دمشق-سانا

عبر النحات ممتاز شعيب عن تعب الشعب السوري خلال حقبة النظام البائد، من خلال شخوص معرضه الفردي الذي افتتح في غاليري البيت الأزرق بدمشق.

المعرض ضم ٣٠ عملاً نحتياً بأحجامٍ تنوعت بين الصغير والمتوسط والكبير، بأسلوبٍ تعبيريٍّ مستخدماً خامة معدن البرونز، مع ملمسٍ ولونٍ خاصين بكل عمل، والتي جاءت مناسبةً للتعبير عن حالات شخوصه الإنسانية المتعبة من الفقد والانكسار والحزن والخيبة والانتظار، ما عكس معاناة الشعب السوري لعقود.

وعن اختياره لخامة معدن البرونز قال النحات شعيب في تصريح لمراسل سانا: “هذه الخامة هي الأفضل لتحقيق ديمومة العمل الفني، وللتعبير عن الحالات التي قدمتها لما تتمتع به من متانةٍ وقدرةٍ على نقل التفاصيل الأساسية، مع إمكانية تطبيق مجموعةٍ لونيةٍ عليها باستخدام المواد الكيميائية التي تحافظ على إحساس المعدن وجماليته”.

وأوضح شعيب أنه لا يفكر مسبقاً بالأسلوب الذي سيقدم أعماله من خلاله، ويعتمد  الاسترسال أثناء العمل ليسمح للوعي تارةً واللاوعي تارةً أخرى بالتناوب في قيادة عملية تشكيل العمل الفني، التي غالباً ما تكون مرتجلةً من حيث الشكل ومدروسةً بالفكرة، مبيناً أنه يتقمص الحالات الشعورية الإنسانية التي يجسدها في أعماله للتعبير عنها بصدق، وليؤكد على حقها بالاستمرار في الحياة رغم تكاثف الهموم عليها.

وحول إمكانية إسقاط حالات شخوصه على مجتمعاتٍ إنسانيةٍ أخرى لفت شعيب إلى أن أعماله تمثل المجتمع السوري، وما تعرض له الإنسان في هذا المكان من العالم، ولكنها حتماً قادرةٌ على التعبير عن أي مجتمع آخر تعرض لما تعرض له مجتمعنا، لأن الإنسانية هي ذاتها في كل مكان.

وحول عودة النشاط الفني في سورية بعد سقوط النظام المجرم، يرى شعيب أن هذا الأمر حاجةٌ مهمةٌ، فالفنانون لم يتوقفوا عن العمل خلال هذه الفترة لأنها مليئةٌ بالأحداث والمشاعر الملهمة التي ستتجسد عبر أعمالٍ فنيةٍ في المستقبل، كما جسدت الأعمال الحالية مواضيع عن الفترة السابقة، مؤكداً أن كل الفنانين بحاجة للتعبير عن مشاعرهم وإيصال أفكارهم ورسائلهم للجمهور.

ويجد النحات شعيب أن مستقبل الفن التشكيلي في بلدنا مرتبط بحال الفنان السوري، وقوة حضور الفن، ما يتطلب وجود مناخٍ داعم، يبدأ من رعاية مواهب الطفولة المبكرة على مستوى التجربة والممارسة والتغذية البصرية، وفسح مساحة من الحرية الكافية ليكون لدينا فنانون وجمهور قارئ للفن ومتذوقٌ له في الوقت ذاته.

وختم النحات شعيب بالقول: “نحن محكومون بالاستمرارية في العمل وتقديم فنٍ سوريٍ يليق بما يحمله هذا البلد من إرثٍ ثقافيٍّ وحضاريٍّ وفنيٍّ أثرى متاحف العالم وقدّم الكثير للإنسانية”.

يذكر أن ممتاز شعيب هو نحاتٌ سوريٌ مستقلُّ من مواليد عام 1977 ومتفرغ للعمل الفني منذ عام 2009، وأسس ورشته الخاصة لسباكة البرونز على طريقة الشمع المهدور، وشارك في عدة معارض جماعيةٍ محليةٍ وعربيةٍ ودوليةٍ، منها في بريطانيا وألمانيا ، كما حاز الجائزة الأولى في مجال النحت في معرض الفنانين الشباب السابع بصالة الرواق العربي بدمشق، وأعماله مقتناةٌ من قبل وزارة الثقافة، بالإضافة الى عدة مقتنيات ضمن مجموعات خاصة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ورشة تدريبية للهلال الأحمر السوري في بصرى الشام بدرعا

درعا-سانا

ضمن برنامج دعم المشاريع الصغيرة للمعيلات وفاقدي الأطراف، نظم فرع الهلال الأحمر العربي السوري في محافظة درعا، ورشة عمل تدريبية في مجلس مدينة بصرى الشام، حول ريادة الأعمال مخصصة للنساء وفاقدي الأطراف، يحصلون في ختامها على منحة مادية.

رئيس مجلس مدينة بصرى الشام عبدالله المقداد أوضح في تصريح لمراسل سانا، أن جميع الكوادر تعمل على إنجاح هذه التجربة بكل الإمكانات، والتي تهدف إلى تمكين المشاركات من المهارات الأساسية، لإدارة المشاريع الصغيرة، وتطوير أفكار ريادية يمكن العمل عليها، وقابلة للتنفيذ للحد من البطالة، والمشاركة في الإنفاق الأسري وتحسين سبل العيش، وتعزيز الاستقلال الإداري للأسرة.

بدوره، بين رئيس فرع الهلال الأحمر الدكتور أحمد المسالمة في تصريح مماثل، أن الهدف من هذه الورشة إعادة توليد الدخل، وتنشيط العمل الاقتصادي من خلال دعم المعيلات وفاقدي الأطراف بمنح مالية، للبدء بإقامة مشاريعهم بشكل مستقل وتحسين سبل عيشهم، وتطوير مهاراتهم من خلال الخبرات التي يمتلكونها.

وأشار المسالمة الى أنه تم تحديد أعمار المقبولات بين ١٨ و ٤٠ سنة، وكانت الأفضلية للأسر التي تعيلها امرأة أو فاقد طرف، ويمتلك مكان مخصص لإقامة العمل، ومن ذوي الدخل المنخفض، ولا يستطيعون تغطية احتياجاتهم الأساسية، ولم يتم تضمينهم في برنامج مماثل لمنظمات أخرى.

المواطنة خلود فواز محمد وهي إحدى المشاركات في الورشة، أشارت إلى أنها تقدمت بمشروع محل لبيع المنظفات وإنتاجها، للعمل على زيادة دخلها، وتمكين أسرتها من العيش الكريم، وقد استفادت من الورشة بمعرفة طرق الحسابات كاملة ووضع الميزانية، وحساب الأرباح.

المواطنة حنان جاد الله إبراهيم وهي مشاركة أخرى في الورشة، اعتبرت أن المعلومات المقدمة للمشاركات في هذه الورشة أساسية في إنجاح المشروع، لأنها تعلمهن كيفية التعامل مع الزبائن بروح من التعاون والمحبة.

المواطنة خلود منصور المقداد وهي مشاركة أيضا في هذه الورشة، بينت أنها تقدمت بمشروع افتتاح صالون تجميل، وتعرفت من المختصين على الأسس الأولية للتعامل مع الزبائن والتي أضيفت لخبرتها، وهي تستطيع من خلالها الوصول إلى النجاح في تأمين احتياجات أسرتها.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • ورشة تدريبية للهلال الأحمر السوري في بصرى الشام بدرعا
  • وزارة الخارجية ترحب بالعقوبات الأوروبية على رؤوس فلول النظام البائد
  • شاهد رقصة الغاز طريقة جديدة للتعبير عن المعاناة في تعز
  • القومي للنظام السوري الجديد: لمراجعة فكر الدولة وتطهيرها من عناصر التكفير
  • اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي فعاليات محافظة درعا
  • مواطنو السويداء: زيادة الرواتب استجابة فعّالة للتحديات الاقتصادية
  • “المدير الفني للمنتخب السعودي”: التأهل تحقق ونحتاج لتكثيف العمل على الجانب الهجومي
  • ياسمينا العبد تعبر عن سعادتها بتكريمها من المركز الكاثوليكي
  • درعا تبدأ إزالة رموز النظام البائد… خطوة نحو تجميل المدينة واستعادة الهوية
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران