سودانايل:
2025-10-13@01:07:30 GMT

السودان .. عود علي بدء

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

د. المقداد ادم طه

تم تصميم السودان في الماضي بشكل يجعل التحكم فيه حكرا علي جماعة النادي السياسي الذي تشكل بفعل المستعمر منذ نهاية المهديه في إستنساخ لتجارب الإنجليز في مستعمرات أخري في اسيا وإفريقيا ، وذهبت الدوله تنشأ المؤسسات والبرامج التي تخدم هذا الغرض فأنشات كلية غردون ، وتأسس مؤتمر الخريجين تحت سمع وبصر وإشراف المستعمر ، عملت السلطه علي تقريب وتحييد الجماعات الصوفيه الكبيره وتم تجنيدها لصالح مشروع السودان الجديد المتحكم به بالعطايا والمنح وتمليك الأراضي وغير ذلك.

.
إستثمرالإنجليز في هذه الطبقة الجديده التي تم إنشاءها لتخدم حاجة المستعمر عبر التعليم المستمر والتأهيل والتدريب وتم فصلهم في كل مراحل إنشاءهم من محيطهم الإجتماعي الطبيعي ، حيث كان يتم إحتواؤهم في الداخليات وتطبيعهم وتربيتهم علي نمط حياة معين يؤهلهم للقيام بالدور المطلوب منهم في المستقبل وهو قيادة الدوله لصالح المشروع الأكبر الذي يخدم الحكومه البريطانيه ومصالحها.
لكن هذه الخطه تعرضت لإنحراف غير متوقع شكل السودان بشكله الحالي والذي كان نتاج لحظتين تاريخيتين أثرتا في الخطه وتفاعلتا مع مشروع دولة النخبه فيه.
الأولي كانت تكون الأحزاب العقائديه مثل الحركه الإسلاميه والشيوعي والبعث ، والثانيه كانت تجربة الإنقاذ الوطني. هذه الأحزاب وبغض النظر عن إختلاف البرامج فإنها لم تكن تعتمد رافعة العرق أو اللون أو النسب في الترقي والقياده ، وهذا ما جعل مواطنين كثر من غير أبناء النخبه المركزيه يصعدون في سلم القيادة ويتعرفون علي الحكم ويسألون الأسئلة التي لم تكن تسأل من قبل عن الكيف والماذا والسبب.
وبالنظر إلي ان كل الانقلابات العسكريه في السودان كانت انحرافا عن الخطه الرئسيه المعده للحكم ، فإن اللحظة التاريخيه الثانيه كانت لحظة ثورة الإنقاذ الوطني التي وقفت خلفها وكونتها الحركه الاسلاميه والتي ساهمت في بسط العلم وبذل الحكم لكل أطراف السودان مستعينة ببرنامج وإسترانيجيه صوبت نحو أهل السوادن جميعا فقدمت دفعا مضاعفا لأبناء العامه للترقي والتعرض للتجارب.
ساهمت اللحظتين المذكورتين في زيادة الطلب علي السلطه والمال من فئات لم يكن في الحسبان انها تدرج في قوائم الملاك والحاكمين ، فنافس هؤلاء القادمين الجدد في كل المتاح من منصب ودرجه ، وساعدهم وحفزهم علي ذلك الحصول علي المعلومه التي بينت لهم كيف ان المركز حافظ علي حضورهم دائما في عتمة الظل والظلم ، وكيف أن الدوله كانت تسير جميعا في طريق واحد يصب لمصلحة أفراد وأسر تم تحديدها سلفا ببطاقات تعريف مختومه من النادي الحاكم ، وأن الإنتماء لهذا النادي كان أمرا عسيرا للغايه ، وأن هدم هذا النادي علي رؤوس المنتمين له وبناء ناد جديد كان الطريقة الأيسر والأسهل ، وإن تطلب ذلك إراقة الدماء وفقد الأنفس.
إن مشروع حميدتي المعلن والمنسوب (زورا وبهتانا) إلي قيمتي العدل والمساواه كان أولي به هؤلاء القادمين الجدد من الأطراف والبوادي من العامه . هذا الدعم السريع فوق انه الحق الأضرار بسمعة الذين إنضموا للواءه ، فهو أيضا قد ألحق ضررا بالغا بالقضية التي زعم أنه يمثلها والتي تعبر عن لسان حال أقوام عديده في السودان. بإنتهازيته المفرطه رهن الرجل بندقيته لآخرين خدمة لأغراضه الشخصيه وإستعجالا منه للنصر وظنا أنه بذلك يحرق مراحل التغيير ويعجل بنهاية الدوله والمشرع الذي مثلته منذ ما قبل إستقلال السودان.
بخطوته الغير محسوبه هذه فإن حميدتي ومجموعته ألحقوا بمشروع العداله وبسط السلطه والثروه ضررا بليغا لن يكون التعافي منه مسألة ميسوره ، فبدلا من محاصرته فالرجل أعطي عمرا إضافيا لنظام المركز الذي سيحسن إستغلال الفرصه التي قدمت له علي طبق من ذهب وسيعبأ الجمهور لصالح عودة النظام القديم وما يمثله للبعض من مغانم ونفوذ.
سينتصر الجيش في هذه المعركه طال زمانها أو قصر فهذا هو الطبيعي في أي ظرف مماثل وظروف مشابهه ، وسيكون الرهان بعد ذلك هو محاولة كبح لجام المركز المتوحش نحو إستعادة أراضيه التي فقدها بفعل العصرنه والتنوير الذي قادته المكونات التي نشأت بفعل تطور الحياة ، والنجاح في هذه المرحله بالنسبه للقوي التي تدافع عن مشروع العداله الإجتماعيه والسياسيه هو أن تظل القضيه حاضره وألا تضيع جميعا في فورة بحث المركز عن الإنتقام وتصفية الحسابات وإعادة عقارب الساعة إلي الوراء.

mogd18@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

النائب أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسي كانت حجر الأساس ومنعت انزلاق المنطقة إلى الفوضى

أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، على أهمية القمة الدولية التي تستعد مصر لاستضافتها خلال الأيام المقبلة، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب والأوروبيين، مؤكدا أن انعقادها في شرم الشيخ – أرض السلام – يحمل دلالات سياسية بالغة الأهمية، في مقدمتها الثقة الدولية في الدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدرته على إدارة الملفات الإقليمية الحساسة بحكمة واتزان، بما يحافظ على استقرار المنطقة ويصون حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال "محسب" إن استضافة مصر للقمة التي ستناقش مستقبل قطاع غزة ومرحلة ما بعد الحرب، تأتي امتدادا للدور المصري الراسخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي تصدى منذ اليوم الأول للحرب لمحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأعلن بوضوح أن مصر لن تسمح بأي مخطط من شأنه تصفية القضية أو الإضرار بالأمن القومي المصري والعربي، وهو الموقف الذي فرض على العالم أجمع احترام الدولة المصرية وقيادتها.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن مصر نجحت على مدار العامين الماضيين في لعب دور الوسيط الأمين بين جميع الأطراف، وتمكنت من وقف الحرب من خلال اتفاق تم التوصل إليه بوساطة مصرية ، مشددا على أن الصلابة السياسية والإنسانية للرئيس السيسي كانت حجر الأساس في حماية الشعب الفلسطيني من كارثة إنسانية، ومنع انزلاق المنطقة إلى فوضى جديدة، مؤكدا  أن القمة المنتظرة في شرم الشيخ تمثل فرصة جديدة  لإعادة بناء الثقة بين الأطراف الدولية والإقليمية، والتأكيد على أن السلام العادل لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما ثمن الدكتور أيمن محسب، الدور الإنساني الذي تقوم به اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة، والتي أعلنت تسيير 100 شاحنة لنقل العائدين إلى شمال القطاع، مؤكدا أن هذا التحرك يعكس مدى التزام مصر الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، وحرصها على إعادة النازحين إلى بيوتهم بأمان وكرامة، وهو موقف ليس  جديدا على الدولة المصرية، التي ظلت على مدار العقود الماضية سندا وعونا للفلسطينيين في أحلك الظروف.

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري يحبط تهريب أسلحة بحمص ويضبط شحنة كانت في طريقها إلى لبنان
  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟
  • حسام المندوه: أرض الزمالك بميت عقبة كانت مهددة بالسحب لهذا السبب
  • حسام المندوه يكشف آخر تطورات سحب ارض النادي في ٦ أكتوبر
  • سلطات مطار عدن تحبط محاولة تهريب قطع أثرية كانت في طريقها إلى الخارج
  • مفيدة شيحة: آخر مرة سمعت عن بيت الطاعة كانت في الأفلام الأبيض والأسود القديمة
  • النائب أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسي كانت حجر الأساس ومنعت انزلاق المنطقة إلى الفوضى
  • إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء.. علي جمعة: بعملين تكفرها كلها
  • تفكيك شبكة إسرائيلية كانت تستعد لتفجيرات واغتيالات
  • بوقرة : “مباراتنا ضد منتخب فلسطين كانت اختبار جيد لنا”