ملكة الفاكهة.. اكتشف المانغوستين وسر شعبيتها في الأسواق العربية
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
تُعد المانغوستين التي تُلقب "بملكة الفاكهة" إضافة جديدة إلى بعض الأسواق العربية، فقد بدأت تظهر في متاجر محدودة بفضل استيرادها من دول جنوب شرق آسيا مثل تايلند وماليزيا وإندونيسيا. ومع ذلك، فإن هذه الفاكهة الاستوائية المميزة تأتي بسعر مرتفع نسبيا يثير الفضول حولها بين المستهلكين.
على وسائل التواصل الاجتماعي، شارك البعض تجربتهم الأولى مع المانغوستين، مشيدين بجمال شكلها الخارجي، ورائحتها الزهرية، ونكهتها الغنية التي تجمع بين الحلاوة والحموضة.
يرجح علماء النبات أن المانغوستين (Garcinia mangostana) نشأت في ماليزيا التي لا تزال من أبرز الدول المنتجة لها، أو في جزر سوندا الإندونيسية. ومع الوقت، انتشرت زراعتها في معظم أنحاء جنوب شرق آسيا بفضل ظروفها المناخية المناسبة.
تُعد أشجار المانغوستين دائمة الخضرة لكنها بطيئة النمو؛ إذ تحتاج ما بين 7 إلى 9 سنوات لتبدأ في إنتاج الثمار، مقارنة بأشجار أخرى قد تثمر خلال عام واحد. وعند نضجها، يصل ارتفاع الشجرة إلى نحو 13 مترًا، وتستطيع إنتاج حوالي ألف ثمرة سنويا. ومع ذلك، فإن زراعتها تتطلب ظروفًا مناخية خاصة، حيث لا تحتمل درجات حرارة تقل عن 40 درجة فهرنهايت، كما تحتاج إلى مستويات عالية من الرطوبة وأمطار غزيرة، مما يحد من انتشارها خارج المناطق الاستوائية.
إعلانثمار المانغوستين بحجم ثمرة اليوسفي تقريبًا، وتتميز بقشرة صلبة أرجوانية اللون تغلف فصوصًا بيضاء ناعمة تشبه الثوم. تحتوي كل ثمرة على 4 إلى 8 فصوص، إما خالية من البذور أو تحتوي على عدد قليل منها، في حين تكون البذور صالحة للأكل رغم طعمها المر وصلابتها التي قد لا يفضلها البعض.
أما من حيث المذاق، فقد وصف الكاتب آر دبليو أبل جونيو، في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز، الطعم بأنه "لا يمكن للكلمات أن تصفه بدقة". وأشار إلى أنه يشبه مزيجًا من الليتشي، والخوخ، واليوسفي، مع توازن مثالي بين الحلاوة والحموضة. وأضاف أن نكهة الثمرة تكون أفضل كلما كان لونها أغمق، مع التحذير من البقع العنيدة التي تتركها قشرتها على الملابس.
في ثقافات جنوب شرق آسيا، تُعدّ المانغوستين مكملة لشجرة الدوريان، إذ يعزز تناولهما معًا التوازن بين التأثيرات الحرارية للجسم وفق الفلسفة التقليدية التي تربط الصحة الجسدية بتوازن قوى الين واليانغ. فالدوريان، المعروف بلقب "ملك الفاكهة"، يعزز الحرارة، بينما المانغوستين، بخصائصها المبردة، تكمل هذا التوازن.
تتمتع المانغوستين بفوائد عديدة جعلتها تكتسب لقب "ملكة الفاكهة"، ومن هذه الفوائد وفق ما نشره موقع "هيلث لاين":
عناصر غذائية متنوعةرغم احتواء المانغوستين على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والدهون فإنها غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن المهمة للحفاظ على وظائف الجسم، كما أن كوبا واحدا (196 غراما) من هذه الفاكهة يوفر ما يقرب من 12.5% من القيمة اليومية للألياف اللازمة لصحة الجهاز الهضمي والأمعاء.
خصائص مضادة للأكسدةربما تكون إحدى أهم سمات المانغوستين هي خصائصها الفريدة المضادة للأكسدة وخاصة مادة الزانثونات التي قد تساعد في الحماية من الإجهاد التأكسدي وتقليل الالتهاب في الجسم ومكافحة علامات الشيخوخة.
إعلان تأثيرات مضادة للالتهاباتتلعب الزانثونات الموجودة في المانغوستين دورا في تقليل خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية.
تعزيز فقدان الوزنيعتقد الخبراء أن تأثيرات الفاكهة المضادة للالتهابات تلعب دورا في تعزيز التمثيل الغذائي للدهون وإنقاص الوزن. ففي دراسة نشرتها مكتبة الطب الوطنية في أميركا عام 2009، وجد الباحثون انخفاضا في مؤشر كتلة الجسم لدى المشاركين الذين تناولوا عصير المانغوستين مرتين يوميا لمدة 8 أسابيع مقارنة بالمجموعة الضابطة.
علاج مشاكل البشرةبفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، يمكن أن يساعد مستخلص المانغوستين في حماية البشرة من الضرر الناتج عن التعرض لأشعة الشمس، كما قد يسهم في تقليل علامات الشيخوخة.
أكدت دراسة منشورة في مجلة الكيمياء الحيوية عام 2015 زيادة رطوبة الجلد ومرونته وقلة علامات تلف البشرة لدى المشاركين الذين تناولوا 100 ملغم من مستخلص المانغوستين يوميا لمدة 12 أسبوعا.
كيفية تناول المانغوستينتؤكل المانغوستين طازجة عن طريق تقشير القشرة الخارجية وتناول شرائح الفاكهة بداخلها كوجبة خفيفة ومنعشة، وتوجد كذلك معلبة أو مجففة، ويمكن تحويلها إلى مربى أو عصائر.
ويمكن إضافتها إلى سلطة الفاكهة مع البابايا والبطيخ والأناناس والعنب، وتشكل مزيجا رائعا مع الآيس كريم والحلويات.
لإزالة القشرة الخارجية، استخدم سكينا مسننا لعمل قطع دائري سطحي حول منتصف الثمرة، ثم أمسك الجزء السفلي وقم بلفّ النصف العلوي وإزالته، يمكنك بذلك الحصول على الفصوص البيضاء.
كذلك يمكنك الضغط على الثمرة بين راحتي يديك، وعندما تبدأ القشرة في التشقق تخلص منها واسحب الشرائح البيضاء الداخلية بسهولة.
نصائح قبل الشراء اختيار الثمار:ابحث عن الثمار ذات القشرة الناعمة واللون الأرجواني الداكن، تأكد من أن الثمرة صلبة وخالية من الشقوق لضمان جودتها.
إعلان التخزين:يفضل حفظ المانغوستين في درجة حرارة الغرفة وتناوله خلال أيام قليلة. تجنب تخزينها في الثلاجة، إذ قد يؤدي ذلك إلى فقدان النكهة وتسريع التلف. إذا كنت بحاجة لتخزينها في الثلاجة، قم بلفها بورق جرائد وضعها في الجزء العلوي للحفاظ عليها.
التأكد من الجودة:عند فتح الثمرة، تأكد أن الجزء الداخلي أبيض وغير شفاف. تجنب تناول الأجزاء الصفراء داخل الثمرة، لأنها غالبًا ما تكون مرة المذاق.
المكملات الغذائية:يتوفر المانغوستين أيضًا كمكمل غذائي على شكل كبسولات أو مسحوق. لكن قبل تناوله، خاصة أثناء الحمل أو الرضاعة، يُنصح باستشارة الطبيب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صفة عباد الرحمن .. تعرّف عليها واحرص أن تكون منهم
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورًا جديدًا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾ (الفرقان: 63). فكانت أولُ صفةٍ لعبادِ الرحمن أنهم يمشون على الأرض هونًا.
وأوضح أن الهونُ في اللغة: الرفقُ واللين. ومنه ما جاء في الحديث: «أَحْبِبْ حبيبَكَ هونًا ما، عَسَى أَنْ يكونَ بَغيضَكَ يومًا ما، وأَبْغِضْ بَغيضَكَ هونًا ما، عَسَى أَنْ يكونَ حبيبَكَ يومًا ما» [رواه الترمذي]، أي: حبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه ولا تفريط.
ويُروى مُرسَلًا عن مكحول أنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «المؤمنون هَيِّنون لَيِّنون كالجملِ الأنف: إن قِيدَ انقاد، وإن أُنيخَ استناخَ على صخرة»؛ وذكره البيهقي في [شُعَب الإيمان]، والمراد: أن المؤمن لينٌ سهلٌ.
وبين ان فمعنى الآية: أن مشيَهم على الأرض يكون في لينٍ وسكينةٍ ووقارٍ وتواضع، وهذا كله ضدُّ الكِبر، وهو يتفق مع قوله تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ (الإسراء: 37).
أشار إلى أن عدمُ الكِبر يجعل الإنسانَ يعرف حقيقتَه وأنه محدودٌ؛ فيلتفت إلى وظيفته الحقيقية في هذا الوجود، وهي: عبادةُ الله، وعمارةُ الكون، وتزكيةُ النفس.
ويتفق ذلك مع وصيةِ لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ (لقمان: 18).
وقال زيد بن أسلم: كنتُ أسأل عن تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾ فما وجدتُ فيه شفاء، فرأيتُ في المنام مَن جاءني فقال لي: هم الذين لا يريدون أن يفسدوا في الأرض. (القرطبي)؛ وقيل: يمشون بالوقار والسكينة.
وهو معنى جليلٌ نبه إليه كثيرٌ من المفسرين. فقال القشيري: «وقيل: لا يمشون بإفسادٍ ومعصية، بل في طاعة الله، والأمورِ المباحة من غير هوك» (والهوك: الحمق). وقال ابن عباس: بالطاعة والمعروف والتواضع.
وقال الحسن: حلماءُ إن جُهل عليهم لم يجهلوا. وقيل: لا يتكبرون على الناس. وهذه كلها معانٍ متقاربة، ويجمعها العلم بالله، والخوف منه، والمعرفة بأحكامه، والخشية من عذابه وعقابه. (تفسير القرطبي)
ونوّه أن الهونُ هنا صفةٌ لعباد الرحمن، وليس صفةً للمشي وحده؛ لأن الإنسان قد يمشي برفقٍ وفي حقيقته وذات صدره هو ذئب؛ كما قيل:
كلُّهم يمشي رويدًا ** كلُّهم يطلبُ صيدًا
والنبي ﷺ يقول للسيدة عائشة رضي الله عنها: «إنَّ الرفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزعُ من شيءٍ إلا شانَه» (رواه مسلم).
فهذه صفةٌ تحتاج إلى كثيرٍ من ضبط النفس والتربية. وما أحوجَنا إليها في عصرنا الحاضر؛ حتى نخرج من مصائبِ الكِبر الذي ما دخل في أمةٍ إلا أهلكها، ومن مصائبِ الفساد الذي ما شاع في قومٍ إلا أخرجهم من دائرة الرضا والقناعة إلى دائرة الطمع والحمق. فإن أساس الإفساد في الأرض وارتكاب الحرام وظلم الناس إنما هو ذلك الطمع، وما يكتنفه من عنفٍ في طلبه.
قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (القصص: 83).
ونلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى نهى عن مجرد إرادة العلو، فما بالك بنفس الفعل. وفي الحديث: «ألا أُخبرُكم بأهلِ النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مستكبر» (رواه البخاري ومسلم).
والعُتُلّ: قيل هو الغليظ العنيف، الشديد الخصومة في الباطل، والجَوّاظ: قيل الكثير اللحم المختال في مشيته (وقيل فيه غير ذلك).
ويحتاج الأمرُ منا إلى تتبع مادة "فسد" في القرآن الكريم لرسم ملامح ذلك الفساد المنهي عنه، وكذلك في السنة؛ لأن تحديد المفاهيم أصبح من الواجبات الكبار؛ فكثيرٌ من الناس يرى المنكر معروفًا، والمعروف منكرًا، ويرى الصلاح فسادًا، والفساد صلاحًا. ويمكن تحقيق ذلك بأن نتتبع ما يحبه الله وما لا يحبه في القرآن الكريم حتى نحدد مفهوم الصلاح والفساد.