تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا توجد لدينا إحصائيات جادة وموثقة على أساس علمى توضح نسبة من يقرأون

هل أعطينا الكتاب حقه؟ ووضعناه فى مكانته اللائقة؟ ورددنا له اعتباره؟.. كانت هذه الأسئلة تتداعى بيننا طوال فترة امتدت لأكثر من أسبوعين، حاولنا خلالها تقديم عددين خاصين عن الكتاب وأهميته بمشاركة متميزة من كتيبة "البوابة" وشبابها الرائع.

. ذلك أن مياهًا كثيرة جرت فى سلم الأولويات والاهتمامات خاصةً بين قطاع عريض من النشء والشباب الذى ابتعد عن التعامل مع الكتب الورقية إلا فى إطار كتبه المدرسية، وإن كان قد اتجه كثيرون منهم إلى نوع آخر جديد من القراءة عبر استخدام وسائط إلكترونية عديدة على الشبكة العنكبوتية.

ورغم أهمية القراءة الإلكترونية ودورها فى تشكيل وعى الأجيال الجديدة، فإن الكتاب الورقى يظل خير صديق وله رونقه الخاص الذى لا يمكن أن يتأثر بالتطورات المتسارعة.. فى الزمن الماضى، فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كانت هناك ضمن الجدول المدرسى حصة للمكتبة، نتوجه خلالها إلى مكتبة المدرسة.. وكنا نتسلم فى المرحلة الثانوية كراسة خاصة بذلك، نفتحها فنجد أعلى كل صفحة من صفحاتها مجموعة سطور علينا استكمالها، وهى عبارة عن: اسم الكتاب، المؤلف، دار النشر، ثم مساحة وافية نكتب فيها ملخص الكتاب.. وأعتقد أن تلك الحصة أسهمت بشكل أساسى فى تنمية عادة القراءة لدى اجيال عديدة وجعلتها فعلًا محببًا إلى نفوسنا فى سن مبكرة واستمرت معنا حتى الآن.. كما ظلت المكتبات العامة التابعة للأحياء والمدن منتشرة فى معظم الأماكن حتى السبعينيات إلى أن بدأت تتلاشى واحدةً بعد الأخرى حتى اختفت تمامًا رغم دورها فى تشكيل وعى شباب المدن والأحياء المختلفة، بينما كان من الممكن تطويرها وفق مستجدات العصر.

وإذا كان الإقبال الرائع على معرض القاهرة الدولى للكتاب مؤشرًا طيبًا للغاية، إلا أن الملاحظ أننا فى مصر لا نملك إحصائيات جادة وموثقة على أساس علمى توضح لنا نسبة من يقرأون وماذا يقرأون، على عكس دول كثيرة تهتم بهذا الأمر وترى فيه علامة على مدى تفتح عقلية مواطنيها وتوسيع مداركهم فى مجالات متعددة.. ومن المؤكد أن جهة ما عليها أن تهتم بالبحث فى كيفية إجراء مثل هذه الاستطلاعات سواء كانت وزارة الثقافة أو مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أو بالتعاون بينهما وبين الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء مع ملاجظة أن المؤشرات التى أعلنها الجهاز، فى أبريل ٢٠٢٣ لا تفى بالغرض المنشود.. فقد لفت أنظارنا فى الاستطلاع الذى أجراه زميلنا الشاب شادى مشرف مع المواطنين فى الشارع بالعدد الخاص الماضى، أن طالبًا فى المرحلة الثانوية لا يقرأ إلا كتبه المدرسية، وطالبًا جامعيًا لا يقرأ إلا الكتب المنتشرة على الإنترنت.

نعم.. لماذا لا يكون لدينا مثل هذا الاستطلاع؟.. على سبيل المثال، أظهرت دراسة روسية أن ثلاثة أرباع الروس (بالتحديد ٧٦٪ منهم) يفضلون الكتب الورقية. في الوقت نفسه، يقرأ ثلث المستطلعين (٣٤٪) من شاشة جهاز الكومبيوتر أو الهاتف الذكي، و٧٪ آخرين لا يرون الفرق بين التنسيقات الإلكترونية والورقية. وتشعبت الدراسة لرصد مدى انتظام القراءة وعدد الساعات فى الأسبوع ونوعية الكتب وما إلى ذلك.

وأشارت دراسة فرنسية إلى أن ٨٩٪ من الفرنسيين يقرأون ولو كتابًا واحدًا فى العام، ورصدت تنوع القراءات ما بين كتب الخيال العلمي والفانتازيا والقصص المصورة والأدب الكلاسيكي والتاريخ والكتب العملية والقواميس أو الموسوعات وغير ذلك.. فمتى نسمع عن استطلاع مبنى على أسس علمية موثقة فى مصر المحروسة بإذن الله؟.. وكل معرض كتاب وأنتم بخير.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: معرض الكتاب

إقرأ أيضاً:

تحرير الخرطوم

هذا حدث مهم ، ذلك الفضل من الله ، وقيمة عسكرية وسياسية كبيرة وذات دلالات مهمة ، وهو أمر لابد من الوقوف أمامه طويلاً ، ونستعرض بسرعة بعض جوانبه:

– لقد احكمت مليشيا الدعم السريع من ضمن خطط تآمرها السيطرة على تمركزات مهمة وقطعت اوصال العاصمة كلياً ، كل مداخلها فى سوبا أو جبل اولياء أو العيلفون أو الجيلي وكل جسورها ما عدا الحلفايا وغالب مؤسساتها السيادية والتنفيذية (القصر الجمهوري والوزارات والمطار والاذاعة) ، مع 100 الف مجند و10 ألف عربة قتالية ومصفحات وتقنيات اخرى..
– منابر ومنصات اعلامية كثيرة في خدمة المليشيا المتمردة وتحالفات سياسية ونشطاء واجندة خبيثة كانت تقف وراءهم ، وتوظيف بعض مؤسسات المجتمع الدولى والمنابر الاقليمية لخدمة مشروع المليشيا المجرمة..

– كشف تحرير الخرطوم عن حجم تسليح المليشيا وحتى آخر لحظات خروجها من الخرطوم وعن الغيبوبة التى تعيش فيها ، دون تقدير لمجريات الأحداث الميدانية والمحاور القتالية الفاعلة حول آخر ارتكازاتها ، لدرجة أن كل تراجعاتها وهزائمها كانت كارثية ، المئات فى الإذاعة السودانية ، والآلاف فى حصار مدنى وولاية الجزيرة عموماً والمئات من النخبة فى مصفاة الجيلى وقبل ذلك الكدرو ، والآلاف فى شرق النيل حين انسحبت القيادات المليشية وتركت عناصرها دون سلاح أو تغطية أو خطة انسحاب ، وفى القصر الجمهوري ، وفى الخرطوم جنوب ، وآخر نكساتهم فى صالحة ، حيث تنهار القيادة المليشية وتترك عتادها وجنودها يصارعون مصيرهم المحتوم ، وهذا كله إشارة لغياب الحنكة العسكرية ولكون المليشيا تحولت إلى جماعات تفتقر للترابط والتسلسل القيادى..

– الأجهزة التقنية المتطورة من اجهزة التشويش المتقدمة والمسيرات وغرف التحكم الإلكتروني وشبكات الاتصال والمراقبة تؤكد حجم الدعم الذى تتلقاه هذه العصابة الارهابية ، والمكر الذى خططوا به لتدمير هذا البلد..

– المدافع والراجمات التى تم ضبطها ، والتى كانت تستهدف المواطنين فى اسواقهم ، والمرتزقة الذين شاركوا فى استخدامها ، كلها تشير إلى الحقد الأعمى الذى يقود هذه المليشيا ومن وراءها..

– هزيمة كل هذه المخططات والتآمر خلال سلسلة خطط عسكرية ، وتطوير للمهارات والاحترافية ، وحشد للطاقات الوطنية والشعبية والصبر والثبات على المواقف وفى أصعب اللحظات يكشف عن (قوة الجيش السوداني) وعن (وعى المواطن السوداني) الذى كان جزءا من المعركة بنفسه وبماله وبصبره على مكاره الحرب وتأثيراتها..

– كل قيادات المليشيا فى مسرح العمليات الآن ، هاربة من معارك الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض ، ومذعورة مما لاقت ، لن تجرؤ على العودة ومن المتعذر تحقيق ذات شروط تمكنها السابق ، ولذلك ستكون خياراتهم الهروب ، كلما اقترب الجيش السوداني منهم..
– ما زال شوط التآمر مستمراً ، وعلينا الاستمرار على ذات التماسك والارادة الوطنية ، وتفويت محاولات الشقاق والتشكيك بين مكونات معركة الكرامة..

– سيكون التحدى الأكبر الآن ، إعادة المرافق الكبرى (مؤسسات الدولة) والخدمات الأساسية وتوفير الغطاء الآمن.. وعودة الحياة..
– المواطن الآن أكثر وعياً ومعرفة..
– حفظ الله البلاد والعباد..

ابراهيم الصديق على
21 مايو 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كريم محمود عبد العزيز: وحيد حامد أنقذني من الاكتئاب بعد "هوجان"
  • قجة فى محاولة للنجاة: هناك ناس باعوا القضية
  • كريم محمود عبد العزيز: دخلت في اكتئاب بعد هوجان ووحيد حامد أنقدني
  • إرضاء القارئ العجول.. تأثير في شكل الكتابة وطريقة النشر ونوعية التلقي
  • وصول الكتب الدراسية للمدارس استعداداً للعام القادم..فيديو
  • التربية تصدر نتائج المرحلة الثانية من تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى المحافظات
  • ولي عهد الفجيرة: مقتنيات دار الكتب المصرية ركيزة أساسية لفهم التطور التاريخي
  • وزير الثقافة يستقبل ولي عهد الفجيرة لبحث آليات التعاون الثقافي وصون التراث ويصطحبه في جولة بدار الكتب بباب الخلق
  • تحرير الخرطوم
  • «تأثير صديق السوء».. ندوة توعوية لقصور الثقافة بدار الكتب بطنطا تحذر من مخاطر الصحبة الفاسدة