"تهادوا تحابّوا".. نتنياهو يقدم لترامب "جهاز بيجر ذهبيا" والمضيف يسحب الكرسي للحليف
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أثار استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض جدلًا واسعًا، حيث بدا أن اللقاء يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز حدود البروتوكول المعتاد.
ولم يكن المشهد الذي تصدر النقاشات مجرد اجتماع دبلوماسي، بل تضمن لحظات غير مألوفة، بدءًا من طريقة استقبال ترامب للحليف الزائر، وصولًا إلى تبادل هدايا غير تقليدية وتنطوي على أبعاد خفية.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس الأمريكي وهو يسحب الكرسي بنفسه لنتنياهو أثناء وجوده في البيت الأبيض، وهي لفتة غير معتادة أثارت تساؤلات حول دلالاتها.
وعكس المشهد الذي بدا ودّيًا بشكل لافت، طبيعة العلاقة الوثيقة بين الطرفين، حيث لم يخفِ ترامب منذ توليه الرئاسة دعمه المطلق لنتنياهو، وحرصه على تعزيز العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية إلى أقصى الحدود.
هدية غير عادية.. "بيجر" ذهبي من نتنياهو لترامبفي إطار اللقاء الذي جمع الحليفين في واشنطن، قدّم نتنياهو لترامب هدية غير تقليدية، تمثلت في جهاز اتصال "بيجر" ذهبي وآخر عادي، وهو ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، منها "جيروزاليم بوست" و"تايمز أوف إسرائيل".
وبحسب التقارير، لم يكن رد ترامب على الهدية عاديًا، إذ استحضر عمليات عسكرية إسرائيلية حديثة، مشيدًا بالهجوم الذي نفذته إسرائيل على حزب الله باستخدام أجهزة البيجر في أيلول/ سبتمبر الماضي، واصفًا إياه بأنه كان "عملية عظيمة ورائعة".
في المقابل، قدّم الرئيس الجديد لنتنياهو صورة تجمعهما خلال الزيارة، مرفقة بإهداء شخصي: "لبيبي، الزعيم العظيم".
لم يكن الهجوم الذي أشار إليه ترامب مجرد عملية أمنية، بل واحدة من أكثر العمليات الإسرائيلية دموية في السنوات الأخيرة. ففي 17 و18 أيلول/ سبتمبر، أي قبل أقل من أسبوع من الحرب الإسرائيلية على لبنان، نفّذت الدولة العبرية تفجيرات استهدفت أجهزة بيجر في لبنان وسوريا، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
Relatedنيويورك تايمز تكشف تفاصيل جديدة عن عملية البيجر: كيف استطاعت إسرائيل بجهد سنين التغلغل داخل حزب اللهالموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وقد أودت هذه الهجمات بحياة 39 شخصًا، بينما أصيب أكثر من 3400 آخرين، بعضهم تعرض لجروح خطيرة، شملت إصابات في العين، وبتر أصابع.
وبعد أشهر من تنفيذ الضربات، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد مسؤوليته المباشرة عن العملية. وقالت إسرائيل أن العملية كانت تستهدف حصرا عناصر حزب الله، فيما أكدت مصادر لبنانية أن مدنيين، بينهم أطفال، كانوا من بين الضحايا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الغارديان: "مرحبًا بكم في عالم ترامب، حيث يرى رجل العقارات دولاراتٍ بين ركام غزة" "هذه أرضي أنا".. هكذا رد سكان غزة على خطة ترامب لتهجير فلسطينيي القطاع نتنياهو: ترامب أفضل صديق في تاريخ إسرائيل واليمين المتطرف يعلّق "مقترحه حول غزة قنبلة" دونالد ترامبالشرق الأوسطحزب اللهالبيت الأبيضبنيامين نتنياهولبنانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة إسرائيل أوروبا سوريا دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة إسرائيل أوروبا سوريا دونالد ترامب الشرق الأوسط حزب الله البيت الأبيض بنيامين نتنياهو لبنان دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة إسرائيل أوروبا سوريا الحرب في أوكرانيا فلاديمير بوتين بشار الأسد سياحة المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان يشرح.. هكذا خدع نتنياهو ترامب في غزة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي توماس فريدمان شرح فيه النهج المضلل الذي سلكته حكومة بنيامين نتنياهو بشأن أزمة الجوع في قطاع غزة.
ويقول الصحفي الأمريكي، إن تساؤلا ينتابه من القدرة الإسرائيلية الفائقة على الخداع، فبينما كان يتابع الأرقام بشأن ضحايا الجوع في غزة، خطرت له فكرة أنه قبل شهر تقريبا، نجحت "إسرائيل" في اغتيال 10 مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار و16 عالما نوويا في منازلهم ومكاتبهم.
ويتساءل فريدمان: "كيف إذا تمتلك إسرائيل القدرة على تدمير أهداف دقيقة في إيران، على بعد حوالي 1,200 ميلا من تل أبيب، ولا تستطيع إيصال صناديق الطعام بأمان إلى سكان غزة الجائعين على بعد 40 ميلا من تل أبيب؟".
ويقول إن ذلك لم يبد محض صدفة. بدا الأمر وكأنه نتاج أمر أعمق، أمر مخز للغاية، يتكشف داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتطرفة. شخصيات رئيسية في الائتلاف الحاكم اليميني المتطرف، مثل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، دافعت علنا عن سياسة من شأنها أن تُؤدي إلى تجويع العديد من سكان غزة، لدرجة أنهم سيغادرون القطاع بالكامل.
ويضيف: "كان نتنياهو يعلم أن الولايات المتحدة لن تسمح له بالذهاب إلى هذا الحد، لذا فقد قدم الحد الأدنى من المساعدة ليمنعه من الإطاحة به من قِبل بلطجية التفوق اليهودي الذين جلبهم إلى حكومته".
ثم يقول: "للأسف، تبيّن أن ذلك كان عار عن الصحة، وبدأت صور مرعبة لأطفال يعانون من سوء التغذية بالظهور من غزة، مما دفع الرئيس ترامب نفسه إلى التصريح يوم الاثنين بأن هناك تجويعا حقيقيا يحدث في غزة، لا يُمكنكم تزييف ذلك. علينا إطعام الأطفال".
ويتساءل: "كيف وصلنا إلى هنا، حيث دولة يهودية ديمقراطية، منحدرة جزئيا من الهولوكوست، منخرطة في سياسة تجويع في حرب مع حماس أصبحت أطول وأشد الحروب فتكا بين الإسرائيليين والفلسطينيين في تاريخ إسرائيل، ولا يبدو أنها ستنتهي قريبا؟".
ثم يجيب قائلا إن ما يميز هذه الحرب هو أنها تضع ما أعتقد أنه أسوأ حكومة وأكثرها تعصبا وانعداما للأخلاق في تاريخ "إسرائيل" في مواجهة أسوأ منظمة وأكثرها تعصبا ودموية في تاريخ فلسطين.
ويشير إلى أن هذه الحرب ليس لها اسم متعارف عليه - مثل حرب الأيام الستة، أو حرب سيناء، أو حرب أكتوبر. ثم يقول إنه شخصيا لطالما كان لديه اسم لها. "إنها حرب الأسوأ".
ويؤكد فريدمان أن ما لم يدركه الكثير من الناس حتى الآن هو مدى مرض هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية. يواصل الكثير من المسؤولين الأمريكيين والمشرعين واليهود محاولة إقناع أنفسهم بأن هذه مجرد حكومة إسرائيلية يمينية أخرى، ولكنها أكثر يمينية بقليل وهذا خطأ.
ويشير إلى أنه جادل منذ مقاله في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، صباح اليوم التالي لانتخاب هذه الحكومة الإسرائيلية، والذي كان بعنوان "إسرائيل التي عرفناها قد ولت"، بأن هذه الحكومة الإسرائيلية فظيعة بشكل فريد.
ويعزو ذلك إلى أنها مكّنت أمثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي اقترح العام الماضي أن منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة "مبرر وأخلاقي" حتى لو تسبب في موت مليوني مدني جوعا، لكن المجتمع الدولي لن يسمح له بذلك.
قال سموتريتش في مؤتمر استضافته صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية: "نحن نجلب المساعدات لأنه لا يوجد خيار آخر. لا يمكننا، في ظل الواقع العالمي الراهن، إدارة حرب. لن يسمح لنا أحد بالتسبب في موت مليوني مدني جوعا، حتى لو كان ذلك مبررا وأخلاقيا، حتى عودة رهائننا".
ويقول فريدمان "إن هذه اللغة جديرة بالتحليل، لأنها تُلامس جوهر ما فعله نتنياهو بـ"إسرائيل". لقد جلب إلى أروقة السلطة أشخاصا مثل سموتريتش، ممثلين لفئة أقلية مظلمة ومقموعة منذ زمن طويل في التاريخ اليهودي".
ويؤكد أن ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعتقدان أن نتنياهو في أعماقه يريد "السلام" أولا وقبل كل شيء، وليس "قطعة" من من الضفة الغربية أو غزة. هكذا نجح بيبي، في خداع ترامب وويتكوف لفترة طويلة.
ويضرب مثالا على ذلك، أنه في كانون الثاني/ يناير، اتفقت "إسرائيل" وحماس على وقف إطلاق نار من ثلاث مراحل، تضمن تبادلا للمحتجزين والسجناء. لكن ترامب وويتكوف سمحا لنتنياهو بخرق وقف إطلاق النار من جانب واحد في آذار/ مارس، قبل أن يتسنى التفاوض على المرحلتين الأخيرتين.
استشهد نتنياهو برفض حماس تلبية مطلب "إسرائيل" بالإفراج عن المزيد من المحتجزين قبل استئناف المفاوضات - على الرغم من أن حماس لم تكن ملزمة بذلك في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
ويشير فريدمان إلى تحليل لأمير تيبون في صحيفة هآرتس هذا الأسبوع، بعنوان "كيف سهّل ترامب سياسة نتنياهو لتجويع غزة وفشل في إعادة الرهائن إلى ديارهم"، حيث جادل بأنه لا يوجد مبرر عسكري يدفع نتنياهو لاستئناف الحرب لأن حماس كقوة عسكرية قد هُزمت.
ويؤكد أن كل ذلك كان لخدمة مصالح "بيبي" السياسية، حيث أخبر سموتريتش والمتطرفون الآخرون نتنياهو فعليا أنه يجب عليه استئناف الحرب وإلا سيُطاح به، وخدع "بيبي" ترامب وويتكوف ليعتقدا أنه يستطيع تحرير "الرهائن" بتوجيه ضربات عسكرية أشد على حماس ومزيد من المعاناة للمدنيين في غزة، وحصر السكان في زاوية صغيرة من القطاع.
ويقول إنه تبين أن كل ذلك كان خطأ. لم تُهزم حماس، وعندما اضطرت "إسرائيل" في النهاية إلى استئناف إمداد الغذاء من خلال منظمة التوزيع التابعة لها، مؤسسة غزة الإنسانية، كان الأمر مُربكا للغاية لدرجة أن أعدادا لا تُحصى من سكان غزة كانوا يموتون يوميا وهم يتدفقون على مواقع التوزيع الإسرائيلية.