نفسه، ثم إلى دبلوماسية مماثلة في إسرائيل.
وأضاف أن واقع الأمور في عام 2022 كان مختلفا تماما عما هو عليه اليوم، فقد كان لـ "حزب الله" آنذاك سيطرة واسعة على النظام السياسي، وهي لم تعد قائمة اليوم، ما جعل التفاوض حينها أكثر تعقيدًا.
واعتبر هوكستين أن اتفاق الحدود البحرية أثبت صلابته، إذ نجا من الحرب، ولم تسجل أي مواجهات بحرية تذكر، ولم تطلق صواريخ تذكر في عرض البحر. وقال إن هذا يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به لحل النزاع الحدودي البري.
وشدد على أن تفاهم وقف إطلاق النار الأخير يشترط انسحابا إسرائيليا كاملا من الأراضي اللبنانية، وأن تتولى القوات المسلحة اللبنانية، إلى جانب الأجهزة الأمنية، السيطرة الكاملة على منطقة جنوب الليطاني وصولا إلى الحدود، كما يتطلب نزع سلاح "حزب الله" وانسحابه إلى شمال الليطاني، وليس فقط إلى خطه.
وأكد هوكستين أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على تحقيق هذين الشرطين. وبين أن هذا هو السبب في إنشاء آلية تتيح للجيش الأميركي وجودًا كبيرًا على الأرض، لتقديم الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في ما يتعلق بالانتشار والتدريب والمعدات والبنية التحتية، بهدف تعزيز قدرتها على ترسيخ سيطرتها في المنطقة.
ورفض هوكستين التعليق على نهج إدارة ترامب تجاه لبنان، لكنه رأى أن لبنان يقف أمام "فرصة لإعادة صياغة مستقبله"، معتبرًا أن هذه الفرصة لا يمكن أن تتحقق من خلال إصلاحات تدريجية، بل عبر تغيير جذري في النهج المتبع.
وأكد أن في لبنان إمكانات اقتصادية كبيرة، وإذا تمكن من تنفيذ إصلاحات اقتصادية وقانونية جدية، واستعادة فرص العمل، فقد يكون مستقبله مشرقا. وأضاف: "حزب الله لم يعد قادرا على الهيمنة على السياسة. فهو مجرد ذراع لإيران، وهي دولة أجنبية تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان".
وشدد على أنه "لا ينبغي لإسرائيل أو سوريا أو أي جهة أخرى أن تفرض إرادتها العسكرية. هذه لحظة لبنان ليقرر مصيره بنفسه".
وعن العلاقات الدولية للبنان، أكد هوكستين أن "لبنان لا يحتاج إلى صدقات، بل إلى استثمار حقيقي".
وأضاف: "لبنان يمتلك رأسمال بشريا عالمي المستوى، وإذا تمكن من إصلاح مشكلاته في الحوكمة، فبوسعه استعادة مكانته كدولة نابضة بالحياة. وهو لا يزال الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يستطيع جميع أتباع الديانات العيش فيها بحقوق متساوية، وهذا أمر يستحق النضال من أجله