عودة ترامب إلى "البيت الأبيض".. قرارات مثيرة وجدل لا يتوقف في ولايته الثانية
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
يحتاج الرؤساء، سواء كانوا في بدايات أو نهايات فترة رئاستهم، إلى فترة من التأمل قبل اتخاذ قرارات مصيرية، ورغم أن المرشح الرئاسي عادة ما يكون لديه برنامج واضح، إلا أن الرؤساء يتسمون بحذر أكبر في اتخاذ القرارات نظرًا لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظل مغردًا خارج السرب، حاملًا أسلوبًا خاصًا في اتخاذ القرارات يتسم بالعجلة والتصعيد.
في مقال تحليلي نشرته سوزان بي جلاسر في مجلة "نيويوركر"، تُسجل عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد فترة من الغياب، حيث اتخذ سلسلة من القرارات المثيرة للجدل في أيامه الأولى في الرئاسة.
خلال تلك الأيام، أعلن ترامب عن انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، كما ألغى ضمان الدستور للحصول على الجنسية الأمريكية بالولادة، وأطلق تهديدات بالحرب التجارية مع كندا والمكسيك.
كما أمر بنقل الآلاف من الجنود إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وأصدر أوامر بإلغاء برامج الفيدرالية المتعلقة بالتنوع والشمول.
علاقة ترامب بالسوشيال ميدياترامب، الذي اشتهر باستخدامه المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، لم يترك الفرصة تمر دون أن يشارك خططًا وقراراته عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال".
ففي ليلة أولى له بعد العودة إلى منصبه، نشر تعليقًا حول إقصاء موظفين حكوميين اعتبرهم لا يتفقون مع رؤيته السياسية، ثم توالت التعليقات الغاضبة ضد منتقديه من الشخصيات العامة، مثل الأسقف ماريان إدجار بودي، التي دعاها إلى الرحمة تجاه المهاجرين والمثليين.
قرارات ترامب وتحقيق أجندته
في بداية ولايته الثانية، يظهر ترامب وكأنه يسعى لخوض معارك سياسية جديدة في مختلف الجبهات، خاصة مع الأطراف الأضعف مثل كندا وبنما، بينما يبقى الصراع مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا في الخلفية.
ورغم الوعود التي أطلقها خلال حملاته الانتخابية، مثل إنهاء الحرب في أوكرانيا أو خفض التضخم، فإن الأمور لم تتغير بشكل كبير، حيث تظل الطائرات المسيّرة تضرب كييف، وتستمر أسعار البيض في الارتفاع.
القرارات التنفيذية: النهج المفضل لترامب
على غرار ولايته الأولى، يفضل ترامب الطابع الدرامي للقرارات التنفيذية أكثر من العمل مع الكونغرس، في اليوم الأول من ولايته الثانية، وقع على 26 أمرًا تنفيذيًا مقارنة بأمر واحد فقط في اليوم الأول من رئاسته الأولى.
ويظهر هذا النهج كثرة التصعيد السياسي، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز سلطاته التنفيذية مع تحديد الحدود الدستورية لهذه القرارات.
الخصوم والصراعات الداخلية
بعد العودة إلى السلطة، تبرز صراعات داخلية بين مستشاريه، وهي سمة كانت موجودة خلال ولايته الأولى.
رغم التحديات والمخاطر المهنية التي يواجهها، يبدو أن ترامب مستمر في تعزيز نفوذه، مستعينًا بالحلفاء والأشخاص المقربين الذين يسهمون في تشكيل معركته السياسية، بالإضافة إلى ذلك، تظهر بعض التوترات بين ترامب وبين بعض الشخصيات المؤثرة مثل إيلون ماسك.
ترامب واختياراته المستقبلية
من الواضح أن ترامب لا يزال متمسكًا بنهج المواجهة المستمر، سواء كان ذلك مع خصومه السياسيين أو حتى داخل فريقه، إذ تمثل الحرب مع الجميع جزءًا من استراتيجية ترامب للبقاء في دائرة الضوء والهيمنة على المشهد السياسي الأمريكي.
لكن مع مرور الوقت، تتساءل العديد من التحليلات: هل ستستمر ولاية ترامب الثانية على نفس النهج الذي اتسمت به الأولى أم ستطرأ تغييرات جوهرية؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عودة ترامب إلى البيت الأبيض دونالد ترامب رئاسة ترامب الثانية قرارات ترامب السياسة الأمريكية ازمة ترامب ولاية ترامب الثانية
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: قطر أول مشترٍ دولي لنظام رايثيون المضاد للطائرات المسيرة
أعلن البيت الأبيض شراء قطر لنظام "رايثيون" للأنظمة الثابتة، المنخفضة، البطيئة والصغيرة "fs- lids" المضاد للطائرات بدون طيار، مشيرا إلى أن الدوحة تعد أول مشترٍ دولي لنظام "رايثيون" المضاد للطائرات المسيرة.
وفي وقت لاحق؛ وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الأربعاء، مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية مع دولة قطر، بقيمة إجمالية لا تقل عن 1.2 تريليون دولار.
وجاء في البيان الرسمي: "وقّع الرئيس دونالد ترامب اتفاقية مع قطر تهدف إلى تعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين، وتشمل صفقات تجاوزت قيمتها 243.5 مليار دولار، من ضمنها عقود ضخمة مع شركتي بوينغ وجنرال إلكتريك لتوريد طائرات ومحركات لصالح الخطوط الجوية القطرية".
وأشار البيت الأبيض إلى أن هذه الاتفاقيات ستسهم في دعم الابتكار والازدهار على المدى الطويل، وتعزيز الصناعات الأمريكية، وخلق فرص عمل ضخمة، تمهيدًا لما وصفه بـ"عصر ذهبي جديد" للاقتصاد الأمريكي.
صفقات بارزة ضمن الاتفاق:
بوينغ وجنرال إلكتريك: وقعت الخطوط الجوية القطرية طلبية تاريخية لشراء ما يصل إلى 210 طائرات من طراز بوينغ 787 دريملاينر و777X، مجهزة بمحركات جنرال إلكتريك، بقيمة 96 مليار دولار. وتُعد هذه الصفقة الأكبر في تاريخ بوينغ لطائرات كبيرة الحجم، ويتوقع أن تدعم أكثر من 154 ألف وظيفة أمريكية سنويًا.
ماكديرموت: تواصل الشركة شراكتها مع "قطر للطاقة" عبر سبعة مشاريع حيوية للبنية التحتية بقيمة 8.5 مليار دولار، في إطار توسعة قطر الكبرى لمشروعات الغاز الطبيعي المسال، ما يوفر آلاف الوظائف الأمريكية في قطاع الطاقة.
بارسونز: فازت الشركة بـ30 مشروعًا بقيمة إجمالية تصل إلى 97 مليار دولار، ما يعزز مكانتها في مجالات الهندسة والابتكار، ويدعم آلاف فرص العمل داخل الولايات المتحدة.
كوانتينيوم والربان كابيتال: أبرمت الشركتان اتفاقًا لإنشاء مشروع مشترك بقيمة مليار دولار للاستثمار في تقنيات الحوسبة الكمومية وتطوير الكفاءات التقنية الأمريكية.
صفقات دفاعية وشراكة أمنية:
رايثيون: أُبرمت صفقة بقيمة مليار دولار لتزويد قطر بأنظمة دفاعية متطورة مضادة للطائرات المسيّرة، وهي أول صفقة دولية لهذا النظام الدفاعي المتكامل.
جنرال أتوميكس: أبرمت صفقة تقدر بنحو ملياري دولار لتزويد القوات القطرية بطائرات MQ-9B المسيّرة، الأحدث ضمن فئتها، بما يعزز التعاون الدفاعي بين البلدين.
كما وقّعت الولايات المتحدة وقطر "بيان نوايا" لتعزيز الشراكة الأمنية بينهما، يشمل استثمارات مستقبلية بقيمة تفوق 38 مليار دولار، تركز على تطوير قاعدة العديد الجوية وتعزيز قدرات الدفاع الجوي والأمن البحري.
وأكد البيت الأبيض أن هذه الحزمة من الاتفاقيات تهدف إلى تعميق الشراكة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة وقطر، مع التركيز على خلق وظائف ذات أجور مجزية، وتوسيع آفاق التجارة والاستثمار خلال العقد المقبل وما بعده.