صفة التَّبادُل.. ثمنُها التّهْجِير
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
يصرّ ترامب على خطَّته، وإن كان لم يوضح مدتها الزمنية
لا حديث يعلو هذه الأيام في الإعلام عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي تناولت تهجير نحو 1،5 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، من أجل "تنظيف المنطقة التي مزقتها الحرب، وإنشاء واقع جديد يحافظ بشكل أو بآخر على اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، والتخطيط لإعادة إعمارها وإحلال السلام في الشرق الأوسط"، كما في الخطة الأمريكية.
وقد قُوبلت الفكرة بالرفض من الأردن ومصر، ومع ذلك يصرّ ترامب على خطَّته، وإن كان لم يوضح مدتها الزمنية ولا كيفية تطبيقها، هذا في وقت رحَّب بها عدد من قادة إسرائيل، مؤكدين عزمهم العمل على تحويلها إلى خطة عملية قابلة للتنفيذ.
من الناحية النظرية، فإن ترامب يعيد طرح فكرة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في وقت باكر من الحرب، حين بادرت إلى طرحها على الأردن ومصر أواخر عام 2023م، وسرعان ما تخلّت عنها مع إصرار الدولتين على رفض الفكرة بالمطلق، والفارق الوحيد أن ترامب يصر على إتمام مشروع صفقة القرن التي بدأ تنفيذها في فترة حكمه الأولى.
ويبدو أن إدارة ترامب ترى الوقت مناسباً لتنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين لأسباب كثيرة من أهمها: الوضع المأسوي في غزة، وهزيمة "محور المقاومة"، وغياب الدور الروسي، وتراجع القوى الدولية المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية، كما هي الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي والصين.
الطرح الأمريكي لمٍسألة تهجير الفلسطينيين من غرة، وليس مستبعداً من الضفة بعدها ـ يُعيدنا إلى مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، القائم على خطة تهجير الفلسطينيين من سكان غزة هرباً من القصف والإبادة، واعتبرها هجرة طوعية، وحاول تنفيذها بعد شهرين من بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وواجه مشكلة تتمثل في عدم وجود دول تستقبلهم بعد أن رفضت مصر والأردن خطتّه من الأساس، وهي الخطّة نفسها التي طرحها ترامب اليوم، متسلحا فيها بقدرته على اتخاذ القرار، وبتحديد الدول التي سيتم تهجير الفلسطينيين إليها، حتى انه ـ كما تشير بعض المصادر ـ حدد دولاً أخرى غير عربية، منها: أندونيسيا وألبانيا، واستعادة إسرائيل لمواطنيها ضمن صفقة التبادل الجارية حاليا.
طرح تهجير الفلسطينيين من غزة، يحقق نصراً لإسرائيل باعتباره "مشروعها الوجودي"، الذي لأجله أفشلت كافة المشاريع والمبادرات السياسية (الإقليمية والدولية) الهادفة إلى إيجاد حلول، وذلك بوضع العراقيل والعقبات أمام مسيرة السلام.
لقد سعت إسرائيل بنشاط محموم لفرض الحقائق على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال: قامت بتقطيع أوصال الضفة الغربية بالمستوطنات، وضمنت هيمنتها على القدس، وأبقت قطاع غزة معزولاً ومحاصراً، ثم انتهت إلى تدمير غزة بالكامل وتحويلها إلى أنقاض، قد تستغرق عملية إزالتها نحو 21 عاماً، وحاولت تصدير أزمتها إلى دول الجوار، وكل هذا الهدف منه إقامة دولة يهودية ـ صهيونية خالية من أي وجود فلسطيني.
بقي أن الطرح الأمريكي بتهجير سكان غزة له صلة بما يحدث هذه الأيام من تبادل للأسرى والمخطوفين، إذْ من المعروف أن ذلك تمَّ بضغط من الرئيس دونالد ترامب على الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة عبر مراحل، وبنهاية الصفقة في مرحلتها الأخيرة، يبدأ تهجير الفلسطينيين من غزة، ويتوقع مناقشة هذا الأمر أثناء زيارة نتانياهو إلى واشنطن ولقاء ترامب الأيام المقبلة، لمناقشة واستكمال المفاوضات في شأن المرحلتين الثانية والثالثة من صفقة الرهائن، والحسم في الدول المستعدة لاستقبال الفلسطينيين، ومنها دول أفريقية مثل: الكونغو ورواندا، وهذا في حال حصوله سيجعل التهجير المحزن، إن تحقق، ثمناً لصفقة تبادل الأسرى، التي لم تصل إلى نهايتها بعد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل تهجیر الفلسطینیین من
إقرأ أيضاً:
إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
(CNN)-- نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، الجمعة، صورا من مقتنيات تركة جيفري إبستين، تُظهر عديدا من الشخصيات النافذة في دائرة تاجر الجنس، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون، وغيرهم.
والعديد من هؤلاء الرجال لهم صلات سابقة بإبستين، لكن الصور قد تلقي ضوءا جديدا على مدى عمق تلك العلاقات.
وبشكل إجمالي، فإن الصور الـ19 - التي قالت اللجنة إنها جاءت من تركة إبستين - تؤكد أنه كان مرتبطا في الماضي بمجموعة متنوعة من الأشخاص النافذين والبارزين الذين تخضع علاقاتهم به الآن لتدقيق واسع.
وتظهر إحدى الصور التي نُشرت، الجمعة، ما يبدو أنه "وعاء يحتوي على واقيات ذكرية مُبتكرة عليها رسم كاريكاتوري لوجه ترامب"؛ ويحمل الوعاء لافتة كُتب عليها "واقيات ترامب 4.50 دولار".
ويحمل كل واق ذكري صورة لوجه ترامب مع عبارة "أنا ضخم!". وأظهرت صورة أخرى ترامب مع 6 نساء يرتدين أكاليل الزهور، وقد حجبت اللجنة وجوههن. ونُشرت صور أخرى لستيف بانون وإبستين وهما يلتقطان صورة أمام المرآة؛ وصورة لبيل كلينتون مع إبستين وماكسويل وزوجين آخرين؛ وصورة لملياردير التكنولوجيا بيل غيتس مع الأمير السابق أندرو. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز والمحامي آلان ديرشوفيتز في صور من مقتنيات تركة إبستين.
ولا تُظهر أي من الصور التي تم نشرها أي سلوك جنسي غير لائق، ولا يعتقد أنها تصور فتيات قاصرات. ولم يتضح على الفور متى أو أين تم التقاط هذه الصور، أو من التقطها.
وحصلت اللجنة التي يقودها الجمهوريون على هذه الصور من تركة إبستين كجزء من تحقيقها الجاري. وقد نشرت اللجنة حتى الآن عشرات الآلاف من الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني والمراسلات التي تلقتها من تركة إبستين، والتي لا تزال تفتح آفاقا جديدة في التحقيقات.
ووجه محامو تركة جيفري إبستين رسالة إلى اللجنة، الخميس، أشاروا فيها إلى "إمكانية مراجعة مقاطع الفيديو والصور التي طلبتها، والتي تم التقاطها في أي عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين، وذلك خلال الفترة من 1 يناير 1990 حتى 10 أغسطس 2019".
وذكر المحامون في رسالتهم: "كما هو الحال بالنسبة لما تم الكشف عنه بالأمس، تتضمن هذه الوثائق أيضا موادا قد لا تكون ذات صلة بالموضوع، ولكن لم تتمكن إدارة التركة من تأكيد ما إذا كانت قد التُقطت في عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين. وقد أجرت التركة تعديلات طفيفة على هذه الصور، واقتصرت هذه التعديلات على صور العُري".
وقال النائب روبرت غارسيا، كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، في بيان، إن آخر ما قدمته التركة من وثائق يحتوي على "أكثر من 95 ألف صورة، من بينها صور لرجال أثرياء ونافذون قضوا وقتا مع جيفري إبستين"، و"آلاف الصور لنساء ومقتنيات تابعة لإبستين".
وأضاف غارسيا في بيان: "حان الوقت لإنهاء هذا التستر من قبل البيت الأبيض، وتحقيق العدالة لضحايا جيفري إبستين وأصدقائه النافذين. هذه الصور المقلقة تثير المزيد من التساؤلات حول إبستين وعلاقاته ببعض أقوى الرجال في العالم. لن نهدأ حتى يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة. يجب على وزارة العدل أن تفرج عن جميع الملفات، الآن".
ولم يتم اتهام بيل كلينتون مطلقا من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفة تتعلق بإبستين، وقد أعلن متحدث باسمه مرارا أنه قطع علاقاته بإبستين قبل اعتقاله بتهم فيدرالية في عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
ونفى متحدث باسم غيتس مرارا أن يكون إبستين قد عمل لديه. وكان غيتس قد أعرب من قبل عن ندمه على لقائه بإبستين، حيث قال لأندرسون كوبر من شبكة CNN عام 2021: "كان خطأً فادحا قضاء الوقت معه، ومنحه مصداقية التواجد هناك".
في حين أن علاقات ترامب بإبستين معروفة جيدا. فقد كانا ينتميان إلى نفس الأوساط الاجتماعية في مانهاتن وبالم بيتش. لكن لم يتم توجيه الاتهام لترامب بأي مخالفة جنائية، وقد وصف هو وفريقه سابقا إبستين بأنه شخص "بغيض" طرده ترامب من ناديه.
وفي مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي نشرتها اللجنة مؤخرًا، ادعى إبستين أن ترامب "قضى ساعات" مع إحدى أبرز من اتهموا إبستين، الراحلة فيرجينيا جيوفري. كما كتب إبستين في رسالة بريد إلكترونية أن ترامب "كان على علم بالفتيات" - في إشارة واضحة إلى ادعاء ترامب أنه طرد إبستين من ناديه مار-أ-لاغو لقيامه باستدراج الشابات اللواتي يعملن هناك.
في أعقاب تلك الرسائل الإلكترونية، وصف ترامب والبيت الأبيض القضية بأنها "خدعة"، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرسائل الإلكترونية "لا تثبت شيئا على الإطلاق، سوى حقيقة أن الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ".
وكشفت مراجعة شبكة CNN لآلاف الصفحات من رسائل إبستين الإلكترونية أنه على مر السنين، استشهد إبستين مرارا وتكرارا بترامب، أحيانًا لتحليل سلوكه، وأحيانا أخرى لغرض النميمة، وأحيانا أخرى لمجرد تصوير نفسه كشخص لديه فهم نادر للرجل الذي أصبح رئيسًا.
وواجه آخرون ممن ارتبطوا بإبستين عواقب مهنية أو غيرها بسبب تلك العلاقة، على الرغم من أنهم لم يُتهموا أيضا بارتكاب أي مخالفات جنائية.
وأخذ سامرز إجازة من التدريس في جامعة هارفارد واستقال من منصبه في مجلس إدارة OpenAI، وقال إنه "يشعر بخجل شديد" من استمراره في التواصل مع إبستين، وإنه سيعمل، مع تنحيه عن أداء الأدوار العامة، على "إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقات مع الأشخاص الأكثر قربا منه". وتخلى أندرو ماونتباتن-ويندسور عن استخدام ألقابه الملكية، ونفى أي مزاعم بسوء السلوك.