أدانت حركة "النهضة" التونسية، أحكام السجن التي أصدرها القضاء بحق رئيسها راشد الغنوشي وعدد من السياسيين والصحفيين والمدوّنين، ووصفتها بالأحكام "القاسية والظالمة".

ويوم أمس، أصدرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس أحكاما بالسجن تراوح بين 5 أعوام و54 عاما بحق 41 من السياسيين والصحفيين والمدونين ورجال الأعمال في القضية المعروفة إعلاميا باسم "أنستالينغو".

وشملت الأحكام الصادرة، التي تعد غير نهائية وقابلة للطعن، رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 22 عاما.

وتعليقا على ذلك، اعتبرت حركة "النهضة" أن "ما حصل محاكمة سياسية ظالمة تأتي في سياق مزيد التشفي والاعتداء على أبسط الحقوق والحريات، وعلى أبسط أسس دولة القانون والحريات".

وقالت إن هذه المحاكمة "تمثل اعتداء صارخا على استقلالية القضاء وحياديته وتسييسا فاضحا لإجراءاته وأحكامه".

وأضافت أن هذه الأحكام "تتناقض بشكل تام مع حاجة البلاد للحوار والوحدة الوطنية في مجابهة التحديات الخطيرة" التي تمر بها المنطقة.

يأتي ذلك فيما يشدد الرئيس التونسي قيس سعيّد في تصريحاته على استقلال المنظومة القضائية في بلاده.

وتعود القضية إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين أوقفت السلطات موظفين في شركة "أنستالينغو" وحققت مع صحفيين ومدوّنين ورجال أعمال وسياسيين بتهم بينها "ارتكاب أمر موحش (جسيم) ضد رئيس الدولة (قيس سعيد)، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والجوسسة".‎

ومفندة الأحكام، قالت حركة "النهضة" إن "شركة انستالينغو مختصة بإنتاج المحتوى الإعلامي والصّحفيّ بما في ذلك الترجمة، وتقدّم خدمات إعلاميّة متنوّعة شمل بعضها المشاركة في الحملات الانتخابية لعدد من المترشّحين للحملات الانتخابية الرّئاسيّة لسنة 2019، وليس من بينهم مرشح حركة النهضة في تلك الانتخابات".

وأضافت أن "هذه القضية شملت عددا من السياسيين وأعضاء الحكومات السابقين وموظفي الدولة والصحفيين والمدونين لا علاقة لعدد منهم ببعضهم البعض، ولم تثبت المحكمة هذه العلاقة بينهم".

ولفتت إلى أن "إجراءات هذه القضية شابتها منذ يومها الأول إلى صدور الحكم اخلالات وتجاوزات لا تكاد تحصى، مثل منع المحامين من الترافع عن بعض المتهمين، أو الادعاء على بعضهم دون دليل مادي أو معنوي".

ووفق وكالة الأنباء التونسية الرسمية، شملت الأحكام الصادرة بالقضية اليوم، السجن 54 عاما لمؤسس شركة "أنستالينغو" سالم الكحيلي، و35 عاما لكل من رئيس الحكومة الأسبق هشام المشيشي، ونجل الغنوشي معاذ الغنوشي.

إضافة إلى السجن 34 عاما لوزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، و28 عاما لمدير شركة "أنستالينغو" هيثم الكحيلي، و27 عاما للصحفية شهرزاد عكاشة، و25 عاما لنجلة الغنوشي سميّة الغنوشي.

و18 عاما ليحي الكحيلي شقيق مؤسس شركة "أنستالينغو"، و15 عاما للقيادي الأمني السابق لزهر لونغو، و13 عاما لكل من الناطق الأسبق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، والقيادي بحزب حركة النهضة السيد الفرجاني.

و12 عاما للمدون سليم الجبالي (حضوري)، 10 أعوام للضابطة السابقة بوزارة الداخلية سامية صبابطي، و8 أعوام للمسؤول الأمني الأسبق توفيق السبعي وزير الاستثمار والتعاون الدولي الأسبق والقيادي بحركة النهضة رياض بالطيب، و6 أعوام للمدون أشرف بربوش، و5 أعوام للصحفية شذى الحاج مبارك.

وتضمنت الأحكام للبعض غرامات مالية كبيرة ومصادر الأملاك والمنع من الترشح للانتخابات لفترات تصل لـ10 سنوات.

فيما حوكم البعض منهم غيابيا باعتبارهم فارين من العدالة ومنهم: شهرزاد عكاشة، وهيثم الكحيلي، وهشام المشيشي، ومعاذ الغنوشي، وسميّة الغنوشي.

يذكر أن المحكمة الابتدائية بمدينة سوسة (شمال شرق) تولت الفصل بهذه القضية في البداية، قبل أن يقرر قاضي التحقيق أواخر العام الماضي التخلي عنها وإحالتها إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: حرکة النهضة

إقرأ أيضاً:

دليل تطرف - اللجنة الوزارية العربية تدين رفض دخولها إلى رام الله

أدانت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، في مؤتمر صحفي مشترك، عُقد في وزارة الخارجية الأردنية بعمان، اليوم الأحد 1 يونيو 2025، "بشأن مؤتمر حل الدولتين"، رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى رام الله ، معتبره ذلك دليلا على تطرفها.

وأجمع الوفد الوزاري، الذي يضم رئيس اللجنة، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير خارجية مملكة البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير خارجية جمهورية مصر العربية بدر عبد العاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، "أن منع دخولنا الذي كان مقررا اليوم الأحد، إلى مدينة رام الله، دليل على تطرف اسرائيل، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي".

من جهته، قال الوزير الأردني الصفدي، إن قرار الاحتلال بمنع دخول وفد اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة إلى الضفة الغربية، يؤكد غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعنجهيتها، وتطرفها.

وأكد أن الموقف الإسرائيلي بمنع زيارة الوفد اللجنة بشأن غزة منسجم مع ممارساتها على مدى السنوات الماضية في الغطرسة والهمجية، مشيرا إلى أن الممارسات الإسرائيلية تشكل "تقويضا" للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، واجراءاتها الأحادية تهدف الى جعل حل الدولتين مستحيلاً.

وأوضح الصفدي، أن الملك عبد الله الثاني أكد خلال لقاء الوفد اليوم الأحد، على أهمية دور اللجنة في حشد موقف دولي فاعل لوقف الحرب على غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف حرب غزة، معتبرا حجم "المجازر" الإسرائيلية "تجاوزا لكل ما يمكن أن يقبل به أي إنسان".

وتابع: "نحن نريد السلام العادل ونعمل من أجله والحكومة الإسرائيلية مستمرة في خطواتها اللاشرعية"، موضحا أن الوفد العربي الإسلامي أكد خلال اللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أهمية وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وشدد الصفدي على أن تلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة هو الأساس الذي نسعى اليه جمعيا، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في قتل كل فرص السلام في المنطقة.

بدوره، أوضح الوزير السعودي الأمير بن فرحان آل سعود، أن رفض إسرائيل زيارة الوفد الوزاري العربي لرام الله دليل على تطرفها ورفضها أي محاولات جديدة لمسلك السلام.

من جانبه، أدان الوزير المصري عبد العاطي السلوك الإسرائيلي برفض دخول اللجنة الوزارية العربية إلى رام الله، مؤكدا أن ذلك دليل على عدم وجود شريك للسلام.

وأكد تصدي القاهرة وعمّان لمخططات تهجير الفلسطينيين، داعيا إلى دعمهم لمواصلة وجودهم على أرضهم.

وأشار إلى أنه جرى نقاش مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مؤكدا أهمية تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني، للاستمرار في وجوده على أرضه، والرفض الكامل لكل مخططات التهجير.

تجدر الإشارة إلى أن وفد اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، في عمّان اليوم، عقد اجتماعًا مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس عبر آلية الاتصال المرئي.

وبحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، يوم أمس، فقد قررت اللجنة تأجيل الزيارة إلى رام الله، في ضوء تعطيل سلطات الاحتلال لها من خلال رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فصائل فلسطينية تعقب على المجزرة الإسرائيلية غرب رفح ‫ الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ126 على التوالي أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة الأكثر قراءة حقيقة وفاة سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسبانيا تقاطع إسرائيل عسكريا وتدعو لاعتراف أوروبي بدولة فلسطين حماس تُعقّب على تعطيل إسرائيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الجيش الإسرائيلي : الحرب على غزة ليست بدون نهاية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • النصر يوقع مع سيماكان حتى 2029
  • دليل تطرف - اللجنة الوزارية العربية تدين رفض دخولها إلى رام الله
  • ما المدة القانونية للاستئناف على أحكام الجنح؟.. اعرف التفاصيل
  • بعد قليل.. الحكم في دعوى عدم دستورية بعض نصوص قانون أحكام الإيجار القديم
  • اليوم.. الحكم في دعوى عدم دستورية بعض نصوص قانون أحكام الإيجار القديم
  • رسميا.. ليفربول يعلن عن أولى صفقاته الصيفية
  • ليفربول يخطف الهولندي فريمبونغ من ليفركوزن
  • تونس: تشديد الأحكام على 20 مدانًا في قضية الهجوم على السفارة الأمريكية
  • قصة مصابة بالتصلب اللويحي تمكنت من المشي بعد 10 أعوام من الإعاقة.. فيديو
  • بن عطية: رفض أحكام القضاء خيانة للأمانة والشعب والوطن