فضل ليلة النصف من شعبان.. وهل خصص لها صلاة ودعاء معين؟
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
أيام قليلة وتهل علينا ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة ذات فضل كبير، ومنزلة خاصة .. سألنا الشيخ أحمد الجوهري- من علماء الأزهر الشريف عن فضل ليلة نصف شعبان وما هو الدعاء والصلاة التي تشرع في هذا اليوم ؟.. فقال:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.. إن ليلة النصف من شعبان قد ورد في فضلها عدة أحاديث، منها ما هو صالح للاحتجاج، ومنها ما هو ضعيف لا يحتج به .
هذا، وقد قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم.
فينبغي على العبد أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة. ومن هذه الذنوب: الشرك بالله، فإنه مانع من كل خير. ومنها الشحناء والحقد على المسلمين، وهو يمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم. فأفضل الأعمال بعد الإيمان بالله سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها.
ولم يثبت في تخصيص هذه الليلة بصلاة معينة، أو دعاء معين، شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، وأول ظهور لذلك كان من بعض التابعين. قال ابن رجب في لطائف المعارف: ( وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها. وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قَبِلَه منهم ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز).
وقال ابن تيمية رحمه الله: ( وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة).
وقال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان.
وأما صيام يوم النصف من شعبان فيسن على أنه من الأيام البيض الثلاثة، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، لا على أنه يوم النصف من شعبان، فإن حديث الصيام فيه لا يصلح للاحتجاج، بل هو حديث موضوع، وهو قوله (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها.
والله أعلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان شعب الإيمان لیلة النصف من شعبان صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه رسول الله
إقرأ أيضاً:
كيف يحافظ المسلم على صلاته مع ضغط العمل؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من أيمن ياسين من القاهرة، قال فيه: "أنا بصلي أحيانًا يوم كامل منتظم، لكن بسبب ضغط الشغل بتقع مني بعض الصلوات، والوحيدة اللي بقدر أحافظ عليها هي صلاة الجمعة لأنها يوم الإجازة، أعمل إيه عشان أحافظ على باقي الصلوات؟"
وأوضح أمين الفتوى خلال فتوى له على احد ذوي الهمم من الصم والبكم بلغة الإشارة، أن المسلم كما يحرص على عمله الدنيوي يجب أن يحرص على الفرائض والواجبات الدينية، مؤكدًا أن الصلاة هي عماد الدين، وقال النبي ﷺ: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة».
وأضاف الدكتور محمود شلبي: "لا يجوز أن يُقدِّم الإنسان عمله على صلاته، فالله سبحانه وتعالى قال: «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ». فالصلاة لا تسقط بحجة العمل أو الانشغال، لأن كل صلاة لها وقت موسع يمكن للمسلم أن يؤديها فيه، وليس مطلوبًا أن يصلي فور الأذان، بل يمكنه أن يختار الوقت المناسب داخل وقت الصلاة دون تأخيرها حتى يخرج وقتها".
وتابع: "من رحمة الله أن جعل لكل صلاة وقتًا يمتد لساعات، فمثلًا صلاة الظهر وقتها من الأذان حتى أذان العصر، والعصر حتى غروب الشمس، وهكذا، فلا يوجد عمل يمنع الإنسان من أن يخصص دقائق قليلة لأداء فرضه، فهي لا تحتاج إلا وضوءًا وخمس دقائق خاشعة بين يدي الله".
وأشار أمين الفتوى إلى أن العمل الذي يشغل صاحبه عن الصلاة لا بركة فيه، مستشهدًا بقول بعض السلف: «لا بارك الله في عمل يلهي صاحبه عن الصلاة». فالصلاة هي التي تجلب البركة في الرزق والعمل والعمر، ومن حافظ عليها بارك الله في حياته كلها.
وأضاف: "الذي يضيع الصلاة بسبب العمل عليه أن يُراجع نفسه، ويجعل من الصلاة راحة لا عبئًا، فهي الفاصل الذي يُعيد إليه طاقته وبركته، وإن شعر بالتقصير فليستغفر الله ويعقد العزم على الالتزام، فباب التوبة مفتوح ما دامت الروح في الجسد".