موقع 24:
2025-05-30@10:15:27 GMT

صفة التَّبادُل.. ثمنُها التّهْجِير

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

صفة التَّبادُل.. ثمنُها التّهْجِير

يصرّ ترامب على خطَّته، وإن كان لم يوضح مدتها الزمنية


لا حديث يعلو هذه الأيام في الإعلام عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي تناولت تهجير نحو 1،5 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، من أجل "تنظيف المنطقة التي مزقتها الحرب، وإنشاء واقع جديد يحافظ بشكل أو بآخر على اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، والتخطيط لإعادة إعمارها وإحلال السلام في الشرق الأوسط"، كما في الخطة الأمريكية.


وقد قُوبلت الفكرة بالرفض من الأردن ومصر، ومع ذلك يصرّ ترامب على خطَّته، وإن كان لم يوضح مدتها الزمنية ولا كيفية تطبيقها، هذا في وقت رحَّب بها عدد من قادة إسرائيل، مؤكدين عزمهم العمل على تحويلها إلى خطة عملية قابلة للتنفيذ.
من الناحية النظرية، فإن ترامب يعيد طرح فكرة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في وقت باكر من الحرب، حين بادرت إلى طرحها على الأردن ومصر أواخر عام 2023م، وسرعان ما تخلّت عنها مع إصرار الدولتين على رفض الفكرة بالمطلق، والفارق الوحيد أن ترامب يصر على إتمام مشروع صفقة القرن التي بدأ تنفيذها في فترة حكمه الأولى.
ويبدو أن إدارة ترامب ترى الوقت مناسباً لتنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين لأسباب كثيرة من أهمها: الوضع المأسوي في غزة، وهزيمة "محور المقاومة"،  وغياب الدور الروسي، وتراجع القوى الدولية المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية، كما هي الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي والصين.
 الطرح الأمريكي لمٍسألة تهجير الفلسطينيين من غرة، وليس مستبعداً من الضفة بعدها ـ يُعيدنا إلى مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، القائم على خطة تهجير الفلسطينيين من سكان غزة هرباً من القصف والإبادة، واعتبرها هجرة طوعية، وحاول تنفيذها بعد شهرين من بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وواجه مشكلة تتمثل في عدم وجود دول تستقبلهم بعد أن رفضت مصر والأردن خطتّه من الأساس، وهي الخطّة نفسها التي طرحها ترامب اليوم، متسلحا فيها بقدرته على اتخاذ القرار، وبتحديد الدول التي سيتم تهجير الفلسطينيين إليها، حتى انه ـ كما تشير بعض المصادر ـ حدد دولاً أخرى غير عربية، منها: أندونيسيا وألبانيا، واستعادة إسرائيل لمواطنيها ضمن صفقة التبادل الجارية حاليا.
طرح تهجير الفلسطينيين من غزة، يحقق نصراً لإسرائيل باعتباره "مشروعها الوجودي"، الذي لأجله أفشلت كافة المشاريع والمبادرات السياسية (الإقليمية والدولية) الهادفة إلى إيجاد حلول، وذلك بوضع العراقيل والعقبات أمام مسيرة السلام.
لقد سعت إسرائيل بنشاط محموم لفرض الحقائق على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال: قامت بتقطيع أوصال الضفة الغربية بالمستوطنات، وضمنت هيمنتها على القدس، وأبقت قطاع غزة معزولاً ومحاصراً، ثم انتهت إلى تدمير غزة بالكامل وتحويلها إلى أنقاض، قد تستغرق عملية إزالتها نحو 21 عاماً، وحاولت تصدير أزمتها إلى دول الجوار، وكل هذا الهدف منه إقامة دولة يهودية ـ صهيونية خالية من أي وجود فلسطيني.
بقي أن الطرح الأمريكي بتهجير سكان غزة له صلة بما يحدث هذه الأيام من تبادل للأسرى والمخطوفين، إذْ من المعروف أن ذلك تمَّ بضغط من الرئيس دونالد ترامب على الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة عبر مراحل، وبنهاية الصفقة في مرحلتها الأخيرة، يبدأ تهجير الفلسطينيين من غزة، ويتوقع مناقشة هذا الأمر أثناء زيارة نتانياهو إلى واشنطن ولقاء ترامب الأيام المقبلة، لمناقشة واستكمال المفاوضات في شأن المرحلتين الثانية والثالثة من صفقة الرهائن، والحسم في الدول المستعدة لاستقبال الفلسطينيين، ومنها دول أفريقية مثل: الكونغو ورواندا، وهذا في حال حصوله سيجعل التهجير المحزن، إن تحقق، ثمناً لصفقة تبادل الأسرى، التي لم تصل إلى نهايتها بعد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل تهجیر الفلسطینیین من

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي لدي دمشق: ترامب سيعلن أن سوريا ليست دولة راعية للإرهاب

أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس برّاك أن الرئيس ترامب سيعلن أن سوريا ليست دولة راعية للإرهاب ، مشيرا إلى أن واشنطن تريد السلام بين سوريا وإسرائيل وهذه مشكلة قابلة للحل لكن الأمر يبدأ بالحوار.

وذكر المبعوث الأمريكي الي سوريا في تصريحات له ان رؤية الرئيس ترامب هي أنه يتعين إعطاء الحكومة السورية فرصة بعدم التدخل ، مضيفا "أعتقد أننا بحاجة للبدء باتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل والحديث عن الحدود.

وأشار الي أن ترامب يعتزم رفع اسم سوريا من الدول الراعية للإرهاب.

وختم تصريحاته بالقول : الجيش الأمريكي أنجز بشكل رائع 99% من مهمة محاربة تنظيم داعش.

ويُشار الي ان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس برّاك وصل إلى دمشق الخميس، وذلك بعد فتح البلدين صفحة جديدة من العلاقات بعيد رفع العقوبات الاقتصادية.

وكان روبرت فورد آخر دبلوماسي شغل منصب السفير الأميركي في دمشق، حين اندلع النزاع السوري منتصف مارس 2011. وبعد فرض بلاده أولى العقوبات على مسؤولين سوريين، أعلنته دمشق من بين الأشخاص «غير المرحب بهم»، ليغادر سوريا في أكتوبر من العام ذاته.

وأوردت وكالة سانا الخميس أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وبرّاك افتتحا دار سكن السفير الأميركي في دمشق.

أردوغان: يجب الحفاظ على الوحدة الوطنية في سورياإنفجار عبوة ناسفة بريف السويداء الغربي في سورياسوريا توقع اتفاقية مع أربع شركات لإضافة 5000 ميجاواط إلى الشبكةالنمنم: سوريا تقترب من التطبيع مع إسرائيلمدير جنيف للدراسات: تزاحم أوروبي أمريكي للاستثمار في سوريارفع العقوبات الأوروبية عن سوريا.. بوابة للتغيير والتحديات طباعة شارك ترامب أمريكا سوريا دولة راعية للإرهاب داعش الجيش الأمريكي

مقالات مشابهة

  • “مبعوث الرب”.. منشور غامض من الرئيس الأمريكي يثير الجدل
  • ترامب يتحدث عن كلفة تعديل الطائرة التي حصل عليها من قطر
  • قيادي بفتح: مصر والأردن هما الحصن المنيع ضد تهجير الفلسطينيين
  • «مصطفى بكري»: جيش الاحتلال يدفع الفلسطينيين نحو رفح.. ومصر ليست هينة
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • المغرب ومصر ينددان بالاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين
  • المبعوث الأمريكي لدي دمشق: ترامب سيعلن أن سوريا ليست دولة راعية للإرهاب
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • أولمرت: غزة أرض فلسطينية وأغلبية الإسرائيليين يرفضون تهجير سكانها
  • وزير خارجية إيطاليا: تهجير الفلسطينيين خارج أي نقاش ..وندعم المبادرة العربية بقيادة مصر لإعادة إعمار غزة