من حصار فيينا إلى مقاهي باريس .. كيف أصبح الكرواسون رمزًا عالميًا يحتفى به؟
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
مع كل قضمة من الكرواسون، يتناثر فتات الزبدة المقرمشة، وتفوح رائحة الخَبز الطازج، مذكّرةً بمكانة هذه المعجنات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المطبخ العالمي. ومع ذلك، ورغم ارتباطه الوثيق بفرنسا، فإن أصوله تعود إلى النمسا، حيث وُلد لأول مرة كمعجنات تُعرف باسم "كيبفرل".
وفي هذا اليوم، اليوم العالمي للكرواسون، يحتفي عشاقه حول العالم بهذا الإرث الغني ويستمتعون بتذوق أصنافه المتعددة، التي تطوّرت عبر القرون لتصبح رمزًا للفخامة والبساطة في آنٍ واحد.
تاريخ الكرواسون يعود إلى القرن السابع عشر، تحديدًا خلال الحصار العثماني لفيينا. حينها، كان الخبازون النمساويون يعملون في الساعات الأولى من الفجر، فسمعوا أصوات الحفر تحت أسوار المدينة، حيث كانت القوات العثمانية تحاول التسلل سرًا. أطلق الخبازون الإنذار، مما مكّن الجيش النمساوي من إحباط الهجوم وإنقاذ المدينة.
واحتفاءً بهذا النصر، قاموا بصناعة معجنات على شكل الهلال، المستوحى من شعار الدولة العثمانية، ليصبح "كيبفرل" رمزًا لانتصارهم. ومن هناك، انتقل إلى فرنسا بفضل الملكة ماري أنطوانيت، التي جلبته معها عند انتقالها إلى باريس، ليُعاد ابتكاره فيما بعد باستخدام تقنية العجين المصفح بالزبدة، مما منح الكرواسون قوامه الهش وطبقاته الرقيقة التي تميزه اليوم.
أصبح الكرواسون رمزًا للإفطار الفرنسي، حيث ارتبط بمشاهد الصباح الباريسي، بالمقاهي المطلة على الشوارع المرصوفة، برائحة القهوة الساخنة، وبأحاديث هادئة على طاولات صغيرة مزينة بالورود. لكن رغم سحره التقليدي، لم يتوقف تطوره عند هذا الحد، بل أصبح جزءًا من موجة الابتكارات العصرية في عالم المخبوزات، حيث ظهرت إصدارات هجينة مثل "الكرونوت"، الذي يجمع بين الكرواسون والدونات، و"الكروكي"، مزيج من الكرواسون وكعكة العجين، وغيرها من الإبداعات التي اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي وأحدثت ضجة كبيرة في عالم الحلويات.
اليوم، يحتفل العالم بالكرواسون عبر مخابز تقدّم إبداعات خاصة بهذه المناسبة، وعبر عشاق يشاركون صور إبداعاتهم المنزلية من هذه المعجنات الفريدة. وبغض النظر عن طريقة تناوله، سواءً كان محشوًا بالشوكولاتة الداكنة أو الجبن الكريمي أو مجردًا من أي إضافات، يبقى الكرواسون تجربةً لا يمكن مقاومتها، تجسد في كل طبقةٍ منه تاريخه العريق ورحلته التي امتدت بين فيينا وباريس حتى وصلت إلى كل زاوية من العالم.
في هذا اليوم، لا نحتاج إلى عذر للاستمتاع بقطعة كرواسون دافئة، لكن ربما تكون فرصةً للتأمل في قصته، وكيف تحولت معجنات صُنعت للاحتفال بالنصر إلى واحدة من أكثر الحلويات شعبيةً في العالم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية باستيل دي بيليم: حلوى برتغالية تأسر الألباب بنكهتها الاستثنائية لتصبح الأفضل على الإطلاق إحتفالا باليوم العالمي للمرأة فلسطينيات يصنعن قوالب حلوى تمثل التراث المعماري الفلسطيني عالم الطهي عام 2025: كيف ستعيد وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي تشكيل عاداتنا الغذائية؟ فرنساالغذاءتراث ثقافيحلوياتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة شرطة دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة شرطة فرنسا الغذاء تراث ثقافي حلويات دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس غزة شرطة قطاع غزة سرقة سوريا احتجاجات اليابان الاتحاد الأوروبي أبو محمد الجولاني یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
قمة نارية بين باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد غدًا في كأس العالم للأندية
يواجه فريق باريس سان جيرمان الفرنسي نظيره فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، غدا الأحد، ضمن منافسات المجموعة الثانية بكأس العالم للأندية 2025، والتي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقام بطولة كأس العالم للأندية 2025 لأول مرة بمشاركة 32 ناديًا من مختلف القارات، موزعين على 8 مجموعات بواقع 4 فرق في كل مجموعة، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور الستة عشر الذي يقام بنظام خروج المغلوب.
باريس سان جيرمان يسعى لبداية مثالية في المونديالويسعى باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا إلى تحقيق بداية مثالية في أول مشاركة له ببطولة كأس العالم للأندية، ويتطلع لاستثمار الحالة المعنوية الرائعة التي يعيشها بعد النجاحات التاريخية التي حققها هذا الموسم، كونه الفريق الوحيد المتوّج بجميع ألقاب المسابقات التي خاضها هذا الموسم.
ونجح نادي العاصمة الفرنسية في الفوز بكأس السوبر الفرنسي ثم حسم الدوري للموسم الرابع تواليا قبل ست مراحل من نهايته ومن بعدها التتويج بلقب الكأس المحلية، ثم توج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، ويتطلع لاستثمار ذلك التوهج من خلال حصد لقب كأس العالم للأندية.
أتلتيكو مدريد يبحث عن ظهور قوي في المشاركة الأولىفي المقابل يطمح أتلتيكو مدريد للظهور بأفضل صورة خلال مشاركته الأولى في كأس العالم للأندية، ويعلم أن المهمة لن تكون سهلة في هذه النسخة لكنه سيدافع عن حظوظه بكل قوة وفق ما أكده مدربه الأرجنتيني دييغو سيموني.
وضمن المجموعة ذاتها، يلتقي بعد غد الاثنين بوتافوغو البرازيلي مع سياتل ساوندرز الأمريكي على ملعب لومين فيلد في أول مواجهة برازيلية-أمريكية ضمن المسابقة.