وجه 3 أسرى إسرائيليين، خلال إطلاق سراحهم اليوم السبت من وسط قطاع غزة، رسالة شكر لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تقول إنهم بقوا على قيد الحياة بفضلها، وأعربوا عن غضبهم من الحكومة الإسرائيلية،التي وصفوها بالفاشلة .

وأطلقت حماس سراح الأسرى الإسرائيليين الـ3 وهم أوهاد بن عامي، وإيلي شعربي، وأور ليفي خلال مراسم بإحدى الساحات بمدينة دير البلح ، ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال بن عامي أقول لعائلات الأسرى اخرجوا وتظاهروا واطلبوا من الحكومة الإسرائيلية المضي نحو المرحلة الثانية والثالثة من الصفقة .

واعتبر الأسير الإسرائيلي المحرر البالغ من العمر(56 عاما) أن "الطريق الوحيد لإعادة جميع الأسرى من غزة إلى إسرائيل هو من خلال إتمام الصفقة".

وأعرب عن أمنيته في أن" يعيش الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني جنبا إلى جنب في سلام مطالبا حكومة بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب

ووجه بن عامي حديثه إلى حكومة بنيامين نتنياهو قائلا " فشلتم في 7 أكتوبر وفشلتم في إطلاق سراحنا بالضغط العسكري، والآن يتم إطلاق سراحي عبر صفقة لذلك يجب الاستمرار في المرحلة الثانية والثالثة، وكذلك إعادة كافة الأسرى الفلسطينيين إلى منازلهم بسلام"

إعلان

وتابع قائلا " حافظت كتائب القسام علينا ومنحتنا الطعام والشراب والدواء على مدى 16 شهرا في غزة، وبفضلهم أنا على قيد الحياة لذا أقول شكرا جزيلا لهم".

وكذلك، قال شرعبي (54 عاما)، الذي قُتل شقيقه يوسي في قصف إسرائيلي بقطاع غزة خلال الحرب"أنا غاضب جدا من حكومة إسرائيل، حكومة الفشل، التي فشلت في 7 أكتوبر، وفي الحفاظ على الأسرى".

وأعرب شعبي عن أمله في الاستمرار في الصفقة وإتمام المرحلة الثانية والثالثة منها، وأن تنتهي هذه الحرب المروعة وقال أشعر" بسعادة غامرة اليوم للعودة إلى أسرتي وأصدقائي، وأتمنى أن يعود جميع أصدقائي الذين بقوا هنا في الأسر قريبا إلى منازلهم، وعلى الحكومة الإسرائيلية مواصلة المفاوضات.. وأشكر كتائب القسام لأنهم حافظوا علي".

أما أور ليفي (34 عاما)، الذي كان الوحيد من بين الأسرى الذي ارتدى زي الجيش الإسرائيلي في إشارة إلى أنه مازال في سن التجنيد الاحتياط (حتى 40 عاما)، فقال في كلمته"أشكر كتائب القسام لأنهم اعتنوا بي عندما كنت مصابا، وأعطوني الطعام والمياه والدواء، واهتموا بشأني وأنا على قيد الحياة بفضلهم شكرا لهم"

وأقر ليفي بأن الضغط العسكري لم يساعد في إعادة الأسرى الإسرائيليين. وقال "ها أنا يتم إطلاق سراحي عبر صفقة، وآمل أن تتواصل المفاوضات وتنتهي الحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على قید الحیاة

إقرأ أيضاً:

مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى

أصدر المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو قبل أقل من أسبوع كتابا بعنوان "مؤرخ في غزة"، يعرض فيه مشاهداته وتفاصيل إقامته طيلة 32 يوما و33 ليلة (من 19 ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى 21 يناير/كانون الثاني 2025) في القطاع الذي تحول إلى جحيم وأنقاض بعدما كان في الماضي البعيد واحة مشهورة بثراء غطائه النباتي ومناخه المعتدل.

ويكتسب هذا الكتاب (الوثيقة/الشهادة) أهمية خاصة، أولا لكونه يحمل توقيع أكاديمي فرنسي مشهود له بالنزاهة الفكرية والمصداقية العلمية، ويعتبر من أبرز المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، وثانيا لكونه شهادة نادرة في وقت يمنع فيه الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، باستثناء الذين قبلوا الزيارة على متن دباباته.

وقبل صدور الكتاب في 28 مايو/أيار، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقتطفات تعطي فكرة عن مضمونه، الذي يراوح بين المشاهدات العينية للمؤرخ فيليو الذي زار القطاع ضمن وفد من منظمة "أطباء بلا حدود"، وتحليله لخلفيات هذه المأساة في إطار الصراع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى بعدها الكوني، لأنها في نهاية المطاف قصة إنسانية في جوهرها.

وقبل هذه الزيارة الخاصة، كان فيليو يقيم بشكل منتظم في قطاع غزة وفي إسرائيل منذ عام 1980. وقد نشر أكثر من 20 كتابا عن قضايا الشرق الأوسط، ومنذ عام 2015 يحظى عموده الأسبوعي في صحيفة "لوموند" بعنوان "مثل هذا الشرق الأدنى" بإقبال ملايين القراء.

إعلان يوميات غزة المفقودة

وقرر الكاتب، وهو أستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ودبلوماسي سابق بين عامي 1988 و2006، سبق له أن عين في الأردن وتونس والولايات المتحدة، أن يتبرع بجميع العائدات من هذا الكتاب لمنظمة "أطباء بلا حدود" لدعم عملها في قطاع غزة.

وخلافا للكتب السابقة ذات النفس الأكاديمي والعلمي، وأحدثها "كيف ضاعت فلسطين: ولماذا لم تنتصر إسرائيل؟"، فإن كتاب "مؤرخ في غزة" (224 صفحة) يتخذ شكل يوميات أو تحقيق صحفي طويل، معزز بتحليلات وتأملات وإضاءات وإدانات للصمت الإقليمي والدولي تجاه ما يجري في القطاع.

ويعزز الكاتب شهادته المباشرة عن المعاناة التي سببتها الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بإضاءات تاريخية على الصراع حول قطاع غزة منذ أن سقط في أيدي الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب حرب 1967، وباستشراف سبل إنهاء هذا الصراع الطويل.

ويشير الكاتب في أولى صفحات الكتاب إلى أن غزة التي زارها في أواخر عام 2024 هي شيء مختلف تماما عما ألفه منذ عام 1980، بل إنها اختفت. ويقول فيليو في هذا الصدد: "الأرض التي عرفتها واستكشفتها لم تعد موجودة. ما تبقى منها يعجز اللسان عن وصفه".

غزة بلا ملامح

وعن هول الصدمة التي شعر بها لدى وصوله إلى غزة، يقول فيليو: "لا شيء كان يهيئني لما رأيته وعايشته في غزة. لا شيء، لا شيء. لا شيء على الإطلاق". ويستقي الكاتب معجمه من القرون الوسطى ليصف أول ليلة له في غزة تحت القصف، وهو يدخلها مع موكب "أطباء بلا حدود"، ويقول مستعملا تعبيرا يحيل إلى الكاتب الإيطالي دانتي أليغييري إنه "مشهد مرعب لا يمكنك أن تميز فيه سوى الشهب المتناثرة، وسرعان ما يغمره الظلام الكثيف".

ومع اقتراب منتصف الليل، بدأ الكاتب يسمع شهادات مؤثرة عن المأساة المستمرة في بيت لاهيا، في أقصى شمال القطاع، المعزول كليا عن العالم منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2024. ويقول الكاتب: "لا يبدو تعبير التطهير العرقي مبالغا فيه لوصف الطرد المنهجي للسكان، والتدمير المنهجي للمباني، واستهداف المستشفيات باعتبارها آخر الأمكنة التي يمكن أن تضمن سبل الحياة السليمة".

إعلان

وعلى الطريق الساحلي من بيت لاهيا جنوبا نحو خان يونس، سيرصد الكاتب على جانب الطريق خياما منصوبة على امتداد عدة كيلومترات، في حين نصب بعض النازحين ملاجئهم العشوائية المؤقتة على الشاطئ، متحدين هبات الرياح والأمواج.

في هذا المكان الذي كان أرضا خلاء قبل الحرب، وأصبح الآن يضج بآلاف اللاجئين، بدأ الكاتب يسمع قصصا عن الموتى، والمفقودين، والمدفونين تحت الأنقاض، والهروب المحموم، ومشاعر الخوف والرعب، وإنقاذ الأطفال، والنزوح مرة، ومرتين، و10 مرات، والألم والخسارة، والحزن والرعب. وهنا يقول: "لقد أدركت منذ وقت طويل أن غزة التي عرفتها وتمشيت فيها لم تعد موجودة".

وعندما تعجز الكلمات عن تصوير المأساة، يستحضر الكاتب تقييمات الأمم المتحدة للكارثة الإنسانية بحلول نهاية عام 2024: تم تدمير 87% من المباني السكنية (411 ألف مبنى) كليا (141 ألف مبنى)، أو بشكل خطير أو جزئي (270 ألف مبنى). أكثر من 80% من الشركات وثلثا شبكة الطرق أصبحت خارج الخدمة. قرابة مليوني امرأة ورجل وطفل أجبروا على النزوح ما بين مرة و10 مرات…

وهنا لا يجد الكاتب بدا من مقارنة مأساة غزة بغيرها، ويقول: "رغم أنني زرت العديد من مسارح الحرب في الماضي، من أوكرانيا إلى أفغانستان، مرورا بسوريا والعراق والصومال، إلا أنني لم أشهد قط أي شيء مثل هذا. (…) وأنا أفهم بشكل أفضل لماذا تمنع إسرائيل الصحافة العالمية من الوصول إلى مثل هذا المشهد الصادم".

حياة بين الركام

أمام هذه الفظاعات، يلتقط الكاتب بقايا حياة تطفو من الحطام. فتيات صغيرات يحملن حقائب مدرسية على ظهورهن ويخرجن من أحد الأزقة، حيث يواصلن تلقي تعليمهن في مدرسة تدعمها سلطنة عمان. أحد الناجين يحافظ على كرامة مأواه داخل خيمته العالقة وسط الأنقاض، ويفرغ دلوا من النفايات على عتبة "بابه". عائلة تلجأ إلى الطابق العلوي من مبنى مدمر، وتقوم بتجفيف ملابسها على شرفة متهالكة..

إعلان

أمام هذه المشاهد، ينبهنا الكاتب إلى أن "هذا الخراب من شأنه أن يجعلنا ننسى أن غزة كانت منذ آلاف السنين واحة مشهورة بتنوع غطائها النباتي واعتدال مناخها، وأن ثرواتها بدأت تتعرض للاستنزاف منذ عام 1967 تحت وطأة الاحتلال والاستيطان إلى غاية عام 2005، وما تلاهما من حصار كامل منذ عام 2007".

وبالعودة إلى حاضر القطاع، يعرب الكاتب عن قلقه من كون الحرب على غزة دخلت بسرعة دوامة المألوف بسرعة أكبر من الحرب في أوكرانيا، وهنا يوجه اللوم إلى الصحافة الدولية لأنها لم تبذل جهدا كبيرا لممارسة حقها في تغطية حرة ومهنية لما يجري في غزة.

وهنا يخلص الكاتب إلى أن ضحايا غزة يقتلون مرتين، المرة الأولى عندما تصيبهم آلة الحرب الإسرائيلية مباشرة في أجسادهم أو تخنقهم ببطء في خيامهم، والثانية عندما تنكر الدعاية الإسرائيلية شدة معاناتهم وحجم خسائرهم.

غزة وخيانة العالم

أمام هذا الوضع، يلاحظ الكاتب أن "أهل غزة يشعرون أن العالم تخلى عنهم. كانوا يعتقدون في البداية أن صور المذبحة سوف تهز الرأي العام الدولي وتجبره على التحرك لوضع حد لها. وعندما تبين لهم أن الأمر ليس كذلك، تفاقم حجم الألم، وانضافت خيبة الأمل إلى جروح الأجساد المصابة. هناك تنصب اللعنة على سلبية الأنظمة العربية، بل تواطؤها، في حين لا أحد يتوقع الكثير من الدول الأوروبية، التي لم يطالب أي ممثل منها بالسماح له بدخول غزة".

مرة أخرى، يأخذ الكاتب بيد القارئ من جحيم الحاضر إلى بدايات القصة، وتحديدا إلى فصول المعاناة الممتدة منذ بدء الحصار الإسرائيلي المطبق والخانق على قطاع غزة عام 2007، وما تلاه من اعتداءات وحروب.

ويتساءل الكاتب: ماذا تغير مقارنة بالحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع قبل عام 2023؟ ويجيب بالقول إن الحروب السابقة كانت محدودة نسبيا من حيث الوقت والدمار، أما الدمار هذه المرة، فهو مستمر بشكل منهجي ومنظم، أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر. وما تغير أيضا هو أن عالمنا لم يعد يستطيع أن يتظاهر بتجاهل حجم هذه الكارثة هذه المرة، وأن عالمنا سمح بحدوثها عندما لم يصفق لها".

إعلان

ويواصل الكاتب صرخته: "غزة لم تتحطم على نساء ورجال وأطفال غزة فحسب، بل تحطمت على بنود القانون الدولي التي تم التوصل إليها لمنع تكرار وحشية الحرب العالمية الثانية. (…) أصبحت غزة الآن تحت رحمة اللاهثين وراء الصفقات، ومحترفي الذكاء الاصطناعي، ومن يصطادون في مياه البؤس البشري".

مقالات مشابهة

  • ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
  • أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب في 2025 وتواصل تبادل الأسرى مع روسيا
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال عناصر من حماس في سوريا
  • تقدم حذر في مفاوضات الأسرى.. حماس تطلب ضمانات وإسرائيل تماطل
  • مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
  • جارف الثلوج الذي دَوَّخ فرنسا وأميركا.. من يكون هو شي منه؟
  • «لجنة السلم»: لا جرائم ضد الضباط السوريين المفرج عنهم
  • غزة.. «تقدم ملحوظ» في مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار
  • ترامب يطالب نتنياهو بإنهاء الحرب بغزة لأنها استنفدت أهدافها
  • عائلات الأسرى : لدينا اتفاق جاهز ويمكن لـ نتنياهو توقيعه غدا