جهود مضنية لتنظيم سوق العمل
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
يشهد سوق العمل في سلطنة عُمان تعديلات واسعة منذ تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم في البلاد؛ بهدف معالجة التحديات التي عانى منها أطراف الإنتاج الثلاثة خلال الفترة الماضية وأثّرت على سوق العمل وبيئة الأعمال ونمو القطاعات الاقتصادية المرتبطة في الناتج المحلي الإجمالي بدءًا من القوانين والتشريعات مرورا ببيئة الأعمال وصولا إلى حجم مساهمتها في الاقتصاد العُماني بمعدلات أفضل عن السابق.
خلال 5 سنوات لاحظنا تحسنا كبيرا في ملف التوظيف والتشغيل، فلله الحمد والمنة كثير من الباحثين عن عمل جرى توظيفهم سواءً بدرجات مالية أو بعقود عمل دائمة أو إلحاقهم ببرامج تدريبية مقرونة بالتوظيف، وبالتالي نستطيع أن نقول: إن التحسّن في الجانب المالي للدولة انعكس إيجابا على أحد القضايا المجتمعية الشائكة التي تعاني منها أغلب الدول؛ لارتباطها ارتباطا وثيقا بالنمو الاقتصادي للدول.
الجانب الآخر من التعديلات التي يشهدها سوق العمل في سلطنة عُمان هو حزمة الإعفاءات والتسهيلات المقدّمة لروّاد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبرى التي تقوم بدورٍ تنموي كبير خصوصا على مستوى البنية الأساسية في مختلف المحافظات، وهي إعفاءات سخية وتؤثر إيجابا في تنظيم سوق العمل آخرها إقرار 60 مليون ريال عُماني لمعالجة بعض التحديات التي عانى منها أصحاب الأعمال خلال السنوات الماضية، أو تسبّبت فيها مجموعة من الأيدي العاملة المقيمة مثل ترك العمل بدون إخطار صاحب العمل، مما كبّد المؤسسة أو الشركة مبلغا للتذكرة ومبلغا آخر للبلاغ ومبلغا كذلك لمكتب سند ونشر بلاغ الهروب في الجريدة اليومية. واليوم نقف أمام مرحلة جديدة من دعم قطاع الأعمال في سلطنة عُمان عبر إلغاء العديد من المخالفات السابقة على ملّاك السجلات التجارية والأفراد، مما يعني ذلك الدعم المالي السخي للعمليات التشغيلية في القطاع الخاص؛ فمثلا إذا كانت إقامة العامل منتهية منذ 7 سنوات فإن الغرامات المستحقة لوزارة العمل تعد ملغاة بدءًا من 1 فبراير 2025م، فإذا افترضنا عاملا انتهت بطاقة إقامته في 2018م، ولم يجدد الإقامة لمدة 7 سنوات، فإن الغرامة المترتبة عليه (84 شهرا * 30 ريالا = 2520 ريال) للعامل الواحد في الشركة ستلغى ولن تكون عائقا لإنجاز المعاملات الأخرى للشركة، كذلك سيتم إلغاء بطاقات العمل التي مرت عليها مدة 10 سنوات ولم يتقدم أصحابها بطلب أي خدمة تتصل بها، هذه البطاقات كانت تمثّل تحديا لأصحابها؛ بسبب تراكم المبالغ المستحقة عن تأخير التجديد أو الإلغاء، وهي فرصة حقيقية للمؤسسات والشركات لإعادة حوكمة أدائها الإداري والمالي، ربما لا يدرك كثيرون أهمية الإعفاء من الغرامات والالتزامات المالية المسجلة على الأفراد وأصحاب العمل؛ لظنهم أنها لا تلامس التعامل مع مطالباتهم بالتوظيف والتشغيل، إلا أن لهذه الخطوة أبعاد عدة من بينها معالجة التحديات المالية لمؤسسات وشركات القطاع الخاص التي من المتوقع أن تتفاعل إيجابا مع هذه الحلول العلاجية عبر إيجاد مزيدٍ من الفرص الوظيفية للباحثين عن عمل، والسعي لاستقرار العمالة الوطنية، إضافة إلى المساهمة الفعّالة في تنمية الاقتصاد العُماني برفع مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي. وأرى من المهم أن تبحث شركات ومؤسسات القطاع الخاص عن حلول تشغيلية مستدامة غير مكلفة باستخدام التقنيات الحديثة والاستثمار في الموارد البشرية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تقليل الأعباء المالية على المؤسسة وتحد من الصعوبات التي تواجهها وقت الأزمات الاقتصادية.
ما يميّز الإعفاءات والتسويات المالية أنها شملت جميع المخالفات العمالية المؤثرة على أداء القطاع الخاص ودوره الحيوي في تنمية الاقتصاد العُماني، والآن الفرصة أمام الشركات والمؤسسات لمعالجة وضعها المالي والإداري من خلال الاستفادة من هذه الإعفاءات، وفرصة أيضا لمعالجة تشوّه البيانات عن شركات القطاع الخاص من حيث أعداد العمال المقيمين الحقيقيين في مختلف أنواع الشركات، وكذلك أعداد الشركات والمؤسسات النشطة، مما يعالج قضايا عدة أبرزها تكدّس القوى العاملة المقيمة في الأحياء السكنية دون عمل، والمخاطر الناجمة عن ذلك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الباحثین عن عمل القطاع الخاص سوق العمل ع مانی
إقرأ أيضاً:
تعاون بين "صحار ألمنيوم" و"أثر" لتنظيم دعم المشاريع الصحية
صحار- الرؤية
وقّعت شركة صحار ألمنيوم مذكرة تفاهم مع مؤسسة الصحة الوقفية (أثر)، بهدف توحيد الجهود لدعم المبادرات والمشروعات الصحية ذات الأولوية في سلطنة عُمان، وذلك في إطار حرص الطرفين على تعزيز استدامة الخدمات والمشاريع الصحية والمساهمة الفاعلة في تطوير القطاع الصحي بالسلطنة.
وجرى توقيع مذكرة التفاهم بوزارة الصحة، حيث وقّع المذكرة عن شركة صحار ألمنيوم أحمد بن محمد بن ناصر الخروصي مدير عام الموارد البشرية وشؤون الشركة، فيما وقّعها عن مؤسسة الصحة الوقفية علي بن حسن اللواتيا نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الصحة الوقفية.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى تنظيم آلية التعاون بين الطرفين من خلال توجيه تبرعات ومساهمات المسؤولية الاجتماعية المقدّمة لدعم المشاريع الصحية للاستفادة منها في إنشاء مشاريع صحية مستدامة، وذلك وفق معايير احتياج واضحة، وضمان استغلال الموارد المتاحة بما يخدم الأولويات الوطنية في القطاع الصحي.
ونصّت المذكرة على قيام مؤسسة الصحة الوقفية (أثر) وشركة صحار ألمنيوم بتقييم الطلبات المقدّمة من المؤسسات الصحية المختلفة بناءً على معايير دقيقة لتحديد مدى الاحتياج والأولوية لها، فضلاً عن متابعة تنفيذ المشروعات المعتمدة والتعاون في إجراء دراسات لتقييم أثرها الاجتماعي وقياس فاعلية هذه المشاريع الصحية وتأثيرها على النظام الصحي في السلطنة.
وقال أحمد بن محمد الخروصي مدير عام الموارد البشرية وشؤون الشركة بشركة صحار ألمنيوم، إن دعم القطاع الصحي يأتي كأحد أبرز القطاعات الحيوية التي توليها الشركة اهتمامًا بالغًا وذلك ضمن مسؤوليتها الاجتماعية وواجبها الوطني لدعم جهود الحكومة في مختلف القطاعات؛ مشيرًا إلى أن توقيع هذه الاتفاقية يعكس التزام شركة صحار ألمنيوم لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز شراكتها مع وزارة الصحة وامتدادًا لدعمها لمختلف المشاريع والمبادرات التي أسهمت الشركة في تنفيذها في مختلف المستشفيات والمؤسسات الصحية بعدد من محافظات السلطنة.
من جانبه، أشار هلال بن حمد الصارمي المدير التنفيذي لمؤسسة الصحة الوقفية (أثر)، إلى أن هذه الاتفاقية تجسّد أهداف المؤسسة لدعم منظومة الصحة الوطنية من خلال إنشاء شراكات استراتيجية مع مؤسسات القطاع الخاص من خلال مشاريع استثماراتها الاجتماعية المختلفة.
وأضاف الصارمي: "نحن نؤمن بأن التعاون بين المؤسسات الصحية ومؤسسات القطاع الخاص يُعدّ ركيزة أساسية لضمان تحقيق أثر مستدام، وهذه الشراكة مع شركة صحار ألمنيوم تمثل نموذجًا ناجحًا في توجيه الموارد نحو أولويات واقعية تسهم في رفع جودة الرعاية والخدمات الصحية".