الثورة نت:
2025-07-31@00:16:34 GMT

أحرار العالم في دائرة الإرهاب الأمريكي

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

أحرار العالم في دائرة الإرهاب الأمريكي

تقرير/ أحمد داوود

يكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطيئته السابقة، معلناً تصنيف أنصار الله “منظمة إرهابية”، معللاً ذلك بإسناد اليمن لغزة، واستهداف البحرية الأمريكية.

يذكرنا هذا الموقف برواية ساقها الكاتب الأمريكي المتألق نعوم تشومسكي عن قرصان وقع في أسر الإسكندر الكبير، الذي سأله: “كيف تجرؤ على إزعاج البحر” وكيف تجرؤ على إزعاج العالم بأسره، فأجاب القرصان: “لأنني أفعل ذلك بسفينة صغيرة، فحسب، وأدعى لصاً، وأنت الذي يفعل ذلك بأسطول ضخم تدعى “إمبراطوراً”.

جواب القرصان الأنيق والممتاز، ينطبق تماماً على الولايات المتحدة الأمريكية التي توزع صكوك “الإرهاب” على أعدائها، وهي “أم الإرهاب” ومنبعه، وأساسه، والمغذي الرئيس له.

الأمثلة على الإجرام الأمريكي لا حدود لها، فهي لم توزع هذا الصك مثلاً على الكيان الإجرامي الذي يدعى “إسرائيل” الذي ارتكب على مدى 15 شهراً جرائم حرب إبادة جماعية، وقتل الأطفال، والنساء، ودمر بلداً بأكمله، إلى درجة أنه ألقى القنابل الحارقة على مخيمات النازحين، وهو أيضاً لم يوزع هذا الصك على المملكة السعودية التي ارتكبت الجرائم الفظيعة في اليمن على مدى 10 سنوات مضت، وحاصرت اليمن، وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ليس هناك فهم حقيقي، للمعايير التي تلجأ إليها واشنطن لوصم الآخرين “بالإرهاب”، لكن ما هو مؤكد أن الدول والأحزاب والحكومات المناهضة للسياسة الأمريكية، تجد نفسها داخل صندوق العداء الأمريكي، فالجمهورية الإسلامية في إيران وفق المفهوم الأمريكي “إرهابية”، وحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق “إرهابية”، وفنزويلا “إرهابية”، وهكذا، فإن الدول التي لا تخضع لأمريكا وعنفوانها وبطشها يتم تصنيفها تحت هذا المسمى غير السليم، وكل من غيّر سلوكه، وعاد إلى الحضن الأمريكي، خرج من هذه الدائرة، حتى وإن كان “الجولاني” المجرم الحقيقي.

سلوك أمريكا إرهاب حقيقي

وأمام الوقائع والأحداث في مختلف العالم، وسلوك البيت الأبيض منها، يتضح جلياً من “الإرهابي” الحقيقي، فواشنطن هي “أم” كل الإجرام، وتاريخها ملطخ بالدماء، فهي التي أبادت الهنود الحمر، وألقت القنبلة الذرية على “هيروشيما” و”ناجازاكي” في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، وهي التي ارتكبت المجازر الوحشية أثناء احتلال أفغانستان، ولا يزال معتقل “غوانتنامو” شاهداً على قبحها وتوحشها، وهي التي احتلت العراق، ودمرت بلداً بأكمله، وعذبت العراقيين، وقهرتهم، وسجن “أبو غريب” لا يزال حاضراً في الوجدان والمخيلة العراقية والعربية.

وفي ولاية ترامب الأولى، شواهد كثيرة على “إرهابه”، فهو الذي اغتال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، وهو الذي أوعز للطائرات الأمريكية بدون طيار لقصف محافظة البيضاء وقتل الأطفال والنساء بدم بارد.

عمل بطولي وعمل دنيء

وبالعودة إلى رواية تشومسكي، نجد أن أمريكا هي التي جاءت بالأساطيل الضخمة إلى البحر الأحمر، وأرهبت العالم، وأخافت الدول العربية والإسلامية عن تقديم المساندة لغزة، وصورت حرب الإبادة الجماعية بأنها عمل بطولي ينفذه المجرم نتنياهو وحكومته.

لم ترحم القنابل الأمريكية التي زودت بها كيان العدو الأطفال الرضع، والشيوخ المسنين، والنساء الحوامل، وفتكت بكل شيء في غزة ولبنان، واغتالت شهيد الإنسانية السيد القائد حسن نصر الله، بقنابل فراغية تزن ألفي رطل، ولجأت إلى حرب البيجر غير المسبوقة في التاريخ، وقتلت قادة حزب الله ورجاله الأوفياء.

حاملات الطائرات، هي الأخرى، جابت البحرين الأحمر، والعربي، واعتدت على اليمن، وقتلت عدداً من قواته البحرية.. فمن الذي يزعج البحر إذاً يا تشومسكي؟.

وفقاً للقانون الدولي، فإن ما قامت به اليمن من إسناد لغزة، يأتي في إطار التدخل الإنساني المشروع، وهو مغاير للتدخل الأمريكي المساند للجرائم الصهيونية، لكنها الهيمنة والاستكبار هي التي تحدد المعايير، وتفصّلها حسب مقاسها، وهي سلطة القوي على الضعيف، والطاغية على المظلوم، وحين تكون هذه هي المعايير التي تتحكم بالعالم، فمن البديهي أن يتم تصنيف الأحرار في خانة “الإرهاب”، ومن البديهي أن يتم التصفيق بكل حرارة للمجرمين والقتلة والمحتلين، كما حصل لنتنياهو في الكونغرس الأمريكي في إحدى زياراته لأمريكا المجرمة.

سيظل الموقف اليمني المساند لغزة، هو العمل البطولي المشرف، والشجاع، والإيماني، وفق تقييم أحرار العالم، ومناضليه، في حين تظل جرائم الإبادة صفة تلازم الأمريكيين، من مسؤولين، وقادة، وضباط، وغيرهم، والدليل على ذلك أن المواطنين الأمريكيين أنفسهم يقاطعون المؤتمرات الصحفية للمسؤولين، وينعتونهم بـ”وزراء الإبادة الجماعية” كما حدث لسيئ الصيت وزير الخارجية الأمريكي السابق بلينكن.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: هی التی

إقرأ أيضاً:

أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي

لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.

الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.

بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.

الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.

دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.

الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.

وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.

لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.

وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.

ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.

ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • عقب زلزال كامتشاتكا… أمواج تسونامي تصل إلى هاواي الأمريكية وتحذيرات في بلدان عدة حول العالم
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • تفاصيل مباحثات وزير الداخلية مع السفارة الأمريكية في اليمن
  • البقالي: "تعرضت للاعتقال في إسرائيل بسبب دعمي لغزة والقضية الفلسطينية قضية تهم كل أحرار العالم"
  • أحرار العالم في مواجهة الإبادة.. أين العرب من تاريخ العدالة؟
  • مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب..هذه أبرز الخطوات التي خطتها الجزائر
  • الفريق الأمريكي OpTic Gaming يحقق اللقب الحادي عشر في كأس العالم للرياضات الإلكترونية من خلال لعبة COD BO6
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)