الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم نسيج بايو الفرنسي
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
في خريف عام 1066، عبر وليام، دوق نورماندي (منطقة جغرافية وثقافية، وتقع في الشمال الغربي من فرنسا)، القنال الإنجليزي ليواجه آخر ملك أنجلوسكسوني يحكم إنجلترا هارولد الثاني في معركة هاستينغز الحاسمة. كان الانتصار النورماني إيذانًا ببدء عهد جديد في تاريخ إنجلترا، حيث تغيّرت اللغة، والثقافة، ونظام الحكم.
أعلنت الحكومة الفرنسية الجمعة أن الدولة ستشارك في إعادة تأهيل نسيج بايو وبناء متحف جديد لهذه "الحكاية المطرّزة" الشهيرة التي يبلغ طولها 70 مترا وتروي قصة غزو النورمان (وسمَّاهم العرب قديمًا الأردمانيون) لإنجلترا عام 1066.
وقالت وزيرة الثقافة رشيدة داتي إن "الدولة ستتكفل كل تكاليف ترميم المنسوجة التي تعود ملكيتها لها، وستخصص لها أكثر من مليوني يورو، من إجمالي التمويل البالغ 13 مليونا".
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 38 مليون يورو. ويشارك في تمويله أيضا كلّ من إقليم نورماندي ومقاطعة كالفادوس بمبلغ 10.5 ملايين يورو، إضافة إلى 7 ملايين يورو من بلدية مدينة بايو في غرب فرنسا.
رحلة تاريخية عبر خيوط الزمنظل النسيج محفوظًا لقرون في كاتدرائية بايو، حيث وُثّق ظهوره لأول مرة في قوائم الجرد في القرن الـ15. ومنذ ذلك الحين، مر بمراحل من الإهمال والحماية، إذ نجا من الحروب والاضطرابات السياسية التي عصفت بفرنسا. وخلال الثورة الفرنسية، كاد هذا النسيج يُستخدم كغطاء لعربة عسكرية، لكن الحظ أنقذه ليبقى شاهدًا على تاريخ مضى.
في عام 1803، أمر نابليون بعرضه في باريس، حيث أدرك قيمته الدعائية، إذ كان يخطط لغزو بريطانيا، فرأى في هذا النسيج إلهامًا رمزيًّا يعكس انتصار النورمان على الإنجليز. ومع فشل مشروعه العسكري، أُعيد النسيج إلى بايو، حيث ظل موضع اهتمام المؤرخين وعلماء النسيج والفن.
إعلانوشدّد المسؤول عن حفظ المنسوجة أنطوان فيرنيه، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، على "ضرورة إعادة النظر في ظروف عرض" هذه التحفة الفنية.
وهذه المنسوجة التي طُرزت في القرن الحادي عشر والمعروضة عموديا منذ عام 1983 في ممر طويل على شكل حرف "يو" (U) في متحف في بايو، تروي قصة غزو إنجلترا على يد وليام، دوق نورماندي، الذي أصبح في ما بعد "وليام الفاتح".
إلا أن طريقة العرض العمودية الحالية تُسبِّب "ضغطا كبيرا على هذا النسيج الذي يعود تاريخه إلى ألف عام، مما يفرض عرضه من الآن فصاعدا بطريقة مائلة"، وفقا للقيّم عليه. ويتطلب ذلك "إنشاء مقر حفظ جديد له يتجاوز طوله 70 مترا".
وأشار فيرنيه إلى أن لا معطيات كافية عن طريقة حفظ هذه المنسوجة حتى نهاية القرن الخامس عشر، "عندما ظهرت في قائمة جرد محتويات الكاتدرائية".
وأفاد فيرنيه بأن المنسوجة باتت تستلزم اليوم يقظة شديدة لحمايتها من عامِلَي الضوء والهواء المحيط اللذين يضرّان بها.
وشرح أن المنسوجة المصنفة كأثر تاريخي والمدرجة من اليونسكو ضمن سجلّ "ذاكرة العالم"، ينبغي أن تُحفظ في حرارة تبلغ 19 درجة، ومستوى رطوبة بنسبة 50%، وبحد أقصى من الضوء قدره 50 لوكسا، في حين أنها معروضة اليوم في مكان شبه مظلم.
وسيُقفل المتحف لهذا الغرض في سبتمبر/أيلول 2025 على أن يُعاد فتحه في 2027، بعد استحداث امتداد مساحته 11 ألف متر مربع لمكان الحفظ الحالي.
مع مرور الزمن، أصبحت الحاجة مُلحّة للحفاظ على هذه التحفة النادرة من التلف الذي يُسببه الضوء والرطوبة والهواء، إذ إن الألياف الطبيعية المستخدمة في النسيج بدأت تتأثر بعوامل الزمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تخلوا عنه| 4 نجوم فقط في ليفربول يعلنون دعمهم لمحمد صلاح.. إيه الحكاية؟
أثار الدولي المصري محمد صلاح جدلا واسعا داخل ليفربول بعد نشره صورة منفردة من صالة الألعاب الرياضية، عقب استبعاده من قائمة الفريق لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا الصورة فتحت بابا من التعاطف والدعم داخل غرفة الملابس في ظل الأزمة المتصاعدة بين النجم المصري والنادي.
انفجر صلاح غضبًا إثر جلوسه على دكة البدلاء لثلاث مباريات متتالية في الدوري، قبل أن يأتي الاستبعاد الكامل من مواجهة إنتر ميلان ليزيد الأمور تعقيدًا.
وتتزامن الأزمة مع تراجع نتائج ليفربول الذي يحتل المركز العاشر في الدوري الإنجليزي، وسط تقارير تؤكد أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى “نقطة اللاعودة”.
ورغم التوتر، أظهر أربعة من لاعبي ليفربول دعمهم العلني لصلاح عبر تسجيل الإعجاب بمنشوره، في خطوة تحمل رسائل داخلية مهمة وقد شمل هذا الدعم كلا من:
أليسون بيكر
أندي روبرتسون
ميلوش كيركيز
دومينيك سوبوسلاي
هذا التفاعل يؤكد أن صلاح لا يزال يحظى بظهير قوي بين عدد من القيادات داخل الفريق، رغم الجدل المحيط به.
دعم إلكتروني في لحظة حساسةتأتي هذه الإشارات العلنية في وقت حساس يخضع فيه مستقبل صلاح مع المدرب آرني سلوت لمراجعة دقيقة، بينما يستعد ليفربول لمواجهة برايتون في الجولة السادسة عشرة من الدوري الإنجليزي وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذه المباراة قد تكون "الوداعية" لصلاح بقميص الريدز.
تصريحات هجومية تزيد التوتروكان صلاح قد فاجأ الوسط الكروي بانتقاداته الحادة للنادي ومدربه عقب التعادل مع ليدز يونايتد 3-3، مؤكدا أن النادي جعله “كبش فداء” لتراجع مستوى الفريق كما اعترف بتدهور علاقته السابقة بسلوت وعلى خلفية هذه التصريحات، تم استبعاده من لقاء إنتر ميلان في دوري الأبطال.
اتهامات جديدة و"العدو داخل غرفة الملابس"صحيفة بيلد الألمانية نشرت تقريرًا مثيرًا، زعمت فيه أن التوتر بين صلاح والنادي يرتبط بصعود الألماني فلوريان فيرتز الذي يُنظر إليه باعتباره “مستقبل الفريق” وذهب التقرير إلى حد وصف صلاح بأنه أصبح “عدوًا داخل غرفة الملابس”.
تنافس على القيادة داخل الفريقووفقًا للتقرير ذاته، فإن استمرار جلوس صلاح على مقاعد البدلاء لصالح فيرتز، المعروف بطابعه الشاب والطموح، لم يرق للنجم المصري الذي يمتلك شخصية قيادية واضحة داخل الفريق كما أشار التقرير إلى أن إدارة ليفربول كانت تتقبل شخصية صلاح القوية طالما كان تأثيره الهجومي كبيرًا، لكن مع تراجع الأرقام، قد لا يستمر هذا الدعم.
وبينما تتواصل التساؤلات حول مستقبل صلاح في آنفيلد، تؤكد المؤشرات الأخيرة سواء من دعمه المحدود من زملائه أو من التقارير المقلقة القادمة من أوروبا أن أزمة اللاعب مع ليفربول قد تكون الأكبر منذ انضمامه للنادي قبل سبعة أعوام.