مع بداية شهر فبراير الجاري دخل قانونا الكنيست الإسرائيلي اللذان يستهدفان عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية، حيز التنفيذ، ما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية.

وفي أواخر أكتوبر، وافق البرلمان الإسرائيلي على مشروعي قانونين، أحدهما يمنع الأونروا من العمل داخل إسرائيل، والآخر يمنع السلطات الإسرائيلية من أي اتصال مع الأونروا التي تعد شريان حياة بالغ الأهمية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

 

الوكالة التي بدأت بمساعدة  750 ألف لاجئ فلسطيني في عام 1950، تخدم الآن  5.9 مليون لاجئ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يعيش الكثير منهم في مخيمات اللاجئين - التي أصبحت الآن مدن داخل المدن - في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية أيضًا، كما هو الحال في الأردن ولبنان وسوريا.

حظر نشاط الأونروا 

ويحظر القانون الأول نشاط "أونروا" داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية"، وتشغيل المكاتب التمثيلية وتقديم الخدمات، فيما يحظر القانون الآخر أي اتصال مع الوكالة.

وبالنسبة لحكومة الاحتلال، فإن مصطلح "المناطق ذات السيادة الإسرائيلية" في القانون الأول يتعلق بالقدس الشرقية المحتلة، حيث يقع المقر المؤقت لرئاسة "الأونروا"، وتحديداً في حي الشيخ جراح، الذي كان عرضة في الأشهر الأخيرة لموجة من الأعمال الإرهابية والقرارات الإقصائية.

وسيضع القانون عراقيل أمام تعامل "الأونروا" مع البنوك الإسرائيلية وحصولها على الحوالات المالية ودفعها الرواتب وسداد المستحقات المترتبة عليها.

وحذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تداعيات تطبيق القرارات الإسرائيلية لما فيه من تهديد حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، ويضع مستقبل القضية الفلسطينية أمام تحديات غير مسبوقة.

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن هدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي هو تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وعرقلة أنشطتها ودورها، وأنه على العالم اتخاذ خطوات جادة وملموسة على أرض الواقع ضد إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني.

وزراء الخارجية العرب يؤكدون دورها المحوري

وبحث الاجتماع الوزاري السداسي الذي استضافته القاهرة قبل أيام دعم الأونروا ودورها الحيوي في دعم الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين، وحمل البيان الختامي تأكيدا على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا"، والرفض القاطع لأية محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها.

وشدد الوزراء العرب على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، بأسرع وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصةً في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه، وبما يُسهم في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين من سكان القطاع على أرضهم، ويعالج مشكلات النزوح الداخلي، وحتى الانتهاء من عملية إعادة الإعمار.

موقف ثابت للجامعة العربية

وفي تحرك عربي موحد ردا على دخول قرارات إسرائيل بحق أونروا عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا الإثنين بطلب من الأردن وتنسيق مع مصر وفلسطين "لبحث تداعيات تطبيق القرارات غير الشرعية للكنيست الإسرائيلي بحظر عمل أونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967".

وأكد مجلس الجامعة العربية أن إصرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ هذه القوانين الباطلة سيعيق عمل أونروا الحيوي في الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفي قطاع غزة، الأمر الذي سيرتب تبعات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين في ظل عدم قدرة أي جهة أو وكالة أممية أخرى على تقديم الخدمات والمساعدات التي تقدمها.

وشدد المجلس على أن حظر إسرائيل عمل أونروا في القدس الشرقية استناداً لتعريفها الباطل للأراضي السيادية لإسرائيل، إجراء باطل ولا أثر قانوني له ذلك أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لا تملك أي سيادة في القدس الشرقية ولا على أي جزء من الأراضي التي احتلتها في الخامس من حزيران عام 1967، كما وليس لها الحق في ممارسة أي من الصلاحيات السيادية عليها بموجب القانون الدولي.

انتهاك صارخ للقانون الدولي 

وأدان التشريعات الإسرائيلية بحق أونروا باعتباره انتهاكا صارخاً لالتزامات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفقاً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وميثاق الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن رقم 2730 الصادر في 24 مايو 2024، الذي يلزم إسرائيل  باحترام وحماية المؤسسات الأممية وسلامة العاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى تعارضها مع فتوى محكمة العدل الدولية التي أكدت عدم وجود سيادة الإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس.

أكد الاجتماع الطارئ أن إسرائيل في سعيها المحموم لتقويض شرعية أونروا ومنعها من القيام بعملها بموجب تفويضها الأممي، إنما تهدف لتقويض أسس حل الدولتين المتفق عليه دولياً، وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة والتعويض بموجب قرارات الشرعية الدولية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الضفة الغربية السلطات الإسرائيلية الكنيست الإسرائيلي اللاجئين الفلسطينيين الأراضي الفلسطينية المزيد الأرض الفلسطینیة المحتلة اللاجئین الفلسطینیین القدس الشرقیة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

اتصالات عربية دولية تتواصل لوقف العدوان الإسرائيلي على إيران

لليوم الثالث، تواصلت الاتصالات والمشاورات العربية الدولية، الأحد، في مسعى لوقف العدوان الإسرائيلي على إيران، وخفض التصعيد في المنطقة.

 

جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة، الأحد، عن الكويت، وسلطنة عمان، والعراق، وقطر، والإمارات، والسعودية، ومصر، والأردن، وفق رصد "الأناضول".

 

** الكويت

 

بحث أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، في اتصال هاتفي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "تطورات الأوضاع المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط والصراع القائم بين إيران والكيان الإسرائيلي الغاشم"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

 

وأكدا في الوقت نفسه على "ضرورة بذل كافة الجهود لخفض التصعيد، وإيقاف كافة أشكال العدوان، وحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية".

 

** سلطنة عمان

 

كما بحث سلطان عمان هيثم بن طارق، خلال اتصال هاتفي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "المستجدات المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على إيران، والتداعيات المقلقة في المنطقة"، فيما تبادلا وجهات النظر بشأن سبل التهدئة وخفض التوتر بما يصون أمن واستقرار الدول ويحفظ مصالح شعوبها.

 

وأكدا "أهمية اتباع نهج الحوار والدبلوماسية".

 

كما تلقى سلطان عمان اتصالا هاتفيا من مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس، وأعرب الأخير عن "بالغ تقديره للنهج المتزن والسياسة الحكيمة التي تنتهجها سلطنة عُمان في دعم مسارات السلام وتعزيز الحوار".

 

بدوره، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الأحد، خلال لقاء بوزارة الخارجية بمسقط، مع نظيره الألماني يوهان فاديفول أن "السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم هو عبر المفاوضات السياسية والقنوات الدبلوماسية والاحتكام للعدل والقانون واحترام سيادة الدول".

 

** العراق

 

بحث رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس أردوغان، خلال محادثة هاتفية، "تطورات الأوضاع في المنطقة، وإدانة متبادلة للعدوان الصهيوني على إيران"، وفق بيان لمجلس الوزراء العراقي.

 

وشدد الجانبان على أهمية التنسيق في مختلف المواقف وتوحيد الجهود بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليميين.

 

** قطر

 

كما بحث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال اتصال هاتفي مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، "الهجوم الإسرائيلي على أراضي إيران، وأهمية خفض التصعيد، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية"، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

 

وكان "الهجوم الإسرائيلي على أراضي إيران، محل بحث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال اتصالات هاتفية مع وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونظيريه الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، والبريطاني ديفيد لامي، وفق بيانات منفصلة للخارجية القطرية.

 

وشدد آل ثاني خلال الاتصالات ذاتها "ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية".

 

** الإمارات

 

بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي، مع رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، "التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن المنطقة واستقرارها".

 

وأكد الجانبان "أهمية تكثيف الجهود المبذولة لخفض التصعيد وتبني الحلول الدبلوماسية والحوار لحل الأزمات بما يحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

 

** السعودية

 

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في اتصال هاتفي، مع وزير خارجية كندا أنيتا أناند "المستجدات في المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي"، وفق بيان للخارجية السعودية.

 

** مصر

 

كذلك أفادت الخارجية المصرية، في بيان، بأنه "جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط سيتف ويتكوف.

 

وتناول الاتصال "التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط على إثر المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، وما تمثله من خطورة بالغة على أمن واستقرار المنطقة".

 

وأكد الوزير المصري على "ضرورة الحد من التصعيد العسكري، واحتواء الموقف، واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية، منعا لانزلاق المنطقة إلى دائرة مفرغة من العنف".

 

وأشار إلى "أهمية وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني".

 

** الأردن

 

أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فبحث، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الإيطالي أنتونيو تياني "جهود إنهاء التصعيد الإقليمي، والعودة إلى المفاوضات سبيلًا للتوصل لحل للملف النووي الإيراني".

 

وأكد الطرفان "ضرورة تكاتف كافة الجهود لإنهاء التصعيد الإقليمي الذي يدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر".

 

وشدد الصفدي "ضرورة ألّا تتراجع أولوية إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وما يسببه من كارثة إنسانية نتيجة تركيز المجتمع الدولي على إنهاء التصعيد الذي سببه العدوان الإسرائيلي على إيران".

 

ولفتا إلى "وجوب العمل على خفض التوتر الإقليمي بشكل كلي من خلال إنهاء كافة أسبابه"، وفق بيان للخارجية الأردنية.

 

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، أجرى قادة ومسؤولون كبار في الدول العربية اتصالات ومشاورات مع مختلف دول العالم بهدف وقف التصعيد بالمنطقة.

 

بدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".

 

وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 10، خلف حتى الأحد نحو 14 قتيلا وأكثر من 345 مصابا، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.

 

والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.


مقالات مشابهة

  • الأردن وعشرين دولة عربية وإسلامية يرفضون الهجمات الإسرائيلية
  • وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • مع قصفها لإيران.. إسرائيل تحوّل حركة الفلسطينيين إلى معاناة يومية
  • بالخريطة التفاعلية.. الأهداف الإسرائيلية التي استهدفها القصف الإيراني
  • اتصالات عربية دولية تتواصل لوقف العدوان الإسرائيلي على إيران
  • المغرب.. وقفات تضامنية دعما لغزة والقضية الفلسطينية
  • إسرائيل تطلب دعماً أمريكياً لاستهداف منشأة نووية إيرانية تحت الأرض
  • “مصر وسوريا”.. إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر بينها دول عربية
  • «دعما لـ الاحتلال».. أحمد موسى عن دخول أمريكا الحرب ضد إيران
  • إجراءات احترازية بدول عربية مع استمرار المواجهة الإيرانية الإسرائيلية