قلق متزايد وارتباك كبير.. مخاوف من هروب عناصر داعش من سجون سوريا بعد تجميد المساعدات الأمريكية.. مخاطر أمنية بعد توقف التمويل البالغ 10 ملايين دولار شهريًا لدعم عمليات الحراسة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتجميد جميع مدفوعات المساعدات الخارجية مخاوف بين الذين يخشون أن يتمكن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم من الفرار من معسكرات الاعتقال والسجون في شمال شرق سوريا. وقد تسبب تعليق التمويل، الذي قطع على الفور الدعم المالي لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، في حدوث اضطرابات بالفعل، مما أدى إلى مخاوف أمنية في المنطقة.
تحذير رسمى
حذرت مذكرة سرية متداولة داخل وزارة الخارجية البريطانية من أن وقف المدفوعات الأمريكية للحراس الأكراد لمدة ٩٠ يومًا قد يؤدي إلى انهيار أمني. وفي أعقاب التجميد، ورد أن بعض الحراس هجروا مواقعهم، واضطرت المنظمات الإنسانية التي تقدم خدمات أساسية مثل الغذاء والماء إلى وقف عملياتها.
ورغم أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت إعفاء يسمح باستئناف المدفوعات لمدة أسبوعين، فإن حالة من عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن ما إذا كانت رواتب موظفي المخيم ستُدفع بعد تلك الفترة. ووصف عامل إغاثة في مخيم الهول، أكبر منشأة تحتجز أعضاء داعش وعائلاتهم، الوضع بأنه "فوضى وارتباك"، محذراً من تصاعد المخاطر الأمنية.
تحتجز المعسكرات والسجون السورية حالياً ما يقرب من ٩٥٠٠ من مسلحي داعش و٤٠ ألف امرأة وطفل مرتبطين بالجماعة. ومن بينهم حوالي ٢٠ امرأة بريطانية و١٠ رجال بريطانيين و٣٥ طفلا محتجزين في مناطق يسيطر عليها الأكراد. ويحتجز الرجال في السجون، بينما تظل النساء والأطفال في معسكرات شديدة الحراسة مثل الهول وروج.
حذرت تسنيم أكونجي، المحامية التي تمثل عائلة الإرهابية البريطانية شميمة بيجوم التى انضمت إلى داعش عندما كانت مراهقة، من أن تجميد المساعدات قد يؤدي إلى إطلاق سراح جماعي. وقالت أكونجي لصحيفة التايمز "إذا انهار التمويل، فلن يكون هناك حراس ولا طعام ولا خدمات" و"لن يقوم الأكراد بإعدام هؤلاء الأشخاص؛ بل سيطلقون سراحهم ببساطة لينتشر عشرات الآلاف إلى المناطق الداخلية فى سوريا".
الإعادة للوطن
يزداد الوضع تعقيدًا بسبب التحولات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا. في أعقاب انهيار نظام الأسد، انخرطت القوات الكردية في صراعات مع مقاتلين تدعمهم تركيا. كانت الولايات المتحدة لفترة طويلة الداعم المالي الأساسي لقوات سوريا الديمقراطية، حيث خصصت حوالي ١٠ ملايين دولار شهريًا لدعم العمليات الأمنية. ومع ذلك، أدى تجميد التمويل الأخير إلى تفاقم التوترات وترك الإدارة الكردية تكافح من أجل الحفاظ على السيطرة.
سلط تشارلز ليستر، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، الضوء على شدة الأزمة. وأشار ليستر عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن "تجميد المساعدات العالمية من قبل ترامب أدى إلى خفض رواتب العديد من حراس السجون والمعسكرات، مما أدى إلى التغيب وتدهور الوضع الأمني".
وأعربت جماعات المساعدة البريطانية والدولية عن قلقها المتزايد إزاء الانهيار المحتمل لمرافق الاحتجاز. وكشف مصدر مرتبط بمشاريع المساعدة السورية أن إحدى شركات الأمن الخاصة المسئولة عن تقديم الخدمات الأساسية بدأت بالفعل في تقليص عملياتها.
وأدان النائب الديمقراطي جريجوري ميكس، العضو البارز في لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، هذه الخطوة، قائلاً إن تجميد المساعدات من قبل ترامب يعرض أمننا وأمن حلفائنا وشركائنا للخطر بالفعل.
وحذرت منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة ريبريف، من أن الأزمة تتسارع بشكل خطير. ووصف دان دولان، نائب المدير التنفيذي للمجموعة، الأزمة بأنها "أزمة بطيئة الحركة تتقدم الآن بسرعة". وأكد أن خبراء الأمن والسلطات الكردية حذروا منذ فترة طويلة من أن معسكرات الاحتجاز هذه غير مستدامة. وأكد دولان أن الإعادة إلى الوطن تظل الحل الوحيد القابل للتطبيق. وقال "لقد اعترفت الحكومات الأمريكية المتعاقبة بأن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو أن تستعيد البلدان مواطنيها. والآن، مع رحيل الأسد وتصاعد عدم الاستقرار الإقليمي، أصبحت مخاطر التقاعس عن هذا العمل أخطر من أي وقت مضى".
تهديد وشيك
إن احتمال هروب المعتقلين خلال فترات الفوضى ليس أمراً غير مسبوق. ففي عام ٢٠١٩، تمكنت توبا جوندال، وهي بريطانية في تنظيم داعش، من الفرار من معسكر اعتقال والوصول إلى تركيا أثناء هجوم في المنطقة. ونظراً للاضطرابات الحالية، يخشى خبراء الأمن تكرار مثل هذه الحوادث على نطاق أوسع بكثير.
إن وجود القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية في سوريا يظل رادعًا رئيسيًا ضد عودة ظهور داعش. ومع ذلك، مع وجود ٩٠٠ جندي أمريكي فقط منتشرين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، فإن قدرتهم على منع هروب واسع النطاق من السجن لا تزال غير مؤكدة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "إن المملكة المتحدة تعمل بشكل وثيق مع حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، لمنع عدم الاستقرار في شمال شرق سوريا. ونحن نظل يقظين وسنتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية الأمن الوطني".
ومع بقاء مستقبل الدعم المالي الأمريكي معلقا في الميزان، يظل مصير الآلاف من مقاتلي داعش المعتقلين وعائلاتهم غير مؤكد. ومع صراع المنطقة مع هذه الأزمة المتصاعدة، تواجه الحكومات الغربية ضغوطاً متزايدة لإعادة تقييم سياساتها وضمان عدم خروج المخاوف الأمنية عن السيطرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا داعش تجمید المساعدات
إقرأ أيضاً:
ترامب غاضب بعد مقتل جنود أمريكيين في سوريا.. الشرع يلتقي وجهاء الساحل
التقى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، السبت، وجهاء وأعيان محافظتي اللاذقية وطرطوس في قصر الشعب، بحضور محافظ اللاذقية محمد عثمان ومحافظ طرطوس أحمد الشامي، وأكد أن سوريا تدخل مرحلة جديدة قائمة على إعادة بناء الدولة وتعزيز الاستقرار ومشاركة الشعب.
شدد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية على أن الدولة لا تحمل أي نزعات إقصائية أو ثأرية تجاه أي مكون، وأن سوريا دولة مواطنة تضمن العدالة وتحفظ حقوق جميع السوريين، مؤكّدًا على أهمية ترسيخ السلم الأهلي وسيادة القانون في كافة المناطق.
وأوضح الشرع أن الساحل السوري سيشكل ربطًا اقتصاديًا قويًا بين سوريا ودول المنطقة بأكملها، داعيًا إلى إعداد خريطة استثمارية لدعم التنمية وتوفير فرص العمل في المناطق الساحلية، بما يعزز الاندماج الوطني والتوازن الاقتصادي.
من جهتهم، أكد الحضور أهمية تعزيز التنمية المستدامة في الساحل السوري، ودعم مشاريع اقتصادية قادرة على توفير فرص عمل، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم السماح لأي سلطة محلية بالانعزال عن الدولة.
وتشهد المنطقة الساحلية الممتدة من محافظة طرطوس جنوبًا حتى رأس البسيط شمالًا، بطول نحو 180 كلم، تطورات اجتماعية وأحداثًا احتجاجية خلال نوفمبر، حيث طالب المحتجون بالأمان ووقف الهجمات، مع طرح مطالب تمنح بعض مناطق الساحل حكمًا ذاتيًا، وهو ما يعكس أهمية السياسات التشاركية لتعزيز الأمن والاستقرار.
الخارجية السورية تدين هجومًا إرهابيًا على دورية مشتركة قرب تدمر وترامب يؤكد أن الرد سيكون شديدًا.. باراك: الولايات المتحدة ملتزمة بهزيمة الإرهاب مع سوريا
أدان وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، السبت، الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية مشتركة بين القوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر في ريف حمص، مؤكّدًا وقوف سوريا ضد الإرهاب وتضامنها مع الضحايا.
وأوضح الشيباني أن الهجوم أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين واثنين من عناصر الأمن السوري، متقدّمًا بالتعازي إلى عائلات الضحايا والحكومة والشعب الأمريكي، ومتمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.
وأشار البيان إلى أن الدورية المشتركة كانت تؤدي جولة ميدانية في المنطقة عندما فتح أحد المسلحين النار عليها، وأن الهجوم نفذته خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة شديدة الخطورة لا تخضع لسيطرة كاملة.
بدوره، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجوم كان اعتداءً إرهابيًا على القوات الأمريكية والسورية، مشددًا على أن الرد سيكون شديدًا، ونعى الثلاثة الضحايا الأمريكيين، وطمأن الجمهور على صحة الجنود الثلاثة المصابين.
وشدد المبعوث الأمريكي توم باراك على التزام الولايات المتحدة الراسخ بهزيمة الإرهاب بالشراكة مع سوريا، وأدان بشدة الكمين الإرهابي الجبان، معبرًا عن حزن الولايات المتحدة لفقدان ثلاثة من أفرادها، ومتمنيًا الشفاء العاجل للجنود السوريين المصابين.
وأعلن البنتاغون عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني خلال العملية، وإصابة ثلاثة آخرين، مؤكّدًا أن القيادة المركزية الأمريكية تصدت للمسلح المنفذ وتمت تصفيته. كما حذر وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث من أن أي اعتداء على القوات الأمريكية سيقابله مطاردة وعدالة حازمة بلا رحمة.
الداخلية السورية تكشف تفاصيل عن منفذ هجوم تدمر وتحقق بصلة محتملة لتنظيم داعش
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا السبت، أن منفذ الهجوم الذي استهدف قوات الأمن السورية والقوات الأميركية قرب مدينة تدمر أثناء جولة ميدانية مشتركة، لا يحمل أي صفة قيادية داخل الأمن الداخلي ولا يُصنف كمرافق للقيادة، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية للتأكد من صلته بتنظيم داعش أو تبنيه للفكر المتطرف.
أوضح البابا خلال اتصال هاتفي مع القناة الإخبارية السورية أن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة لقوات التحالف الدولي حول احتمال وقوع خروقات أو هجمات من قبل تنظيم داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء الجولة المشتركة.
وأضاف أن التحالف الدولي أعلن سقوط جنديين أميركيين ومترجم، إضافة إلى إصابتين من قوات الأمن الداخلي السورية، مؤكّدًا تحييد منفذ الهجوم وعدم ارتباطه بأي وظيفة قيادية كما زعمت بعض الأخبار غير الدقيقة.
وأشار البابا إلى أن قيادة الأمن الداخلي تضم أكثر من خمسة آلاف عنصر في البادية، ويتم تقييمهم بشكل أسبوعي، وأن تقييمًا صدر في العاشر من الشهر الحالي بحق منفذ الهجوم أشار لاحتمال تبنيه أفكارًا متطرفة، وكان من المقرر اتخاذ إجراءات بحقّه يوم الإثنين، إلا أن الهجوم وقع يوم السبت الذي يعد عطلة إدارية.
ولفت المتحدث إلى أن التحقيق الجاري يشمل فحص البيانات الرقمية للمنفذ، والتحقق من علاقاته الاجتماعية والأسرية، وتحديد ما إذا كان مرتبطًا بتنظيم داعش مباشرة أو مقتصرًا على الفكر المتطرف، مؤكدًا أن هناك إجراءات بروتوكولية جديدة للأمن والحماية والتحرك سيتم تطبيقها بالتنسيق بين قيادة التحالف الدولي والأمن الداخلي في البادية.