إعلام إسرائيلي: زيارة نتنياهو لواشنطن قد تحدد أسوأ نهاية لمسيرته
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية أبعاد الأزمة السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط ترقب لنتائج زيارته إلى واشنطن والتي قد تحدد مصيره السياسي.
ورأى باراك سري (مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا) أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة لنتنياهو، مشيرا إلى أن زيارته للبيت الأبيض ستحدد ما إذا كانت الحكومة ستعود إلى الحرب مما قد يضمن استمرار الائتلاف الحالي، أو أنها ستتجه نحو صفقة كبيرة قد تؤدي لانهيار حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ومن جانبها، كشفت موريا أسرف وولبيرغ (مراسلة الشؤون السياسية بالقناة 13 الإسرائيلية) أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أوضح صراحة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد إنهاء الحرب في غزة.
وأشارت المراسلة الإسرائيلية إلى أن هذا الخيار يُشكل مأزقا سياسيا لنتنياهو الذي سيكون مضطرا للاختيار بين الحفاظ على تحالفه الحكومي أو التماشي مع الضغوط الأميركية.
وأضافت أن الإدارة الأميركية تسعى إلى اتفاق أوسع يشمل وقف الحرب وربط ذلك بخطوات تتعلق بملف التطبيع مع السعودية، وهو أمر قد لا يكون مقبولا لدى شركاء نتنياهو بالحكومة.
إعلانووفق مذيعة القناة 12، فإن ويتكوف التقى عددا من المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي هدد بالانسحاب من الحكومة حال عدم استئناف القتال، مما يزيد من الضغوط على نتنياهو خلال زيارته لواشنطن.
أما دفنا ليئيل (محللة الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية) فأكدت أن الإدارة الأميركية بدأت باحتضان سموتريتش، ونجحت في منحه شعورا بأن إسرائيل ليست في مواجهة مع واشنطن بل إن هناك تفاهمات حول ضرورة إسقاط حركة حماس.
وأضافت أن هذا الأمر عزز ثقة شركاء نتنياهو في الحكومة، لكن في الوقت ذاته جعل موقف نتنياهو أكثر تعقيدا.
وضع حرجبدورها، شددت أييلت فريش (المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية) على أن نتنياهو يجد نفسه في وضع سياسي حرج، حيث كان على الإدارة الأميركية تقديم وعود كبيرة له وشركائه بالائتلاف، وربما حتى طرح صفقة تشمل ترتيبات إقليمية أوسع مرتبطة بالسعودية وإيران.
لكن المستشارة الإستراتيجية حذرت من أن الأيديولوجيين الحقيقيين مثل سموتريتش لا يتعاملون بمنطق المقايضات السياسية التقليدية.
وفي السياق ذاته، اعتبر حامي شاليف (الخبير بالشؤون الأميركية) أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن قد تحدد أسوأ نهاية لمسيرته السياسية، قائلًا "سيدخل البيت الأبيض كرهينة لأنه لم تعد لديه خيارات".
وأوضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أحرق جميع الجسور التي كان يمكن أن يستخدمها للمناورة بواشنطن، مضيفا أن موقف الكونغرس يجعل نتنياهو بلا أوراق ضغط حقيقية.
وأشار شاليف إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن كانت تتذرع برفض الكونغرس مطالب معينة، لكن لم يعد بالإمكان الآن استخدام هذه الحجة لأن الكونغرس مستعد للموافقة على أي قرارات تتعلق بالملف الفلسطيني، حتى لو كانت تتضمن بنودا غير مقبولة لإسرائيل.
وأكد أن نتنياهو، بعد سنوات من العمل على تعزيز علاقاته مع الجمهوريين، وجد نفسه الآن في موقف هش نتيجة تدمير الجسور مع الحزب الديمقراطي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
وصف الصحفي نحميا شتراسلر الوضع في إسرائيل بأنه مختل بطريقة خطط لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إثارة الكثير من الأحداث والتعليقات والاتهامات حتى لا يميز أحد بين الصواب والخطأ، والخير والشر، والفشل والنجاح.
ونصح الكاتب -في مقال له بصحيفة هآرتس- بعدم متابعة المواقع الإخبارية خلال النهار وإلا سيصاب المتابع بالدوار، لأنه سيتفاجأ بأحداث عام كامل في يوم واحد، حيث عملية الجيش الإسرائيلي الموسعة في غزة، ومقاطعات عالمية، ورحلات جوية ملغاة، وتعيينات غريبة، وتهديدات بإقالة النائب العام، ومقترحات قوانين مختلة، وتراجع في النمو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طفل غزي لتايمز: "الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها"list 2 of 2صحف عالمية: نظام المساعدات بغزة غير إنساني وخطير جدا وإسرائيل في أزمةend of listوالهدف من كل هذا -حسب الكاتب- هو التلاعب بعقول الناس لتصبح مسؤولية نتنياهو عن المجزرة وفشل الحرب مبهمة وتتبدد، وقد كان قبل تكاثر الأحداث يثير ضجة إعلامية كل يومين لصرف انتباه الرأي العام عن بعض الأخبار غير المريحة.
وشبه شتراسلر نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يفعل الشيء نفسه مع العالم أجمع، وقال إنهما يشتركان في الكثير من الأمور، وكلاهما نرجسي وخبير في إثارة الجنون، ولكن ترامب هو الأكثر تقلبا في مواقفه لأن خططه لا تتجاوز دورة الأخبار التالية على قناة فوكس نيوز.
إعلانوقد يعلن ترامب في الصباح عن رسوم جمركية جديدة، ثم يلغيها بحلول المساء، وفي وقت الغداء ينهي الحرب في أوكرانيا ويتوصل إلى اتفاق في غزة، وعندما لا يتحقق أي من ذلك، يعلنه مرة أخرى دون تردد حتى إن مستشاره الملياردير إيلون ماسك لم يتحمل الأمر واستقال، حسب الكاتب.
نحو هزيمة إستراتيجيةأما نتنياهو -كما يقول الكاتب- فيغرق إسرائيل كل يوم في الكارثة أكثر، فبعد أن كنا نظن أن أسوأ ما يمكن أن نصل إليه هو هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والفشل في إدارة الحرب، وبقاء 58 محتجزا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والانقسام بين مواطني البلاد، والاقتصاد المتعثر، هي أسوأ ما يمكن أن نصل إليه، اتضح الآن أنه يهدد وجودنا.
وبعد أن عدد الكاتب أخطاء نتنياهو في الماضي مع حماس وحزب الله وإيران، قال إنه يقود إسرائيل نحو هزيمة إستراتيجية، تتعزز خلالها مكانة حماس عالميا ويتداعى موقف إسرائيل لتتحول إلى دولة منبوذة.
وذكّر شتراسلر بأن نتنياهو كان بإمكانه إنهاء الحرب قبل بضعة أشهر، وإعادة جميع المحتجزين عندما وافقت مصر على قيادة قوة عربية لإدارة قطاع غزة بدلا من حماس، ولكنه يريد أن يغرقنا في رمال غزة المتحركة.
وبذلك يريد نتنياهو "نصرا شاملا" تمحى به مسؤوليته عن المجزرة وفشل الحرب، وقد أعاد الجيش إلى غزة، يقصف كل ما يتحرك هناك ليحمل إسرائيل مسؤولية قتل الأطفال.
والآن -يقول الكاتب- ها هي أوروبا التي دعمتنا لأشهر عديدة، تهدد بفرض عقوبات اقتصادية، ولكن نتنياهو لا يهمه إلا إلغاء محاكمته، ولسان حاله يقول "إذا أردتم سجني، فلن أذهب وحدي. سآخذكم معي. سأغرقكم في وحل غزة. سيكون ذلك انتقامي".
وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو، بعد أن تغرق إسرائيل في ذلك الوحل ويفرض العالم عليها عقوبات خانقة، سيهرب إلى ميامي مع زوجته إلى ملجأ أعده له ابنه "الصهيوني الوطني"، ومن هناك سينظر إلى الوطن المحتضر ويضحك من سذاجتنا، خاصة أن زوجته سارة سُمعت تقول "سننتقل إلى الخارج. الوطن يمكن أن يحترق".
إعلان